مملكة النحل


مملكة على رأسها ملكة حريصة على مصالح شعبها، تحكمه حكما أدبيا وديا، لا قهر فيه ولا تسلط و لا جبروت . وشعبها يتحلى بصفات لا مثيل لها، فهو شعب نشيط، لا يعرف الكسل، متفانيا في الطاعة، لا يعرف التمرد أو العصيان، شجاع ليس فيه متخاذل أو جبان، عظيم التضحية، قل نظرائه بين الكائنات، أمين لا يعرف الخيانة، نظيف دائم العمل والاجتهاد دونما تبرم أو كلل. إنها مملكة نحل العسل.
تتألف مملكة النحل من ملكة واحدة، وعدة مئات من اليعاسيب (الذكور) وعدد كبير من العاملات. وملكة أكبر حجما من اليعسوب، تعمر 4 – 5 سنوات، بينما يعيش اليعسوب ثلاثة أشهر، فهو أكبر قليلا من العاملة التي تعيش 8 – 5 أسابيع فقط، وباستثناء وضع البويضات لا تقوم الملكة بعمل داخل خلية النحل، لكن وجودها ضروري جدا لبقاء الخلية ، إذ غالبا ما يعني موتها تشرد النحل و فناء المملكة.
ولا تقوم اليعاسيب بأي عمل على الإطلاق داخل الخلية باستثناء تلقيح الملكة، وبعد ذلك تموت. وتقوم الشغالات بكافة إعمال الخلية فتعتني بالملكة والنحل الصغار وتبني النخاريب الشمعية السداسية الشكل .

الزفاف الملكي:
أول ما تقوم به الملكة ضمن استعدادها لرحلة الزفاف هو قتل منافستها من الملكات، ذلك إن الملكة الأم تكون قد وضعت عدة بويضات في المقصورة (العيون الملكية ) .
بعد أسبوع من التجهيز تبدأ مراسم الزفاف الملكي، فتغادر الملكة الخلية و تحلق فوقها من جهات عديدة كي لا تخطيء الرجعة إليها بعد الانتهاء من عملية التلقيح ، ثم تبث عطرها الملكي المثير ، و تعجز اليعاسيب عن المقاومة ، و هكذا تتدافع مسرعة إلي بوابة الخلية ، لتعلن بدأ مراسيم الزفاف، و يظفر بها أقواها بنية ، و أجلدها على تحمل المشاق و الصعوبات.

خدمة متفانية :


تفقس البويضات بعد وضعها بثلاثة أيام، وتباشر العاملات بتغذية اليرقات و رعاتها مدة ستة أيام ، تتشرنق بعدها اليرقات ، فتغلق النخروب على نفسها ، و تبقى كذلك حتى تخرج نحلة كاملة.
و لقد دلت الدراسات إن الملكة تحتاج 16 يوم من وقت وضعها بويضة في النخروب و حتى خروجها حشرة منه كاملة ، بنما يحتاج اليعسوب إلى 21 يوم ، و تحتاج العاملة الى 24 يوم لإكمال نموها.

اختلف الطعام فاختلف المآل :
عندما تضع الملكة بويات لتخرج منها عاملات فإنها تضغط علـى الحافظة المنوية ،




فتخرج حيوانا منويا ، أو بضعة حيوانات منوية تلقح بها البويضة . و كذلك الأمر بالنسبة للبويضة التي تنتج عنها ملكة ، أما البويضات التي تعطي الذكور فإنها لا تلقح.
فيكف -إذن – تستطيع الملكة تمييز البويضة التي تفقس ملكة عن تلك التي تفقس عاملة خاصة إن البويضتين ملقحتان و حجمهما واحد؟
في الواقع إن الملكة لا تملك تقرير ذلك ، إلا بنسبة ضئيلة ، تتمثل في وضع البويضات المكية في النخاريب الملكية ، و الأخرى في اللنخاريب الخاصة بالعاملات .
أما العامل الحقيقي الذي يحدد ما إذا كانت اليرقة ستصبح ملكة أو عاملة فهو نوع الطعام الذي تتلقاه اليرقة ؛ فإن أعطيت اليرقة ( الغذاء الملكي) و هو غذاء تفرزه النحلات الفتية من غدد خاصة في رأسها ، طوال الأيام التي تسبق دخولها الشرنقة فإنها تخرج ملكة . أما إذا أطعمت اليرقات من الغذاء الملكي في الأيام الثلاثة الأولى من حياتها ثم غذيت (بخبز النحل) و هو طعام يتكون من العسل المخلوط بغبار الطلع حتى
تتشرنق ، فإنها تصبح عاملة . و بالنسبة ليرقات الذكور فإنها تتغذى بخبز النحل طوال فترة حضانتها.
و لكن لا بد من التنبيه إلى إن توقيت تقديم الطعام له الدور الأساسي فيما ستتمخض عنه اليرقة فقد تبين إن تغذية يرقة العاملة بالغذاء الملكي بعد تغذيتها بخبز النحل لا يجعلها يرقة ملكية ،إذ يجب إن لا يدخل جوف اليرقة الملكية طعام العامة و إلا اصبحت منها .
فسبحان الله القادر على كل شيء




انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب تعيينات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا من هنا