النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مقال فلسفي : مشكلة الأنواع الأدبية عند العرب

  1. #1

    افتراضي مقال فلسفي : مشكلة الأنواع الأدبية عند العرب








    مقال فلسفي : مشكلة الأنواع الأدبية عند العرب
    | منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة




    منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس



    عرض بعض النقّاد العرب القدامى تصوّرات غائمة لموضوع الأنواع الأدبيّة، مكتفين بالشعر، ومهملين السرد بصورة شبه كلّيّة، وانصبّ جانب من اهتمامهم على النثر باعتباره شكلاً أدبيًّا مخصوصًا يقابل الشعر ويضادّه، فيما لم يستأثر السرد إلاّ بلمحات عابرة لا تكاد ترسم صورة واضحة له، فلم تنتظم رؤية تاريخيّة أو نقديّة تحيط بأحوال المرويّات السرديّة القديمة من ناحية النشأة، والخصائص، والوظائف، والتطوّرات الشفويّة الخاصّة بها، فكلّ ذلك كان خارج مجال التفكير الشائع في الثقافة الأدبيّة آنذاك. وهي ثقافة انصرف جلّ اهتمامها إلى الشعر باعتباره الشكل الأسمى للتعبير الأدبيّ عند القدماء.

    وظهر نوع من الخلط والفوضى في معالجة الموضوع اتخذ طابع المفاضلة بين الشعر والنثر بطريقة مبسّطة، وهي مفاضلة مبنيّة على تحيّزات ثقافيّة ظهرت في سياق مجادلات سجاليّة لم تعنَ بالهدف الجوهريّ الذي يتقصّد تثبيت التمايزات النوعيّة بين النصوص، ولا بالبحث المقارن بين التطوّرات الأسلوبيّة والبنيويّة للنصوص النثريّة والشعرية. وبالإجمال فثمّة شحّ لا يخفى في العناية بهذا الموضوع في الأدب العربيّ القديم.

    وفيما يخصّ نشأة القول الأدبيّ، يمكن إجمال أطراف الموضوع بظهور رأيين، الأوّل قال بالتوقيف الإلهيّ الذي قال به الباقلاّنيّ (403=1012) ومؤدّاه أنّ الله أوقف قول كلّ شيء على لسان البشر، فلا دور لهم في ظهور شيء منه. والثاني قال بالمواضعة والاصطلاح، وقد أخذ به رشيق القيروانيّ (453=1061) بعد أن أثاره، قبل ذلك، النهشليّ. وإذا كان الرأي الأوّل قد أرجع أمر نشأة الأقوال إلى مرجعيّة لاهوتيّة، فإنّ الرأي الثاني التفتَ إلى البعد التاريخيّ للآداب، وبأنها أشكال لغويّة تواضع عليها البشر، واتفقوا على ضرورتها، فأخذوا بها للتعبير عن أنفسهم وعالمهم.



    لم تندرج الآراء في سياق تصوّر تاريخيّ- نظريّ دقيق يؤرخ لتطوّرات الأدب العربيّ، وأجناسه الكبرى الشعريّة، والسرديّة، إنما ظلت متناثرة في المظانّ القديمة، ومن ذلك فقد أشار بعض القدماء إلى أسبقيّة ظهور الشعر، منهم: أبو عمرو بن العلاء (145=752) والأصمعيّ (215=730) وابن سلام الجمحيّ (232=846) والجاحظ (255=869) وغيرهم. وتبع هذا أن وردت إشارات أخرى حول تعريف الشعر، وتقرير خصائصه، وتباينت وجهات النظر بين مجموعة من النقّاد مثل ابن طباطبا (322=934) وقدامة بن جعفر (326=938) -على سبيل المثال-وهما يعتبران الشعر كلامًا موزونًا ومقفى وله معنى، ومجموعة من الفلاسفة كالفارابيّ (355=950) وابن سينا (428=1037) وابن رشد (595=1198) الذين يضيفون أنه كلام مخيّل قوامه الأقاويل الشعريّة.

    لم يبذل جهد يذكر في دراسة الخصائص الفنيّة للأنواع الأدبيّة القديمة، ولا تواريخ ظهور أشكال تعبيريّة كثيرة انفصلت عنها، وكوّنت داخل خريطة الأدب العربيّ مواقع خاصّة لها، وهي أشكال شعريّة، وسرديّة تكاثرت بمرور الوقت. وبخاصّة بعد أن راحت الآداب القديمة تتشقّق، وتزدهر في مناطق مختلفة، ويمكن اعتبارها أنواعًا فرعيّة قبل أن تستقلّ، وتصبح أنواعًا كاملة. وانتبه ابن خلدون(808=1406) إلى ظاهرة التشقّق في الأنواع الأدبيّة، وعزاها إلى أنّ لغة البلاد الجديدة، خارج شبه الجزيرة العربيّة، التي عدّت الموطن الأصليّ للجذور الدلاليّة الفصيحة للغة العربيّة، اختلفت بعض الشيء، بسبب المؤثّرات الثقافيّة، عن اللغة الأمّ.

    تعدّ اللغة علامة تداوليّة تتفاعل بتأثير من الطبيعة التراسليّة بين المتعاملين بها، وبالنظر إلى اتساع دار الإسلام، فقد ضمّت بين أطرافها مواطن حضاريّة لها ثقافات مختلفة، سواء أكان ذلك في العراق أم سورية أم شمال إفريقيا أم الأندلس أم فارس وما خلفها، وتلك الثقافات القديمة لم تطمس، إنما تفاعلت مع الثقافة العربيّة، فأنتجت ثقافات لها طوابع محلّيّة، فهي متصلة بثقافة شبه الجزيرة، ومنفصلة في الوقت نفسه عنها. متصلة بها، لأنّ كثيرًا من مظاهرها ترتّب في ضوء القواعد الأسلوبيّة، والتركيبيّة، والدلاليّة، للغة العربيّة الفصحى، التي كانت وسيلة التعبير المعتمدة للثقافة، ومنفصلة عنها، لأنها تستلهم التقاليد، والموروثات الشعبيّة للمجموعات العرقيّة التي طوّرت ضروبًا متنوّعة من الثقافات الخاصّة داخل ذلك الإطار العامّ.





    ومن الطبيعيّ أن تتباين أشكال التعبير الأدبي في الثقافة السائدة بين هذه المنطقة وتلك، فلا يمكن تصوّر مماثلة كاملة بين صيغ تعبير تؤدّي وظائف محدّدة للجميع، كما أنّ انبعاث الموروثات القديمة، واللغات، وبقايا العقائد، والتقاليد، واستمرارها أو تكيّفها، يقود لا محالة إلى تمايز في درجات التعبير وأشكاله، وهو أمر ينمّي، بمرور الزمن، أشكالاً أدبيّة جديدة. وهذه الأشكال التي هي أكثر التصاقًا بالبيئات الشعبيّة المحلّيّة، سواء باستثمار الموضوعات الموجودة في تلك البيئات، أم بالاستعانة باللهجات السائدة، أو الصيغ الأسلوبيّة المتداولة، تبتدع مسارات خاصّة تخرج بها على أنماط التعبير الكبرى، فتنتهك القواعد التي رسّختها تلك الأنماط. وهي لا توقّر، في الغالب، الثقافة الرسميّة المتعالمة التي تحوّلت إلى قوالب جامدة، تفرض أطرها العامّة كنوع من التقليد، دون أن تنتبه إلى خلوّها من الحيويّة والتجدّد.

    تتواطأ الثقافة الرسميّة السائدة مع السلطة، وتستخدم من قبلها في تسويغ أفعالها، فيما تطوّر الثقافات المحلّيّة أشكالاً مختلفة من الرفض وعدم القبول، وحيثما تتعدّد الانتماءات العرقيّة والدينيّة، تتنوّع الثقافات، وتختلف الرؤى والتصوّرات، وحيثما تتجمّد الحياة في تضاعيف الثقافة العامّة، وتخمد الاجتهادات، ويتعثّر التجديد، وتظهر قوالب فارغة تمثل ركائز صلبة لثقافة توقّفت عن العطاء الحقيقيّ، تنبعث دماء الابتكار والتجديد في ثنايا الثقافات المحلّيّة الخاصّة؛ فتتوازى ثقافتان: ثقافة تجريديّة تقرّ بالثبات، وتبجّل الماضي، وتقدّس المقولات، وتضع بينها وبين موضوعاتها مسافة؛ لأنّ آلياتها تشتغل ضمن أطر وقوالب، لا تأخذ في الاعتبار حاجات التغيّر والتلقّي، وثقافة حسّيّة، وتشخيصيّة، ومهجّنة، لا تقرّ بالثبات، ولا تؤمن بالصفاء، إنما تتكوّن من موارد عدّة متداخلة ومتفاعلة لا تعزل نفسها عن العالم الذي تظهر فيه، إنما تنشغل به انشغالاً مباشرًا، وللتعبير عنه، لا تتردّد في تهجين أساليب تعبيريّة متعدّدة، ولا تخشى إثارة موضوعات مختلفة حولها. إنها ثقافة انتهاكيّة وغير امتثاليّة غايتها التحوّل.

    وفيما تثبّت الثقافة الأولى الأشكال والأساليب التي أنتجتها في ذروة تطوّرها، تقوم الثقافة الأخرى باستحداث أشكال متجدّدة، وفيما تريد تلك إخضاع الحياة لأطرها الثابتة، تريد هذه أن تتوافق أشكال التعبير في اطراد متقدم مع تجدّد الحياة. هذه النزاعات العميقة كانت فاعلة في صلب الثقافة العربيّة- الإسلاميّة، وسوف يصطدم نسق التحوّلات، بين فترة وأخرى، بالركائز الصمّاء للتقاليد التي تفرزها الثقافة الرسميّة، وقد أصبح السرد، بتطوّراته النوعيّة والأسلوبيّة، هو المحكّ المعبّر عن هذه التحولات.





    بالتوفيق للجميع

    موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
    من هنا





    إمتحان الباكالوريا الدورة الرئيسية ,امتحان الباكالوريا دورة المراقبة,نتائج البكالوريا ,نتائج شهادة بكالوريا,نتائج شهادة الباكالوريا التونسية,نتائج شهادة الباكالوريا المغرب,نتائج شهادة الباكالوريا الجزائر,نتائج شهادة الباكالوريا سوريا ,,نتائج بكالوريا 2014, resultat bac 2014 ,bacaloria lettre,resultat bacaloria maroc,bac,bacaloria au maroc,bacaloria ,resultat bac,bac.onec.dz‬‎,Bac ,Maroc ,bacaloria maroc, les résultats bac,bacaloria
    تحضير بكالوريا bac 2014,قسم تحضير شهادة البكالوريا 2014 Bac Algerie,منتدى البكالوريا,تلخيص دروس البكالوريا,للمقبلين على الباكالوريا, لتلاميذ الباكالوريا, مراجعة الاعلامية, مراجعة التاريخ, مراجعة التقنية, مراجعة الجغرافيا, مراجعة الرياضيات, مراجعة العربية, مراجعة الفلسفة, مراجعة الفيزيا, مناظرة الباكالوريا, مناظرة البكالوريا, منتدى الباكالوريا, منتدى البكالوريا, منتدى الفلسفة, منهجية تحليل النص, اللغات الحية, الاسبانية, الانقليوية, الباكالوريا, امتحان الباكالوريا, امتحان البكالوريا, التخطيط للموضوع, التفكير الاسلامي, التقنية, العربية, الفلسفة, الفيزياء, تلاميذ البكالوريا, تلخيص محاور الفلسفة, تلخيص الدروس, تلخيص الجغرافيا, تلخيص العلوم الطبيعية, باكالوريا آداب, باكالوريا اعلامية, باكالوريا تقنية, باكالوريا رياضيات, باكالوريا علوم, تحليل موضوع, تحليل نص, بكالوريا آداب, بكالوريا شعب علمية, بكالوريا علوم الحياة و الارض, بكالوريا علوم تجريبية, فلسفيات الباكالوريا, نصائح للمقبلين على البكالوريا, نصائح لمراجعة جيدة, وظائف للعرب, وظائف العرب,منتدى الفلسفة منتدى الباكالوريا - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب - منهجية تحليل النص بكالوريا آداب,


  2. #2
    Super Moderator الصورة الرمزية وظائف اليوم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المشاركات
    7,129

    افتراضي مقال فلسفي : مشكلة الأنواع الأدبية عند العرب








    مقال فلسفي : مشكلة الأنواع الأدبية عند العرب



    عروض الشغل في تونس ,وظائف شاغرة في تونس,عروض الشغل , مناصب شغل في الجزائر,مباريات التوظيف في المغرب , دليل التوظيف ,الوظائف في المغرب,وظائف شاغرة في ليبيا,وظائف شاغرة في مصر,وظائف شاغرة في السعودية,وظائف شاغرة في قطر,وظائف شاغرة في الامارات,وظائف شاغرة في الكويت,وظائف شاغرة في العراق,وظائف شاغرة في لبنان,وظائف شاغرة في سوريا,وظائف شاغرة في البحرين,وظائف شاغرة في عمان,وظائف شاغرة في لبنان,وظائف شاغرة في السودان,وظائف شاغرة في فلسطين,صحف التوظيف,جرائد التوظيف ,مواقع التوظيف العمومي,مواقع تونسية للتشغيل,موقع تونسي للتشغيل, التوظيف في تونس - وزارة التكوين والتشغيل - وظائف مدرسين وظائف مدرسات - مقابلة العمل - نتائج مسابقات التوظيف - وظائف البنوك - وظائف الشركات الخاصة - وظائف الصحف - وظائف اليوم - وظائف اليوم فى السعودية - وظائف تعليم وتدريس - مسابقات التوظيف - مناظرات الوظيفة العمومية - وظائف جريدة الاهرام - وظائف اليوم فى قطر - وظائف اليوم في الامارات - وظائف جريدة الاخبار - وظائف جريدة الجمهورية - وظائف جريدة الوسيط - وظائف خالية فى الاسكندرية اليوم - وظائف خالية فى السعودية - وظائف خالية فى قطر - وظائف خالية فى مصر - وظائف سكرتارية - وظائف فنيين - وظائف حكومية - وظائف خالية فى الامارات - وظائف خالية فى الكويت - وظائف عسكرية - وظائف وزارة الداخلية - وظائف فى القاهرة - وظائف مهندسين - وظائف معلمين - زظائف معلمات - وظائف في الجيش - وظائف صحية - وظائف تعليمية - وظائف جامعية - وظائف في السودان - وظائف في اليمن - وظائف في الاردن - وظائف جريد الشروق - وظائف صحيفة الشروق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172