ويليام شكسبير - بحث جاهز ومعمق عن أعظم كاتب في اللغة الإنجليزية ويليام شكسبير
ويليام شكسبير أعظم كاتب في اللغة الإنجليزية
ويليام شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي. وإن كانت حكمته التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. هناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقة شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام. وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن أباه كان رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل إنه بلغ حداً من التعليم، مكنه من التدريس في بلدته ستراتفورد – أون – آفون التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، يقوم بالتمثيل على خشبته أكبر الممثلين المتخصصين في رواياته. ومن الثابت أيضاً أنه تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وفي 1588 انتقل إلى لندن وربط حياته بالمسرح هناك. وفي 1589 أخرجت أولى مسرحياته وهي أما مسرحية كوميديا الأخطاء أو الجزء الأول من مسرحية هنري السادس. وفي 1599 اشترك في إدارة مسرح جلوب الشهير. وقد كان شكسبير رجل عصره على الرغم من عالمية فنه إذ تأثر إلى حد بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح مثل توماس كيد وكريستوفر مارلو، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية. كما كان يهوى المشاهد الهزلية ذات الطابع المكشوف التي كانت تتخلل المسرحيات التراجيدية لتخفف من حدة وقعها. غير أن شكسبير هذب القصص التي نقلها عن المؤرخ هوليتشد لتاريخ إنجلترا واسكتلندا كما هو الحال
في مسرحيات ماكبث، والملك لير، وسمبلين، وريتشارد الثالث، وعن المؤرخ الروماني بلوتارك كما في مسرحية أنطونيو وكليوباترا. وأضاف إلى ذلك كله عمق تحليله للنفس البشرية، فضلاً عن شاعريته الفياضة في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة حتى جعل من المسرح الإنجليزي فناً عالمياً رفيعاً. ومن المتفق عليه بين معظم الباحثين والدارسين أن 38 من المسرحيات لا يشكل في نسبتها إليه، وأن مراحل إنتاجه الأدبي يمكن تقسيمها إلى مراحل أربع: أولها (1590 – 1594) وتحوى مجموعة من المسرحيات التاريخية منها كوميديا الأخطاء، وهنري السادس وتيتوس اندرونيكوس، والسيدان من فيرونا وجهد الحب الضائع والملك جون، وريتشارد الثالث، وترويض النمرة والأخيرتان ترجمتا إلى العربية، والثانية هي المرحلة الغنائية (1595 – 1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفيفة مثل ريتشارد الثاني وحلم منتصف ليلة صيف وتاجر البندقية التي ترجمت جميعاً إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل روميو وجوليت، وهنري الخامس، ويوليوس قيصر، وكما تهواه وقد ترجمت جميعاً إلى العربية. ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك زوجات وندسور المرحات وضجيج ولا طحن، أما المرحلة الثالثة (1600 – 1608) فهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل نضوجه الفني، فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية مثل هاملت، وعطيل، والملك لير وماكبث وأنتوني وكليوباترا، وبركليز وكريولينس ودقة بدقة وقد ترجم معظمها إلى العربية. ومنها ما ترجم أكثر من مرة، ومنها ما بلغ عدد ترجماته العشرة مثل هاملت. ومن مسرحيات هذه المرحلة أيضاً تيمون الأثيني. وخير ما انتهى بخير. ثم تأتي المرحلة الرابعة (1609 – 1613) التي اختتم بها حياته الفنية وقد اشتملت على مسرحيات هنري الثامن، والعاصفة مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي قصة الشتاء وسمبلين. وفي هذه المرحلة نجد العواصف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل.
شكسبير كاتباً مسرحياً
يمكن تقسيم نتاج شكسبير المسرحي إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عدداً من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. ومن الممكن، ابتغاءً للسهولة، تقسيم نتاجه إلى أربع مراحل، مع أن تاريخ كتابته للمسرحيات غير معروف بصورة مؤكدة. تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى عام 1594، والثانية من 1594ـ 1600، والثالثة من 1600ـ1608، والأخيرة من 1608ـ1612. وهذه التقسيمات تقريبية وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي Jacobean نسبة إلى الملك جيمس (يعقوب) الأول James (Jacob) الذي تولى العرش في 1603 وتوفي عام1625.
اقــــــــــــــــــــواله
أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.
أنك تقتل يقظتنا..الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم...
هناك أوقات هامة في حي كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لان الحب أعمى.
يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوفه.و. المرأة الحنونه.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
لا يكفي أن تساعد الضعيف بل ينبغي أن تدعمه..
قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ إن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
ليس من الشجاعة أن تنتقم، بل أن تتحمل وتصبر..
من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
لا يتأوه عاشق مجاناً..
عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..
اعظم الادباء والشعراء وكتاب المسرح الانجليزى كان ابوه فلاحا فقيرا نزح الى بلدة ستراتفورد ابون افون و مات بنفس البلدة التى عمد فيها سنة 1616
درس ويليام شيكسبير مبادىء اللغات الاتينية و اليونانية و الفرنسية وهى الدراسة التى مكنته فيما بعد من التعمق فى قراءة كتب التاريخ و الادب الكلاسيكى
ولم يتمكن من مواصلة دراسته لحاجته للعمل فتزوج بفتاه من نفس قريته هى
( ان هاثاواى ) وانجبت له طفلتين هما هامنت و جوديث
نشر اول اعماله الشعرية عام 1593
وحقق نجاحا كبيرا واستطاع ان يسدد جميع ديونه
وان يتمتع بمستوى معيشى مقبول
اعتبره النقاد والشعراء انه الشاعر القومى للانجليز
تنوعت كتابات ويليام ما بين الكوميدية و التاريخية و التراجيدية التى تظهر عبقريته وقدرته الادبية الفائقة على تحليل النفس البشرية
كتب اولى مسرحياته فى فترة التسعينيات من القرن السادس عشر ,
بدءا بمسرحية ترويض الشرسة التى كتبها سنة 1593\1594
و المسرحيات التاريخية التى تناول فيها حياة بعض
الملوك الانجليز مثل مسرحية هنرى السادس ومسرحية ريتشارد الثالث
والتراجيدية الرائعة الخالدة روميو و جوليت
اما فى المرحلة الوسطى من حياته الادبية فكتب بعض
الاعمال الكوميدية والتاريخية التى تناول فيها موقف
ابطاله من الملوك الانجليز و الشخصيات الكبرى
من غير الانجليز ومن الاحداث التاريخية التى عاصروها
اهم مسرحيات هذه الفترة تاجر البندقية 1597
ومسرحية ضجيج بلا طحن سنة 1599
وهنرى الرابع سنة 1599ويوليوس قيصر سنة 1600
مع بداية القرن السابع عشر
كتب ويليام اعظم مسرحياته التراجيدية مثل هاملت 1601
عطيل 1605 الملك لير 1606 و ماكبث 1606 ايضا
اما مسرحيات ويليام شيكسبير فى الفترة الاخيرة من
حياته الادبية تنوعت ما بين الرومانسى و الكوميدى
و المأساوى مثل مسرحية حكاية شتاء سنة 1611 و العاصفة 1612
ما زالت اعمال شيكسبير تترجم حتى اليوم الى
جميع لغات العالم ومازالت تلقى نفس القبول
و النجاح حتى اليوم سواء نشرت كأعمال مقرؤة
او تم تقديمها على خشبة المسرح او انتاجها على شاشات السينما .
أعماله :
التراجيديات: روميو وجولييت | ماكبث | الملك لير | هاملت | عطيل| تيتوس أندرونيكوس | يوليوس قيصر | أنطونيو وكليوباترا| كريولانس | ترويلوس وكريسيدا | تيمون الأثيني
الكوميديات: حلم ليلة صيف | كل شيء بخير وسينتهي بشكل جيد | كما تحبها| سيمبلين | الحب خسارة للعمل | القياس للقياس | تاجر البندقية | زوجات ويندسور البهيجات | الكثير مما يمكن فعله بشأن لا شيء | بيرسيليس، أمير تير | ترويض النمرة | كوميديا الأخطاء | العاصفة | الليلة الثانية عشرة أو سمها كما تشاء | السيدان الفيرونيان | القريبان النبيلان | حكاية الشتاء
التاريخيات: الملك جون | ريتشارد الثاني | هنري الرابع، الجزء الأول | هنري الرابع، الجزء الثاني | هنري الخامس| هنري السادس، الجزء الثاني| هنري السادس، الجزء الثاني | هنري السادس، الجزء الثالث | ريتشارد الثالث | هنري الثامن
أشعار وسوناتات: السوناتات | فينوس وأدونيس | إغتصاب لوكيريس | الحاج المغرم | العنقاء والسلحفاة | تذمر حبيب
كتابات شكسبير الضائعة: إدوارد الثالث | سير توماس مور | كاردينيو | عمل الحب رابح .
( من أشهر أقوال شكسبير )
- أيها النوم أنك تقتل يقظتنا..
- هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة..
- إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته، غالباً ما تذكر بعد وفاته، ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى..
- إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من اجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
- إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
- الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم..
- هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم أما بالنجاح أو بالفشل.. وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات ..
- نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر..
- الدنيا مسرح كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
- لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
- إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
- إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى..
- يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
- لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
- إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
- الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
- يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
- أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
- أننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
- على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
- إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
- الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
- لا يكفي إن تساعد الضعيف بل ينبغي إن تدعمه..
- قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ أن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
- مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
- ليس من الشجاعة إن تنتقم، بل إن تتحمل وتصبر..
- من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
- لا يتأوه عاشق مجاناً..
- عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
- لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك
( مقالات ودراسات عن الأديب )
1 - عن السيرة الذاتية الغامضة لشكسبير
كل عام هو شكسبيري بامتياز. لا تكاد تمضي سنة واحدة حتى يُستدرج هذا الشاعر الأكبر من حيث يملأ وحده هذا الفراغ الكبير في مشاهد التصحر الانساني، ليضع بصمة طال انتظارها في سياق حياته الغامضة. انه فعلاً من ذلك الطراز النادر الذي يملأ الدنيا ويشغل الناس حتى بعد قرابة الاربعمئة عام من وفاته. لا هو يحجم عن استفزاز صناعة الفكر والكتابة وأهلها، على الأقل بما يحمل هؤلاء على التنقيب في خزائن التاريخ بحثاً عن تلك الصفحات الضائعة من عمره القصير. ولا هؤلاء وأولئك من مريديه وغيرهم، في أنحاء العالم قاطبة، يحجمون عن مطاردته للامساك به متلبساً بما يكشف النقاب عن سيرته الذاتية كاملة. كلما أمعن البحاثة المتخصصون بالأرث الشكسبيري في الوقوع على دليل واحد، أو أكثر أو أقل، لقراءة حيثيات حياته الضائعة في متاهات التاريخ، ارتدوا خائبين. بعضهم أعلن استسلاماً نهائياً أمام مشقة هذه المحاولة المستعصية. وبعضهم الآخر لا يزال يظهر شراسة واستبسالاً عجيبين في تقصي ما يعتبرونه حقائق صلبة قد تقود "التحقيق" إلى خواتيمه السعيدة. ومع ذلك لا تزال حياة هذا الشاعر الساحر لغزاً محيراً. والأرجح أحجية مغلقة على نفسها، كلما تقادم عهدها ازدادت صمتاً على صمت. ورغم ذلك، فانها تبعث على القشعريرة والدهشة، وتبث في الشرايين الصدئة حيوية وطاقة غريبتين تحيلان الاحباط والخيبة ضرباً من المتعة الخالصة في الارتحال إلى زمان شكسبير وأمكنته وتلك الأزقة القديمة التي كان يسلكها في لندن القرن السادس عشر ومطلع السابع عشر. لا شكسبير يطلب "الهدنة" ليرتاح ويريح، ولا متقفو اثره يدب فيهم الملل فيرفعوا الراية البيضاء. والدليل على ذلك، ان هؤلاء تقاطروا، من جهات العالم الأربع في السنة الماضية، ليتدارسوا في ما بينهم الشكل الهندسي للمسرح الذي اقامه شكسبير. وفي العام الذي سبق، عاد هؤلاء إلى دق نفير الاستنفار ليتوافقوا على شكل تقريبي لوجه شكسبير. وعقدوا لذلك مؤتمرات وندوات لم يتورعوا فيها عن الاستعانة بخبراء من الادلة الجنائية لرسم معالم هذا الوجه وكأن في الأمر جريمة ومشتبهاً بهم. والأغلب ان في هذه الجمهرة الشكسبيرية شيئاً من ذلك، اذ باتت حياته المبهمة أشبه بالجريمة الكاملة. فالاثنتان يغلفهما الغموض الجميل.
ويستمر التحقيق بحياة شكسبير جارياً على نار حامية. والأرجح أن هذه "الجريمة الكاملة" لن تُقيد ضد مجهول، طالما ان ثمة محققين من ذوي النفس الطويل. من بينهم البريطاني، بيتر اكرويد، الذي أنجز كتاباً بالغ الأهمية بعنوان: (شكسبير ـ السيرة الذاتية) الصادر مطلع العام الحالي عن دار النشر (انكور)، وزميله الأميركي ايضاً، جايمس شابيرو الذي اقتصر في مؤلفه على إماطة اللثام عن سنة واحدة فقط من حياة شكسبير هي العام 1599، عنوان الكتاب : (سنة في حياة ويليام شكسبير ـ 1599) الصادر عن دار النشر (هاربر) في آب ـ اغسطس من العام الماضي. الفارق بين الدراستين أشهر قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وكأن بأحدهما يتكتم على كتابه خوفاً من أن يشهر افلاسه أولاً. فوضع اليد على ملف شكسبير أمر من شأنه ان يرفع صاحبه إلى القمة أو أن يهبط به إلى الدرك الأسفل. والأرجح ان المؤلفين وهما من المشهود لهم في الارث الشكسبيري، قد بذلا سنوات طويلة من البحث الشاق والمرهق عن المحطات المفقودة في حياة الشاعر الأكبر، علهما يجدان منافذ حقيقية قد تسفر عن بعض السبل الآيلة إلى الكشف عن متاهة شكسبير. وقد تكللت مساعيهما، على هذا الصعيد بفكفكة بعض الألغاز المتناثرة التي تعتبر على ضآلتها، كنزاً ثميناً.
الكاتبان، على هذا الاساس، يستهدفان الفوز بالغنيمة الكبرى، وهي نفض الغبار الكثيف عن الجوانب الأكثر اثارة للجدل في حياة شكسبير، وصولاً إلى محاولة أصعب وأكثر خطورة واقتراباً من لب الموضوع. وهي: قراءة مستجدة في تلك البعثرة الواسعة من شتات المعلومات لوضع هذه العبقرية الشعرية في سياقها الاجتماعي ـ السياسي في تلك الأثناء لمعرفة الأسباب المحتملة التي جعلت من شكسبير شكسبير الذي نعرفه. حبذا لو تغاضى الكاتبان عن الانشغال بهذه المسألة الأخيرة. فالحاجة إلى الربط بين فرادة الشعر الشكسبيري والمكونات المختلفة التي أحالته موهبة استثنائية جداً في تاريخ الشعر العالمي، تقل أهمية عن العثور على بعض الخيوط الواهية التي قد تشكل في المستقبل صورة تقريبية للشرنقة الشكسبيرية. يكفي، في هذا السياق، ان نقرأ نتاج هذا الرجل لندرك، على الفور، انه ارتقى بالشعر إلى مصاف الحقائق الكونية التي من شأنها ان تعيد تشكيل المفاهيم الانسانية على نحو لا يقف عند حدود معينة. ولكننا، في الوقت عينه، لسنا نعثر في ارثه الشعري والمسرحي الضخم على معالم واضحة في سيرته الذاتية.
يكاد الباحث شابيرو في كتابه: (سنة في حياة ويليام شكسبير ـ 1599)ان يزودنا بمعلومات، على هذا الصعيد، قد تؤدي في المستقبل، إلى بداية حقيقية في استكمال الأجزاء التائهة من السيرة الذاتية لشكسبير. يرى هذا الباحث ان العام 1599 كان منعطفاً حاسماً في مسيرة شكسبير. اذ انطوى على إحدى أكثر المحطات اشتعالاً وصفاء واقتناعاً بموهبته الشعرية المغايرة. ودليله على ذلك، انه كتب في هذا العام اربعاً من أهم مسرحياته، على الاطلاق وهي: هنري الخامس، يوليوس قيصر، كما تحبها، وهاملت. ويتساءل شابيرو، وهو محق في ذلك، عن ذلك القرار المستغرب الذي حمل شكسبير على إفراغ هذا المخزون الشعري المدهش في سنة واحدة، وكيف استجمع في ذاته هذه الطاقة الشعرية القصوى ليدونها على الورق دفعة واحدة. مهمة لا يقوى عليها شاعر عادي، او حتى شعراء عدة. يجيب عن هذا التساؤل ببراهين كثيرة صاغها في سياق روائي رائع على ايقاع العصر الاليزابيثي الصاخب، بأن شكسبير في العام 1599 كان قد عقد عزيمته، بشكل قاطع، على أن يمتلك مسرحه الخاص الذي أقامه على الضفة الجنوبية لنهر التايمز. ومن أجل ذلك قرر أن يفتتح تجربته المسرحية، كاتباً وممثلاً، بمخزون من النصوص الجاهزة تمكنه من الاستمرار طويلاً.
يتفق الباحثان، شابيرو وأكرويد، على أن إقدام شكسبير على الانصراف بكليته إلى الشأن المسرحي واحترافه له، لم يكن مرده فقط إلى بنائه المسرحي الذي أقامه على ضفة التايمز. ثمة سبب آخر لا يقل أهمية، في هذا السياق. وهو اطمئنانه إلى أوضاعه المالية المزدهرة التي حملته على التقرب، تدريجاً، من بلاط المملكة اليزابيت، وتقديمه عروضاَ مسرحية تقديراً لها وانسجاماً مع ذوقها المسرحي الرفيع. نعلم أن شكسبير لم ينشأ في بيئة وضيعة أو متواضعة. على النقيض من ذلك بدا ان مكانته الاجتماعية ـ الطبقية، أفسحت امامه في المجال للاحتكاك منذ حداثته، بالفئات الاجتماعية العليا في العاصمة لندن. يضاف إلى ذلك، على الأرجح، انه أحسن استخدام موهبته الشعرية والمسرحية الفذة ليرتاد المجتمع الارستقراطي من أوسع أبوابه، خصوصاً في البدايات الأولى لازدهار المسرح البريطاني في عصر الملكة اليزابيت.. ويشير الباحثان إلى ان شكسبير ادرك، منذ اللحظة الأولى السمات الفكرية والسياسية المعقدة لهذا المجتمع اللندني، وارتأى أن أفضل وسيلة لمقاربته هي الكتابة المسرحية التي تحمل في أعماقها شيئاً كثيراً من المتطلبات الفكرية والثقافية لهذه الطبقات التي كانت تشكل نخبة المجتمع البريطاني. ويؤكد الباحثان ان هذا التوجه لدى شكسبير كرسه نجماً مسرحياً منقطع النظير، وفي الوقت عينه، فتح موهبته الشعرية على آفاق اجتماعية وسياسية وانسانية كان لها أبعد الأثر في انتاجه الأدبي.
بدا شكسبير لدى الباحثين، شاباً مقبلاً على الحياة بشراهة كبيرة، منسجماً، بشكل أو بآخر، مع تعقيدات المجتمع اللندني، وبداية نشوء طبقة مالية واسعة الثراء بعيدة الطموحات في ظل توسع الامبراطورية البريطانية ورسوخ هيمنتها على البحار العالمية وتثبيت أقدامها في مستعمرات جديدة. ويشير اكرويد، في هذا السياق الصاخب لقدوم شكسبير من مسقط رأسه في مدينة ستراتفورد، إلى العاصمة لندن، إلى توثبه الفكري والاجتماعي كشاب لامع محنك، يخطط للحصول على حياة أفضل وأرقى وأكثر رفاهية. منهمك في تحسين وضعه المالي والمسرحي، ومندمج، إلى أقصى الحدود المشروعة، في الحياة الملأى بالضجيج الثقافي والرغبة العارمة في التميز عن سائر مجتمعات العالم. ومع ذلك، جاء امتلاكه لمسرحه الخاص، إيذاناً حقيقياً بثقته بنفسه، واعتداده بآرائه الفلسفية الشعرية، وميله القوي إلى بث مفاهيمه الفردية وجعل أدبه الرقم الأصعب في معادلة الثقافة البريطانية في تلك الأثناء الصعبة. ومع ذلك، يرى شابيرو، على نحو من الموضوعية، ان اهتمام شكسبير المتزايد بتطوير أوضاعه المالية، كان استجابة ضرورية للصعود الرأسمالي العنيف للطبقة الارستقراطية المهيمنة على مقاليد السلطة في بريطانيا العظمى. والأرجح، في هذا السياق، ان الشاعر وقد خبر خبايا المجتمع وشروطه وأسراره، لم يعد بمقدوره أن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء خوفاً من التعثر والسقوط في ما لا تحمد عقباه. ويتوصل هذا الباحث إلى الاعتقاد، وهو صائب في ما يذهب إليه، إلى قناعة تفيد بأن الحرص المتزايد لشكسبير على قدراته المالية واقترابه من البلاط الملكي، إنما مرده، على الأغلب، إلى حماية مسرحه وإيجاد الفرصة الدائمة لعرض مسرحياته واثبات موهبته الكبرى في عصر لم يكن الاستحواذ فيه على هذه الميزات الاستثنائية أمراً سهلاً أبداً.
ينفرد الباحث شابيرو في الإشارة إلى حدثين قلبا الأوضاع رأساً على عقب في العام 1599، وكانت لهما دلالتهما المباشرة على إيقاع التوجهات المسرحية والأوضاع المالية وحالة القلق العميق التي خيمت على شكسبير في تلك السنة بالتحديد. أولهما، الفشل الذريع الذي لحق بالبلاط الملكي نتيجة للتقهقر الذي طرأ على الحملة العسكرية البريطانية لاخضاع ايرلندا. كانت الملكة اليزابيت تعلق أكبر الآمال على هذه العملية نظراً إلى حاجة بريطانيا القصوى لترتيب أوضاعها الداخلية قبل الانصراف إلى توطيد دعائم الامبراطورية في العالم. يرى الباحث أن هذه المفاجأة غير السارة أوقعت شكسبير في دوامة من الحيرة وعدم الاستقرار المالي والذهني والنفسي، بسبب تأثيرها الكبير على انتظام علاقاته المسرحية والاجتماعية بالبلاط الملكي، من جهة، وخشيته من تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتداعياتها الخطيرة على مسرحه والاستثمارات المالية التي وظفها فيه. ويتمثل الحدث الرئيسي الثاني في العام المذكور باقدام اسبانيا، وكانت امبراطورية عظمى في تلك الحقبة، على بث شائعات زرعت الذعر في قلوب البريطانيين، تفيد بأنها على وشك ان ترسل اسطولها الذي لا يقهر لغزو الأرض البريطانية، وتحديداً لندن، في سياق التنافس الامبراطوري بين القوتين العظميين. يكتب الباحث قائلاً: ان حدثين من هذا الوزن الثقيل شكلا عبئاً مرهقاً لم يكن ليحتمله الشاب الصاعد في عالم النجومية، وكان لا يزال طري العود مفعماً بالأحلام الواعدة، وبدأ يلقى قبولاً منقطع النظير في الوسط الارستقراطي الصاعد. من هنا، يؤكد الباحث بأن السرعة القياسية التي أنجز بها شكسبير مسرحياته الأربع: هنري الخامس، يوليوس قيصر، كما تحبها، وهاملت، إنما تعزى بالدرجة الأولى، إلى استشراف شكسبير لاحتمال تعرّض بريطانيا لأيام حالكة سوداء. فانبرى إلى إظهار موهبته المسرحية، في سباق محموم مع الوقت قبل أن تحل الكارثة، ويضطر إلى الانسحاب من حلبة الطموحات صفر اليدين.
قد لا نجد في هذه الشرذمة من المعلومات المكتشفة حديثاً عن حياة شكسبير. ما يروي الغليل. ونتساءل: لماذا لا تزال الأبواب موصدة في وجه كل من يتجرأ على الولوج إلى حياة هذا الشاعر الأكبر، بينما تفتح على مصاريعها أمام شخصيات تاريخية أخرى قد لا تقل شهرة وتأثيراً؟ ومع ذلك، تنطوي هذه المعلومات، في السياق الغامض لهذا الرجل، على ما يجعل منها مورداً مفتوحاً على احتمالات مرتقبة قد تقودنا، يوماً ما، إلى المجرى الحقيقي الذي دفع شكسبير إلى الآفاق البعيدة من الكتابة الشعرية المدهشة. يكشف الباحث أكرويد، في هذا الاطار، أن شكسبير كان يتمتع باستعداد تلقائي مبكر للتملص من التقاليد الكاثوليكية المتزمتة في تلك الأثناء، الأمر الذي جعله قادراً، على نحو مبرر، للانتقال من الغريزة الدينية إلى الغريزة الشعرية، بسائر دلالاتها الابداعية، من دون مرحلة انتقالية. يبقى القول ان الباحثين اجتهدا كثيراً في محاولتهما معرفة الحرفة التي كان يتقنها شكسبير ويعتاش منها قبل احترافه المسرح. لم يعثرا على جواب قاطع لهذا السؤال المحيّر، وإن بدا أنه لم يمتهن عملاً محدداً بسبب الوضع المالي المزدهر لوالده. والأرجح أن شكسبير لم يبدد موهبته الاستثنائية في أي عمل آخر سوى المسرح، على وجه التحديد. قد تجود الأيام والسنوات المقبلة بتفاصيل أكثر أهمية وتشويقاً حول هذه الشخصية الغامضة، قد يسفر بعضها عن انقلاب جذري في حياة هذا المتألق على الضفاف البعيدة للشعر.
2 - ماذا تعرف عن شكسبير
وُلد وليم شكسبير لأبوين من الطبقة الوسطى في بلدة تجارية صغيرة تسمى ستراتفورد ـ أبون ـ آفون، وكان الثالث من بين ثمانية أطفال في عائلته.
شعر و أدب
. كانت عائلة شكسبير ذات مكانة مرموقة في المدينة، فقد اختير والده عضوًا في المجلس التشريعي للبلدة، وانتُخب بعد ثلاث سنوات رئيسًا للمجلس البلدي، وكان هذا أرفع المناصب التي يمكن أن يصل إليها شخص في البلدة. شغل والده بعد ذلك عدة مناصب مدنية في ستراتفورد، لكنه عانى من مشاكل مالية في نهاية حياته.
ومن المرجح أن وليم شكسبير قد دخل المدرسة في ستراتفورد، مع أقرانه من أبناء الطبقة الاجتماعية ذاتها. وكانت معرفة اللاتينية آنذاك إحدى الدلالات على دراية الإنسان وثقافته. من المحتمل أن يكون شكسبير قد قرأ باللاتينية كتابات المؤلفين الرومان المشهورين من أمثال شيشرون، وأوفيد، وبلوتوس، وسنيكا، وتيرنس، وفيرجيل.
زواجه. تزوج شكسبير من آن هاثاواي في نوفمبر عام 1582م ، وربما كانت زوجته ابنة مزارع من قرية شوتري التي تبعد نحو1,5كم عن ستراتفورد. وكان شكسبير حينذاك في الثامنة عشرة من عمره، بينما كانت زوجته في السادسة والعشرين. وولدت طفلتهما الأولى سوزانا في شهر مايو عام 1583م.
عمله في الفرقة المسرحية. لايعرف الباحثون إلى أية فرقة أو فريق انضم شكسبير قبل عام 1594م. غير أنه من المؤكد أن شكسبير كان مساهماً في فرقة تدعى رجال اللورد تشامبرلين عام 1594م حسبما تُُبَيِِّّن وثيقة قيد مالي تفيد بأنه دفع لشكسبير وزملائه الممثلين في الفرقة مقابل عروضهم في بلاط الملكة إليزابيث.
بقي شكسبير حتى نهاية حياته المسرحية عضواً بارزاً في هذه الفرقة؛ التي كانت من أشهر الفرق المسرحية في لندن0 وبحلول عام 1594م كانت ست مسرحيات شكسبيرية قد عرضت بلندن.
قصائده الأولى. أنجز شكسبير قصيدته الطويلة فينوس وأدونيس عام 1593م، وطبعها له ريتشارد فيلد.
وفي العام التالي قام فيلد بطباعة قصيدة شكسبير الثانية بعنوان اغتصاب لوكريس وقام الشاعر بإهدائها إلى إيرل ساوثمبتون. طُبعت كلتا القصيدتين مرات عديدة في عهد شكسبير، لكن النجاح الذي أحرزتاه لم يُغْرِ الكاتب بالتخلي عن الكتابة المسرحية، بل عاد إلى كتابة المسرح ثانية بعد إعادة فتح المسارح عام 1594م،
وكان شكسبير بحق من بين الكتاب القلائل في العصر الإليزابيثي الذين امتهنوا الكتابة المسرحية دون سواها.
سنوات الشهرة كان شكسبير منهمكًا تمامًا في عالم المسرح في لندن في الفترة مابين 1594 و1608م؛ إذ كان يكتب لفرقته رجال اللورد تشامبرلين مسرحيتين في العام، إضافة إلى قيامه بمهامه ممثلاً ومساهمًا في الفرقة. وعُدّ شكسبير إبّان تلك الفترة أشهر كتّاب المسرح في لندن استنادًا إلى عدد المرات التي عُرِضَت فيها مسرحياته أو نشرت. واعتمدت شهرة شكسبير في تلك الحقبة على شعبيته بوصفه كاتبًا مسرحيًا أكثر من كونه كاتبًا عبقريًا ليس له مثيل.
أصبح شكسبير مشهوراً بحلول نهاية تسعينيات القرن السادس عشر الميلادي، في وقت لم يكن قدكتب فيه معظم مأساوياته العملاقة من أمثال هاملت؛ عطيل؛ الملك لير؛ ماكبث. وبحلول نهاية القرن السادس عشر الميلادي، أصبح شكسبير رجل أعمال ثريًا
إضافة إلى كونه كاتبًا مرموقًا. ففي عام 1597م، اشترى أحد أكبر بيتين في ستراتفورد، كان يطلق عليه اسم المكان الجديد. ومن الواضح أن شكسبير ظل شديد الولاء لستراتفورد بالرغم من حياته الناجحة والنشطة في لندن. وتدل وثائق المعاملات التجارية والقرارات القضائية على أن شكسبير استثمر معظم أمواله في ستراتفورد لا في لندن.
مسرح جلوب. تملّك شكسبير، وستة من رفاقه عام 1599م، مسرح جلوب، وهو مسرح مفتوح يقع في ساوثوارك، إحدى ضواحي لندن، ويُعد من أكبر مسارح منطقة لندن، إذ يتسع لثلاثة آلاف متفرج. وفي العام نفسه، قام الناشر وليم جاجارد بنشر مجموعة الرحالة، وهي كتاب يضم عشرين قصيدة يُفترض أنها من تأليف شكسبير. لكن الكتاب لا يحتوي إلا على اثنتين من سونيتات شكسبير (وهي قصائد مكونة من أربعة عشر
بيتًا)، وثلاث قصائد من ملهاته خاب مسعى الحب. أبرز الناشر اسم شكسبير على صفحة الغلاف ليروج الكتاب، مما يدل على شهرة الكاتب في تلك الفترة.
فرقة رجال الملك. في سنة 1603م، أصدر الملك جيمس الأول مرسومًا ملكيًا يسمح لشكسبير ورفاقه بتسمية فرقتهم فرقة رجال الملك. ومقابل هذه المنحة قدمت الفرقة العروض بشكل شبه منتظم في البلاط، للترويح عن الملك.
حققت فرقة رجال الملك نجاحًا منقطع النظير، وصارت الفرقة المسرحية الأولى في لندن. ففي عام 1608م، استأجرت الفرقة لمدة واحد وعشرين عامًا مسرح بلاك فرايرز، الذي يقع في منطقة مأهولة بالسكان تعرف بالاسم ذاته أيضًا. كان هذا المسرح مزودًّا بإضاءة شديدة وبالتدفئة أيضًا. استعملت الفرقة هذا المسرح لتقديم عروضها في الشتاء، بينما كانت تقدم عروضها الصيفية في مسرح جلوب.
كانت الفترة بين عامي 1599 و 1608م فترة نشاط أدبي استثنائي بالنسبة لشكسبير. فكتب العديد من المسرحيات (الكوميدية)، ومعظم المسرحيات التراجيدية التي كانت مدعاة لشهرته. تتضمن قائمة الروائع التي كتبها في تلك الفترة مسرحيتي ضجة حول لا شيء؛ الليلة الثانية عشرة؛ والمسرحية التاريخية هنري الخامس؛ مأساة أنطوني وكليوباترا؛ هاملت؛ يوليوس قيصر؛ الملك لير؛ ماكبث؛ عطيل.
السوناتات. قام ناشر من لندن يدعى توماس ثورب بنشر كتاب بعنوان سوناتة شكسبير عام 1609م، يحتوي الكتاب على ما يربو على مائة وخمسين قصيدة كان شكسبير قد كتبها خلال حياته، ومازال الدارسون في حيرة من أمرهم إزاء الإهداء الذي قدّم ثورب به الكتاب، والذي يقول: "إلى منشئ السوناتات الوحيد السيد و.هـ". لقد فشل الباحثون على مرّ الأجيال في تحديد هوية السيد و.هـ . وحلل النقاد السوناتات لدراسة إمكان الجزم بمدى ارتباطها بالسيرة الذاتية، بينما اقترح كثير من النقاد على القراء الاستمتاع بهذه القصائد كمقطوعات من أروع ما كُتب في الأدب الإنجليزي بدلاً من التدقيق فيها باعتبارها تنم عن حياة الكاتب
ويليام شكسبير (1564 ـ 1616) كبير الشعراء الإنكليز. كان ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متساوق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية. من أشهر آثاره الكوميدية كوميديا الأخطاء (1592/1593) وتاجر البندقية (1596/1597). ومن أشهر آثاره التراجيدية روميو وجوليت (1594/1595)، ويوليوس قيصر (1599/1600) وهاملت (1600/1601)، وعطيل (1604/1605)، ومكبث (1605/1606)، والملك لير (1605/1606 أيضاً).
حياته