جميع شروح النص : محور المدينة و الرّيف السنة الثامنة أساسي

"محور المدينة و الرّيف"

شرح نصّ: تاكسي
في الجريد

عَلَى أنّهُمْ، أبدًا في وَجَلٍ مِنْ تقَلُّبَاتِ الجوِّ. فإنْ أمْطرتْ دقائقَ فَوقَ ما ينبغي يتبلّلُ التّمْرُ و يتعفّنُ، فلا تقْبَلُهُ السُّوقُ و لا يَسْتَسيغُهُ الطّاعِمُ. فعَلَى صَاحِبِهِ أنْ يسْتأجِرَ مَنْ يُريحُهُ منهُ. و إن أشَعّتْ الشّمسُ مُتواصِلَةً، حامِيَةً، و فَرغتِ السّماءُ فَصَفَتْ صَفَاءً بلاَ أمَلٍ، يَجِفُّ و يَيْبَسُ، فلاَ يَزِنُ و يُصْبِحُ كالنُّخالَةِ. فالمُرَادُ شَمْسٌ حامِيَةٌ بِمِقْدارٍ، و رَشٌّ رقيقٌ بمِقدارٍ، و ندًى لطيفٌ بمقدارٍ، إذنْ يَسْلَمُ التّمرُ، فيجيءُ طرٍيًّا، لامِعًا في لونِ الكَهْرَباءِ، يتراءى نَوَاهُ وَسَطَ هَالَةٍ مِنَ اللُّبَابِ الشَّفّافِ، دَسِمًا، حُلْوًا، عَطِرًا، يَسُرُّ النّاظِرِينَ، و يُغذّي الآكِلينَ.
إذنْ تَجِدُ وَرَقَ النُّقُودِ حَيْثُما ذَهَبِتَ و أيْنَما حَلَلْتَ، لدى الشُّبّانِ و الأطفالِ و النِّسَاءِ، و باعةِ الحَلْواءِ و باعةِ الفُولِ في طريقِ الغابَةِ، يتَفَكَّهُونَ بها و يَعْبَثُونَ. و في الشِّتاءِ تُقَامُ الأعراسُ و يَعْمَلُ البَنّاؤونَ ترْميمًا و بِناءً و يَتْبَعُهُمْ النّجّارُونَ و الحدّادُونَ، و تُخْزَنُ مُؤَنُ العامِ و يَكْتَسُونَ و يَقْضُونَ مَجَالِسَ طيّبَةً حَوْلَ السّامُورِ، يَهْضِمُونَ ما تحصّلُوا عليْهِ، ثمّ يَذهَبُ قَرُّ الشّتاءِ و يتنفّسُ الرّبيعُ بمِثلِ أنْفَاسِ الصُّبْحِ و في الأكيَاسِ صَبَابَة تُصْرَفُ. فيَمُرُّ العيْشُ يسيرًا.
البشير خريّف - الدّقلة في عراجينها - ص.ص: 27-28


يتبع