حجج لمراجعة الإنشاء للسنة التاسعة أساسي


حجج لمراجعة الإنشاء للسنة التاسعة أساسي

حجج حول محور الفنون



من الصعب أن ننكر أهمية الفن والجمال فلو حاولنا دراسة الحياة من جانبها الفردي والاجتماعي, من وجهها المتمدن أو البدائي الحديث أو القديم ولما استطعنا أن نتجاهل مظهرها الجمالي وكلما عدنا أدراجنا إلى أبعد ما توصلنا إليه التقاليد الإنسانية وجدنا الإنسان يرقص ويغني وينحت في الصخر ويرسم في الكهوف ويزخرف دعه الحربي أو عدته ولا توجد أمة في التاريخ تجاهلت الفنون وإن كبار أصحاب الأموال في أمريكا وأوروبا ينشئون متاحف الفن ويعلنون المسابقة الفنية ويصدرون المنح لدراسة الفنون والعناية بها. إن الحياة الفنية بغير الجمال مملة فلو تصورنا الأرض لا تنتج عشباً أخضر أو شجراً وأن السماء كانت دائماً رمادية اللون وأن كل الوجوه الإنسانية مكررة بدون تغيير وأن كل المباني لونها كلون الطين بدون تناسق وإننا نفكر في الجمال حينما نقرر لون جدران المسكن وتناسبه مع الأساس الذي سنضعه فيه كما نجده عند رسم تخطيطات المدن وتنظيم الشوارع وتنسيق الحدائق غرس الأشجار نراه عندما ننظم الكتابة في صفحة بيضاء.

إن الجمال ظاهرة أصيلة وراء كل الأشياء وفي الطبيعة وفيما ينتجه الإنسان ومن هنا نرى العلاقة بين الفن والجمال


العلاقة بين الفن والجمال



يختلف المعنى المرادف لمدلول كلمتي الفن والجمال في أذهان كثير من الناس ويهمنا إن نوضح مفهوم كلمة الجمال وموقعها بالنسبة للفن إمام مدرس التربية الفنية والفنان المتذوق قد يتبادل الفن والجمال بعض المعاني إلا أنهما تتضمنان مفهومين يبعد كل مفهوم عن الأخر بالقدر الذي يمكن لنا إن ندركه .


ان كل إبداع تبدعه يد الإنسان يمكن إن نطلق علية كلمة ( فــن ) طالما انه يحقق قيمة جمالية جوهرها إرادة الإنسان في تحقيق الجميل وعلى هذا الأساس يدخل الفن ضمن إطار الجمال على أساس انه شكل يظهر من خلال الجمال .ومما سبق يتضح لنا إن كلمة الجمال تعني ما هو اشمل من الفن * تعني الكل الذي يدركه الإنسان ويسر له ويبتهج به ويحسه _ تعني الكون الفسيح الذي خلقه الخالق .


فالجمال هو الكمال الذي نحسه لونا وشكلاً ومضموناً عندما نرى زهره أو شجره أو جبلاً أو بحراً أو ثمره أو ظلالاً تغطي الوادي بينما الضياء ينساب في موضوع أخر ...*.. يكمل احدهما الأخر ...*... الجمال هو الكمال ....*


على الصعيد الأخر نلتقي بالقبيح وهو المعنى المضاد للجمال وقلنا إن الجمال هو حس مطلق يحتوي الفن بين جنباته


ويتخذه كأحد الأدوات التي يظهر بها . إن القبيح قد يكون مثيراً للفنان للتعبير الذي يقود للإبداع ويتضمنه الأمر الذي ينتهي بالقبيح إلى شي أخر اسمه الجمال

إن الفن يكسب القبيح صفة لم تكن له ..... إن الفن هنا أوجد مداخل أخرى واسعة لرؤية الجمال *... ذلك إن الجمال الذي يحققه الفن ما هو إلا محاولات إنسانيه يقوم بها الفنان لكشف قوانين الجمال من توافق وإيقاع ونسب ووحده

أما الفن فهو الجمال ندركه في صياغة الألفاظ في الأدب والشعر وندركه في علاقة الصوت والنغم وندركه في اللون والشكل والخط والمساحة والحجم في الفن التشكيلي ...*

الجمال هو جمال مقصود ونتيجة الدرس والتحصيل والممارسة في المراسم والقاعات هناك تولد الصيغ الفنية المتعددة وبميلادها يولد الجمال

والفن يلعب دوراً هاماً في توسيعمجال الرقعة الجمالية وذلك عن طريق قدرته في تحويل القبيح إلى جميل-


ليس كل من دخل الى عالم الفن قد فهمها وليس كل من تحدث انه قد عرف معانيها, الفن ليس كلمات هنا وهناك انه تعابير لافكار صادقة لم يأت من قبيل الصدفة فهي احاديث بفلسفة خاصة نتيجة المامه بهذاالعالم الواسع وبنظريات جاءت للحفاظ على تراث وتاريخ المجتمع والعمل الفني معا في تأليف قد كرس الفنان جهوده كلها لحل مشكلات الفن والفلسفة الفنية و اظهارها بمنهجية اكاديمية ابداعية , ولعل السبب في عدم فهم البعض للفن هو عدم حصولهم على المعلومات الكافية ولم يستطيعوا دخول هذا العالم لانهم لايملكون الحس الصادق وحتى المتذوق عندما لايعرف ما اهمية الفن فانه سيفتقر الى الرأي او الاجابة الصحيحين لبعض معضلات المجتمع , ان الفن تراث وحضارة وتاريخ فلا يجب تشويه هذه الصورة او اعطاء المجال لكل من هب ودب ان يدلي بأراءه لانه قد يشوه الفن وسيشوه هذه الصورة بمجرد لايعرف المعاني الوجدانية , وعندئذ تصبح العمليات الفنية في فروع متشابكة غير واضحة الاهداف لرؤية الحقيقة**


ان الفنان صانع قبل ان يكون رجل الهام فانه يصنع الخيال من فكرة ما ليحولها الى شكل ذي نشاط ابداعي , فاننا بذلك ازاء صناعة فن جديد في كوردستان من خلال النشاط الفني والتجمع بينه وبين القيمة الاخلاقية فضلا عن ذلك كله ان لاننسى صلته الكاملة على انه نشاط انساني بوصفه لغة خاصة تترجم عن صميم حياة الانسان في العالم , ان الفنان هو شخص ذو مواهب كبيرة يدرك الاشياء ما لايدركه الشخص العادي فهو رجل ادراك وعمل معا وبين لنا ان القانون الاسمى للابداع الفني هو ان الانسان لايبتكر الا بقدر ما يعمل بل في صميم العمل نفسه .**


إن الفنون تلعب دوراً لا شك فيه في المجتمع الانساني ومما يدل على قيمة هذا الدور انها ترقى بالانسان عن المستوى الحيوان فالحيوان لا يعرف الفنون وأهميتها الروحية , ورغم أن الكثيرين للأسف يهملوا هذا الدور إلأ أننا يمكن أن نلخصه في عنصرين هما أن الفنون تحقق السلامة النفسية للبشر وتقيم توازناً بين المادة والعاطفة أي بين الحاجات الفيزيائية والحاجات المعنوية** .
إن الفنون وسيلة يعبر بها الفنانون عن مشاعرهم تجاه المجتمع او الطبيعة أو أو أي مظهر من مظاهر الحياة , أنه يعطي انطباعه عما يراه حوله من خلال الفن سواء بلوحة جميلة او قطعة موسيقية زائفة ,إن عمل الفنان يحرره من مشاعر الخوف او الغضب أو السعادة الكامنة داخله ويبرز ماديا للعيان . وبالتالي يقود ذلك الفنان لحالة من الاستقرار النفسي , إذا قام أحدنا بكبت مشاعره فقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تؤذيه , وقد سمى فرويد استثمار الكاتب لمشاعره عقده النفسية- بلا وعي -من أجل أعمال فنية عظيمة "بالتسامي" وطبق نظريته هذه على ليونارد دافنشي وغيره . وقد أسس فرويد واتباعه مدرسة في النقد الحديث تدعى بمدرسة التحليل النفسي وتقوم دعائم هذه المدرسة على تحليل الأدب على أسس نفسية وكان من أبرز ممثليها بعد فرويد الفرنسي جاك لاكان .
وتنمي الفنون الجانب المعنوي للانسان فتعمل بذلك ضد الجانب المادي له خاصة في هذا العالم الذي تحكمه المادة والمال . وهكذا يساهم الفن باقامة توازن بين المظاهر الروحية والمادية في الحياة الانسانية . هذا التوازن يؤدي بدوره لمنع طغيان المال وتحكمه بالعقول . ويتم هذا التوازن حين ندعم مجالاً للتفكير في الروح والجمال والحب والانسانية وغيرها عبر قراءة الادب والموسيقى وتأمل الأبحاث الفنية , وتتوقف عن التفكير للحظات في المال وتحصيله الطعام والجنس والثروة والغنى وغيره من ماديات .
إن الفنون أشياء سامية ومن اللازم لنا جميعاً أن نمارس فناً أو أكثر وهذا لا يعني طبعاً أن نهمل حاجاتنا المادية , فلا أحد يستطيع للاسف أن يفعل هذا , بل أدعو المساواة بين اشباع حاجاتنا المادية بالعمل وبين اشباع رغباتنا الروحية عن طريق الفن ***




يتبع





تابع من هنا منتدى تعليم اللغة العربية