بحث جاهز حول طبقة الأوزون للسنة سابعة 7 اساسي بحث شامل عن طبقة الأوزون و مشاكلها

وفي 16 سبتمبر 1987 اجتمعت 14 دولة من مونتريال بكندا، ووقعت هذه الدول بروتوكول اتفاقية نافذة المفعول في أول يناير 1989 لتنظيم استعمال المواد التي تؤثر في طبقة الأوزون، وتعتبر هذه الاتفاقية امتدادا لمؤتمر فينا الذي عقد في عام 1985 لحماية طبقة الأوزون.

وقد اهتم كثير من الهيئات العلمية بمشكلة تدمير طبقة الأوزون المحيطة بالأرض، فقامت جماعة ألمانية فرنسية في يناير 1988 بقياس نسبة الأوزون في الجو في شمال السويد وحول القطب الشمالي.

كذلك قامت جماعة أمريكية عام 1987 تحت اسم "التجارب الجوية لأوزون المنطقة القطبية الجنوبية"
Experiment Airborne Antarctic Ozone (AAOE)
بإجراء بحوث في هذا الاتجاه، ووضع تحت تصرف هذه الجماعة طائرتين مجهزتين بكثير من الأجهزة المتقدمة: إحداهما طائرة من نوع (DC8) تطير على ارتفاع 12 كيلومترا، والأخرى طائرة (ER2) وهي من نوع طائرات (LL2) التي تطير على ارتفاعات عالية، وقامت الطائرة الأولى بتغطية نحو 14000 من الكيلومترات فوق منطقة القطب الجنوبي، بينما قامت الطائرة الثانية بتغطية نحو 70000 كيلومتر فوق المنطقة نفسها، وقامت هذه الجماعة بقياس تركيز كل من الأوزون، وبخار الماء، وأكاسيد النتروجين، والكلور، والميثان، ومركبات الكلورو فلورو كربون بالإضافة إلى تركيز الشوائب الأخرى والأحماض التي قد توجد في طبقات الجوّ العليا في هذه المناطق.

وعند تحليل النتائج التي حصلت عليها هذه الجماعة تبين انه في أثناء الليل القطبي يكون تركيز الأوزون منتظما في شمال وجنوب المنطقة القطبية، ولكن قيمته تكون قليلة إلى حد ما، بينما تزداد نسبة مركب الكلور CLO اتجهنا جنوبا، ويحدث العكس أثناء النهار القطبي، فيكون تركيز الأوزون أعلى قليلا من تركيزه في الليل القطبي، ويقلّ هذا التركيز كلما اتجهنا جنوبا.


ويتبين من نتائج هذه البحوث أن ثقب الأوزون فوق المنطقة القطبية الجنوبية قد أصبح أكثر وضوحا مما كان عليه في عام 1986، وأنه قد بدأ بالانحدار الأفقي في منطقة محيطه بالقطب الجنوبي.

كذلك اتّضح أن انخفاض نسبة الأوزون يكون أوضح ما يمكن على ارتفاع 12-20 كيلومترا من سطح الأرض، وأن هذا الانخفاض يتفق تماما مع القياسات الواردة من الأقمار الصناعية.

وقد ثبت الآن أنّ نسبة الأوزون فوق منطقة القطب الجنوبي قد أصبحت مساوية لثلث نسبة الأوزون المحيط بالمناطق الأخرى من الأرض.

وقد لاحظت هذه البعثات العلمية أن تركيز مركب الكلور (CLO) يزداد في طبقات الجو العليا، كما لاحظت "بعثة الأوزون الأهلية"
National Ozone Expedition (NOZE)
المقيمة في محطة "'ماك موردو" أن نسبة (CLO) قد ازدادت كثيرا في عام 1987 على ما سبق لهذه البعثة نفسها أن سجلته في العام السابق في طبقات الجو العليا في القطب الجنوبي.

ومن المعتقد الآن أن مركب الكلور (CLO) هو واحد من أهم المواد المسببة لتفكك جزيئات الأوزون، ويتكون هذا المركب من تحلل جزيئات مركبات الكلورو فلورو كربون التي يطلقها الإنسان كل يوم في الهواء، ويتضح ذلك بجلاء من المنحنى السابق، حيث تنخفض نسبة الأوزون أثناء النهار القطبي في الوقت الذي يزداد فيه تركيز (CLO) في الجوّ.

وقد نشر في مارس 1988 أول تقرير عن أعمال مجموعة من الهيئات والمؤسسات تعرف باسم
(Ozone Trend Panel)
وتقوم بمتابعة موقف الأوزون الحالي، وتضم هذه المجموعة هيئة الفضاء الأمريكية (NASA)، والإدارة الأهلية لدراسة الأجواء والمحيطات (NOAA)، وإدارة الطيران الأهلية
Federal Aviation Administration (FAA)
وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
United Nations Envirommental Program (UNEP).

ويتبين من تقرير هذه المجموعة أن نسبة الأوزون في طبقات الجو فوق منطقة القطب الجنوبي قد قلت كثيرا في عام 1985 عن أول قياس تم أخذه للأوزون في المنطقة نفسها منذ عام 1978.

ومن حسن الحظ أن هناك هيئات عالمية كثيرا تعمل معا لحل هذه المشكلة والوصول إلى أسبابها الحقيقية، وعلى رأس هذه الهيئات هيئة الأمم التي أقامت قاعدة للمعلومات الدولية ومصادرها (GRID) ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وتوجد حاليا ثلاثة مراكز في نيروبي، وجنيف، وبانكوك، وهي عبارة عن شبكة لرصد المعلومات المتعلقة بالبيئة لتوفيرها لكل الجهات التي تطلبها من حكومات وهيئات ومراكز بحث وغيرها.

وقد افتتحت رئيسة وزراء النرويج دكتورة جروهارلم برونتلاند حديثا مركزا رابعا يكمل المراكز الثلاثة الأولى، وقد أقيم هذا المركز في مدينة "أرندال" جنوب النرويج، وزود بكثير من أجهزة الرصد، والاتصال، وبالعقول الإلكترونية، ورصدت له الحكومة النرويجية 1.4 مليون دولار. وسيقوم هذا المركز مثل المراكز الثلاثة الأخرى بجمع المعلومات الخاصة بالبيئة والتغيرات الجوية، كما سيقوم بجمع المعلومات عن المنطقة القطبية الشمالية، ومعلومات عن زيادة التلوث وأثر ذلك في الغابات وفي طبقة الأوزون.

وقد اجتمع علماء 48 دولة في شهر أغسطس (آب) 1989 في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة المنعقد في نيروبي، وأطلقوا صرخة تحذير من العواقب الوخيمة للأضرار التي قد تنشأ عن تدمير طبقة الأوزون.

وقد صرح "دكتور جان فان ديرليون" رئيس المجموعة العلمية في هذا المؤتمر بأن هناك خطرا متزايدا على إمدادات الغذاء بالنسبة لكل سكان العالم، وذلك لأن النقص في الأوزون سيؤثر بطريقة غير مباشرة في الطاقة الإنتاجية للمحاصيل، وفي الثروة السمكية، وأن أي نقص في إنتاج الغذاء ولو بدرجة ضئيلة سيؤثر تأثيرا سيئا خصوصا في المواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تعاني بالفعل من المجاعة في دول العالم الثالث، هذا بالإضافة إلى ما قد يسببه نقص الأوزون من مخاطر ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع مستوى مياه البحر، وما قد يسببه هذا النقص من الإصابة بسرطان الجلد.