إعجاز القران الكريم في الكيمياء


سم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
إن المواد التي أوردها القرآن الكريم لها أهمية كبيرة في العصور الحديثة .
ولا شك أن ان كلمات الآيات القرآنية المباركة مثل ( ملح , ماء , سلسبيل , أجاج , سائغ ., مختلف ألوانه , شراب طهور , مزاجه من تسنيم , لاغول فيه ولاتأسيم ,خمر , سكر , لبن , ) وغيرها تشكل أساسيات الكيمياء الأربع ألا وهو الملح والماء والقاعدة والحامض والتي بنى عليها علم الكمياء الحديث . إذ أن كلمة ( أجاج ) تعني مر والمر يحمل معنى قلوي أو قاعدي بلغة الكمياء الحديثة . كما وأنم الخمر والسكر واللبن تحوي الكحول والحوامض بالإضافة إلى كلمة ( فاره ) التي جاءت في القرآن الكريم بصيغة الجمع ومعناها بطرين تحمل في معانيها ما يجعل بينها وبين كلمة حامض صلة ربط لغوي كما يوضح ذلك الإمام الرازي في مختار صحاحة .وقد تناولت العديد من إعجاز القرآن العلمي في الكيمياء .




إعجاز القرآن الكريم في الكمياء
قال تعالى أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ )
" سورة يس 77-80

شجرة وشجر جمعها شجيرات وأشجار يعني ماقام على ساق من نبات الأرض التي يقسمها الخبراء إلى فئتين دائمة الخضرة والأشجار التي يسقط ورقها في الشتاء وكلمة النار في القرآن لها معني كثير منها : النا ر تقال
1- للهيب الذي تبدو للماسة قال تعالى ( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ) سورة الواقعة 71


2- للحرارة المجردة ولنار جهنم قال تعالى:
( النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
سورة الحج 72
3- وقال تعالى : ( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) سورة البقرة 24
4- وقال تعالى : ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ) سورة الهمزة 6
التفسير : (نار الله الموقدة) المسعرة
5- نار الحرب قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) المائدة 64
والإعجاز هنا : هو: بيان عظمة الله من خلال استخدام الشجر الأخضر للنار مع أن الشجر الأخضر يحوي على الماء الذي يطفىء النار وقال صاحب الظلال أن قد يكون المقصود به المادة الزيتية الموجودة القابلة للإحتراق الموجودة في نسغ الأشجار ومن ضمنها النفط مثلا فقد اثبت وجود نفط في بعض الإشجار وليس فقط في باطن الأرض وأعماق المحيطات وهذا ماأكده بحث لفريق هندسي متخصص وهذا موجز لهذا البحث احتمالات استخراج البترون من الشجر إحتمالات خطيرة ولاريب فهي تعني مصدرا للطاقة لاينضب له معين بخلاف مخذون البترون في باطن الأرض فهو محدود ولا مفر من أن يجف في مستقبل قريب أو بعيد وشجلرة البترون ليس على أوساط الغرب العلمية وقد تعرضت له مجلة (science ) في تقريرمفصل نشرته في أواخر عام 1976 ويتضمن التجارب التي أجراها أحد العلماء على شجرة البترون في مزرعته الخاصة وهذه الشجرة تنتمي إلى أسرة المطاط هيفا وميزتها أنها أنها تنمو في أقاليم قاحلة جافة وكذلك البترون الذي تفرزه خال من الكبريت . والأشجار الخضراء هي المصدر الأساسي للكربوهيدرات ( مركبات H2O - C - هيدروجين أو كسجين ) إذ يقوم النبات الأخضر في

عملية التركيب الضوئي بصنع الكبروهيدرات من موادها الأولية الماء ( H2O , CO2 ) الموجودين في الهواء والأرض وبوجود اشعة الشمس واليخضور الموجودة في الأوراق والتي تقوووم بامتصاص الطاقة الضوئية من الشمس والطاقة الممتصة من تخزن في الغذاء المصنوع أي الكاربوهيدرات وتنتقل تلك الطاقة إلى الإحياء الأخرى عندما تتغذى عليها . ونرى أن الإنسان والحيوان يأكلان النبات ويتنفسان الأوكسجين فيعيدان اتحاد النسيج النباتي مع الأوكسجين ليكون ثاني أكسيد الكربون والماء ثانية أي أن سكر الكلوكوز يتحد مرة أخرى في الجسم مع الأوكسجين لتعطي CO2 والماء كالآتي :
طاقة O+ 6CO2 +6H2 C6 H 12 O 6 + 6O2 →
طاقة + 6O2 + 6 C6 H12 O → 6CO2 + 6H2O

16 18 18 16
O2+ CH2O)6 ) → CO2 + 6 H2O

وعليه نستنتج مايأتي :
أولا – أن جزيئة السكر التي تكونت وخلقها الله تعالى من أتحاد ثاني أكسيد الكربون مع الماء بوجود ضوء الشمس واليخضور أعادها إلى ماتكون منها عند حرقه في جسم الكائن
(دون أحتلراق جسم الكائن )فالذي قادر على الإحياء قادر على الإعادة " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " فمن يفهم ماذا تحمل هذه الأية في طياتها من معان مبدعة تكشف أسرار العلوووم التي وهبها الله لعباده .
ثانيا – إ1ذا تأملنا قوله تعالى في الآية السابقة الذي أنشأ سكر الكلوكوز من ثاني أكسيد الكربون والماء كيف أعاده بعد حرقه أي أكسدته في جسم الكائن الحي إلى CO2 وماء ؟ حيث أن CO2 يطرح عن طريق الزفير مع بخار الماء إلى الجو والقسم الأخر من الماء يطرح عن طرسق الإدرار أليس الله قادر على أن يحي الأنسان حتى ولو أحترق وأصبح رمادا وأنظر في التسلسل في سورة يس آية 77-80 ويذكر الله تعالى عن ظاهرة تتكرر لدينا يوميا وفي كل لحظة في أجسمنا وحوالينا بقوله تعالى " الذي جعل لكم من الشجر تأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " يعني أن الذي يحيى العظام

وهي رميم وهو ذاته الذي يحول CO2 ( الذي لايرى في العين المجردة رغم ملامسته لأجسامنا دون أن نشعر به والماء في الشجر الأخضر بعملية التركيب الضوئي إلى مواد كربوهيدراتية كسكر الكلوكوز والنشأ ذات القوام الصلب وهو قادر على أن يعيدها – سكر الكلوكوز والنشا بعد تحويله إلى سكر كلوكوز تارة أخرى في جسم الكائن الحيالذي أصله الماء + ثاني أكسيد الكربون اليس قادر أن يعيد العظام خلقا جديدا مرة أخرى(1)
أسرار البحار

قال تعالى : ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَان فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤوَالْمَرْجَانُ ) الرحمن 18-22

التفسير العلمي :

المرجان : هذا نوع من الحلي لا يوجد إلا في البحار المالحة فقوله تعالى "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " المرجان المذكورين مالحان فالاية تتكلم عن بحر يخرج منه مرجان وبحر آخر يخرج منه مرجان الأول ملح وهذا ملح متى عرف الإنسان أن البحار المالحة مختلفة وليست بحرا متجانسا واحدا لم يعرف هذا إلا عام 1942 في عام 1873 عرف الإنسان أن مناطق معينة في البحار المختلفة تختلف في تركيب المياه فيها .. عندما خرجت رحلة تشالنجر وطافت حول البحار ثلاثة أعوام وتعتبر هذه السفينة رحلة تشالنجر هي الحد الفاصل بين علوم البحار التقليدية القديمة المليئة بالخرافة والأساطير وبين الأبحاث الرصينة القائمة على التحقيق والبحث هذه الباخرة هي أول هيئة علمية بينت أن البحار المالحة تختلف في تركيب مياهها لقد أقامت محطات ثم بقياس نتائج هذه المحطات وجدوا أن البحار المالحة تختلف والحرارة والكثافة والأحياء المائية وقابلية ذوبان الأكسجين وفي عام 1942 فقط ظهرت لأول مرة نتيجة أبحاث طويلة جاءت نتيجة لإقامة مئات المحطات البحرية في البحار فوجدوا أن المحيط الأطلنطي مثلا لا يتكون من بحر واحد بل من بحار مختلفة وهو محيط واحد لما جاءت مئات المحطات ووضعت ميزت .. هذه المحطات المختلفة أن هذا بحر ملح وهذا كذلك أيضا بحر مالح آخر .. هذا له خصائصه وهذا له خصائصه في إطار هذا البحر تختلف : الحرارة والكثافة والملوحة والأحياء المائية قابلية ذوبان الأكسجين خاصة بهذه المنطقة بجميع مناطقها هذان بحران مختلفان مالحان يلتقيان في محيط واحد فضلا عن بحرين مختلفين يلتقيان كذلك كالبحر الأبيض والبحر الأحمر وكالبحر الأبيض والمحيط الأطلنطي وكالبحر الأحمر وخليج عدن يلتقيان أيضا في مضايق معينة ففي 1942 عرف لأول مرة أن هناك بحارا كاملة يختلف بعضها عن بعض في الخصائص والصفات وتلتقى وعلماء البحار يقولون : إن أعظم وصف للبحار ومياه البحار : أنها ليست ثابتة . .. ليست ساكنة ..أهم شيء في البحار أنها متحركة .. فالمد والجزر والتيارات المائية والأمواج والأعاصير عوامل كثيرة جدا كلها عوامل خلط بين هذه البحار وهنا يرد على الخاطر سؤال : فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تمتزج هذه البحار ولا تتجانس ؟ ! درسوا ذلك فوجدوا الإجابة : أن هناك برزخا مائيا وفاصلا مائيا يفصل بين كل بحرين يلتقيان في مكان واحد سواء في محيط أو في مضيق هناك برزخ وفاصل يفصل بين هذا البحر وهذا البحر .. تمكنوا من معرفة هذا الفاصل وتحديد ماهيته بماذا ؟ هل بالعين ؟ لا .. وإنما بالقياسات الدقيقة لدرجة الملوحة ولدرجة الحرارة والكثافة وهذه الأمور لا ترى بالعين المجردة

البحر المسجور
قال تعالى "( وإذا البحار سجرت) سورة التكوير 6
قال تعالى : " وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {6}) سورة الطور
التفسير العلمي : فقد أكتشف العلم يوري أخيرا ماأسماه بالماء الثقيل إذ وجد نوعان منالماء يختلفان في خواصهما باختلاف طبيعة تكوينهما فالمعروف أن الماء مكون ماتحاد ذرتين من هيدروجين وذرة أوكسيجين وقدوجد أن الإهيدروجين تختلف طبيعة ذراته فهناك ذرات خفيفة تكون بأتحادها مع الأوكسيجين الماء العادي وهناك ذرات ثقيلة وأن أتحدت حع الماء تكون مادة تختلف عن الماء العادي لها تأثير ساما على الكائنات الحيةوهويوقف نمو البذور وهوكذلك يميت أجنة الأحياء وهي في مهدها وهذا الماء سمي بالماء الثقيل ومع هذا الماء يوجد الأيروجين وغيره من العناصر غير المستقرة في في جوف البحار والأيدروجين غاز مشتعل وهذه العناصر المنفردة إذا وضعت تحت ضغط كهربائي _صاعقة مثلا أو بفعل حرارة قوية طارئة وتحطمت إحدى ذراتها لتحطم ذرات الإجزاء المكونة للماء ولا نفرد من ذلك الأيدروجين في أقل من لمح البصر فإذا البحر يصبح نارا في التو والحظة وهذا يحدث عند تكوين وتفجير القنابل الذرية والأيروجية صناعيا . ويتابع ذلك انقسام الذرات الموجودة في الكون سوا كانت في السماء أم على الأرض أم في البحر وبذلك تصبح السماء دخانا والبحر نارا ملوحة البحار

قال تعالى " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)
التفسير العلمي :
أذا زار أحدنا معامل البوظة يلاحظ أن تجميد البوظة بالجليد العادي لايكفي لأن الجليد العادي لا يستطيع التبريد إلى مادون دلرجة الصفر ولذلك فأن العمال يضعون مع الجليد الملح فيؤلف مزيجا مائيا ينصهر في درجة اخفض من الصفر ( يلاحظ أنه لايمكن التبريد بهذه الطريقة – بزيادة تركيز الملح إلى مادون 12) وهذه الملاحظة البسيطة هي من الأهمية بمكان في مياه البحار . فوجود هذه النسبة من الملح يجعل البحار تتجمد
بدرجة أقل من الصفر ممايسمح ببقاء ماء البحر سائلا إلى درجة
أقل من 10- فيؤدي ذلك إلى تيسير الملاحة مدة أكبر في الشتاء فبينما نلاحظ أن الأنهار قد تجمدت في الشتاء . وهذا عدا أن الماء المملح يسهل على الحيوان والأسماك والإنسان السباحة لأنه يخفف من وزنها كما أن ملوحة البحار تعمل على تعقيم مائها فتمنع حدوث التعفنات وتكاثر الأمراض ولولا ذلك لأصبحت البحار بؤرة جيدة للأوبئة والأمراض التي تنتقل إلى كافة البلاد والأقطار . ونجد أنفسنا في دهشة حين نتذكر أن من هذا السائل خلق الله كل أنواع المخلوقات مصدقا لقوله تعالى :" وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون " الأنبياء 30 فالماء يدخل في تركبب بعض النبات بنسبة 99% بينما في الأنسان والحيوان قد تزيد من 75% فالماء يدخل في تركيب جميع اخلاط الجسم ومفرزاته وإذا نقصت كمية الماء في الجسم لم تعد هذه الأخلاط على القيام بمشاركتها الخاصة وبإمكان الإنسان العيش بدون طعام شهرا أوأكثر ولكنه لايستطيع العيش بدون ماء أكثر من عدة

الماء
الماء هو مادة الحياة وإكسيرها السحري الذي بدونه لاستحالت الحياة على سطح هذا الكوكب .
و لقد ذكر الله تعالى الماء في القرآن الكريم منكراً " ماء " 33 مرة وذكره معرفاً " الماء " 16 مرة .
وأمتن الله على المؤمنين أن أنزل عليهم الماء الذي فيه قوام حياتهم .
قال تعالى
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْه شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُل الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11} ِّ [سورة النحل ] .
ووصف الله الماء على أنه مباركاً أي أنه كثير العطاء قال الله تعالى وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّات وَحَبَّ الْحَصِيدِ ) (سورة ق).
ٍوذكر الله تعالى أن إنزاله الماء من السماء وإحيائه الأرض بعد موتها هو دليل وآية على وجود الله. قال تعالى

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنهار والفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّر ِبَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لقوم يعقلون {164} سورة البقرة وقال تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْق خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْض بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} سورة الروم
َو أمتن الله على الكافرين بأن جعل من الماء كل شيء حي قال تعالى :{29} أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} سورة الأنبياء.
و ذكر الله الماء على أنه من نعيم الجنة وأن أهل النار يعذبون بحرمانهم منه قال تعالى
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًاوَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51} سورة الأعراف

كما ذكر الله الماء على أنه جند من جنود الله يهلك بها الظالمين قال تعالى :
{39} حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40} وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {41} وَهِي تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَان فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِم الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَان مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيل بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} سورة هود
و قال تعالى
كذبت قبلهم قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9} فدعا ربه أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ {10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ {12}وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ {13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كان كفر {14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {15} فَكَيْفَ كان عذابي وَنُذُرِ {16} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر )سورة القمر.
و ذكر الله إحدى فوائد الماء وهي التطهير قال تعالى :
( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّل عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْز الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11} سورة الأنفال وقال تعالى : وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا {48} سورة الفرقان.
و أمرنا الله بالوضوء عند كل صلاة والاغتسال بالماء عند كل جنابة قال تعالى : (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغسلوا وجوهكم وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُم وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّه لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {6} سورة المائدة

وقد أمرنا رسول الله بالاقتصاد في استعمال الماء وعدم الإسراف ورد عنه صلى الله عليه وسلم : مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرَفُ فَقَالَ أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَار ابن ماجة 419 .(1)
تركيب الماء
يتألف الماء من جزيئات متلاصقة متماسكة، يتكون الجزيء الواحد من ارتباط ذرة أوكسجين مع ذرتين من الهيدروجين ، ويتم هذا الارتباط وفق رابطة تشاركيه قوية قيمتها 30 ــ 100 كيلو حريرة / مول .و لقد كان يظن أن الماء جوهر بسيط لايتفكك بينما أثبت التحريات العلمية أن الماء يتركب من عنصرين هما الهدروجين ةالأوكسجين بنسبة اثنين إلى واحد حجما وبنسبة واحد إلى ثمانية وزنا . وللغرلبة فقد اودع الله سبحانه في هذين العنصرين الذين يتركب منها الماء خصائص عجيبة فريدة .حتى إنه يشار إليها بالبنان في علم الكمياء للأهميتها الباغة ومقامها المعتبر , الهيدروجين هوأبسط العناصروكل العناصر يمكن أن تشتق من . فهو يتألف من بروتون واحد هو النواة ويدور حوله الكترون واحد, ولايخفى ما للهيدروجين من فيمة كبيرة في إعطاء الصفو الحمضية للحموض بينما يشترك هو والأكسجين في اعطاء الصفة الأساسية للماءات ومن خصائصه المميز التي انفرد بها بشكل متميز أنه هو شبه المعدن الوحيد الذي يسلك سلوكا موجبا كالمعادن وبالتالي فهو رغم كونه شبه معدن فهو يستطيع أن يتحد بكافة أشباه المعادن
الماء الثقيل
ومن الأهمية بمكان أن نذكر أهمية نظائر عنصر الهيدروجين , التي أكتشف وجودها في الماء وهي الدويتلروم ( الحاوي على نيتروجين مع بروتين ) فقد وجد أن نظير الديتروم يوجد في لماء بنسبة ضئيلة 2إلى 10000 متحدا مع تلأوكسيجين العادي وتسمى ذرة الماء التي يدخل في تركيبها الدويتروم ( الماء الثقيل ) لأن ذراته لأثقل من ذرات الماء العادي ولا يخفى ما للهيدروجين الثقيل من أهمية ( الدويتروم ) من قيمة عظمى في عملية الإندماج النووي الذي أسست وفقه القنبلة الهيدروجينية وذلك أن كل ذرتين من الدوتير يوم إذا قذفت إحداهما بالإخرى بطاقة عالية فإنهما تلتحمان مع بعضهما مكونة نواة هيلوم ( التي تحوي بروتين ونتونين ) والذي يميز هذا الإندماج هو الطاقة المتولدة عنه هي أضعاف أضعاف الطاقة المتولدة عن انشطار اليورانيوم المستخدم في القنبلة الذرية . وهذا من جه أخرى لايخفى ما للماء الثقيل من قيمة كبرى في بناء المفاعلات النووية حيث يقوم الماء الثقيل خير قيام بوظيفة المهدئ لسرعة النترونات وهناك طرق لفصل الماء الثقيل من الماء العادي وهي طريقة التحليل الكهربائي .
أما عنصر الأوكسجين فغني عن البيان ما لهذا العنصر من مقام سام في كمياء التفاعلات فهو العنصر الوحيد الذي يملك قدرة هائلة على التفاعل فهو لايتفاعل فقط مع المعادن فيؤكسدها بل إنه يتفاعل أيضا مع أغلبية اشباه المعادن كالكبريت والأزوت والفسفور والفحم معطيا الأكسيد الحمضية التي إذا انحلت في الماء فإنها تعطي الحموض الأوكسيجينية . هذا عدا أهميته في توليد الطاقة ويقوم بعملية التنفس للكائنات الحية يتحصل مما سبق أن الأسرار العجيبة لاتجلى فقط في جزيء الماء بل هي أرحب من ذلك فهي تمتد إلى أعماقه لتشمل العناصر التي ابتنى منها فذرة الماء السحرية صنعت أيضا من أثمن عنصرين مرموقين جمعا أبرز الخصائص الفريدة العجيبة

دورة الماء وتكون السحب

قال تعالى ) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) سورة الروم ( 48)

قال تعالى ) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ .) الرعد 12
.
التفسير العلمي :
في هذه الأيه إشارة جلية وقوية إلى كيفية تشكل الأمطار وما يرافق ذلك أحيانا من حدوث برق ورعد فعذه السحب السوداء المتكسفة ولاتكون درجة حرارتها من مجموعاتها المتعددة كما أنها لاتكون متجانسة في شحنتها الكهلربائية فهي في حين اثناء تشكلها بواسطة الرياح تكتسب شحنة قد تكون موجبة إذا كانت بها شوادر موجبة وقد تكون سالبة إذا كانت تحوي عاى إلكترونات سالبة حرة .فعندما تسير هذه السحب في السماء وتقترب من بعضها البغض البعض حسب سرعة الرياح التي تحماها ترتطم مع بعضها وتتجاذب أو تتنافر ويحدث أيضا بينها صدام حراري مفاجئ فتتكاثف أمطارا غزيرة مصحوبة بإنطلاق شرارات كهربائية ققوية هي التي تنتج عن انفراغ التيار الناتج عن تلاقي الشحنات الموجبة بالشحنات السالبة حكمة بالغة فما تغنى النذر ويقف الأنسان المؤمن تجاة هذه الظاهرة الهامة ليتسائل : ماهي المصلحة الكامنة وراء هذه الشرارات النارية التي نراها في السماء بشكل برق مصحوب بالرعود . ولو فكر قليلا لوجد أن في هذه البروق المخيفة تكمن نعم كثيرة قدرها الله سبحانه لنا لنستمر في حياتنا في سعادة ورخاء وهناء فهذه الشرارات الكهربائية عندما تحدث تولد تيارات هائلة من الحرارة كافي لتحاد العنصرين الأساسين الموجودين في الهواء وهما ى: O2 الأوكسيجين والأزوت n2 فتتشكل أكاسيد الآزوت التي إذا انحات في ماء المطر الساقط أعطت حمض الأزوت وهو من أعظم مصادر السماد الأزوتي الذي يتطلبه النبات في نموه وإهاره وخصوبته إذ إن أعظم نوع من السماد وهو نترات الأمونيوم ( NO4 NH4) يشتق كليا من حمض الإزوت فبحان الله . ويتعمق القرآن ليظهلر لنا السبب في حدوث كل مماسبق وهل هو محض صدفة ! أم هو يتبع قانونا مقدرا ثابتا تتجلى في آيات وآيات من معجزات الله سبحانه . فالله يشير في آيه ثالثة إلى العلاقة الماسة بين السحب المشحونة بالشحنة الموجبة والأخرى السالبة وهذة العلاقة هي الجاذبية التي تؤدي إلى حدوث الشرارة الكهربائية وقد عبر عنها القرآن بكلمة ( الألفة ) وهي الألفة الكميائية والكهربائية التي بدونها لاتتجاذب الذرات فالله سبحانه يجعل بين مجموعات السحب المتجلية في التجاذب بما يجعل فيها من اختلاف في طبيعة الشحنات التي تحملها ويقول تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ) سورة النور 43

في الحقيقة أن عنصر الآزوت هو من العناصر الخاملة جدا ولايمكن أن يتحد بالأوكسجين إلا في درجات عالية من الحرارة كالحرارة المتولدة من البرق ليس لإن نورها قوي جدا فقطوإنما لاحتوائها على الأشعة فوق البنفسجية التى تأخذ الأبصار فتسب لبعمى المؤقت . ولقد بنيت على هذا المبدأ أحث طريقة لاستحصال حمض الآزوت وذلك بتفاعل الآزوت مع الأكسجين وهما متوفران في الهواء بواسطة القوة الكهربائية وهي الطريقة الألمانية الحديثة التي استمدها العلم ( كافنديش ) من ملاحظة ما يحدث في الجو .
نسبة الأمطار
إحدى المعلومات التي يعطينا إياها القرآن الكريم عن المطر هو أنه ينزل من السماء إلى الأرض بقدر و هذه الحقيقة مذكورة في سورة الزخرف كما يلي : قال تعالى : (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )
سورة المؤمنون : 18
هذه الكمية المحسوب من المطر اكتشفت مرة أخرى من خلال الأبحاث الحديثة ، وتقدر هذه الأبحاث أنه في الثانية الواحدة يتبخر من الأرض تقريباً 16 مليون طن من الماء و هذا يعني أن الكمية التي تتبخر في السنة الواحدة تبلغ 513 تريليون طن من الماء . هذا الرقم مساو لكمية المطر التي تنزل على الأرض خلال سنة . وهذا يعني أن المياه تدور دورة متوازنة و محسوبة عليها تقوم الحياة على الأرض ، و حتى لو استعمل الناس كل وسائل التكنولوجيا المتوفرة في العالم فلن يستطيعوا أن يعيدوا إنتاج هذه الدورة بطريقة صناعية . و بمجرد حدوث خلل بسيط في هذه المعادلة سوف يؤدي ذلك إلى خلل بيني ينهي الحياة على الأرض . و لكن ذلك لا يحدث أبداً و في كل عام تنزل نفس الكمية من الأمطار تماماً كما يذكر القرآن الكريم
الجبال مخازن للماء
قال تعالى :" (ا ن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ) سورة الحجر 22
يقول تعالى ({أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَاب) سورةالزمر 22 .
ومما يجدر ملاحظته أن القرآن أكد على حقيقة الأجواف المائية التي في الجبال والتي هي أصل الينابيع ويظهر ذلك من اقتران ذكر المياه والمطر مع ذكر الجبال في مواضع متعددة من القرآن منها قوله تعالى( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا " المرسلات 27

الصواعق
قال تعالى ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) سورة الرعد 13
فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة آيات مثل قوله تعالى( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
سورة البقرة (19-20 )

وقوله تعالى ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )
سورة فصلت (13)

فقد قررالعلم الحديث أنه إذا أصيب شخص بمس من صاعقة وجب المبادرة إلى إجراء التنفس الصناعي له لمدة لاتقل عنى ساعة عن ساعة فقد تعود إليه الحياة من جديد إلا أنها مدمرة في عمومها ويرسل الله نقمة ينقم بها من يشاء
والصواعق
تصاحب البرد والبرق والرعد والسحاب في بعض الأحيان وهي بذاتها ذات تأثير قاتل في النفس ولذا كان الرسول كان يستعيذ من الصواعق والرعد (1)
التراب

قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها " سورة النحل 18
قال تعالى"... فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا..." المائدة 6


لقدأثبت علميا أن التراب متكون من سليكات الكالسيوم وماشابه وهي بيئة رديئة جدا لنمو وتكاثر الجراثيم وخاصة إذا كان التراب جافا ونظيفا نضع بعض الترلب على الجرح فأن الدم ينقطع ولايؤذه ولهذا السر العجيب في التراب أمرنا الله بدفن الميت في التراب وإن الله تعالى جعل الطهارة البدنية ( الوضوء والغسل ) عند فقد الماء هو بواسطة التراب وكذلك لوتذكرنا كيف جعل الشارع الطهارة بالتاب شرطا لطهارة الأواني التي ولغ بها الكلب وسبب ذلك أن التراب يزيل جرثومة الكلب التي تعشش على لسان الكاب فيقتلها ولولا ذلك لانتقلت إلى الأنسان وعرضته إلى الموت أو الخطر ولولا أن التراب يغطي صعيد الأرض لكان سطح الأرض بؤرة لتكاثر الأوبئة والأمراض فجعل الله التراب أفضل مممادة تمنع ذلك التكاثر والنمو وهذا بالإضافة على أن التراب يعتبر
عازلا حراريا جيدا لأنه ذو ردائة في نقل الحرارة وهذه الخاصية تمنع من أن تنفذ الحرارة أو البرودة إلى داخل التربة مما يحافظ على رطوبتها في الصيف ويمنع تجمد الماء في الشتاء . فسبحان الله


خلق الإنسان من طين
فال تعالى :"( اأيُّها النَّاسُ إن كنتم في ريبٍ منَ البعثِ فإنَّا خَلقْناكم من تُرابٍ...)
التفسير العلمي :
وقد أثبت العلم الحديث أن جسم الإنسان يحتوي ما تحتويه الأرض من عناصر؛ فهو يتكوَّن من الكربون، والأوكسجين، والهيدروجين، والفوسفور، والكبريت، والآزوت، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والكلور، والمغنزيوم، والحديد، والمنغنيز، والنحاس، واليود، والفلورين، والكوبالت، والزنك، والسلكون، والألمنيوم، وكلُّ هذه العناصر هي العناصر نفسها المكوِّنة للتراب أيضاً، وإن اختلفت نسبها بين الإنسان والتُّراب، ومن إنسان لآخر. كذلك فإن نسبة الماء من جسم الإنسان ، تعادل نسبة البحار إلى اليابسة في الكرة الأرضية، وهذا مايؤكد خلق آدم من تراب الأرض.
قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ ) الروم 20 .
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا الفرقان 54
ففي الآية الأولى إشارة على خلق الإنسان من تراب و في الثانية من الماء ، ثم في آية ثالثة : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ " المؤمنون :12 التفسير : لله (ولقد خلقنا الإنسان) آدم (من سلالة) هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته (من طين) متعلق بسلالة وما الطين سوى مزيج من التراب و الماء .و هكذا ففي الآيات السابقة إشارة إلى أن أصل الإنسان ومعدنه الأساسي هو من طينة هذه الأرض و من معدنها ، و بشك أدق : خلاصةٌ من هذه الأرض ( سلالة من طين ) .. فماذا يقول لنا المخبر عن ذلك ؟
يقول التحليل المخبري : إنه لو أرجعنا الإنسان إلى عناصره الأولية ، لوجدناه أشبه بمنجم صغير ، يشترك في تركيبه حوالي ( 23) عصراً ، تتوزع بشكل رئيسي على :
1ـ أكسجين (O) ـ هيدروجين ( H) على شكل ماء بنسبة 65% ـ 70% من وزن الجسم
2 ـ كربون (C) ، و هيدروجين ( H) و أكسجين (O) و تشكل أساس المركبات العضوية من سكريات و دسم ،و بروتينات و فيتامينات ، و هرمونات أو خمائر .
3 ـ مواد جافة يمكن تقسيمها إلى:
آ ـ سبع مواد هي : الكلور ( CL) ، الكبريت (S) ، الفسفور (P) ، و المنغنزيوم (MG) و البوتسيوم (K) ، و الصوديوم (Na) ، و هي تشكل 60 ـ 80 % من المواد الجافة .
ب ـسبع مواد بنسبة أقل هي : الحديد (Fe) ، و النحاس (Cu) و اليود (I) و المنغنزيوم (MN) و الكوبالت ( Co)، و التوتياء ( Zn) و المولبيديوم (Mo ) .
جـ ـ ستة عناصر بشكل زهيد هي : الفلور ( F) ، و الألمنيوم (AL ) ، و البور ( B) ، و السيلينيوم ( Se) ، الكادميوم ( Cd) و الكروم ( Cr) .
أولاً: تتركب أساساً من الماء ،و بنسبة عالية ، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يستمر حياً أكثر من أربعة أيام بدون ماء ، رغم ما يمتلكه من إمكانيات التأقلم مع الجفاف ،و ينطبق ذلك على جميع الكائنات الحية فتبارك الله إذ يقول ( و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) [الأنبياء : 30 ] .
ثانياً : كل هذه العناصر موجودة في تراب الأرض ، و لا يشترط أن تكون كل مكونات التراب داخلة في تركيب جسم الإنسان ، فهناك أكثر من مئة عنصر في الأرض بينما لم يكتشف سوى (22) عنصراً في تركيب جسم الإنسان ، و قد أشار لذلك القرآن حيث قال : ( من سلالة من طينٍ ) و في ذلك إعجاز علمي بليغ.
التركيب الكيميائي للحجارة والإنسان
لكي نعرف ذلك لابد أن نقف عند قوله تعالى : " وَقَالُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً ممَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } سورة الإسراء ( 49-51)
الإعجاز العلمي :
ويتجلى الإعجاز هنا في هذا التحدي السافر للمنكرين للبعث والمتشككيين في الحياة الآخرة حيث يأمر الله الرسول بأن يقول لهؤلاء : لوأنكم كنتم حجارة أو حديدا وهو أقصى وأصلب من الحجارة أوي خلق آخر غيرها فإن الله قادر على أن يعيدكم كما خلقكم أول نرة وليس ذلك بغريب فالإنسان قد خلق من تراب والتراب ماهو إلا فتات الضخور والحجارة المكونة لللقشرة الأرضية ولذلك قال تعالى :" كونوا حجارة " ويتضمن كل العناصر المكونة للترلب بمافيها الحديد ولقد أثبت العلم أن جسم الإنسان يتكون من نفس العناصر المكونة للتراب كما قرر العلم فينوجرادف في عام 1933 أن التركيب الكيميائي لكل الكائنات الحية يتشابه ولو أخذت بالإعتبارعناصر مثل الكربون والنتروجين والفسفور والكبريت .
اختلاط الماء بالأرض الهامدة
خلق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض وما بينهما بالحق ، وتميزت الأرض بيئية متعددة . ومفهوم النظام البيئي هو مساحة الأرض التي تحوي مكونات حية ومكونات غير حية . وتتفاعل هذه المكونات مع بعضها ، وتنتقل العناصر الكيميائية من المكونات غير الحية إلى الكائنات الحية وبالعكس . وتتكون الكائنات الحية من عنصرين أساسيين هما :
الماء : كما في قوله تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء : 30 .
والتراب : كما ذكر عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ) الحج : 5 .
وحبيبات التربة هي مكون غير حي يحفظ الماء ، ويحمل كثيراً من العناصر الغذائية اللازمة للمكونات الحية .
وإن اختلاط الماء بالتربة ــ وخاصة غرويات الطين ــ يعطي مظهراً لبداية نشاط الكائنات الحية بها على مختلف صورها ، مثلما يحدث لحبيبات التربة ذاتها . ويمكن إدراك ذلك من قول الله عز وجل : ( .. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) الحج : 5 . وقوله تعالى : ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير ) فصلت : 39 ) . ومما تقدم يمكن القول بأن سقوط أو إنزال الماء على الأرض أو التربة يتسبب عنه حدوث آثار أو آيات ثلاث ، أكد حدوثها الكثير من علماء الأرض والحياة بمساعدة الأجهزة العلمية دون أدنى شك ، وهي كما ذكرت في الآيات الكريمة السابقة .
اهتزت وربت :

أولا : اهتزاز الأرض أو التربة : هو حدوث حركة اهتزازية منفصلة للحبيبات المكونة للتربة.
وليس بالطبع تحرك طبقات القشرة الأرضية كتلة واحدة كما يتم أثناء زلزلة الأرض . ولتفهم حدوث اهتزازات هذه الحبيبات ينبغي الإلمام بشيء عن طبيعتها وصفاتها . وطبقاً لما يعرف عن تقسيم قوائم التربة ( Soil Texture ) فإن حبيبة الطين يقل قطرها عن ( 00.002) من المليمتر .
وتتكون الحبيبة من طبقات متراصة ( من صفائح السليكا والألومينا ) كل طبقة فوق الأخرى شكل (1) .وتحمل الحبيبة على سطحها شحنات كهربائية سالبة أو موجبة على حسب نوع الطين ( تنشأ من الزيادة أو النقصان في الشحنات الكهربائية للوحدات الداخلة في تركيب معدن الطين ) . شكل رقم (2) Baverel al 1972 ).
والطين من الغرويات المعدنية التي تتمتع بكثير من صفات الدقائق الغروية .ومن ثم فعند نزول الماء على الأرض بكميات مناسبة يؤدي إلى اهتزاز حبيباتها ، ويمكن تفسير ذلك بما يلي :
أ‌) ظهور الشحنة الكهربائية على سطوح الحبيبات يسبب عدم استقرار لها ، وحدوث حركات اهتزازية لا يمكن سكونها وثباتها إلا بعد تعادل هذه الشحنات بأخرى مخالفة لها في الشحنة ( ناتجة عن تأين الأملاح بالتربة ) حيث يتم تلاقحها على سطح الحبيبة فتستقر وتسكن ، وجعل المخلوقات في أزواج رحمة من الله تعالى لها للاستقرار والسكون .
ب‌) ب ــ حدوث حركات واهتزازات لجزيئات التربة ( الغروية ) نتيجة دفع الدقائق الطينية بجزيئات الوسط السائلي ( الماء ) .
ولما كانت حركة جزيئات السائل ليس لها اتجاه فإن الدقيقة الغروية ( حبيبة الطين ) تهتز وتتحرك من مكانها نتيجة لما تتعرض له من ضربات غير متساوية على جوانبها المختلفة .
وقد لاحظ العالم روبرت براون ( عام 1243هـ ــ 1828م ) هذه الحركة للدقائق الغروية ، وأطلق عليها اسم الحركة البراونية ( Brawnion ) حسب مذكرات د . حسين حمدي 1969م لمادة الغرويات . والوسط السائلي ( الماء ) يكون هو الغالب على الجزء الصلب ، وكلما كان الوسط السائلي متوفراً بكميات مناسبة أدى ذلك إلى تباعد حبيبات التربة عن بعضها وسهولة حركتها ما لم يحدث لها تخثر أو تجميع ، فإذا نقص تقاربت الحبيبات وأبطأت حركتها واهتزازها حتى تتوقف .
وإذا تعادلت الشحنة الكهربائية التي تحملها استقرت وفقدت حركتها واهتزازها . ولذلك فإن كلمة ( اهتزت ) الواردة في الآية الكريمة هي تأثير مباشر للماء على حبيبات التربة .
وإن اهتزاز حبيبة التربة بتأثير دفع الهواء هو تأثير غير مباشر للماء أيضاً ، فالماء يحل محل الهواء .
وينطلق الهواء من ثقوب محددة إلى الهواء الجوي على هيئة فقاقيع متقطعة ، وقد يدفع حبيبات التربة جانباً في اتجاه معين .
لذا فاهتزاز حبيبة التربة ما هو إلا تأثير مباشر لضربات غير متساوية من جزيئات الماء على جوانب الحبيبة ، وهي مستمرة متى ما وجد الماء في التربة . وهناك تفسيرات تشير إلى أن حبيبات التربة تهتز وتنتفخ وتظهر أعضاء الجنين فوق سطح التربة ، ويحدث ذلك نتيجة عملية بزوغ وخروج الريشة أو استطالة السويقة ( تحت الفلقية ) تدفع حبيبات التربة إلى أعلى مسببة اهتزازاً لحظياً لجزيئات التربة المتماسكة بعد حدوث عملية الإنبات .
ثانياً : الكلمة الكريمة ( ربت ) .
المراد بها انتفخت ونمت وزادت في السمك(3) . وبالتالي زيادة حجم الأرض نتيجة زيادة أحجام حبيباتها .
وكما سبق ذكره من قبل فإن حبيبة الطين تتكون من طبقات متراصة ، بين كل طبقة وأخرى مسافة بينية تتيح لجزيئات الماء وأيونات العناصر الذائبة فرصة الدخول فيها ( شكل رقم 3 ) .وتتشرب الحبيبة بالماء ، والأيونات ( صفة غروية ) فيتمدد بذلك معدن الطين ، ويزيد سمك قطر الحبيبة .
والماء الممسوك على سطح الحبيبات ( الماء الشعري والهيجروسكوبي ) له دور كبير في زيادة سممك التربة كلها بزيادة المسافة بين الحبيبات . وهكذا تربو الأرض بتأثير الماء .
ومن الأمثلة العملية في هذا المجال أنه عند وضع وزن معين من الطين في مخبار مدرج وصب كمية معينة من الماء عليه فإن حجم الطين يزداد بتشربه للماء ، وينقص بسحب الماء منه بعملية تجفيف التربة ــ ويعتبر طين المونتومور بلونت من أحسن الأنواع التي لها القدرة على التمدد والانكماش بتأثير الماء علاوة على امتصاصه العديد من أيونات العناصر الغذائية بكميات كبيرة .
من هنا يتضح دور وأهمية ذلك بالنسبة للنبات لأن كل حبيبة لها القدرة على حمل الماء بين طبقاتها ، وحفظ جزيئات الماء على سطحها ( غلاف يحيط بالحبيبة ) بقوى الجذب الاليكتروستاتيكية والتحام جزيئات الماء ببعضها عن طريق الروابط الهيدروجينية ( ويقل تأثير هذه القوى كلما كان جزيء الماء بعيداً عن سطح حبيبة الطين ) . فهي بمثابة وعاء يحفظ الماء من التسرب إلى اسفل بتأثير الجاذبية الأرضية أو غير ذلك . وهذا يلفت النظر إلى التفكر في قوله تعالى : ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) المؤمنون : 18 .
وإن الدراسات العملية والعلمية ، ومراجع علوم الأراضي ، والبيئة النباتية لتؤكد حدوث الاهتزاز والربو لحبيبات الطين ، وخير دليل على ذلك هو ذلك التبادل بين الأيونات المتحدة على سطوح الحبيبات ، والأيونات الهيدروجينية ليستفيد النبات من أيونات العناصر الغذائية لسد احتياجاته في بناء أنسجته .
أما ربو وانتفاخ الحبيبة فهذا دليل على احتفاظها بكمية من الماء في التربة، وإن لم يستطع النبات الحصول عليها يبدأ في الذبول ، وقد يؤدي الأمر إلى موته إذا لم ترو الأرض .
ويكفي أن نعرف أن معدل فقدان الماء بالنتح والتبخر من النبات يفوق كثيراً معدل استخدامه للماء في عملياته الجوية المختلفة .
ثالثاً : ( أنبتت )(4) : أي حدثت عملية إنبات البذور وغيرها مما تحويه الأرض كما في الآية الثالثة لنزول الماء على الأرض ، وهذا يوحي بخروج الحي من الميت كما في قوله تعالى : ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ) فاطر : 9 .
فعندما يتوفر الماء تستقي منه البذور والجراثيم والأبواغ ، وجميع الأعضاء النباتية القابلة للإنبات فينشط جنين البذرة ، وتنتقل المواد الغذائية البسيطة التركيب إليه بعد تحلل المواد المعقدة مائياً بواسطة الأنزيمات الخاصة بذلك فتنبت أعضاؤه وتبدأ ببزوغ الجذير ( Radicle ) ( الذي يعطي المجموع الجذري ) أولاً بقدرة الله عز وجل كي يتحسس وسط الإنبات ، ويوفر احتياجات النبات فيما بعد ، ثم يليه الريشة ( Plumule ) ( التي تعطي المجموع الخضري ) كل ذلك يكتمل والبذرة ما تزال تحت سطح التربة ( شكل 4) . ومع نمو الجذير وانتحائه إلى أسفل ، تتجه الريشة ( أو السويقة تحت الفلقية ( Hypocotyl ) إلى أعلى رافعة فوقها حبيبات التربة المتراكمة مخترقة لطبقاتها ثم تظهر فوق سطح التربة بانتحائها جهة الضوء . والآية الكريمة تشير إلى إنبات البذور الخاصة ، وهي أقرب إلى ذهن وعقل إي إنسان كما أنة كلمة ( بهيج ) تدل على البهجة ، وهي ما تراه الأعين من ألوان شتى لأزهار النباتات البذرية من ذوات الفلقة ( Monocotyledons ) وذوات الفلقتين . ( Dicotyledons ) ( شكل رقم 5 ) .
ومما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى : ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإْله مع الله بل هي قوم يعدلون ) ( النمل : 60 ) .
عندئذ تسر برؤيتها العيون ، وتدهش لها العقول ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) ( يس : 36.
وإن تسلسل حدوث الآثار الثلاثة السابقة :
الاهتزاز والانتفاخ للأرض ثم الإنبات لما تحتويه ، لإشارة إلى الترتيب الزمني لحدوث كل أثر أو آية . فإذا نزل الماء على الأرض تسبب ذلك في اهتزاز حبيباتها ، وحدوث الانتفاخ . وزيادة النماء والحجم للحبيبة ويظهر أثره بعد عدة ساعات لاكتمال هذه العملية ، بينما إنبات البذور يستغرق زمناً أطول .

وأدنى وقت لحدوثه هو يوم على الأقل من بداية الري مع مراعاة الظروف البيئية المصاحبة للإنبات .
وخلاصة القول :
فإن حبيبات التربة عند اختلاطها بالماء تهتز وتتحرك جزيئاتها غير محددة لاتجاه معين ، ويعني ذلك أن الأرض ( اهتزت ) . وعملية ترسيب الماء بين طبقاتها يزيد من سمك وحجم الحبيبة ، وبالتالي كل الحبيبات .

وهذا يعطي معنى ( ربت ) وانتفخت لتخزين الماء اللازم لإحياء الأرض ، فتتشرب البذور وغيرها ، وينبت الجنين تحت سطح التربة ببزوغ الجذير والريشة ، وبذا تكون الأرض قد ( أنبتت ) .
ثم يظهر التنبت فوق سطح التربة ويكبر ويثمر معطياً رزقاً للعباد ، وتتم كل هذه الآيات وفق ترتيب محكم وزمن متقن لأنه من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه .
(فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) الروم : 50 .التفسير :
(فانظر إلى آثار) وفي قراءة آثار (رحمة الله) نعمته بالمطر (كيف يحيي الأرض بعد موتها) يبسها بأن تنبت (إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير)
صدق الله العظيم .
الأشكال
شكل رقم (1) : نوع من الطين يسمى بـ ( Illlite) ويدخل بين طبقات حبيباته أيون البوتاسيوم ( K+ ) ونوع آخر يسمى ( Monrmoirllonite ) ويدخل بين طبقاتها الماء ( H2O ) فيسبب انتفاخ حبيبة الطين أكثر من الأول .

شكل رقم (2)

حبيبة الطين ذات الشحنة الكهربائية السالبة .
وحتى يتحقق لها الاتزان ، يحدث اتحاد لأيونات العناصر الموجبة ( كما في الأراضي القلوية ) أو أيونات الأيدروجين ( كما في الأراضي الحامضية ) على سطح الحبيبة


شكل رقم (3) : رسم تخطيطي يوضح طبقات حبيبة الطين وعند نزول الماء عليها تبدأ عملية تسرب الماء بين طبقات الحبيبة وكذلك العناصر الغذائية والذي ينتج عن زيادة في حجم الحبيبة وربوها .

رقم (4) : الإنبات في البذور ، وحدوث بزوغ للجذير تحت سطح التربة ثم تستطيــل السويقة تحت الفلقيــة ( Hypocotyl ) وتخترق سطح التربة وتظهر ثم تعطي باقي أجزاء النبات .
رقم (5) صورة فوتوغرافية توضح تأثير الماء على عملية إنبات بعض بذور لنبات صحراوي وكذلك فترة بدء عملية الإنبات ، كمية الماء كبيرة عن Control ، وتقل مع زيادة النقص في الجهد المائي ، وتكون أقل ما يمكن عند المستوى -20bar طول الجذير والسويقة التحت فلقية أكبر عند Control كذلك يبدأ بزوغ الجذير مبكراً بعدة أيام عن تلك التي عند -20bar ( 1)

خصائص الماء الكميائية :

بما أنه سائل معتدل بين السوائل الحمضية والسوائل القلوية وأستنادا لذلك بنيت فكرة درجة القلوية (PH ) فاعتبر( PH) للماء 7 وهوحد الوسط . وتبرز هنا قيمة الماء الأساسية في أنه فادر دون غيره من السوائل على حل أكبر عدد ممكن المركبات الكميائية دون أن يتفاعل معها . ولولا ذلك امل أمكن أجراء التفاعلات بين المواد المختلفة . والماء هو الوحيد يستطيع حل جميع المواد التي نقدمها للجسم فيتم نقل المواد إلى داخل الجسم ولولم يكن هذا الإنحلال قائما لكان الإنسان لا يستفيد من المواد الغذائية التي يأكلها . فيحل الماء المواد اللازمة للجسم ثم تمتصها الزغابات المعوية وينقلها الماء إلى الدم . حيث تجول في كافة أنحاء الجسم وهي محموله عن طريق الإنحلال بواسطة الماء حيث يتم حرقها والإستفادة منها .

يتبع