خبير ومُحلل نفطي : أسعار الخام تتحرك ضمن نطاق مقبول

خبير ومُحلل نفطي : أسعار الخام تتحرك ضمن نطاق مقبول


قال الخبير والمُحلل النفطي، محمد الشطي، أنه وبالرغم من تصاعد أسباب تهدد استمرار تدفق الإمدادات إلى السوق النفطية خلال السنتين السابقتين، إلا أن اسعار النفط الخام حافظت على مستويات اكثر قبولاً، ومازالت عندها من دون أضرار بمختلف الاستثمارات، أو تعافي الاقتصاد العالمي، إذ بلغ متوسط اسعار نفط خام الإشارة في عام 2011 نحو 111.36 دولار للبرميل، و111.62 دولار للبرميل خلال عام 2012، و112.57 دولار للبرميل خلال الربع الاول من عام 2013.

وفي هذا السياق لا بد من الإشادة في فاعلية دور منظمة الأوبك في ضمان وفرة المعروض في السوق بالرغم من كل الظروف والتعاون مع حكومات البلدان المستهلكة، وتوضح أرقام سكرتارية المنظمة العالمية والتي تعتمد على المصادر الثانوية، أن إنتاجها في 2012 وصل إلى 31.1 مليون برميل يومياَ مقابل 29.8 مليون برميل يومياً في عام 2011، أي بزيادة مقدارها 1.3 مليون برميل يومياً.

وعكست الأرقام انخفاض في انتاج إيران بمقدار 655 الف برميل يومياً، وتعافي انتاج ليبيا من 0.5 مليون برميل يومياً في عام 2011 إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2012، وسارعت العديد من بلدان «أوبك» إلى رفع انتاجها لتهدئة الأسواق وضمانه كفاية المعروض من النفط وفي مقدمتها السعودية بمقدار 454 ألف برميل يومياً، والعراق بنحو 314 ألف، والكويت بـ256 الف برميل، والإمارات بنحو 108 آلاف برميل.

ولعل الحدثين البارزين في السوق النفطية هما الحظر على مبيعات النفط الإيراني، والثورة الشعبية في ليبيا التي أطاحت بنظام القذافي، وتأقلمت السوق النفطية مع تناقص مبيعات النفط بشكل سريع يتماشى مع استقرار السوق، ويمنع ارتفاع الأسعار إلى معدلات قياسية.

وأبرز الأمور التي أسهمت في ضعف أسعار نفط خام برنت على وجه الخصوص خلال شهر مارس 2013 هو استمرار القلق بشأن اداء اقتصاديات بلدان منطقه اليورو، وتعافي انتاج النفط من بحر الشمال، في مقابل تشغيل شبكة أنابيب نفط لنقل النفط من مناطق تكرير النفط في خليج المكسيك في الولايات المتحدة الذي أسهم في دعم أسعار نفط خام غرب تكساس المتوسط.

وتتجه أنظار السوق إلى «أوبك» ووزرائها خصوصاً السعودية في ظل ضعف عام في أساسيات السوق النفطية، ويبدو أن الانطباع العام أن المنظمة ستظل تدافع عن مستويات الأسعار عن 100 دولار للبرميل والتي تحقق التزامات الموازنة، إذ عبر عن ذلك وزير النفط السعودي على النعيمي في سنغافورة معتبراً أن أسعار النفط الحالية تبدو معقوله ومقبولة.

وتشير توقعات صناعة النفط إلى بقاء أسعار نفط خام الإشارة برنت خلال هذا العام ما بين 95 و105 دولار للبرميل، على أساس ضعف الاقتصاد العالمي وزيادة المعروض من النفط في السوق النفطية.

وأعلنت العراق عن خطط للوصول إلى انتاج من النفط الخام عند معدل 4.5 مليون برميل يوميا خلال عام 2014، علماً أن بعض تقديرات الصناعة تشير إلى أن انتاج النفط الخام في العراق خلال مارس وصل إلى 3.2 مليون برميل يومياً.

وصدرت توقعات بنك باركليز والتي أظهرت تنامي معدل الطلب على النفط الخام في عام 2013 عند مليون برميل يومياً، تمثل ارتفاع في معدل تنامي الطلب في البلدان النامية بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً مقابل انخفاض في البلدان الصناعية، وعلى صعيد الإمدادات النفطية، فإن الإمدادات من النفط الخام من الولايات المتحدة الأميركية تنمو بمقدار 800 الف برميل يوميا في عام 2013، وتشير التوقعات إلى ضرورة قيام «أوبك» بخفض انتاجها من النفط بمقدار 250 ألف برميل يومياً مقارنة مع عام 2012.

ويبقى الطلب على النفط في الولايات المتحدة الأميركية عند مستوى 18.6 مليون برميل يومياً خلال عام 2013، وهو يمثل تحسناً طفيفاً عن العام السابق، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب عليه في الصين من 10.4 مليون برميل يومياً في 2012 إلى 10.9 مليون برميل في عام 2013 اي زيادة بنحو 500 ألف برميل يومياً.

وتشير توقعات «إينرجي سيكيورتي أناليسس» إلى تنامي معدل الطلب على النفط الخام في عام 2013 عند 1.1 مليون برميل يومياً، تمثل ارتفاعاً في معدل تنامي الطلب في البلدان النامية بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً مقابل انخفاض في البلدان الصناعية، وعلى صعيد الإمدادات النفطية، فإن الامدادات من النفط الخام من الولايات المتحدة الأميركية تنمو بمقدار 820 الف برميل يوميا في عام 2013.

وكذلك فإن انتاج النفط من كندا يرتفع بمقدار 210 الف برميل يومياً، وهو ما يشير إلى ضروره قيام «أوبك» بخفض انتاجها من النفط بمقدار 200 ألف برميل يومياً مقارنة مع عام 2012، وبالأرقام فإن استقرار الاسواق يعني انتاج النفط حول 30.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2013 في المتوسط، وتصل التوقعات إلى نتيجة بقاء انتاج المنظمة عند المستويات الحالية أي عند 30.3 مليون برميل يومياً، يضمن خفض المخزون النفطي، واستقرار الأسواق، ودعم الأسعار خلال عام 2013.

وتتنوع التحديات التي تواجه السوق النفطية خلال العام الحالي، وإن كانت متصلة بعوامل جيوسياسية وهي تدعم أسعار النفط نحو الارتفاع ومن بينها الملف الإيراني، واستقرار العراق، وليبيا، ونيجيريا، وأثر ذلك على معدل الانتاج والمعروض في السوق من النفط الخام، وفي الطرف الآخر تبقى تطورات أسواق الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية من جهة الانتاج المحلي خصوصا من النفط الصخري تشجع ضعف الأسعار على وجه العموم.

وحول صادرات الخليج العربي إلى أسواق العالم، تشير البيانات إلى أن مبيعاته من النفط الخام سجلت ارتفاعاً خلال عام 2012 ووصلت إلى 15.7 مليون برميل يومياً، وهو يمثل زيادة من متوسط 15.5 مليون برميل يوميا في عام 2011، وجاءت المبيعات للأسواق الأسيوية عند 11.5 مليون برميل يومياَ، وسجلت ارتفاعاً للأسواق الاميركية عند 2.2 مليون برميل يوميا في عام 2012، في حين انخفضت المبيعات إلى أوروبا من 2.2 مليون برميل يوميا في 2011 إلى 1.9 مليون برميل يومياً في العام الماضي.

خبير ومُحلل نفطي : أسعار الخام تتحرك ضمن نطاق مقبول