offre emploi paris
12-10-2012, 06:11 PM
اسئلة واجوبة في الأمراض الصدرية والباطنية
سوائل:الأمراض الصدرية
- أُصبت بتجمع السوائل حول الرئة، فما أسباب ذلك واحتمال عودة المرض؟
- إن الرئة محاطة بغشاء رقيق شفاف يسمى الغشاء البلوري (The Pleyra). ويقوم الجسم بافراز السوائل بداخل تجويف الغشاء البلوري بمعدل 100- 200ملم يومياً لتسهيل حركة الرئة أثناء عملية التنفس. وتقوم الشعيرات الليمفاوية في الغشاء البلوري بامتصاص السوائل المتراكمة تلقائياً للمحافظة على التوازن داخل التجويف البلوري. وبالتالي فإن تراكم السوائل حول الرئة يكون إما بسبب زيادة معدل افراز تلك السموم أو لعدم قدرة الجسم على امتصاص السوائل المتراكمة بسبب وجود بعض الخلل بالشعيرات الليمفاوية.
إن زيادة معدل افراز السوائل داخل التجويف البلوري المحيط بالرئة ينتج إما عن ارتفاع ضغط السوائل داخل الشعيرات الدموية (بسبب ضعف القلب أو اختلال في وظائف الكبد أو الكلى) أو بسبب التهاب الغشاء البلوري الناتج عن التهابات جرثومية (كبعض الفيروسات أو البكتريا ومنها جرثومة الدرن) أو بعض الأمراض الأخرى كأمراض المناعة والروماتيزم أو بعض الأورام الخبيثة. وتلك الأخيرة قد تصيب الرئة أو الغشاء البلوري المحيط بها مما يزيد من معدل افراز السوائل في التجويف البلوري أو يمنع امتصاصها بسبب انسداد الشعيرات الليمفاوية بالخلايا السرطانية.
ومن هنا فإن احتمال عودة المرض يعتمد على أسباب حدوثه. وبشكل عام فإن تجمع السوائل في التجويف البلوري الناتج عن الالتهابات الجرثومية يمكن علاجه بشكل تام وفعال إذا تم التشخيص مبكراً أو أعطي المريض العلاج المناسب. أما الأسباب الأخرى المذكورة آنفاً فإن عودة تجميع السوائل في تجويف الرئة يكون تبعاً لإمكانية التحكم في المرض المسبب واستجابته للعلاج.
ضيق التنفس
- ما أسباب الشعور بضيق وصعوبة في التنفس وأنواع التحاليل والاختبارات المطلوبة لتشخيص الحالة؟
- إن أسباب الشعور بضيق في التنفس متعددة، فمنها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي. وبشكل عام يلزم التأكد بشكل قاطع من عدم وجود مرض عضوي مسبب لضيق التنفس قبل اعتبار الأمر بأنه حالة نفسية. ومن أهم الأسباب العضوية لضيق النفس هي أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي. وفي العديد من الأحيان لا يكتفى بالفحص الاكلي***ي لاستبعاد الإصابة بأمراض القلب أو الرئة، حيث أن العديد من الأمراض لا يصاحبها أعراض اكلي***ية واضحة، كارتفاع الضغط الرئوي مثلاً أو حدوث جلطات (تخثر) صغيرة في شرايين الرئة. ولذلك فإنني أنصح بعمل بعض الاختبارات الإشعاعية (كأشعة القلب الصوتية أو الأشعة المقطعية الملونة للرئة) للتأكد من سلامة تلك الأجهزة الرئيسية. كما أن للشعور بضيق التنفس أسباباً أخرى غير المذكورة سابقاً، كأمراض فقر الدم (الأنيميا) أو ضعف عضلات الجسم ومنها عضلات التنفس أو بعض أمراض الحنجرة والبلعوم. وعلى الطبيب المعالج استبعاد تلك الأمراض حسب الأعراف الطبية قبل اعتماد العامل النفسي كسبب للشعور بضيق التنفس.
المعدة والصدر
- هل هناك علاقة بين أمراض المعدة وأمراض الصدر، وإذا ما كانت مشاكل الجهاز الهضمي تؤدي إلى صعوبة في التنفس أو سعال؟
- الإجابة هي نعم قطعاً. فهناك علاقة واضحة بين مشاكل الجهاز الهضمي وبين الجهاز التنفسي. وفي حقيقة الأمر فإن العديد من المرضى الذين يعانون من سعال مزمن وضيق في التنفس يعود سبب ذلك إلى المعدة وأمراضها. ومن أهم تلك الأمراض هي وجود ضعف في الصمام الموجود بين المريء وبين المعدة والذي من أهم وظائفه منع استرجاع العصارة والأحماض المعدية إلى اسفل المريء، حيث يؤدي ذلك الاسترجاع إلى إثارة الأعصاب الموجودة في المريء والتي تغذي بدورها الرئة والقصبات الهوائية. ومن هنا فإن إثارة المريء وانقباضه يؤدي بدوره إلى انقباضات مشابهة في الرئة وفي القصبات الهوائية وبالتالي إلى شعور المريض بسعال حاد وصعوبة في التنفس. وفي بعض حالات الاسترجاع الشديد فإن الحامض المعوي قد يصل إلى الحلق ومن ثمَّ دخوله فعلياً إلى الرئة مصاحباً بانقباضات شديدة في الرئة وشعور المريض بالاختناق الشديد للحظات. وتحدث تلك الحالات الأخيرة في أكثر الأوقات عند النوم حيث يستيقظ المريض فجأة شاعراً بعدم القدرة على التنفس. وبالرغم من أن أغلبية المرضى قد يشتكون من آلام في البطن أو شعور بالحموضة في اسفل الصدر فمن الأهمية بمكان ملاحظة بأن العديد من المرضى المصابون باسترجاع لا
يعانون من أي أعراض في المعدة، وتنحصر مشاكلهم في ضيق التنفس والسعال. وقد يلاحظ بعض المرضى زيادة في معدل السعال أثناء أو بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء للنوم مساءً. وتستلزم هذه الأعراض من الطبيب المعالج التأكد من عدم وجود مشاكل الاسترجاع عند المريض وبالتالي إعطاء العلاج المناسب. ومن أهم أسباب الاسترجاع هو استرخاء صمام المعدة الناتج عن عوامل عدة كالتدخين والاستكثار من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالكولا والقهوة والشاهي أو تناول الأطعمة المقلية بالزيوت ومنها الوجبات السريعة. كما أن زيادة الوزن ومنها الحمل عند النساء وقلة التمارين الرياضية من أهم الأسباب المؤدية لضعف واسترخاء صمام المعدة وبالتالي حدوث عملية الاسترجاع.
الربو
- حساسية الصدر (الربو) أسبابها وكيفية علاجها؟
- إن حساسية الصدر (الربو) تنتج عن وجود تهيجات في القصبات الهوائية والتي تنتج عادة من مواد معينة تسمى بالمحرضات، حيث أن الهواء الذي نتنفسه يحمل الكثير من المواد المهيجة والأجسام الدقيقة كالغبار وغيره. وبينما ينعدم تأثير هذه المواد على الشخص العادي إذا استنشقها أثناء عملية التنفس، فإن مرضى الربو (وبسبب حساسية رئتهم) فإن تلك المواد تثير قصباتهم وشعبهم الهوائية مما يؤدي إلى استثارة خلايا الرئة وغيرها وقيام تلك الخلايا بافراز المحرضات ومواد مهيجة تؤدي بالتالي إلى انقباض القصبات الهوائية وتضيفها وما يصاحب ذلك من أعراض السعال وضيق النفس. وبصورة عامة فإن لحساسية الصدر سببين رئيسيين هما العامل الخلقي الوراثي (Genetic) والعامل البيئي (Environmental) ومما هو معروف فإن مريض الربو مهيأ وراثياً للإصابة بالمرض ومن ثمَّ فإن تعرضه لعوامل بيئية سواء كان ذلك في موقع العمل (كعمال المصانع والمزارع) أو المعيشة (كالتعرض لعوادم السيارات مثلاً أو الحيوانات والنباتات المنزلية) تثير أزمات الربو. ويعتبر التدخين بنوعيه الايجابي والسلبي من العوامل الرئيسية في تهيج الصدر وحدوث أزمات الربو. والربو من الأمراض الشائعة جداً والتي قد تصل نسبة ح
دوثه في بعض الدول والمناطق إلى 20% وبالذات عند الأطفال. وأما بالنسبة لعلاج الربو فمن الأهمية بمكان أن يتأكد المريض بأن الربو يمكن التحكم فيه في أكثر الحالات بشكل تام إذا ما عولج بشكل صحيح وبالتالي فإنه ليس هناك من سببب يمنع مريض الربو من العيش بشكل طبيعي تماماً والقيام بكل ما يريده من أعمال ومنها الألعاب والتمارين الرياضية من غير أي عائق صحي. وبشكل عام فإن علاج الربو يتكون من نوعين رئيسيين وهما: العلاج الوقائي والعلاج المهدىء. فالعلاج الوقائي هو العلاج الرئيسي والمهم في علاج الربو حيث يقلل من تهيج الرئتين ويجعلهما أقل حساسية للمحرضات والمهيجات ويقلل أو يمنع حدوث نوبات الربو. ومن المهم استمرار تناول العلاجات الوقائية لمدة كافية تحت الإشراف الطبي (عادة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وهي المدة المطلوبة لتعافي أنسجة الرئة) حتى ولو شعر المريض بالتحسن الكامل. حيث أن إيقاف العلاجات مبكراً قد يؤدي لحدوث انتكاسات في مسيرة العلاج. وتعتبر البخاخات التي تحتوي على مركبات الكورتيزون (Cortisone/steroids) حجر الزاوية في علاج حالات الربو. وبالرغم مما يشيع عن مشاكل أدوية الكورتيزون وأعراضها السلبية على الجسم، فإن استخدام هذا الدواء
عن طريق الاستنشاق وتحت إشراف طبي يعتبر آمناً إلى حد كبير، بل يكاد أن يكون خالياً من أي مضاعفات خطيرة وذلك لقلة الجرعات المعطاة عن طريق الاستنشاق وكونها تصل إلى الرئتين بشكل مباشر ولا تنفذ إلى الدم أو الجسم، خلافاً للكورتيزونات التي تؤخذ عن طريق أقراص الفم أو الحقن في الدم أو العضلات. ولذلك فإن بخاخات الكورتيزون تعطى للمرضى المصابين بالربو ومنهم الأطفال الرضع والنساء الحوامل عند الحاجة بدون أي مضاعفات. كما أحب أن أوضح أن أدوية الربو أو البخاخات لا تسبب إطلاقاً أي إدمان أو تعود على عكس الاعتقاد الشائع بين الناس ولذلك فإنها تعتبر من أفضل طرق العلاج الموصى بها من قبل الجمعيات العلمية المحلية والعالمية. وقد تمكن الطب الحديث من ايجاد أدوية جديدة وقائية من غير مركبات الكورتيزون تقوم بتهدئة حدة التهيج في الشعب الهوائية (Anti-Leukotrienes) وذات فعالية جيدة في علاج الربو. أما العلاجات المهدئة والتي تسمى بموسعات الشعب الهوائية كالفينتولين (Ventolin) فإنها توسع الشعب الهوائية بصورة مؤقتة وتحد من أعراض نوبات الربو، ولذلك فإنه ينصح باستعمالها عند حدوث أزمات الربو أو قبل البدء بممارسة الألعاب الرياضية. ومن المهم التأكيد بأن
الأدوية المهدئة ليس لها أي تأثير يذكر على نسبة أو مدى تهيج الشعب الهوائية، ولذلك يجب عدم إعطاء تلك الأدوية كعلاج وحيد لعلاج مرضى الربو المزمن، بل يجب أن تستخدم مع العلاجات الواقية.
الحمل
- ماذا بشأن علاج الربو أثناء فترة الحمل، ومدى تأثيره على صحة الأم والجنين؟
- من المعلوم أن احتمال تفاقم حالة الربو عند السيدات الحوامل المصابات بالمرض يكون بمعدل الثلث. وإذا ما تفاقم الربو في حمل معين فإن احتمال حدوث ذلك التفاقم في أي حمل مستقبلي يزداد بصورة مضطردة، ولذلك فإن على الطبيب المعالج توقع حدوث ذلك والاستعداد له قبل حدوثه بزيادة جرعات الأدوية الوقائية قبل حدوث الحمل أو في مراحله الأولى. وقد يؤثر تفاقم حالة الربو أثناء الحمل سلبياً على صحة الأم وجنينها الذي يعتمد عليها كلياً في وصول كميات كافية من الأكسجين للتنفس. ولذلك فإن هبوط مستوى الأكسجين في دم المرأة الحامل بسبب عدم التحكم الكامل بحالة الربو. قد يكون له انعكاسات خطيرة على نمو الجنين وتكوينه. وبصورة عامة فإن علاج الربو في فترة الحمل لا يختلف عنه قبل الحمل أو بعده. فبخاخات الربو - كما ذكر سابقاً - لا تصل إلى دم الأم ولا إلى الجنين بتركيز يذكر، فتأثيرها موضعي على أنسجة الرئة، ولذا فإنها تعتبر آمنة ويمكن استخدامها بشكل كامل أثناء فترة الحمل من دون الخوف من أي تأثيرات سلبية على الجنين.
تليف الرئة
- ما مرض تليف الرئة وأسلوب علاجه؟
- تتكون الرئة من عدد من الخلايا والتي تشمل خلايا ليفية (Fibroblast) وهي التي تقوم ببناء الأنسجة الليفية المسؤولة عن إعطاء الرئة الدعامة الهيكلية المطلوبة. وهناك الخلايا الرئوية (Pneumocyte) وهي المسؤولة عن بناء الأكياس (الحويصلات) الهوائية المسؤولة عن إيصال الأكسجين للجسم واستئصال ثاني أكسيد الكربون. كما أن هناك العديد من الخلايا الأخرى كخلايا المناعة والخلايا العصبية وغيرها. وتقوم جميع تلك الخلايا بالانقسام ضمن برنامج محدد منظم بحسب وظيفة كل نوع من الخلايا بحيث لا يطغى أحدها على الآخر. وفي حالة مرض التليف الرئوي فإن الخلايا الليفية تقوم بالانقسام بشكل كبير و"عشوائي" مما يؤدي إلى زيادة أعداد هذا النوع من الخلايا على حساب الأنواع الأخرى مما ينعكس سلبياً على عمل تلك الخلايا وبالتالي لفقد الرئة لوظيفتها تدريجياً. أما أسباب حدوث تليف الرئة فيرجع لأسباب عديدة منها ما هو مجهول ومنها ما يكون ناتجاً عن التهابات رئوية سابقة أو نتيجة التعرض لبعض المواد المهيجة بصورة مستمرة كما هو الحال عند المزارعين أو عمال بعض المصانع. وقد ينتج تلييف الرئة كعرض جانبي لبعض العقاقير الطبية أو نتيجة الإصابة ببعض أمراض المناعة كأمراض الرو
ماتيزم وخلافه. كما يعتبر التدخين من أحد العوامل المساعدة على تلييف الرئة.
ويشخص المرض بصورة مبدئية بعمل الأشعات السينية والمقطعية. ولا تزال أخذ عينات من الرئة "الخزعات" جراحياً وفحصها مخبرياً هي السبيل الأمثل لتشخيص المرض ومعرفة نوعه ومسبباته. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php) الأمراض الخطيرة والتي ينصح بتشخيصها وعلاجها في مراكز متخصصة لها خبرة كافية في مجال التعامل مع هذه الأمراض. وتعتبر أدوية الكورتيزون والعلاج الكيماوي خطوط العلاج الأولى في التعامل مع هذا المرض في محاولة لإيقاف تقدم المرض واستقرار الحالة طبياً. وتقوم الدراسات الحديثة حالياً باختبار أنواع جديدة من الأدوية والتي يفترض أن توقف انقسامات الخلايا الليفية دون التعرض للخلايا الأخرى (على عكس مفعول مركبات الكورتيزون والعلاج الكيماوي والتي تؤثر سلباً على وظائف جميع الخلايا بلا استثناء) وينتظر لهذا النوع من الأدوية الجديدة أن تقوم بنقلة نوعية هامة في علاج هذا المرض الخطير وإن كانت لا تزال تحت التجربة والاختبار للتأكد من تأثيرها الايجابي على المرضى وخلوها من الأعراض الجانبية الخطيرة. وأما عمليات زراعة الرئة (عادة يكتفى بزرع رئة واحدة) فإنها قد تناسب بعض الحالات، وذلك تبعاً لعمر المريض ونوع المرض ومدى استجابته للعلاجات الأولية.
البلغم
- ما أسباب زيادة افرازات البلغم بصورة كثيفة واستمرارها بعد حدوث التهاب سابق في الرئة
- إن من أهم أسباب استمرار الزيادة في افرازات البلغم بعد حدوث التهاب هو ما قد ينتج عن تأثر القصيبات الهوائية في موقع الالتهاب وتهيجها تبعاً لنوع الالتهاب وشدته ومن ثمَّ توسع تلك القصيبات بشكل دائم. وتسمى هذه الحالة بتوسع الشعب الهوائية الدائم (Bronchiactasis). وبسبب توسع القصيبات الهوائية فإن قدرة الشعيرات الدقيقة المبطئة لتلك القصيبات (والتي تقوم عادة بطرد البلغم المتراكم داخل القصيبات أو لا بأول بصورة منتظمة) تقل بشكل كبير، مما يسمح بتراكم كميات كبيرة من البلغم داخل القصيبات والذي قد يكون بدوره بيئة مناسبة لنمو الجراثيم وتكاثرها. وقد ينتج عن ذلك ما ذكره السائل من استمرار زيادة افرازات البلغم. كما قد يتطور الأمر بسبب تكرر حدوث التهابات بنفس الموقع المصاب بسبب نمو الجراثيم والبكتيريا. ويلاحظ في هذه الحالة حدوث أعراض مصاحبة، كارتفاع في درجة حرارة الجسم أو تغير في لون البلغم وميله إلى الاصفرار أو تغير في رائحته. كما قد يلاحظ أحياناً وجود كميات من الدم مصاحبة للبلغم ويكون ذلك ناتجاً عن احتقان القصبات الهوائية أو تأثر شعيراتها الدموية بالالتهابات. ويمكن تشخيص هذا النوع من الأمراض عن طريق عمل الأشعة المق
طعية الدقيقة (High Resolution CT Scan) للرئة وزراعة عينات البلغم للتعرف على نوع الجراثيم المسؤولة عن الالتهابات. وينقسم علاج هذا المرض إلى علاج طبي وآخر جراحي. فالعلاج الطبي يعنى بالمحافظة أساساً على الأجزاء السليمة من الرئة والتأكد من عدم انتشار الالتهابات من الأجزاء المريضة إلى السليمة. ويكون ذلك بالتأكد من عدم السماح للبلغم بالتجمع في الأجزاء المصابة في الرئة. وتعتبر تمارين العلاج الطبيعي للرئة واستلقاء المريض في وضعية خاصة مع التدليك الخفيف للصدر (Postural Drainage) عدة مرات يومياً هي الجزء الأهم في العلاج الطبي. وفي حال حدوث التهابات في الرئة المصابة فإنه يلزم علاجها بصورة فعالة بإعطاء جرعات عالية من المضادات الحيوية التي أثبتت كفاءتها ضد الجراثيم المسببة لتلك الالتهابات بدراسة نتائج عينات البلغم، وأما العلاج الجراحي لاستئصال الأجزاء المصابة من الرئة فإنه يترك غالباً لعلاج مضاعفات المرض مثل حدوث نزيف شديد أو حدوثه بصورة متكررة أو تكرار حدوث الالتهابات بكثرة مما يهدد الرئة بشكل كامل أو يكون له تأثير سلبي على حياة المريض الاجتماعية ككثرة دخول المستشفيات أو التغيب المتكرر عن العمل أو المدرسة. وفي بعض الأحيا
ن ينصح باستئصال الجزء المصاب من الرئة إن كان صغيراً أو كان مصاحباً باعراض مزعجة ككثرة البلغم في بعض الأحيان والتي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. وفي كل الأحوال وقبل الموافقة على التدخل الجراحي فإنه يلزم القيام ببعض الاختبارات المتخصصة للتأكد من أن الأجزاء المتبقية من الرئة بعد الجراحة ستكون كافية للقيام بوظائف التنفس بشكل فعال.
التدخين
ماذا بشأن مشاكل التدخين وتأثيره على الصحة؟
- التدخين هو من الأمور القليلة في حياتنا العامة التي تُعد شراً مطلقاً. فباستثناء الأرباح المادية التي تجنيها الشركات المصنعة للتبغ والموزعة له، فانك لا تكاد تجد للتدخين فائدة قط. ويوجد في التدخين أكثر من أربعة آلاف مركب كيمائي منها العديد من المركبات المسببة للسرطان، ولا يمثل النيكوتين والقطران (واللذان تحرص شركات التدخين على الإدعاء بتخفيض نسبتهما لايهام المستهلك بتقليل الضرر) إلا عنصرين فقط من آلاف العناصر الضارة. ويعتبر التدخين مادة مدمنة تؤثر على وظائف الدماغ ونشاطه. وقد يصاب المدخن بضعف في الذاكرة وفي التركيز وصداع مزمن، كما يغلب عليه المزاج العصبي خصوصاً إذا ما انخفض تركيز نسبة بعض المواد المدمنة (النيكوتين) في الدم.
ويتسبب التدخين في مشاكل عدة على رئتي المدخنين، حيث من المعلوم أن ما بين 10إلى 15% من المدخنين سوف يصابون بالفشل الرئوي التام مثل مرض تضيق الرئة المزمن (Emphysema) أو غيره، كما أن معدل الإصابة بسرطانات الجهاز التنفسي تتضاعف بنسب عالية جداً عند المدخنين. وللتدخين آثار ضارة جداً على شرايين القلب ويؤدي إلى انسدادها وبالتالي حدوث الذبحات الصدرية وجلطات القلب.
سوائل:الأمراض الصدرية
- أُصبت بتجمع السوائل حول الرئة، فما أسباب ذلك واحتمال عودة المرض؟
- إن الرئة محاطة بغشاء رقيق شفاف يسمى الغشاء البلوري (The Pleyra). ويقوم الجسم بافراز السوائل بداخل تجويف الغشاء البلوري بمعدل 100- 200ملم يومياً لتسهيل حركة الرئة أثناء عملية التنفس. وتقوم الشعيرات الليمفاوية في الغشاء البلوري بامتصاص السوائل المتراكمة تلقائياً للمحافظة على التوازن داخل التجويف البلوري. وبالتالي فإن تراكم السوائل حول الرئة يكون إما بسبب زيادة معدل افراز تلك السموم أو لعدم قدرة الجسم على امتصاص السوائل المتراكمة بسبب وجود بعض الخلل بالشعيرات الليمفاوية.
إن زيادة معدل افراز السوائل داخل التجويف البلوري المحيط بالرئة ينتج إما عن ارتفاع ضغط السوائل داخل الشعيرات الدموية (بسبب ضعف القلب أو اختلال في وظائف الكبد أو الكلى) أو بسبب التهاب الغشاء البلوري الناتج عن التهابات جرثومية (كبعض الفيروسات أو البكتريا ومنها جرثومة الدرن) أو بعض الأمراض الأخرى كأمراض المناعة والروماتيزم أو بعض الأورام الخبيثة. وتلك الأخيرة قد تصيب الرئة أو الغشاء البلوري المحيط بها مما يزيد من معدل افراز السوائل في التجويف البلوري أو يمنع امتصاصها بسبب انسداد الشعيرات الليمفاوية بالخلايا السرطانية.
ومن هنا فإن احتمال عودة المرض يعتمد على أسباب حدوثه. وبشكل عام فإن تجمع السوائل في التجويف البلوري الناتج عن الالتهابات الجرثومية يمكن علاجه بشكل تام وفعال إذا تم التشخيص مبكراً أو أعطي المريض العلاج المناسب. أما الأسباب الأخرى المذكورة آنفاً فإن عودة تجميع السوائل في تجويف الرئة يكون تبعاً لإمكانية التحكم في المرض المسبب واستجابته للعلاج.
ضيق التنفس
- ما أسباب الشعور بضيق وصعوبة في التنفس وأنواع التحاليل والاختبارات المطلوبة لتشخيص الحالة؟
- إن أسباب الشعور بضيق في التنفس متعددة، فمنها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي. وبشكل عام يلزم التأكد بشكل قاطع من عدم وجود مرض عضوي مسبب لضيق التنفس قبل اعتبار الأمر بأنه حالة نفسية. ومن أهم الأسباب العضوية لضيق النفس هي أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي. وفي العديد من الأحيان لا يكتفى بالفحص الاكلي***ي لاستبعاد الإصابة بأمراض القلب أو الرئة، حيث أن العديد من الأمراض لا يصاحبها أعراض اكلي***ية واضحة، كارتفاع الضغط الرئوي مثلاً أو حدوث جلطات (تخثر) صغيرة في شرايين الرئة. ولذلك فإنني أنصح بعمل بعض الاختبارات الإشعاعية (كأشعة القلب الصوتية أو الأشعة المقطعية الملونة للرئة) للتأكد من سلامة تلك الأجهزة الرئيسية. كما أن للشعور بضيق التنفس أسباباً أخرى غير المذكورة سابقاً، كأمراض فقر الدم (الأنيميا) أو ضعف عضلات الجسم ومنها عضلات التنفس أو بعض أمراض الحنجرة والبلعوم. وعلى الطبيب المعالج استبعاد تلك الأمراض حسب الأعراف الطبية قبل اعتماد العامل النفسي كسبب للشعور بضيق التنفس.
المعدة والصدر
- هل هناك علاقة بين أمراض المعدة وأمراض الصدر، وإذا ما كانت مشاكل الجهاز الهضمي تؤدي إلى صعوبة في التنفس أو سعال؟
- الإجابة هي نعم قطعاً. فهناك علاقة واضحة بين مشاكل الجهاز الهضمي وبين الجهاز التنفسي. وفي حقيقة الأمر فإن العديد من المرضى الذين يعانون من سعال مزمن وضيق في التنفس يعود سبب ذلك إلى المعدة وأمراضها. ومن أهم تلك الأمراض هي وجود ضعف في الصمام الموجود بين المريء وبين المعدة والذي من أهم وظائفه منع استرجاع العصارة والأحماض المعدية إلى اسفل المريء، حيث يؤدي ذلك الاسترجاع إلى إثارة الأعصاب الموجودة في المريء والتي تغذي بدورها الرئة والقصبات الهوائية. ومن هنا فإن إثارة المريء وانقباضه يؤدي بدوره إلى انقباضات مشابهة في الرئة وفي القصبات الهوائية وبالتالي إلى شعور المريض بسعال حاد وصعوبة في التنفس. وفي بعض حالات الاسترجاع الشديد فإن الحامض المعوي قد يصل إلى الحلق ومن ثمَّ دخوله فعلياً إلى الرئة مصاحباً بانقباضات شديدة في الرئة وشعور المريض بالاختناق الشديد للحظات. وتحدث تلك الحالات الأخيرة في أكثر الأوقات عند النوم حيث يستيقظ المريض فجأة شاعراً بعدم القدرة على التنفس. وبالرغم من أن أغلبية المرضى قد يشتكون من آلام في البطن أو شعور بالحموضة في اسفل الصدر فمن الأهمية بمكان ملاحظة بأن العديد من المرضى المصابون باسترجاع لا
يعانون من أي أعراض في المعدة، وتنحصر مشاكلهم في ضيق التنفس والسعال. وقد يلاحظ بعض المرضى زيادة في معدل السعال أثناء أو بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء للنوم مساءً. وتستلزم هذه الأعراض من الطبيب المعالج التأكد من عدم وجود مشاكل الاسترجاع عند المريض وبالتالي إعطاء العلاج المناسب. ومن أهم أسباب الاسترجاع هو استرخاء صمام المعدة الناتج عن عوامل عدة كالتدخين والاستكثار من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالكولا والقهوة والشاهي أو تناول الأطعمة المقلية بالزيوت ومنها الوجبات السريعة. كما أن زيادة الوزن ومنها الحمل عند النساء وقلة التمارين الرياضية من أهم الأسباب المؤدية لضعف واسترخاء صمام المعدة وبالتالي حدوث عملية الاسترجاع.
الربو
- حساسية الصدر (الربو) أسبابها وكيفية علاجها؟
- إن حساسية الصدر (الربو) تنتج عن وجود تهيجات في القصبات الهوائية والتي تنتج عادة من مواد معينة تسمى بالمحرضات، حيث أن الهواء الذي نتنفسه يحمل الكثير من المواد المهيجة والأجسام الدقيقة كالغبار وغيره. وبينما ينعدم تأثير هذه المواد على الشخص العادي إذا استنشقها أثناء عملية التنفس، فإن مرضى الربو (وبسبب حساسية رئتهم) فإن تلك المواد تثير قصباتهم وشعبهم الهوائية مما يؤدي إلى استثارة خلايا الرئة وغيرها وقيام تلك الخلايا بافراز المحرضات ومواد مهيجة تؤدي بالتالي إلى انقباض القصبات الهوائية وتضيفها وما يصاحب ذلك من أعراض السعال وضيق النفس. وبصورة عامة فإن لحساسية الصدر سببين رئيسيين هما العامل الخلقي الوراثي (Genetic) والعامل البيئي (Environmental) ومما هو معروف فإن مريض الربو مهيأ وراثياً للإصابة بالمرض ومن ثمَّ فإن تعرضه لعوامل بيئية سواء كان ذلك في موقع العمل (كعمال المصانع والمزارع) أو المعيشة (كالتعرض لعوادم السيارات مثلاً أو الحيوانات والنباتات المنزلية) تثير أزمات الربو. ويعتبر التدخين بنوعيه الايجابي والسلبي من العوامل الرئيسية في تهيج الصدر وحدوث أزمات الربو. والربو من الأمراض الشائعة جداً والتي قد تصل نسبة ح
دوثه في بعض الدول والمناطق إلى 20% وبالذات عند الأطفال. وأما بالنسبة لعلاج الربو فمن الأهمية بمكان أن يتأكد المريض بأن الربو يمكن التحكم فيه في أكثر الحالات بشكل تام إذا ما عولج بشكل صحيح وبالتالي فإنه ليس هناك من سببب يمنع مريض الربو من العيش بشكل طبيعي تماماً والقيام بكل ما يريده من أعمال ومنها الألعاب والتمارين الرياضية من غير أي عائق صحي. وبشكل عام فإن علاج الربو يتكون من نوعين رئيسيين وهما: العلاج الوقائي والعلاج المهدىء. فالعلاج الوقائي هو العلاج الرئيسي والمهم في علاج الربو حيث يقلل من تهيج الرئتين ويجعلهما أقل حساسية للمحرضات والمهيجات ويقلل أو يمنع حدوث نوبات الربو. ومن المهم استمرار تناول العلاجات الوقائية لمدة كافية تحت الإشراف الطبي (عادة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وهي المدة المطلوبة لتعافي أنسجة الرئة) حتى ولو شعر المريض بالتحسن الكامل. حيث أن إيقاف العلاجات مبكراً قد يؤدي لحدوث انتكاسات في مسيرة العلاج. وتعتبر البخاخات التي تحتوي على مركبات الكورتيزون (Cortisone/steroids) حجر الزاوية في علاج حالات الربو. وبالرغم مما يشيع عن مشاكل أدوية الكورتيزون وأعراضها السلبية على الجسم، فإن استخدام هذا الدواء
عن طريق الاستنشاق وتحت إشراف طبي يعتبر آمناً إلى حد كبير، بل يكاد أن يكون خالياً من أي مضاعفات خطيرة وذلك لقلة الجرعات المعطاة عن طريق الاستنشاق وكونها تصل إلى الرئتين بشكل مباشر ولا تنفذ إلى الدم أو الجسم، خلافاً للكورتيزونات التي تؤخذ عن طريق أقراص الفم أو الحقن في الدم أو العضلات. ولذلك فإن بخاخات الكورتيزون تعطى للمرضى المصابين بالربو ومنهم الأطفال الرضع والنساء الحوامل عند الحاجة بدون أي مضاعفات. كما أحب أن أوضح أن أدوية الربو أو البخاخات لا تسبب إطلاقاً أي إدمان أو تعود على عكس الاعتقاد الشائع بين الناس ولذلك فإنها تعتبر من أفضل طرق العلاج الموصى بها من قبل الجمعيات العلمية المحلية والعالمية. وقد تمكن الطب الحديث من ايجاد أدوية جديدة وقائية من غير مركبات الكورتيزون تقوم بتهدئة حدة التهيج في الشعب الهوائية (Anti-Leukotrienes) وذات فعالية جيدة في علاج الربو. أما العلاجات المهدئة والتي تسمى بموسعات الشعب الهوائية كالفينتولين (Ventolin) فإنها توسع الشعب الهوائية بصورة مؤقتة وتحد من أعراض نوبات الربو، ولذلك فإنه ينصح باستعمالها عند حدوث أزمات الربو أو قبل البدء بممارسة الألعاب الرياضية. ومن المهم التأكيد بأن
الأدوية المهدئة ليس لها أي تأثير يذكر على نسبة أو مدى تهيج الشعب الهوائية، ولذلك يجب عدم إعطاء تلك الأدوية كعلاج وحيد لعلاج مرضى الربو المزمن، بل يجب أن تستخدم مع العلاجات الواقية.
الحمل
- ماذا بشأن علاج الربو أثناء فترة الحمل، ومدى تأثيره على صحة الأم والجنين؟
- من المعلوم أن احتمال تفاقم حالة الربو عند السيدات الحوامل المصابات بالمرض يكون بمعدل الثلث. وإذا ما تفاقم الربو في حمل معين فإن احتمال حدوث ذلك التفاقم في أي حمل مستقبلي يزداد بصورة مضطردة، ولذلك فإن على الطبيب المعالج توقع حدوث ذلك والاستعداد له قبل حدوثه بزيادة جرعات الأدوية الوقائية قبل حدوث الحمل أو في مراحله الأولى. وقد يؤثر تفاقم حالة الربو أثناء الحمل سلبياً على صحة الأم وجنينها الذي يعتمد عليها كلياً في وصول كميات كافية من الأكسجين للتنفس. ولذلك فإن هبوط مستوى الأكسجين في دم المرأة الحامل بسبب عدم التحكم الكامل بحالة الربو. قد يكون له انعكاسات خطيرة على نمو الجنين وتكوينه. وبصورة عامة فإن علاج الربو في فترة الحمل لا يختلف عنه قبل الحمل أو بعده. فبخاخات الربو - كما ذكر سابقاً - لا تصل إلى دم الأم ولا إلى الجنين بتركيز يذكر، فتأثيرها موضعي على أنسجة الرئة، ولذا فإنها تعتبر آمنة ويمكن استخدامها بشكل كامل أثناء فترة الحمل من دون الخوف من أي تأثيرات سلبية على الجنين.
تليف الرئة
- ما مرض تليف الرئة وأسلوب علاجه؟
- تتكون الرئة من عدد من الخلايا والتي تشمل خلايا ليفية (Fibroblast) وهي التي تقوم ببناء الأنسجة الليفية المسؤولة عن إعطاء الرئة الدعامة الهيكلية المطلوبة. وهناك الخلايا الرئوية (Pneumocyte) وهي المسؤولة عن بناء الأكياس (الحويصلات) الهوائية المسؤولة عن إيصال الأكسجين للجسم واستئصال ثاني أكسيد الكربون. كما أن هناك العديد من الخلايا الأخرى كخلايا المناعة والخلايا العصبية وغيرها. وتقوم جميع تلك الخلايا بالانقسام ضمن برنامج محدد منظم بحسب وظيفة كل نوع من الخلايا بحيث لا يطغى أحدها على الآخر. وفي حالة مرض التليف الرئوي فإن الخلايا الليفية تقوم بالانقسام بشكل كبير و"عشوائي" مما يؤدي إلى زيادة أعداد هذا النوع من الخلايا على حساب الأنواع الأخرى مما ينعكس سلبياً على عمل تلك الخلايا وبالتالي لفقد الرئة لوظيفتها تدريجياً. أما أسباب حدوث تليف الرئة فيرجع لأسباب عديدة منها ما هو مجهول ومنها ما يكون ناتجاً عن التهابات رئوية سابقة أو نتيجة التعرض لبعض المواد المهيجة بصورة مستمرة كما هو الحال عند المزارعين أو عمال بعض المصانع. وقد ينتج تلييف الرئة كعرض جانبي لبعض العقاقير الطبية أو نتيجة الإصابة ببعض أمراض المناعة كأمراض الرو
ماتيزم وخلافه. كما يعتبر التدخين من أحد العوامل المساعدة على تلييف الرئة.
ويشخص المرض بصورة مبدئية بعمل الأشعات السينية والمقطعية. ولا تزال أخذ عينات من الرئة "الخزعات" جراحياً وفحصها مخبرياً هي السبيل الأمثل لتشخيص المرض ومعرفة نوعه ومسبباته. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php) الأمراض الخطيرة والتي ينصح بتشخيصها وعلاجها في مراكز متخصصة لها خبرة كافية في مجال التعامل مع هذه الأمراض. وتعتبر أدوية الكورتيزون والعلاج الكيماوي خطوط العلاج الأولى في التعامل مع هذا المرض في محاولة لإيقاف تقدم المرض واستقرار الحالة طبياً. وتقوم الدراسات الحديثة حالياً باختبار أنواع جديدة من الأدوية والتي يفترض أن توقف انقسامات الخلايا الليفية دون التعرض للخلايا الأخرى (على عكس مفعول مركبات الكورتيزون والعلاج الكيماوي والتي تؤثر سلباً على وظائف جميع الخلايا بلا استثناء) وينتظر لهذا النوع من الأدوية الجديدة أن تقوم بنقلة نوعية هامة في علاج هذا المرض الخطير وإن كانت لا تزال تحت التجربة والاختبار للتأكد من تأثيرها الايجابي على المرضى وخلوها من الأعراض الجانبية الخطيرة. وأما عمليات زراعة الرئة (عادة يكتفى بزرع رئة واحدة) فإنها قد تناسب بعض الحالات، وذلك تبعاً لعمر المريض ونوع المرض ومدى استجابته للعلاجات الأولية.
البلغم
- ما أسباب زيادة افرازات البلغم بصورة كثيفة واستمرارها بعد حدوث التهاب سابق في الرئة
- إن من أهم أسباب استمرار الزيادة في افرازات البلغم بعد حدوث التهاب هو ما قد ينتج عن تأثر القصيبات الهوائية في موقع الالتهاب وتهيجها تبعاً لنوع الالتهاب وشدته ومن ثمَّ توسع تلك القصيبات بشكل دائم. وتسمى هذه الحالة بتوسع الشعب الهوائية الدائم (Bronchiactasis). وبسبب توسع القصيبات الهوائية فإن قدرة الشعيرات الدقيقة المبطئة لتلك القصيبات (والتي تقوم عادة بطرد البلغم المتراكم داخل القصيبات أو لا بأول بصورة منتظمة) تقل بشكل كبير، مما يسمح بتراكم كميات كبيرة من البلغم داخل القصيبات والذي قد يكون بدوره بيئة مناسبة لنمو الجراثيم وتكاثرها. وقد ينتج عن ذلك ما ذكره السائل من استمرار زيادة افرازات البلغم. كما قد يتطور الأمر بسبب تكرر حدوث التهابات بنفس الموقع المصاب بسبب نمو الجراثيم والبكتيريا. ويلاحظ في هذه الحالة حدوث أعراض مصاحبة، كارتفاع في درجة حرارة الجسم أو تغير في لون البلغم وميله إلى الاصفرار أو تغير في رائحته. كما قد يلاحظ أحياناً وجود كميات من الدم مصاحبة للبلغم ويكون ذلك ناتجاً عن احتقان القصبات الهوائية أو تأثر شعيراتها الدموية بالالتهابات. ويمكن تشخيص هذا النوع من الأمراض عن طريق عمل الأشعة المق
طعية الدقيقة (High Resolution CT Scan) للرئة وزراعة عينات البلغم للتعرف على نوع الجراثيم المسؤولة عن الالتهابات. وينقسم علاج هذا المرض إلى علاج طبي وآخر جراحي. فالعلاج الطبي يعنى بالمحافظة أساساً على الأجزاء السليمة من الرئة والتأكد من عدم انتشار الالتهابات من الأجزاء المريضة إلى السليمة. ويكون ذلك بالتأكد من عدم السماح للبلغم بالتجمع في الأجزاء المصابة في الرئة. وتعتبر تمارين العلاج الطبيعي للرئة واستلقاء المريض في وضعية خاصة مع التدليك الخفيف للصدر (Postural Drainage) عدة مرات يومياً هي الجزء الأهم في العلاج الطبي. وفي حال حدوث التهابات في الرئة المصابة فإنه يلزم علاجها بصورة فعالة بإعطاء جرعات عالية من المضادات الحيوية التي أثبتت كفاءتها ضد الجراثيم المسببة لتلك الالتهابات بدراسة نتائج عينات البلغم، وأما العلاج الجراحي لاستئصال الأجزاء المصابة من الرئة فإنه يترك غالباً لعلاج مضاعفات المرض مثل حدوث نزيف شديد أو حدوثه بصورة متكررة أو تكرار حدوث الالتهابات بكثرة مما يهدد الرئة بشكل كامل أو يكون له تأثير سلبي على حياة المريض الاجتماعية ككثرة دخول المستشفيات أو التغيب المتكرر عن العمل أو المدرسة. وفي بعض الأحيا
ن ينصح باستئصال الجزء المصاب من الرئة إن كان صغيراً أو كان مصاحباً باعراض مزعجة ككثرة البلغم في بعض الأحيان والتي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. وفي كل الأحوال وقبل الموافقة على التدخل الجراحي فإنه يلزم القيام ببعض الاختبارات المتخصصة للتأكد من أن الأجزاء المتبقية من الرئة بعد الجراحة ستكون كافية للقيام بوظائف التنفس بشكل فعال.
التدخين
ماذا بشأن مشاكل التدخين وتأثيره على الصحة؟
- التدخين هو من الأمور القليلة في حياتنا العامة التي تُعد شراً مطلقاً. فباستثناء الأرباح المادية التي تجنيها الشركات المصنعة للتبغ والموزعة له، فانك لا تكاد تجد للتدخين فائدة قط. ويوجد في التدخين أكثر من أربعة آلاف مركب كيمائي منها العديد من المركبات المسببة للسرطان، ولا يمثل النيكوتين والقطران (واللذان تحرص شركات التدخين على الإدعاء بتخفيض نسبتهما لايهام المستهلك بتقليل الضرر) إلا عنصرين فقط من آلاف العناصر الضارة. ويعتبر التدخين مادة مدمنة تؤثر على وظائف الدماغ ونشاطه. وقد يصاب المدخن بضعف في الذاكرة وفي التركيز وصداع مزمن، كما يغلب عليه المزاج العصبي خصوصاً إذا ما انخفض تركيز نسبة بعض المواد المدمنة (النيكوتين) في الدم.
ويتسبب التدخين في مشاكل عدة على رئتي المدخنين، حيث من المعلوم أن ما بين 10إلى 15% من المدخنين سوف يصابون بالفشل الرئوي التام مثل مرض تضيق الرئة المزمن (Emphysema) أو غيره، كما أن معدل الإصابة بسرطانات الجهاز التنفسي تتضاعف بنسب عالية جداً عند المدخنين. وللتدخين آثار ضارة جداً على شرايين القلب ويؤدي إلى انسدادها وبالتالي حدوث الذبحات الصدرية وجلطات القلب.