المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي



السنة التاسعة اساسي
12-07-2014, 11:10 AM
توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي



- (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=16) الموضوع :

أثار انتباهك خروج أمّك يوم الأحد للمشاركة في إحدى النّدوات ومشهد أبيك وهو يوزّع جهوده بين ترتيب المنزل وطبخ الطّعام ومراقبة دروسكم. فلم تتردّد في إبداء استيائك لغياب أمّك المتكرّر عن المنزل وإقناع الأب بأنّ البيت هو المملكة الحقيقيّة للمرأة. غير أنّ أباك حاول بدوره أن يثبت أنّه من الظّلم أيضا أن ننعم بثمار عمل المرأة داخل الأسرة والمجتمع دون أن نساعدها على توفير أسباب النّجاح.

صف والدك وهو يحاول سدّ الفراغ الذّي تركه غياب الأمّ عن المنزل وانقل الحوار الذّي دار بينكما.
التحلايلا

التحرير

لئن كان البعض لا يزال إلى اليوم يرى أنّ كوكب المرأة بيتها وأنّ مملكتها الفعليّة هو منزلها وأنّ نجاحها الحقيقيّ هي أن تحسن إدارة هذه المملكة بألمعيّة. فإنّ البعض الآخر ومنهم أبي يرون أنّ المرأة اليوم لما حقّقته من مكاسب قادرة على النّجاح داخل البيت وخارجه، على شرط أن نعي بأنّ الوضع الاجتماعيّ اليوم للمرأة قد تغيّر ممّا يحتّم تغيّرا في فهم أدوار كلّ من المرأة والرّجل داخل البيت وخارجه. فأبي من أولئك الذّين يشجّعون زوجاتهم على الخلق والإبداع وهو لا يجد حرجا في أن ينهض بأعباء المنزل في حالة غيابها بل مساعدتها في كلّ كبيرة وصغيرة داخل المنزل حتىّ في الأيّام العاديّة. ولقد دأبت أمّي على متابعة الحركة الفكريّة في بلادنا فكانت لا تفوّت فرصة حضور النّدوات الفكريّة حتّى في أيّام العطل، فتفيد وتستفيد. وكان أبي المسكين يحاول جاهدا أن يسدّ الفراغ الذّي تتركه أمّي في المنزل. وكان مشهد أبي وهو يوزّع جهوده بين التّرتيب والطّبخ ومراقبة دروسنا يثير استيائي فلم أتردّد في إبداء موقفي فكان بيننا هذا الجدال العنيف لمحاولة كلّ منّا أن يقنع الآخر بوجهة نظره.

لشدّ ما كان يحزنني وأنا أشهد أبي وقد شمّر على ساعد الجدّ ولبس قناع الأمّ في المنزل. فقد ارتدى الميدعة وصار يخطّ الغرف جيئة وذهابا بين المطبخ وغرف النّوم. يرتّب هذا الفراش ويمسح الغبار عن تلك الطّاولة ويحمل أدباشا ألقاها إخوتي هنا وهناك. فهذه نظيفة يضعها في مكانها من خزانة الملابس. وهذه وسخة تحتاج إلى تنظيف يضعها بجوار الغسّالة. وخلال ذلك يعدّ ما يلزم لطبيخ اليوم ليضعه في القدر لينضج تحت نار هادئة. كان ينجز أعماله في هدوء وصمت. ولكن راعني منه رغم ذلك قلّة حذق فما تنجزه أمّي بمهارة ساحر وبسرعة خبير ينجزه أبي بكثير من البطء يحاول فيه أن يحذو حذو أمّي. غير أنّ المنزل لم يبلغ رغم جهوده والعرق المتصبّب من جبينه ما تبلغه أمّي عندما ترتّبه. فقد كانت تبثّ فيه من روحها المرهفة ويديها الفنّانتين ما يشيع بين أرجائه البهجة والسّعادة والنّور. انتابني شعور بالألم وغيرة على جنس الرّجال الذّين لم يألفوا هذه الأعمال المنزليّة. فهي على بساطتها تحتاج مهارة وحذقا لم يبلغهما أبي يوما ولن يبلغهما. آلمني أن يتواضع ذلك الهرم الضّخم. أينزل أبي بهيبته ووقاره إلى مستوى امرأة ترعى بيتها وأطفالها؟... فهو ما فتئ يوجّه أختي ويراجع معها دروسها. وما أبدى قلقه لعدم تركيزي في تمارين الرّياضيّات التّي أمرني بإنجازها. فهو يشرح ويحلّل ثمّ يهرع بين الفينة والأخرى ليتفقّد أكلته المميّزة التّي يهديها للأسرة كلّما دخل المطبخ... كنت ألاحظ وأتأمّل وأعجب لانقلاب الأوضاع. وكنت أتوجّس خيفة من مستقبل قد تصبح فيه المرأة هي المسؤولة عن الأعمال خارج البيت والرّجل ربيب المنزل... راعني هذا التّصوّر. فانطلقت الكلمات من أعماقي كالحمم من جوف الأرض لتعبّر عن استيائي وغضبي: " أبتي إنّي أشفق لحالك... كيف ترضى لأمّي أن تخرج كلّ يوم ؟ فحتّى يوم الرّاحة الأسبوعيّة الذّي ينبغي أن ننعم فيه بوجودها إلى جوارنا ترعانا وتشبعنا عطفا وحنانا؟ ثمّ لا يكفي ذلك بل تنهض بجميع الأعباء التّي كان من المفروض أن تنجزها أمّي؟... فما عهدت يا أبي البيوت سوى مملكة للنّساء. وما عهدت النّساء سوى ربّات للبيوت..."

قال أبي وقد بدت عليه علامات الدّهشة والمفاجأة: " مهلا بنيّ لم هذا الغضب؟ ألا أوفّر لك ولأخوتك كلّ أسباب الرّاحة في غياب أمّك؟ ألا ترى معي أنّه لا يجوز أن تتحدّث عن أمّك بهذا الشّكل؟ فعوض أن تركّز مع تمارينك لتنهيها ثمّ تساعدني على ما بقي من شؤون بتّ ترثي للحالي وتشفق؟ أيّ تناقض هذا؟..."

قلت في نبرة حنان: " عذرا يا أبي لم أقصد الإساءة لا لك أو لأمّي.... أعترف أنّ غياب أمّي عن المنزل جعله مظلما خاويا... وأرجو ألاّ تغضبك اعترافاتي، فأمّي بروحها المرهفة تبثّ بين أرجائه حياة ونورا. وهي بلمساتها البارعة تبعث بين أركانه أنفاسا ساحرة... فأنت تحاول بورك فيك من أبٍ أن تملأ الفراغ، وأن تشغله، ولكن الحقيقة شتّان بين هذا وذاك... فالمطبخ ينادي أمّي والكؤوس تنادي أمّي وحتّى الفرن ينادي أمّي فإنّها جزء من المكان. وهي المدركة لخصائص كلّ ركن فيه. وهي العالمة بمحتوياته. انظر الآن ماذا فعلت بالمطبخ وأنت تقصد تنظيمه... فكلّ الكؤوس غادرت مواقعها وكلّ الصّحون وضعت في المغسل تنتظر التّنظيف. وآنية الطّبخ انظر ما حدث لها فقد فاض محتواها وكأنّه يبكي غياب أمّي...

قال أبي مؤيّدا وهو يبتسم: "كلّ ما تقوله صحيح... ومن يشكّ فيما تتركه أمّكم من فراغ... ولكن ينبغي أن نتفهّم الوضع أيضا... فهل من المعقول أن نكتفي باستغلال جهود المرأة داخل البيت وخارجه دون أن نساعدها؟ أضف إلى ذلك من ادّعى أنّ أعمال المنزل هي حكر على النّساء؟... فمثلما تعوّدت المرأة على الأعمال المنزليّة منذ الصّغر فالرّجل أيضا بإمكانه أن يتعوّد على ذلك أيضا... فهل من العدل أن نرضى بخروج المرأة للعمل فنَنْعَمَ بثمار هذا العمل داخل الأسرة والمجتمع ثمّ نبخل عليها بالإعانة البسيطة داخل المنزل؟... أنت نفسك ألا تنظر أوّل كلّ شهر مصروفك الشّخصيّ من أمّك؟ ألست ممّن يملي شروطه بدلال على أمّه فلا تقتني من الملابس إلاّ أثمنها؟ ألا تنعم بمساعدتها لك في دروسك؟ فلماذا تنكر عليها حضور ندوة؟..." صمت قليلا ثمّ أردف قائلا: " إضافة إلى ذلك أليست المرأة نصف المجتمع، وهل بالإمكان اليوم أن يستغني عن نصف يده العاملة ليجعله قابعا في المنازل؟ وأمّكم،،، هل قصّرت يوما في حقوقكم؟... ألا ترى أنّها كالنّحلة العمول لا تنفكّ تعمل خارج البيت وداخله توفّر لكم الرّاحة والسّعادة؟ ألم تدرك قيمة غيابها اليوم؟ ألا يعدّ افتقادك إيّاها اعترافا ضمنيا منك بمكانتها في المنزل وفي نفوسكم؟ أبعد هذا تنكر عليها أن تجد سعادة في ندوة تكون فيها فاعلة في مجال اختصاصها؟... اعلم بنيّ أنّ عملي بهذا الشّكل في المنزل لم يكن إلاّ لأقدّم لكم النّموذج... فانظروا وعُوا واقتَدُوا... لأنّه لا نهوض لأمّة يتواكل فيها النّصف على النّصف الآخر..."

قلت حينئذ، وأنا أعانق أبي في حنان وحبّ: " بارك اللّه فيك يا أبي فأنت الأب المسؤول، والزّوج المحبّ البارّ، وأنت المثل الأعلى لنا. وسأثبت لك أنّك فعلا قد أقنعتني. فمهمّة غسل الصّحون المتراكمة ستكون من نصيبي أمّا تنظيف البلاط فستنجزه أختي بمهارة. يبقى إحضار الطّاولة ووضع الورود في المزهريّات فأنت الذّي ستنزجزه يا أبي... حقّا إنّ اليد الواحدة لا تصفّق وقد قيل أنّ يد اللّه مع الجماعة وأنّ في الحركة بركة وأنّ التّعاون سبيل النّجاح..."

انشرحت أسارير أبي لشعوره أنّه أفلح في الأخذ بأيدينا متجاوزين معتقدات بالية تحصر دور المرأة في مهامّها داخل البيت إلى عالم جديد من أهمّ ميزاته الحبّ والتّفاهم والتّعاون. فالمرأة أمّا كانت أو أختا أو زوجة بحاجة إلى التفهّم والمساعدة لتبدع وتنهض بمسؤوليّاتها داخل الأسرة والمجتمع. لأنّه من الظّلم أن تنعم العائلة والمجتمع بثمار عمل المرأة خارج البيت ثمّ نحرمها من التمتّع بأبسط الخدمات لمساعدتها بتعلّة أنّ البيت مملكة المرأة. أما آن للزّمن الفاعل في جميع امبراطوريّات الأرض تغييرا وتطويرا أن يترك بصماته على هذه المملكة فيفهم كلّ من الرّجل والمرأة أنّهما خلقا ليتكاملا ويتعاونا لما فيه خير الجميع



http://i59.tinypic.com/fwofuf.jpg

عروض الشغل في القطاع العمومي والقطاع الخاص jobs Offres d’emploi من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=76)

http://img805.imageshack.us/img805/5921/jobsfacebook.jpg (https://www.facebook.com/pages/Emploi-Tunisie-Offres-emploi-Fonction-publique/215650429993)

وظائف اليوم
01-24-2015, 03:53 PM
توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي

Ecole.edunet.tn
09-22-2018, 04:55 PM
توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي
توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي
توسع حول محور "المرأة في المجتمع" الموضوع رقم 4 - التاسعة اساسي