المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشكالية الحداثة الغربية



نتائج البكالوريا - bac
11-01-2014, 07:14 PM
إشكالية الحداثة الغربية




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)

منتدى الفلسفة من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


إن العنوان يحيلنا إلى تلك المشاكل التي واجهتها الحداثة بوصفها فكرا وغاية ترمي الى أحداث تطور وحل للمشاكل التي خلقها النمو المدني والاقتصادي والسياسي من هنا كانت (إشكالية الحداثة) هي جملة المشاكل التي واجهها الفكر الغربي من اجل إيجاد حلول لها وسعيا الى بناء رؤية ومنهج يشكلان استجابة ويخلقان قطيعة مع تلك القيم التي عبرت عن فكرة (العصر الذهبي)
فقد كانت الكنيسة ترى ان تاريخ البشرية هو تاريخ تدهورها وان الفكر هو تاريخ أخطائه مثلما كان التاريخ بصفة عامة تاريخ أحداث يتخذ صورة حوليات تقف عند اثبات الوقائع في تفردها وتشتتها فكذلك كان تاريخ الفكر تاريخ اراء وفرق أشخاص فكانت تشكل قيما هي قيم الطبقة المستفيدة الإقطاعية المتحالفة مع الكنيسة وبما ان تلك القيم كانت تمثل مصالحها فكان لابد ان تدافع عنها ضد الطبقات الأخرى التي تسعى الى إسقاطها وقد كان هذا دافع الطبقة المستفيدة التي اتخذت من حريق (برنو) (1548-1600) ومن إرهاب (غاليلو) (1564-1642) أسلحة ضد الفكر النهضوي الامر الذي دفع ديكارت (1596-1650) إلى المهادنة الا أن ذلك لم يحل دون:
أولا: النزعة النقدية القائمة على استبعاد مكونات الفكر الفلسفي والعلمي الوسيط الذي لم تمر مكوناته من منافذ المعرفة (الحواس والعقل) بل مرت الى العقل عبر التبني.
ثانيا: اعتمدت البنائية تشكيل منهج جديد ينجز المهمة الأولى (النزعة النقدية) ويرسم ابعاد نظرية معرفية جديدة للعالم وطبيعة ومجتمعا وانسانا وينجز عن طريق الاعتماد على هذا المنهج اعادة قراءة التراث السابق وتقويمه من زاوية نقدية تقوم على اعتماد منهج علمي يباشر بهدم المرتكزات الفكرية لنظرية بطلموس والعمل على تشكيل مرتكزات جديدة تشكك بموقع المرتكزات السابقة وترفض اللاهوت وتعمل على بناء نظرية علمية وكان لـ(كوبرنيكوس) (1473-1543) الفضل الكبير في بناء فلكية جديدة واكدها (كلبر) (1571-1630) ثم نشاط غاليلو (1564-1642) الفلسفي والعلمي.
وعمل فرنسيس بيكون (1561-1626) على مستوى المنهج العلمي وكان الفرق بين (ديكارت) (1596-1650) على مستوى المنهج وبيكون اذ يقول: (اذا بدأنا تأملاتنا باليقين انتهينا الى الشك اما اذا بدأنا بالشك وتحملناه في صبر لحين من الزمن فسوف ننتهي الى اليقين وذلك عكس شك ديكارت اذ الشك عنده يبدأ فعلا باليقين الذي يترتب على الشك بالذات اي اليقين (الكوجيتو) ومن هذا اليقين تتولد ضروب اخرى من اليقين اما عند بيكون فان اليقين ليس البداية انما النهاية التي تغلق باب كل بحث.
وكان الى جانب هذه (النهضة العلمية) كانت الاكتشافات الجغرافية الكبرى في القرن الخامس عشر اكتشاف الطرق البحرية الى الهند واكتشاف اميركا قد دفعت التجارة بقوة الى الامام وتجاوزت من حيث الأهمية جميع المبادلات القائمة بين مختلف بلدان اوروبية سريعا لقد جاء ذهب اميركا وفضتها فاغرقا اوروبا وتسربا الى كل ما في النظام الاقطاعي من ثغرات وصدوع بصفتها عناصر تهديم ولما كان الإنتاج الحرفي لم يعد يكفي لسد الحاجات المتزايدة استبدل في البلدان المديكار تقدمة عن غيرها بنظام المعمل اليدوي.
حيث اخذ رأس المال التجاري الذي كان من مصلحة تطوير الإنتاج ويوسع دائرة نشاطه الى ما وراء المدن تعزز تطور الإنتاج الحرفي في الريف وخصوصا إنتاج النسيج فكان من ذلك ان دفع الحرفي البعيد عن السوق في تبعية المتعهد الرأسمالي وقد اتخذت هذه التبعية الأشكال التالية على التوالي:
ـ يبيع الحرفي اول الامر منتجاته بأسعار رخيصة
ـ ثم يتلقى من المتعهد بعدئذ نقودا او مواد اولية على سبيل القرض
ـ فيصبح عاملا يشتغل بتصنيع المواد الأولية التي تخص المتعهد مقدما من عنده آلته الخاصة لا غير.
كان النظام الإقطاعي يعوق التطور اللاحق لهذه القوى الجديدة وصار الغاؤه ضرورة تاريخية فلما ازدادت حدة اضطهاد الدول الإقطاعية للفلاحين وللجماهير البرجوازية الصغيرة والعاملة في المدن انفجرت الثورات البرجوازية الى هدم النظام الإقطاعي مما فتح المجال امام تطور الراسمالية لقد جاءت هذه الظروف بالحركة الليبرالية التي تقودها الطبقة البرجوازية فقد اكتسب وعيا بنفسها وشرعت بتكوين استقلال خاص بها اتجاه السلطة وذلك عن طريق تأسيس قواعد ومبادئ وخلق ممارسات ومناقشات حرة عامة.
وقد كان لها تأثير في فكر جون لوك (1632 -1704) الذي انطلق من نقد السلطات السابقة ذات الجذور الدينية التي تقوم على امر الله هو الذي قرر تلك القواعد وجعل لها عقوبات إذ ان الوضع اسمي ونفعي محض لا يرى في المجتمع سوى سلطة اكثر فاعلية واكثر استقرارا لقمع انتهاكات القانون وهذا الموضوع يحدد لهذه السلطة حدا واضحا دقيقا فالمواطن غير ملزم بطاعتها الا اذا تصرفت بموجب لقوانين ثابتة دائما لا بموجب قرارات ترتجل من وقت لاخر وثمة سلطة اشتراعية لكنها لا تستطيع ان تفعل ما تشاء ولا تستطيع على الأخص ان تتصرف باموال الرعايا باخضاعهم لضريبة غير مقبولة منهم فالميثاق بين الرعية والعاهل ثنائي الجانب ومن حق الرعية ان تثور على انتهاك القانون ذلك هو اصل السلطة الملكية وتلك هي طبيعتها لقد مهد لثورة 1688 في إنكلترا او الثورة في اميركا وفرنسا إذ ظهر رجال عصر الانوار لدى مونتسكيو في ( روح القانون ) وجان جاك روسو في( العقد الاجتماعي) وقد نظر هؤلاء لتلك الثورة البرجوازية التي نفدت القيم القديمة واحل محلها قيم جديدة عبر نزعة مؤسساتية غرضها التحكم بالواقع والسيطرة عليه كليا وجعله في خدمة المشروع الاقتصادي الرأسمالي وقد اطلعت تلك النزعة ايضا بعمليات تشريع قانوني تهدف الى منح المؤسسات التي تعتبر تبريرا عقلانيا لممارستها وقد كانت فرنسا قد ظهرت بها تلك المظاهر التي تركت تاثيرا على المانيا وهيجل على وجه الخصوص فلقد كانت المانيا متاخرة عن انكلترا وفرنسا وراح يحلق في اجواء الماضي مفلسفا التاريخ باحثا فيه ومن خلاله عن حل امثل لقد كان هناك قديم لم تتوفر امكانية تجاوزه وكان هناك جديد لم يستطع عرض نفسه بوصفه واقعا سائدا ومعينا كانت تلك إشكالية وجوهر التحليل الجدلي القائم على ايجاد حل مع الرغبة في الاحتفاظ بالقديم عبر فهم جديد يقوم على اعتبار صيرورة الحقيقة الوحيدة ففهم المعرفة على انها صيرورة فاعتبر الجدل في الأفكار هو الأساس ونظر الى الوعي بوصفه واقعا موضوعيا من تطور ذاتي بحكم قوانين الجدل فهو المؤسس للتاريخية عندما اخذ الماضي الثقافي مآخذ جدلية فما يشكل فلسفتنا ليس له وجود حقيقي الا في ارتباطاته فالتاريخ لا يعرض علينا حركة امور غريبة عنا بل انه يقدم لنا صيرورتنا فانه قد أسس فلسفة تتجاوز الصراع بين الحسي والعقلي في مجال المعرفة في مسعاه الى هدم الأسس العقلية التي يقوم عليها الفكر المثالي الذي يشكل الإطار النظري للنظام الإقطاعي لقد شكلت البرجوازية بنية الدولة التي اعتمدت الراسمالية نظاما اقتصاديا وقد ظهرت خلال تلك الفترة التي تمثلت بسيطرة البرجوازية على السلطة ونمو الرأسمالية وما صاحبها من اشكالات كانت معاناة الطبقة العمالية واحدة منها فقد ظهر ثلاثة من المفكرين هما (ماركس¡ ونيتشة¡ وفرويد) ليجسدوا حلقات نقدية بارزة في تحديد ملامح فترة جديدة تجسد كشف الخطأ وتطالب برؤية نقدية للهيمنة البرجوازية وما سقطت به فالفلاسفة اناس يحملون (متصورات) تجسد وحدة فكرهم الذي لا يمكن ان ينفصل عن السياق الاجتماعي الذي ظهر فيه لان المفهوم الفلسفي لا يحمل شروط حياته معه عبر التاريخ الا انه يستمد معناه من الإشكالية التي يدخل تحتها ولا تتحقق الفلسفة وظيفتها القائمة على الخلق والجدل الا اذا اهتمت بمعالجة قضايا حقيقية عبر فعالية الإبداع والنقد الذي اضطلع به المفكرون الثلاثة/ حيث وصفهم (ميشيل فوكو):
(انهم قد غيروا معنى الدليل والكيفية التي يؤول بها¡ وانهم ارسوا مفهوما لم يكن له ان يعرف من قبل وهو مفهوم (الايديولوجيا) واقاموا نظرية في التاويل تريد ان تتجاوز الميتافيزيقيا وتقلب الأفلاطونية والهيجيلية وتقضي على الثنائيات الميتافيزيقية).
انها تواصل نقدها لتلك القيم التي سبقت النهضة وتعمل من ناحية اخرى على كشف تلك السلطات التي قدمتها الحداثة على انها حقائق فكان (ماركس) يقوم بدراسة الأسباب التي تمنع الذهن من ان يعكس بشكل مباشر لبنية الاشياء وبالتالي ما هي الأسباب التي جعلت الفكر الإنساني بكل ادواره يرى الأشياء طبقا لدعواه هو لا طبقا لذاتها هي (الاشياء) لقد كانت متصورات (ماركس) تنطلق من ذلك الواقع الاجتماعي الذي ساد بعد سيطرة البرجوازية ـ الرأسمالية في الغرب يظهر هذا في دراسته التاريخية لتكون النظام الرأسمالي انطلاقا من (الاقطاع) ومرورا بالتوسع الاستعماري وهنا نلمس المشكل الذي صاغ حقله الدلالي عبر تأويله الذي كان ينطلق من اعتبار الأعماق وليدة السطوح وانه ينظر الى الواقع لا كشيء في ذاته وانما في تباعده مع نفسه وكما يقول ميشيل فوكو: انه لا يؤول تاريخ علاقات الانتاج وانما يؤول علاقة تقدم نفسها كتأويل ما دامت تقدم نفسها كطبيعة اذ هناك في ابستمولوجية ميزت بين دلالة المطابقة ودلالة الإيحاء وتشير دلالة المطابقة الى النظام اللغوي الذي تعنى به اللغة ما تقول اما دلالة الايحاء فتكون عندما تعني اللغة غير ما تقول بعبارة أخرى تقع دلالة المطابقة في منطقة المعنى اما دلالة الايحاء فتقع في منطقة ظلال المعنى فالمعنى الذي يشير اليه ماركس يقع بعد دلالة الايحاء فالفلسفة هنا تضع استعارتها في الفجوة القائمة بين المعنى والاحالة وبالتالي لا تعدو استعارته سوى سلطة مجرد تأويل الا انها تعتقد انها حقيقية.
اما نتشة: يقدم متصوراته عبر فعالية التأويل التي يمكن تلمسها من خلال اهتمامه باللغة التي تشكل لديه في الاحالة ونفي الواقعة الخام فالقول بالواقعة الخام هو قول بمحضور المعنى ونفي لخبث الرموز والعلاقات حيث تكمن وظيفة الفلسفة كما يقول (دو لوز) الحاق الأذى بالحماقة فالدال عنده يحيل الى دال اخر لا الى واقع في ذاته وما يهمه هنا الكيفية التي تسمى بها الاشياء لا معرفة ماهيتها.
فالجينالوجيا ليس رفضا للقيم فهي لا تهتم بالقيم بل بقيمة القيم فان حقيقة الاحكام التركيبية القبلية لا يمكن ان تكمن في توافقها مع حالة قائمة في الواقع انما حقيقتها تعني فقط انها اثبتت صلاحيتها في الواقع عبر ترابط مصلحي سابق وفي هذا الرجوع بالحقيقة الى المنفعة الحياتية يدفع (نتشة) الى الاستنتاج ليس فقط عدم جدوى المفهوم التوافقي للحقيقة بل ايضا عدم جدوى مفهوم الحقيقة لقد بدأ نتشة الهدم بحثا عن اصل الاحكام ومرتكزات القيم وكل المستندات السرية التي تقف وراءها.
اما (سيجمون فرويد) فقد انطلق من ذات المشكل فخلق متصوراته انطلاقا من الانسان باعتباره تكوينا سيكولوجيا شخصيا ليس مجرد معطى بيولوجي تتجر شخصيته من خلال العلاقة بين (الانا) في حوار التشكيل والبيئة الانسانية المحيطة بالذات لكن فرويد لم يكن يسعى من اجل كشف المعنى الاصلي بل انه يبحث عن اليات اللاشعور الذي ينتج المعنى انطلاقا من اللامعنى بالمعنى يتكشف في تباعد بين نفسه وهناك هو ينفصل المعنى عن ذاته.


http://i60.tinypic.com/9u0tad.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)