المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة إلى المفاهيم وقيمتها العلمية



نتائج البكالوريا - bac
11-01-2014, 06:54 PM
نظرة إلى المفاهيم وقيمتها العلمية




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)

منتدى الفلسفة من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


لعبت المفاهيم دورا في الحياة البشرية منذ الأزل، وقد هلك الملايين من البشر بسبب حسن أو سوء استعمالها، فهل يعلم من مات من أجل مفهوم معين بأنه حقق شيئا يستحق كل هذه التضحية ؟ أم انه قد ضحى بأغلى ما يملك من اجل لا شئ ؟ أو من اجل وهم كان في ذهنه أو ذهن غيره؟، أو كانت تضحيته من أجل بقاء شخص آخر أو أشخاص آخرين؟ ومن هم هؤلاء الآخرون؟ وهل يستحقون التضحية ؟ وفي النهاية هل أن طرفي المعادلة متوازن أم لا؟ والذي يحدد ذلك هو قيمة المفهوم ومعانيه التي تنطبق على مصاديقه الحقيقية ، وليس المستعار والموهوم أو المنقول منها، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث .
وللدخول في موضوع كموضوعنا هذا لا بد لنا من أن نتطرق إلى بعض الأمور العقلية التي تكون مقدمه لبحوث من هذا النوع ،وذلك لأننا نريد أن نضع مقياسا مشتركا يمكننا اعتماده بدون أن نشك فيه، وعلى ذلك يجب أن نلقي نظرة ولو مبسطة على المشتركات والاختلافات الفلسفية وجعلها منطلقا لنا في إكمال البحث.
إن الجدل القديم بين الفلسفة المثالية والمادية ، وهل أن الفكر سبق الوجود أم بالعكس ،هو ما سوف نتناوله من ناحية المشتركات الممكنة وليس من ناحية الاختلافات ،وأما من أنكر الوجود أصلا أو من أنكر الفكر من الفلاسفة أو استهان بقيمته واستخف به فلا حديث لنا معه، لأننا نريد أن نتكلم مع من اعترف وبوجوده هو بالذات ومع من يعتقد بأنه وجود مفكر ،وأن فكره ذات قيمة مهمة ومفيدة ،إذ انه لا جدوى من الحديث مع شئ غير موجود ،أو موجود ولكنه عديم الفكر والتفكير، أو من يعتقد بان التفكير حاله ميكانيكية تافهة وليست ذو قيمة مهمة، وبذلك يكون قد اسقط دليله بالدفاع عن فكرته وأنه يستند إلى شيء نفاه مسبقا ويكون قد رد على نفسه بنفسه.
فالمثالية، تقول بأن الفكر سبق الوجود وهو الذي يسيره، وهذا الفكر قديم وابدي ،وهو أرقى من الوجود المادي ،أما الفلسفة المادية بكل تفاصيلها فأنها تقول بأسبقية الوجود المادي على الفكر، والمادية الديالكتيكية تفسر هذا التقدم تفسيرا علميا مستندا على العلم الحديث والتجربة العلمية ،وتفسر الحركة والتطور على أساس الصراع بين الأضداد ،هذا الصراع الذي يتمخض نتيجته مولود جديد أرقى في الدرجة الوجودية من منتجيه ،و سرعان ما يجد هذا النتاج ضدا له و الذي يصارعه في المرحلة الجديدة وهكذا دواليك ،مما يؤدي هذا الصراع إلى ديمومة الحركة وعدم الثبات والجمود، والفكر هو نتاج لصراع سبقه في المادة الحية وهو على ذلك يكون أرقى من منتجيه،فمن قال بالرأي الأول بأن الفكر سبق الوجود فقد حكم مقدما برقيه على الوجود المادي، ومن آمن بالحركة الديالكتيكية هو أيضا يقر بان الفكر هو وجود ارقي من منتجيه في سلم صراع الأضداد، وهذه بحد ذاتها هي نقطة مشتركه بين الفلسفتين المتضادتين، أي رقي الفكر على الوجود المادي – والمقصود بالمادي هنا هو الميكانيكية المتمثلة بما نعرفه ونحسه من المادة الحية وغير الحية، وأعراضها الجانبية بغض النظر عن الجهة المدركة منها – وبهذا نكون قد خطونا الخطوة الأولى في هذا البحث.
والآن نأتي إلى مسألة ثانية في البحث وهي مسألة التطور التصاعدي، ونلقي نظرة بسيطة عليها أيضا، فالكل يعلم من خلال التجربة والحس بان هناك حركة تطور في الطبيعة ،وما يهمنا هنا التطور الحاصل في الكائنات الحية منها ، والذي يبدأ بالفيروس كحلقة أولى، تربط بين ما هو حي وغير حي، وهكذا يصعد السلم من الفيروسات، فالبكتيريا والخلايا المعقدة ، ثم المتجمعة ، التي تتبادل المنافع وصولا إلى التخصص الخلوي البسيط ومن ثم المعقد العالي الذي يشكل الحيوانات منفردة ،وفي نهايتها الإنسان كفرد أيضا ،والذي يمثل أعلى مرحلة معروفة في التخصص الخلوي في هذا السلم، ولا بد هنا أن نرى أن السلم بدء فرديا ،وبالتدريج أخذ الصيغة الجماعية، ومن ثم اتخذ الأفراد نفس المسار والاتجاه، وشكلت المجتمعات البسيطة، ومن ثم المعقدة والتي كان أعلاها هو المجتمعات البشرية ، إن هذا التطور سواء كان ضمن تفسير دارون ، أو من يخالفه في الرأي بقوله" أن الموجودات وجدت هكذا ، وبدون تسلسل مترابط"، وكذلك البعض من نفس هذه المدرسة، والذي يرى أن هذا الترابط موجود ولا يمكن إنكاره، ولكن أوعز ذلك إلى نوع من الحركة التي تشبه تدحرج الكرة من أعلى إلى أسفل التل، تأثرا بالجاذبية الأرضية ،أي أن هناك قوة خارجية صنعت هذا التسلسل عن دراية مسبقة، وأما حسب المنطق الديالكتيكي فان الفكر هو نتيجة وليس مقدمة، وهو لا بد أن يكون طفرة حصلت في المسير المادي المعروف، أي خروج عن المسير المادي البسيط، والدليل على الرقي في هذا الشيء الجديد هو الإدراك ،واستيعاب الأشياء والأمور ما مضى منها وما يستقبل ، وبذلك أخذ الفكر دوره في سلم التطور ،ويتحكم في بعض الأحيان في حركة السلم التصاعدي سلبا أو إيجابا .ولو ألقينا النظر على الفكر ذاته سوف نجده مركب من
شيئين مهمين وهما الإدراك أولا ،والإرادة ثانيا، و منهما ينتج الخيال وغيره ،مما يجعل الفكر أكثر مرونة وسيطرة في الحياة . وبذلك نكون قد حددنا خطين من الحركة في المسير التطوري، الخط الأول هو الحركة المادية المحضة (اللاإرادية ) كالتجمعات الخلوية البسيطة والمعقدة من دون تدخل الفكر، والخط الثاني هو الحركة الفكرية (الإرادية )، أو أي نوع من المترابطات الفكرية التي ليس لها علاقة بالميكانيكية الموجودة بالحركة السابقة.
كلنا يعرف أن المفهوم هو مصطلح لغوي يطلق على مصاديق معينة ذو واقع موضوعي أو واقع ذهني ،وفي بعض الأحيان يشير إلى الاثنين معا، أي انه يحمل صفه ذهنية تنطبق على ذلك الواقع الموضوعي، فعندما نقول " شخص " فأننا نشير هنا إلى الإنسان الفرد المطلق والمجرد ،ولكن عندما نقول فرد فقد حددنا العدد في الموضوع، وهي صفة ذهنية أضيفت إلى الواقع الموضوعي المشار إليه مسبقا، وان العدد مصطلح ومفهوم يشير إلى حالة ذهنية محضة، " فالواحد" هو إشارة إلى واقع موضوعي مستقل بذاته، أما" الاثنان " فهو مفهوم ذهني يشير إلى شيء وشيء آخر كل منهما مستقل عن الأخر ولا يربط بينهما أي شيء سوى هذا المفهوم الذهني لا غير، كذلك المفاهيم التي تشير إلى المعني الزماني أو المكاني فأنها تشير إلى مسألة نسبية ،والمسألة النسبية تحدد هنا من قَِبل الذهن أيضا ف" القبل " و" البعد" هي توالي الصور والأحداث أمام الذهن، وتسارعها يعني طول أو قصر المدة ،وهو ما جاء في قوانين النسبية "لاينشتاين" في النظرية النسبية، وتحول المادة إلى طاقة عندما تسير
بسرعة الضوء، وحين إذن يصبح الزمان صفرا. كذلك " ألهنا " أو" ألهناك " بالنسبة إلى صورة الأبعاد ،التي يفهمها الذهن عند إدراكه للعمق، فالجسم الصغير يقاس بأبعاده المسبقة في الذهن، ويقدرها الذهن هل أن هذه الصورة تعني صغير فعلا ،أم هي بعيدة نسبتا إلى ما يعلمه عن تأريخ تلك الصورة في ذاكرته مقارنة بما يحيط
بتلك الصورة من صور أخرى، وهذا هو معنى العمق والمكان لدى الذهن.
إذن المفاهيم التي تشير إلى مصاديق معينة ولها واقع ملموس سوف أطلق عليها لسهولة التقسيم ب "المفاهيم اللاإرادية"، وهي تنطبق على مصاديق مادية بحتة، والمفاهيم التي تشير إلى مصاديق ذهنية كالصفات والأعداد والأمور الاعتبارية سوف اصطلح عليها " المفاهيم الإرادية " ،وهي عكس سابقتها تنطبق على مصاديق ذهنية
يصنعها العقل البشري.
على أساس ما سبق من كلام نكون قد هيأنا الأرضية التي نسير عليها في موضع بحثنا الأصلي ، ويمكننا أن نخوض في مسألة المفاهيم وقيمها العلمية ،وذلك بتطبيق المسطرة التي أنشأناها على أساس منطقي وعلمي عليها، ونفرق بين ما هو إرادي منها أو غير إرادي ، لنعرف قيمتها واستحقاقاتها عند الاستعمال.
لقد أسيء استعمال كثير من المفاهيم عن قصد وعن غير قصد ،واستغلت الكثير من المفاهيم الرجراجة والمتحركة منها والتي تشير إلى مصاديق وهمية أوجدها الذهن البشري وليس لها واقع موضوعي حقيقي، أو أن لها واقع موضوعي غير ما روج له من قبل المنتفعين والوصوليين على حساب محدودية وبساطة فهم العامة من الناس .
لنأخذ نماذج من المفاهيم ونعرف معانيها الحقيقية على أساس ما ثبتنا مسبقا ، فعلى سبيل المثال مفهوم بشر أو إنسان مفهوم ثابت لمصداق من نوع معين من الكائنات الحية، وله خصوصية لا يمكنه تغيرها وهي غير إرادية ، فلا يمكن للإنسان أن يفكر قليلا أو كثير ويغير من هذه الخصوصية الذاتية له ويتحول إلى طائر ، كذالك مفهوم العائلة أو العشيرة أو القبيلة أو العنصر ، كلنا يعلم أن المصداق لهذه المفاهيم له واقع موضوعي ملموس ومحسوس وهو تجمع أفراد متناسلة بشكل غير إرادي، وليس لأحد أن يختار أبواه ،وأشقاؤه ،وأبناء عمومته، أو أن يختار عنصره وقوميته، ولا يمكنه أن يغيرهما مهما أجهد فكره ،وحتى لو أراد تغييرها فهو تغير اعتباري وهمي وليس حقيقي، فالعربي مهما حاول أن يصبح كرديا لا يمكنه ذلك مهما فكر، والعكس أيضا، والسبب بسيط ،لان ما أوجده الفكر يمكن للفكر أن يغيره ، أما الأمور التي لم يكن للفكر دخل في تكوينها ووجودها الذاتي لا
يمكنه أن يغيرها إلا اعتبارا وليس حقيقة، وهذا النوع من المفاهيم هي ما سميتها "مفاهيم لا إرادية"، حسب تقسيمنا السابق. ولكن عندما نذكر مفهوم العنقاء، فإننا نشير هنا إلى طائر خيالي محض ليس له واقع موضوعي ،وكل ما له هو من نسج الخيال أي الفكر، فيمكن للفكر أن يتدخل ليصنع له الشكل الذي يريده أو يلغيه أصلا ويوجد مكانه شيء آخر، كثير من النظريات التي نسجها فكر وخيال الإنسان قد غيرها ،واكتشف أن ما كان حقيقة يعتقد بأن لها واقع موضوعي حقيقي في زمن معين، ما هي إلا مجرد أوهام في زمن آخر.
إن الوسيلة لنقل المفاهيم من فرد إلى آخر هي اللغة، وهي تعابير صوتية متلازمة مع صور ذهنية، البعض منها لها واقع موضوعي حقيقي، والبعض الآخر لها واقع ذهني وخيالي يربط بين المصاديق الواقعية ويشكل منها صور أخرى ليس لها واقع حقيقي بل واقع ذهني فقط. ويؤثر الزمان والمكان والحاجة الذاتية والجماعية في خلق هذه الصور التي تترجم إلى لغة ومفهوم. فالمفهوم الذي تحوّل إلى كلمة لغوية في زمن ما ومكان ما، لحاجة خاصة، أو عامة في حينها ،لا يعطي نفس الصورة الذهنية في زمان ومكان وحاجة أخرى، ومن هنا تأتي مجموعة من المفاهيم التي يمكن الاستفادة منها بشكل رجراج ومتحرك ،وذلك لأنها اعتبارية ،ونسبية، و رنانة ،وغير واضحة المعالم ،ويمكن درجها بأي شكل ،وأي مكان، في أي وقت نرغب به، إذن ما حقيقة هذه
المفاهيم، وكيف يمكن لنا فهمها، وما هي مصاديقها الحقيقية والموهومة، هذا النوع بالذات من المفاهيم التي استغلت أبشع استغلال على مدى التأريخ ،وقتل الملايين من أجلها ،واستفادت مجاميع منها على حساب الملايين.
لنأخذ مفهوم "الوطن" مثلا فهل أن هذا المفهوم هو واحد في جميع العقول البشرية وفي كل الأزمنة ؟أي أن فرد الاسكيمو يفهم الوطن بنفس الصورة التي يفهمها أي فرد من أفراد "قبائل التوتسي" في أفريقيا وقبائل ألامزون أم لا؟. يمكننا أن نجيب بنعم من جهة، ولا من جهة أخرى، وهذا يتبع حاجة الإنسان في ذلك المكان، بل وحتى
الحيوان أيضا، يحدد وطنه بحسب حاجته له، ويقسم البيئة التي يعيش فيها إلى مستعمرات وحدود لا يرضى لغيره التجاوز عليها ،وحينما تتساوى القوى في الصراع من أجل البقاء ،وتكون في حالة توازن، ولا يكون هناك غلبة لطرف على طرف آخر، يختلف مفهوم الوطن مرة أخرى ،ويأخذ شكلا آخر ،وهكذا تنتقل صورة المفهوم من شكل إلى شكل آخر حسب الجهة والحاجة الذاتية والعامة للفرد أو المجموعة ،ففي المجتمعات التي تحكمها سلطات استبدادية ،وفردية ،كسلطة الملوك على مدى التأريخ ،كان الملك يأخذ مكان مفهوم الوطن وتكون خيانة الملك أو المستبد هي خيانة للوطن ،رغم انه لا يوجد أي مبرر منطقي يدعم ذلك . ويأتي "تشرشل" وزير المستعمرات البريطاني، ليعرّف الوطن، أنه أي مكان يمكنك العيش فيه والتفاعل معه وتتبادل المنافع فيه، يكون وطنك، وقد جاء هذا التفسير ليبرر حاجة خاصة عاشها المجتمع الإنكليزي، خارج إنكلترا، والتشتت، والسكن، والاستقرار في بقاع العالم، وتكوين مستعمرات وأوطان جديدة، رغم أن بريطانيا نفسها هي من حد الحدود لأوطان الآخرين بما ينسجم مع مصالحها الاقتصادية والسياسية.
وهناك نموذج آخر من المفاهيم، وهو مفهوم الأمة أيضا، فان هذا المفهوم يأتي تارة يمثل نوع من التجمعات اللاإرادية، أي جماعة من الناس ينتمون إلى أصل واحد، كالعشيرة، أو العنصر والقومية، أو تجمع بشري في مكان و زمن معين، وكذلك بمعني الجيل الواحد أيضا، وكذلك جاء بمعنى الجماعة التي تنتمي إلى عقيدة فكرية واحدة.
نجد هنا تفاوتا في المعني، فيه من المرونة ما يجعل مساحة استعمال هذا المفهوم واسعة جدا، ولا يمكن حدها، فقد استعمل "هتلر" مصطلح "الأمة الألمانية " في حربه على العالم، ثم بعدها دفعته الحاجة إلى إسناد أكثر، فوسع المفهوم إلى "العنصر الآري"، ليحصل على تأييد أكثر من الشعوب التي تنتمي إلى هذا العنصر كالأتراك والفرس والهنود وغيرهم، واستعمل هذا المفهوم اليهود والعرب أيضا، في"الأمة اليهودية " "والأمة العربية "، وقد سبب استعمال هذا المفهوم بهذا الشكل، إلى كوارث عظيمة في التأريخ القديم والمعاصر.
وكذلك استعمل هذا المفهوم بشكل آخر ،وهو التجمع العقائدي و الفكري في زمن الأمم الدينية كالمسيحية واليهودية والإسلام، وكل من استعمل هذا المفهوم في السابق أو الزمن المعاصر على أساس الانتماء العقائدي ،يكون قد أضفى بعض الرقي على هذا المفهوم ويدرج من ضمن "المفاهيم الإرادية " إذ جَعلَ الباب مفتوح أمام كل البشر أن ينضموا تحت لوائه بإرادتهم وفكرهم، أو حتى لو أُدخلوا تحت لوائه بالقوة في زمن ما، فإنهم أحرار لو أرادوا تركه في زمن آخر، ويكون استعمال هذا المفهوم هنا أكثر كليتا وأكثر إنسانيتا وفائدة ،ومنتج من جميع النواحي السياسية والاقتصادية. أما من أراده أن يمثل تجمع عنصري آو عشائري زماني أو مكاني فقد صنفه من ضمن "المفاهيم اللاإرادية " وأغلق الباب أمام الغير، وضيق معناه، واخرج أكثرية البشر عن لوائه، وبذلك جعل هذا المفهوم جزئيا، ومحدودا في إنسانيته، وعقيم في إنتاجه.
هذه كانت نماذج معينة من المفاهيم وليست هي المقصودة بالذات ولكن كان الهدف من الإتيان بها هنا لكثرة استعمالها وأيضا للإشارة إلى النسبية في أي مفهوم وكيفية فهمه. وفي السياسة المعاصرة والتي تهم البشر في الوقت الحاضر هناك مفاهيم كثيرة وكثيرة جدا لا يسع الموضوع لبحثها بشكل مفصل ويمكن لمن يريد أن يفهمها، أن يعرف معناها وتأريخ استعمالها والهدف من هذا الاستعمال قديما وحديثا ومدى تطابقها مع
الواقع الموضوعي وبعد ذلك يصنفها إلى أي نوع تنتمي وما هي القيمة الإنتاجية من استعمالها وما مدى كليتها أو جزئيتها ونظرتها الإنسانية العامة والخاصة ليتمكن من اكتشاف السر واتجاه المصلحة من استخدامها ،وبعد ذلك يتخذ موقفا صحيحا منها ،عن قناعة حقيقية وذاتية وليست موجهة من احد .


http://i60.tinypic.com/9u0tad.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)