المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الحكمة المتعاليه الى الحكمة المتواضعة



نتائج البكالوريا - bac
10-25-2014, 08:19 PM
من الحكمة المتعاليه الى الحكمة المتواضعة




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)

منتدى الفلسفة من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


لنقم بدءا باختزال ابرز الاراء في تراثنا القديم وخطابنا الحديث, ازاء الفلسفة, قبولا ورفضا, وهي كالتالي :
1- الموقف الاول هو تحريم النظر الفلسفي , سواء بحجة:
- قيامها على منطق يتنمي لمخيال فكري وفضاء معرفي آخر كما شرح اقوال ذلك ابوحيان التوحيدي في المقابسات .
- او من باب عجزها عن اعطاء المعرفة اليقينية كما في الدين , ولعل اشد هولاء وطأة هو ابو حامد الغزالي .
- او بحجة معارضتها للدين من الاصل بدءا او انتهاءا ,وهو تنظير يعتبر ابن تيمية قمة الهرم فيه .

2- الموقف الثاني هو القبول كلياً بالفكر الفلسفي والاستناد عليه بشكل كامل كمافعل جل فلاسفة المسلمين من المعتزلة وحتى التأويل الفلسفي للقرآن اليوم على يد ملاصدرا وتلامذته المتأخرين كالخميني و محمد حسين الطباطبائي , ومن يسير خلفهما الى اليوم . ولعل اشد اتباع هذا الرأي في التاريخ هو المعلم الثاني ابي نصر الفارابي , فهو قد بلغ به الامر ان جعل الفلسفة هي الحقيقة وخطاب النخبة , والقرآن هو مجرد امثال للعوام والسوقه (= راجع ماكتبناه بحثنا المطبوع ورقيا : التفسير كشف النص ام كشف الواقع ) .

3- الموقف الثالث هو قبول النظر الفلسفي , لكن بشرط جعله متوافقا مع الكتاب والسنه

4- الموقف الرابع هو عكس الموقف الثالث اي جعل النص هو الفلسفي هو الاصل , والنص الديني هو الهامش , وهو يفترق عن الموقف الثاني , بعدم الاستناد الكلي على النظر الفلسفي .

5- في الخطاب الثقافي المعاصر جرى التنظير بوجود موقفين جديدين : موقف يقبل النظر الفلسفي بلا قيد ولا شرط ازاء النظريات الفكرية المعاصرة , وهذا مايمثله عموم المثقفين العرب والشرقيين من عبدالرحمن بدوي وحتى محمد اركون , واكثرهم تفريطاً في هذا الموقف هو طه حسين الذي طالب بقبول الفكر الغربي حتى باخطائه .

6- الموقف الثاني في الحركات الثقافيه المعاصره في الشرق والخطاب العربي , يتقوم على القبول بالفلسفة لكن بشرط موافقتها مع فكرنا وحضارتنا وهويتنا وهذا مااسماه محمد باقر الصدر (( بفلسفتنا)) , وهو موقف يمثله اليوم قطاع واسع من كتاب الاسلاميين ودينيين , بل وعلمانيين ايضا (!!) اعتمادا على ضرورة التوافق مع التراث والهوية .

وفي واقع الامر انه لايوجد لدينا حتى الان سوى مواقف اربعة من الفلسفة وهي الاربعة الاولى , اما الموقف الخامس والسادس , فهي ذاته الموقف الثالث القديم وما يقوله المثقفين المعاصرين ليس بشيء جديد سوى تبديل الفاظ فقط , وهذا سبب هذا الركود الثقافي الذي نعانيه فنحن لدينا مصطلحات جديدة لمواد قديمة , هذا في احسن حال , والا فكثير من الاحيان نجد انفسنا امام ذات المعاني القديمة بالفاظها التراثية تلك .

.............................................

لعل ابرز دعوة تجديدة للقول الفلسفي في هذه الارض الشرقية , هو القرآن نفسه . حيث امتاز هذا الكتاب عن اشقائه من الكتب الدينية التي سبقته بكونه رغم اعتماده على قوة البيان اللغوي , الا انه لم يتكل كل الاتكال على استخدام الكلام الادبي الجميل او الاثارة العاطفية , من اجل دعوته ( كما تجد هذا في الانجيل بشكل واضح , مثلا ) , وانما كان يطالب باعادة (( النظر )) في تركيبة النفس والحيوانات والطبيعة . ومن الواضح انه لافكر فلسفي اذا ما نفينا قاعدة النظر الحر , ونقول (( حر)) هنا , لكون قوام الفكر الفلسفي هو حرية التفكير بدون وضع قواعد قبلية , وهذا ماكان يفعله القرآن بشكل واضح الى درجة انه كان يشكك بنفسه , فكان يخطاب مناوئيه بقاعدة هي اصل النظر الفلسفي ذاته التي اعتمد عليها خطاب سقراط القديم : انا او انتم على الحق او في ظلال مبين.
لكن هذا لم يثمر لدينا لوحده , خطابا فلسفيا بسبب :

1- ان القرآن نفسه لم يكن وفيا لمثل هذا الخطاب اذ كان يخرج عن هذا السياق ويعتمد على قوة البيان والاثارات العاطفية والجمالية , بل كثيرا ما يخرج القرآن الى طرح بديهية مدعياته من الاصل (= {أفي الله شك} .. {ضل من تدعون من دونه } ..الخ ) , وهذا طبيعي لكونه يخاطب امة البيان من جهة , وكونه كتابا موجهة للجميع وليس للنخبة والفلاسفة من جهة ثانية .فلو استخدم القرآن الخطاب الفلسفي خرج عن كونه عاما للجميع, بل ولخرج عن كونه كتاب دعوه دينيه من الاصل .

2- الاهم من ذلك هو ان القرآن لم يطرح هذا النظر من اجل النظر نفسه مطلقا , وانما كان يطرح النظر مقدمة من اجل بعض القضايا فقط , مثل قضية اثبات وحدانية الرب .. او من اجل اثبات الحياة بعد الموت .. او غيرها من قضايا اللاهوت الاسلامي . وهذا امر طبيعي جدا , لكون القرآن كتاب دعوة دينية وليس دعوة ثقافية او فكرية عامة .

..............................

وهذا بالذات سوف يشكل عرقلة للفكر الفلسفي وموقفنا منه , بدل ان يكون منيما له وذلك لجملة امور اهمها هنا هي :

1- بما ان النظر العقلي في وعي المسلمين ارتبط منذ البداية كخادم لبعض القضايا الدينية , فهنا نجد ان الفلسفة الاسلامية كانت تقترب من الفكر الفلسفي كي يعينها على اثبات تلك القضايا الدينية نفسها , وهذا معناه اننا لم نكن نقترب من الفكر الفلسفي من اجل نفسه وانما من اجل غيره ,اولا , وثانيا : ان الفكر الفلسفي لدينا كان معتقل منذ البداية بجملة قضايا عليه ان لايخرج عنها ابدا.

2- وكان هذا مؤثرا على اول لقاء لنا مع الفكر الفسفي , اعني المرتجم الاول الذي ترجم لنا القول الفلسفي اليوناني والروماني .
فهنا المترجم العربي لم ينقل لنا الفكر الفلسفي كماهو لدى اليونان وانما قام بعدة امور غيرة ماهية النص ليوناني من الاصل , مثل :

- ترجمة البحوث الفلسفية الخالصة , مع اهمال كلي تام وشامل لنصوص هولاء الفلاسفة الادبية والتي هي الوجه المتمم لنظرياتهم العقلية , لكونها نصوص اباحية في قيمها الاخلاقية من جهة , وكونها وثنية الالفاظ والمعاني من جهة ثانية .

- وهذا التحريف وصل الى ذات ترجمة البحوث الفلسفية الخالصة , فكان المترجم العربي الاول يزور كلمات من قبيل الالهة النعيم والالهة العذاب مثلا الى (( الجنه والنار)) , وكأن الفلاسفة اليونان كانوا موحيدين . وهو تزوير سوف تكون له تبعات مثيرة الى اليوم , بدءا موضع روايات على لسان نبي الاسلام تصور ان سقراط وافلاطون وارسطو (( انبياء نساهم قومهم )) , وحتى جملة امور سوف تعتمدها مدرسة التصوف الاسلامي . فهي اعتمادا على هذه الترجمة انطبع لديها مخيال بان هولاء الفلاسفة اليونانين , هم امة طاهرة نقية كانت تعرج في سلم القيم العرفانية , وهذا ماتجده حتى لدى آخر من زاول الكتابة في ذلك , كما هو حال الخميني وتعليقاته حول ارسطو ,تبعا لكونه طالب مقلد لملاصدرا (= راجع ماعلق عليه الخميني في كتابه الاداب المعنوية للصلاة , حول كتاب المثلوجيا), وهي تعليقات لايستطيع الطالب المعاصر اليوم , سوى ان يشفق على كاتبها لعمق الخطأ والالتباس فيها .

3- وهذا يعني بشكل اعمق ان المترجم العربي الاول ذاك هو اول من قام بما نسميه اليوم (( بالاسلمه )) , فذاك المترجم اسلم النص اليوناني , وعليه فنظرية الاسلمة التي لهج بها جملة كتاب الفكر الاسلامي والديني , وليست هي فكرة جديدة . وعليه فهي نظرة لاتمثل موقفا غير فسلفي حقيقة , لكونها لاتعتمد الفكر الحر , وانما بقبليات مسبقه ,
- وانما هي ايضا فكرة مدمرة مخربة تقوم بتشويه الفكرة الاصل عن .
- كما انها تقوم على الحس التلفيقي بين الاشياء ولاتمثل اجتهادا عقليا وفكريا جديدا.



http://i60.tinypic.com/9u0tad.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)