المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين تصبح الفلسفة علما بحتا



نتائج البكالوريا - bac
10-18-2014, 02:28 PM
حين تصبح الفلسفة علما بحتا




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)

منتدى الفلسفة من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


بتحقيق ونشر "كتاب الواحد والوحدة" لللفارابي¡ سد المفكر الفلسفي العراقي البارز¡ لكن المجهول في بلده¡ محسن مهدي¡ نقصا محسوسا في مجال الدراسات الفارابية. فحتى الان لم تحقق كل اعمال ابي النصر الفارابي. وبهذا¡ يقدم مهدي خدمة كبيرة للاحاطة بفلسفة "المعلم الثاني". ونعتقد بانها ستزداد غنى في المستقبل عندما سينكب الباحثون على دراسة واستقراء هذا النص بشكل اكثر شمولية ودقة.
نص الفاربي هذا الذي اصدرته دار "توبقال" المغربية قبل سنوات¡ وكما يلاحظ المحقق في مقدمته التوضيحية السريعة¡ هو في الاصل جزء لا يتجزأ من "كتاب الحروف"¡ وهو مؤلف لم ينل الشهرة والاهتمام اللذين حظيت بهما مؤلفات للفيلسوف الكبير كـ‎"احصاء العلوم" و "المدينة الفاضلة" و "كتاب الموسيقى الكبير" وغيرها. ولعل الاغراق في التجريد على صعيدي الاسلوب والنهج¡ كما وظفه الفارابي عند وضعه هذا الكتاب¡ هو العامل الاساسي الذي يقف وراء ذلك. والعلاقة بين "كتاب الحروف" و"الواحد والوحدة" يردها المحقق الى وحدة الاسلوب والموضوع العام¡ حيث تجدر الاشارة الى انه كان قد قام¡ في عام 1970¡بتحقيق ونشر "كتاب الحروف" لاول مرة ايضا.
واذا كان محسن مهدي لم يستطع ضم "كتاب الواحد والوحدة" ضمن عمله إنذاك رغم معرفته بوجود ثلاث مخطوطات عنه في مكتبة "ايا صوفيا" في اسطنبول واطلاعه عليها منذ 1961¡ فذلك يعود لاسباب طارئة وخارجة عن ارادته¡ وفي مقدمتها ان باحثين اخرين هما حازم مشتاق استاذ الفلسفة في جامعة بغداد وحسين أتاي الاستاذ في جامعة انقرة¡ كانا قد سبقاه في الشروع بتحقيق تلك المخطوطات او بعضها¡ لكن ظروفهما لم تسمح لهما باكمال المهمة وبلوغ الهدف كاملا. امام ذلك¡ وبموافقتهما¡ قام الاستاذ مهدي بانجاز العمل. وقد اشار الى حيثيات هذا الامر في مقدمته للكتاب. مؤكدا ايضا ان النص المنشور اعتمد على عملية تحقيق¡ تضع كافة النسخ الثلاث موضع الاعتبار.
ومن جانب اخر¡ ورغم بقاء مخطوطات المكتبة الاسطنبولية بعيدة عن ايدي الباحثين والمتخصصين¡ فان مصداقية نسبة "كتاب الواحد والوحدة" الى الفارابي هي مسألة لا يطالها الشك لتواتر ذكره لدى القدماء والمحدثين يذكرهم المحقق جميعا. فأول من ذكر كتاب الفارابي هو الفيلسوف الاندلسي الكبير ابن باجة في مطلع رسالته عن "اتصال العقل بالانسان"¡ كما قام بتلخيص بعضه في نصوص منشورة ضمن "رسائل ابن باجة الالهية". كما تناوله ابو الوليد ابن رشد موجزا اياه ضمن تلخيصه لكتاب "الحروف" المنشور في "تلخيص ما بعد الطبيعة". وجاء على ذكره ايضا القفطي في "اخبار العلماء"¡ وابن ابي اصيبعه في "عيون الانباء"¡ والصفدي في "الوافي بالوفيات". ومن المحدثين ذكره شتاين شنايدر في كتاب له عن الفاربي صدر في بطرسبورغ عام 1866¡ كما اشار اليه بروكلمان في الجزء الاول من ملحق "تاريخ الادب العربي" وكذلك فعل عدد اخر من المؤرخين العرب والاتراك.
وقبل الانتقال الى مضمون "كتاب الواحد والوحدة" لابد لنا من الاشارة الى الجهد الكبير الذي بذله محسن مهدي¡ احد كبار متخصصينا المعاصرين في تاريخ الفلسفة التي يدرسها في جامعة هارفرد¡ وتأتي هذه المساهمات المهمة في تحقيق نصوص الفلسفة العربية والاسلامية لتنضاف الى اعماله الفكرية الاخرى كمؤلفة حول "فلسفة التاريخ عند ابن خلدون" الصادر بالانكليزية في 1957¡ بيد اننا بالمقابل لا نستطيع الا ان نعبر عن اسفنا لخلو تحقيقه لـ "كتاب الواحد والوحدة" من دراسة ولو موجزة تسمح بتوسيع دائرة مستقبلي هذا النص الفلسفي المعقد للغاية.
فهذا الكتاب رغم شعبية طباعته سيظل ربما¡ وهذا ما نخشاه¡ محصورا ضمن عدد ضئيل جدا من المعنيين¡ والمحقق نفسه يعترف في مقدمته الانكليزية للكتاب بالتعقيد الاستثنائي للنص¡ وباستحالة فض دواخله دون معرفة عميقة بفلسفة الفارابي وخصوصيتها لاسيما المتعلق منها بقضايا الوجود والطبيعة. ومهما يكن الامر¡ ينبغي الالتفات منذ البداية الى ان "كتاب الحروف"¡ و "الواحد والوحدة" ايضا¡ هما من النصوص التي سعى الفارابي الى ان يطبق فيها بشكل نموذجي برأينا تعريفه الخاص للفلسفة باعتبارها "علما بحتا" يقوم على منهجية مماثلة لمنهجية علم الرياضيات التي تعتمد على "طرق البراهين اليقينية". اما محور النص فهو ما نستطيع تسميته بجدلية الواحد والكثرة الذي يواصل فيه الفارابي¡ من وجهة نظره الفلسفية الخاصة¡ المساهمات السابقة في الفلسفة العبربية الاسلامية (الكندي خصوصا) وفي الفلسفة اليونانية.
يمكننا باختصار شديد تقسيم النص الى ثلاثة اجزاء تتوالى على النحو التالي: عرض تفصيلي مركز لمختلف الاحوال التي يقال فيها على الكثرة (شيئان او اكثر) بانها واحد¡ ثم عرض مماثل لمختلف الاحوال التي يقال فيها عن الكثرة بانها كثرة¡ واخيرا يخلص الفارابي الى الاستنتاج الفلسفي الخاص حول ماهية التماثل والتضاد بين الواحد والكثرة من وجهة نظر الفلسفة الفارابية. ويخص الفارابي ثلاثة محاور رئيسية بالنسبة لفكرتنا عن الواحدة وعن الكثرة¡ وهي الجنس والنوع والعدد. وبالتالي فان التماثل والتضاد هو بين الواحد والكثرة من وجهة نظر الفلسفة الفارابية. ويشخص الفارابي ثلاثة محاور رئيسية بالنسبة لفكرتنا عن الوحدة وعن الكثرة¡ وهي الجنس والنوع والعدد. وبالتالي فان التماثل واللاتماثل ينحصران في الجانبين الاساسيين في الشيء¡ اي هيوليته وصورته¡ او بلغة المنطق¡ موضوعه ومحموله.
ونجد هذا الاستنتاج في قول الفاربي "وبالجملة¡ فان كل اثنين انما يقال فيهما¡ وهما اثنان¡ انهما واحد¡ اما اذا كان محمولهما واحدا بالعدد واما اذا كان موضوعهما واحدا بالعدد". وبعد ان يبين ماهية الجنس (انسانية¡ حيوانية..) والنوع (حالة مدلولية¡ غائية...) نجد ان الفاربي يميل ضمنا الى فرضية انن تكون الاشياء كلها وحدة فقط بلا كثرة. وان الوجود الظاهري الذي توحي به هذه الاخيرة¡ ليس وهميا. الا انه وجود داخلي فقط¡ اي ان الكثرة توجد ضمن الواحد وضمن الوحدة.
هذا المنظور يعكس تأثر الفارابي بمفهوم النفس عند افلوطين في "التاسوعات" القائل بان النفس واحدة الا انها تتضمن الكثرة¡ والقول بان الواحد يتضمن الاختلاف. يبدو لنا مهما جدا لاحتوائه على مفهوسسم جدلي (ديالكتيكي) جنيني¡ اكثر وضوحا وعمقا مما في مفاهيم من سبق الفارابي في هذا المجال من المتاثرين بالافلاطونية المحدثة. ويتدعم هذا الراي بنصوص كثيرة اخرى مبعثرة (في "المدينة الفاضلة" خصوصا) تؤكد لنا بان المادة الواحدة مشتركة بين ضدين ضرورين لوجودها¡ الامر الذي يعني ان الوحدة في الماهية لا تتناقض مع الكثرة في العدد.


http://i60.tinypic.com/9u0tad.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)