نتائج البكالوريا - bac
08-30-2014, 09:56 PM
جغرافية عُمان
تتطلب دارسة الحياة الاقتصادية لمجتمع ما بداية الإحاطة بالبيئة الطبيعية والعناصر البشرية التي يتشكل منها هذا المجتمع، لأن العملية الاقتصادية التي يمارسها أفراد المجتمع ما هي سوى تفاعل أفراده مع البيئة التي يعيشون فيها، وتتوقف درجة وكفاءة هذا التفاعل على مدى قدرة هؤلاء الأفراد على استنباط واستثمار خيرات هذه البيئة. من هنا والحالة هذه لابد من دراسة السمات الجغرافية للبيئة العُمانية التي كانت مسرحا للتفاعل بين أفراد المجتمع العُماني وبين موارد هذه البيئة ومكوناتها.
التسمية وضبطها:
تعددت المسميات التي عُرفت بها عُمان، ومن أبرز أسماءها القديمة (مجان) أو (مكان) أو (مجانا) وهذا المسمى أطلقه عليها على الأغلب السومريون سكان بلاد ما بين النهرين في الألف الثالث قبل الميلاد، كما أطلق عليها الفرس اسم ( مزون) بفتح أوله وضم ثانيه، وقد أورد المؤرخ الروماني بيلنوس(23-79م) مدينة باسم "OMANA" يعتقد الكثير من الباحثين أنها تعني عُمان، كما عُرفت عمان بصحار. أما اسم عمان (ويضبط بضم أوله وتخفيف تاليه)، فقد اختلفت المصادر الإسلامية في أصل التسمية، إذ يرى البكري مثلا أن عُمان سميت بذلك نسبة لعُمان بن سنان بن إبراهيم الخليل الذي كان أول من اختطها، بينما يرى ياقوت أنها سميت بذلك نسبة لعُمان بن إبراهيم الخليل، أو لعُمان بن سبأ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن ، وترى عدد من المصادر العمانية أن الأزد سموا عُمان بهذا الاسم نسبة إلى واد كان لهم في منطقة مأرب في اليمن. وليس هناك ما يؤيد هذه الروايات أو ينفيها.
الموقع والحدود:
تقع عُمان في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، يحدها من الشمال بحر فارس (الخليج العربي)، ومن الشرق بحر الهند أو البحر العُماني (خليج عُمان)، ومن الغرب يبرين عند حدود قطر أو اليمامة والبحرين، أما حدود عُمان الجنوبية فقد وردت فيها العديد من الأقوال: فتارة تكون مشارف رمال الأحقاف الحد الجنوبي لعُمان، وتارة تكون مشارف بلاد مهرة الحد الفاصل، بل وتجعل بعض المصادر قلهات الحد الجنوبي لإقليم عُمان، وتذهب مصادر أخرى إلى أبعد من ذلك حين تعين ميناء مسقط آخر حدود عُمان الجنوبية. وكما اختلفت المصادر في تعيين دقيق لحدود عُمان اختلفت كذلك في تقدير مساحة أعمالها، فقد أشارت بعض المصادر مثلا إلى أن مساحة عُمان ثلاثمائة فرسخ، بينما حددتها مصادر أخرى بثمانين فرسخا في مثلها.
ويبدو أن مرد هذا التذبذب في تحديد إقليم عمان ومساحته يعود إلى أحد أمرين إما الجهل بطبيعة المنطقة، أو التغير المستمر للحدود السياسية لأقاليم الجزيرة الرئيسية، وأغلب الظن أن العامل الأول هو الأرجح، إذ أن كثير من نواحي الجزيرة العربية عبارة عن مناطق معزولة قليلة السكان مقفرة الأرض عصية حتى على أهلها.
التضاريس:
لا تورد المصادر الجغرافية الكثير عن تضاريس عُمان، غير أن وصفا لأعرابي من عُمان أجمل فيه طبيعة تضاريس المنطقة ووصفها خير وصف، فقد روى أبو علي القالي في أماليه عن الأصمعي قال: "عن أبي عمرو بن العلاء قال: لقيت أعرابياً بمكة فقلت: ممن أنت؟ قال: أسدي، قلت: ومن أيهم؟ قال: نمري، قلت: من أي البلاد؟ قال: من عُمان، قلت: فأنى لك هذه الفصاحة؟ قال: إنا سكنا أرضاً لا نسمع فيها ناجخة التيار، قلت: صف لي أرضك، قال: سيف أفيح، وفضاء ضحضح، وجبل صردح، ورمل أصبح". وهذه هي في واقع الحال تضاريس عُمان، سواحل، وجبال، وأودية، وصحاري مترامية الأطراف.
السهول الساحلية:
شكلت السهول الساحلية مراكز الاستقرار السكاني في عُمان منذ القدم، فقامت على هذه السهول المراكز الحضرية الهامة. ويشكل سهل الباطنة أهم هذه السهول، وتمتد أطرافه من دَبَا وجُلْفَارَ في الشمال إلى مسقط في الجنوب الشرقي، بطول يصل إلى أكثر من (300) كم، وينحصر ما بين سلسلة جبال الحجر من الجهة الغربية وسواحل بحر عُمان من الجهة الشرقية، ويتراوح اتساعه ما بين (15 و 80 ) كم، ويُعد سهل الباطنة من أخصب مناطق الجزيرة العربية، لذا فهو أكثر المناطق العُمانية سكاناً منذ القدم، وأشهر مدن هذا السهل صُحَار و جُلْفار ودَبَا ومسقط.
ومن سهول عُمان أيضا السهل الشمالي، الذي يمتد من شبه جزيرة مُسَندم في الشمال الشرقي إلى منطقة الرمال في الغرب بمحاذاة (الخليج العربي) إلى رمال يبرين حيث شبه جزيرة قطر في الجنوب الغربي، ومن ثم إلى رمال الربع الخالي في الجنوب والجنوب الغربي. وتتميز المناطق الشرقية لهذا السهل بالغنى النسبي بالحياة النباتية، ولكن كلما اتجهنا إلى الغرب كلما ساد الجفاف حتى تكاد تنعدم الحياة النباتية في أقصى الغرب، حيث تنتشر السبخات الملحية وتتكاثر الرمال في الجنوب والجنوب الغربي حيث الأطراف الشمالية للربع الخالي.
ومن السهول العُمانية أيضا السهل الجنوبي الشرقي الممتد من مسقط إلى رأس الحد بطول(160) كم، وهو سهل يضيق ويتسع حيث تقطعه في مناطق عدة جروف صخرية بارزة من مرتفعات سلسلة جبال الحجر الشرقي الملاصقة للبحر، ويشكل هذا السهل أكثر أراضي المنطقة الشرقية من عُمان، وكانت هذه المنطقة تعرف بمنطقة جَعْلان، وكانت تعتبر من أغنى مناطق عمان بالحياة النباتية.
الجبال :
إن أهم سمات عُمان الطبيعية تلك السلسلة الجبلية الضخمة التي تخترقها من أولها إلى آخرها وتشكل ما يشبه العمود الفقري، وتعرف هذه السلسلة بسلسلة جبال الحجر، وتشكل سلسلة الجبال هذه قوساً ضخماً من مضيق هرمز شمالاً حتى رأس الحد جنوباً، وتتكون هذه السلسلة من ثلاثة محاور رئيسية : المحور الشمالي ويكون شبه جزيرة مسندم، والمحور الأوسط ويكون ما يسمى بالحجر الغربي، وفي نهاية هذا المحور يقع الجبل الأخضر الشهير، ويبلغ متوسط ارتفاع هذا الجزء من السلسلة (1500م)، والمحور الجنوبي ويكون ما يسمى بالحجر الشرقي، وفي هذا المحور تقترب سلسلة الجبال هذه عند قريات من البحر، وتسمر في الانخفاض حتى تصل رأس الحد. ويبلغ طول سلسلة جبال الحجر (600كم)، ولكن إذا قيس طولها في خط مستقيم فتبلغ (525كم) فقط، وهذا يدل على مدى انحناء السلسلة، ولا تتخلل سلسلة جبال الحجر انقطاعات تذكر سوى ثلاث ممرات، يعرف الأول اليوم بوادي الجزي الذي يربط بين السر وصحار، ووادي الحواسنه، ووادي سمائل الشهير الذي تتلاقى فيه كتله سمايل بمركز الجبل الأخضر.
ومما يجدر ذكره عند الحديث عن جبال عُمان أن المصادر أوردت أسماء بعض الجبال من ذلك "جبل نزوى وهو مستطيل من الجنوب إلى الشمال "، و"جبال كسير وعوير وثالث ليس فيه خير"، وهي جبال في عرض البحر تتكسر عليها المراكب، جبل عِطِاله، جبل شرم، جبل قهوان، جبل حلل، جبل بني ريام، جبال كندة، جبل مارث، كما أشار الحميري إلى جبال سماها "جبال العرب".
الصحاري :
تحيط الصحاري أو منطقة الرمال بعُمان من جهات ثلاث ، فإلى الغرب من سلسلة جبال الحجر تمتد منطقة الكثبات الرملية الغربية موازية رمال الربع الخالي من الشمال إلى الجنوب، وفي الجنوب الشرقي (شرق سلسلة جبال الحجر الشرقي) تتمدد رمال آل وهيبة بطول حوالي(160) كم وبعرض (75) كم من جنوب شرق هذه المنطقة إلى منطقة رأس الحد وحتى ساحل خليج مصيره ويبلغ ارتفاع كثبات هذه الرمال أحيانا (300)م.
المناخ :
يدور مناخ عُمان حول فصلين رئيسين، فصل الشتاء الممتد من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلى شهر مارس/آذار، وفصل الصيف الممتد من شهر مايو/أيار حتى شهر سبتمبر/ أيلول. ويتأثر مناخ عُمان بموقعها بين إقليمين مناخين كبيرين الأول المناخ الصحراوي شبه المداري، والثاني المناخ الموسمي للمحيط الهندي، وتشكل منطقة مرتفعات عُمان حداً أو تماساً بين الإقليمين، كما يتأثر مناخ المنطقة بالكتلة الهوائية على البحر المتوسط والمحيط الهندي، لهذا كانت الأحوال المناخية وخاصة الأمطار متقلبة أو متغيرة بين عام آخر. أما بالنسبة لدرجات الحرارة والرطوبة فتعتبر أشهر الشتاء أقل درجات حرارة بطبيعة الحال، وحينما تعتدل الحرارة على السواحل تنخفض كثيراً في المناطق الداخلية والصحراوية، ويعتبر شهر يناير/كانون الثاني أقل شهور السنة حرارة. وترتفع درجات الحرارة كثيرا في أشهر الصيف وتبلغ أقصاها في شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، كما ترتفع النهايات العظمى للرطوبة النسبية.
موسم الأمطار الرئيسي في عمان في أشهر الشتاء، إذ تهب الرياح الشمالية والشمالية الغربية المحملة بالسحب الماطرة، كما تتأثر بالمنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط، ولهذا تسقط الأمطار عادة في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وأحياناً يقتصر سقوط الأمطار عليهما، وتختلف كمية الأمطار من عام إلى عام آخر. وكعادة الأمطار في النظام الصحراوي فإن الأمطار تسقط بغزارة لبضع ساعات تفيض بعدها الوديان، ثم تتوقف عن السقوط شهوراً، وتسقط الأمطار بغزارة على المرتفعات أكثر منها في المناطق المنخفضة. أما في الصيف فيندر أن تسقط الأمطار على المنطقة باستثناء الجبل الأخضر، ذلك لأن منطقة الجبل الأخضر تقع على الحدود بين الكتلتين الهوائيتين (كتلة المحيط الهندي وكتلة البحر المتوسط)، وتجدر الإشارة إلى أن الأمطار تندر كلما اتجهنا نحو المناطق الغربية من عُمان.
السكان:
شكلت القبائل العربية أغلبية السكان في فترة الدراسة، ويحدثنا البلاذري في فتوحه عن الوضع السكاني في عُمان عند ظهور الإسلام فيقول: "كان الأغلبين على عُمان الأزد، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي". ولا يعرف على وجه التحديد متى شكلت هذه القبائل أغلبية سكان عُمان، غير أن المصادر العُمانية تعزو هذه الفترة إلى قدوم مالك بن فهم. وَتَرجع القبائل العربية في عُمان من حيث الأرومة إلى الأصلين العربيين الكبيرين عدنان وقحطان، أو نزار واليمن، وقد ظلت العلاقة بين هاتين الأرومتين بين مد وجزر، وتعاون وتنازع، وكان لهذه العلاقة دور كبير على العلاقات الاجتماعية والسياسية بين السكان، إضافة إلى تأثيرها على سير الأحداث الجارية في عموم عُمان. ومن القبائل القحطانية قبائل الأزد ومنها اليحمد، وهناءة والحدان، والعتيك، والجلندي، وسليمة، ومن القبائل القحطانية الأخرى المهرة، كندة. ومن القبائل العدنانية بني سامة بن لؤي، بني رواحة، بني عبد القيس، بني أسد.
http://i57.tinypic.com/f9lfn4.jpg
انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب تعيينات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://img163.imageshack.us/img163/7893/r6sv.jpg (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
تتطلب دارسة الحياة الاقتصادية لمجتمع ما بداية الإحاطة بالبيئة الطبيعية والعناصر البشرية التي يتشكل منها هذا المجتمع، لأن العملية الاقتصادية التي يمارسها أفراد المجتمع ما هي سوى تفاعل أفراده مع البيئة التي يعيشون فيها، وتتوقف درجة وكفاءة هذا التفاعل على مدى قدرة هؤلاء الأفراد على استنباط واستثمار خيرات هذه البيئة. من هنا والحالة هذه لابد من دراسة السمات الجغرافية للبيئة العُمانية التي كانت مسرحا للتفاعل بين أفراد المجتمع العُماني وبين موارد هذه البيئة ومكوناتها.
التسمية وضبطها:
تعددت المسميات التي عُرفت بها عُمان، ومن أبرز أسماءها القديمة (مجان) أو (مكان) أو (مجانا) وهذا المسمى أطلقه عليها على الأغلب السومريون سكان بلاد ما بين النهرين في الألف الثالث قبل الميلاد، كما أطلق عليها الفرس اسم ( مزون) بفتح أوله وضم ثانيه، وقد أورد المؤرخ الروماني بيلنوس(23-79م) مدينة باسم "OMANA" يعتقد الكثير من الباحثين أنها تعني عُمان، كما عُرفت عمان بصحار. أما اسم عمان (ويضبط بضم أوله وتخفيف تاليه)، فقد اختلفت المصادر الإسلامية في أصل التسمية، إذ يرى البكري مثلا أن عُمان سميت بذلك نسبة لعُمان بن سنان بن إبراهيم الخليل الذي كان أول من اختطها، بينما يرى ياقوت أنها سميت بذلك نسبة لعُمان بن إبراهيم الخليل، أو لعُمان بن سبأ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن ، وترى عدد من المصادر العمانية أن الأزد سموا عُمان بهذا الاسم نسبة إلى واد كان لهم في منطقة مأرب في اليمن. وليس هناك ما يؤيد هذه الروايات أو ينفيها.
الموقع والحدود:
تقع عُمان في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، يحدها من الشمال بحر فارس (الخليج العربي)، ومن الشرق بحر الهند أو البحر العُماني (خليج عُمان)، ومن الغرب يبرين عند حدود قطر أو اليمامة والبحرين، أما حدود عُمان الجنوبية فقد وردت فيها العديد من الأقوال: فتارة تكون مشارف رمال الأحقاف الحد الجنوبي لعُمان، وتارة تكون مشارف بلاد مهرة الحد الفاصل، بل وتجعل بعض المصادر قلهات الحد الجنوبي لإقليم عُمان، وتذهب مصادر أخرى إلى أبعد من ذلك حين تعين ميناء مسقط آخر حدود عُمان الجنوبية. وكما اختلفت المصادر في تعيين دقيق لحدود عُمان اختلفت كذلك في تقدير مساحة أعمالها، فقد أشارت بعض المصادر مثلا إلى أن مساحة عُمان ثلاثمائة فرسخ، بينما حددتها مصادر أخرى بثمانين فرسخا في مثلها.
ويبدو أن مرد هذا التذبذب في تحديد إقليم عمان ومساحته يعود إلى أحد أمرين إما الجهل بطبيعة المنطقة، أو التغير المستمر للحدود السياسية لأقاليم الجزيرة الرئيسية، وأغلب الظن أن العامل الأول هو الأرجح، إذ أن كثير من نواحي الجزيرة العربية عبارة عن مناطق معزولة قليلة السكان مقفرة الأرض عصية حتى على أهلها.
التضاريس:
لا تورد المصادر الجغرافية الكثير عن تضاريس عُمان، غير أن وصفا لأعرابي من عُمان أجمل فيه طبيعة تضاريس المنطقة ووصفها خير وصف، فقد روى أبو علي القالي في أماليه عن الأصمعي قال: "عن أبي عمرو بن العلاء قال: لقيت أعرابياً بمكة فقلت: ممن أنت؟ قال: أسدي، قلت: ومن أيهم؟ قال: نمري، قلت: من أي البلاد؟ قال: من عُمان، قلت: فأنى لك هذه الفصاحة؟ قال: إنا سكنا أرضاً لا نسمع فيها ناجخة التيار، قلت: صف لي أرضك، قال: سيف أفيح، وفضاء ضحضح، وجبل صردح، ورمل أصبح". وهذه هي في واقع الحال تضاريس عُمان، سواحل، وجبال، وأودية، وصحاري مترامية الأطراف.
السهول الساحلية:
شكلت السهول الساحلية مراكز الاستقرار السكاني في عُمان منذ القدم، فقامت على هذه السهول المراكز الحضرية الهامة. ويشكل سهل الباطنة أهم هذه السهول، وتمتد أطرافه من دَبَا وجُلْفَارَ في الشمال إلى مسقط في الجنوب الشرقي، بطول يصل إلى أكثر من (300) كم، وينحصر ما بين سلسلة جبال الحجر من الجهة الغربية وسواحل بحر عُمان من الجهة الشرقية، ويتراوح اتساعه ما بين (15 و 80 ) كم، ويُعد سهل الباطنة من أخصب مناطق الجزيرة العربية، لذا فهو أكثر المناطق العُمانية سكاناً منذ القدم، وأشهر مدن هذا السهل صُحَار و جُلْفار ودَبَا ومسقط.
ومن سهول عُمان أيضا السهل الشمالي، الذي يمتد من شبه جزيرة مُسَندم في الشمال الشرقي إلى منطقة الرمال في الغرب بمحاذاة (الخليج العربي) إلى رمال يبرين حيث شبه جزيرة قطر في الجنوب الغربي، ومن ثم إلى رمال الربع الخالي في الجنوب والجنوب الغربي. وتتميز المناطق الشرقية لهذا السهل بالغنى النسبي بالحياة النباتية، ولكن كلما اتجهنا إلى الغرب كلما ساد الجفاف حتى تكاد تنعدم الحياة النباتية في أقصى الغرب، حيث تنتشر السبخات الملحية وتتكاثر الرمال في الجنوب والجنوب الغربي حيث الأطراف الشمالية للربع الخالي.
ومن السهول العُمانية أيضا السهل الجنوبي الشرقي الممتد من مسقط إلى رأس الحد بطول(160) كم، وهو سهل يضيق ويتسع حيث تقطعه في مناطق عدة جروف صخرية بارزة من مرتفعات سلسلة جبال الحجر الشرقي الملاصقة للبحر، ويشكل هذا السهل أكثر أراضي المنطقة الشرقية من عُمان، وكانت هذه المنطقة تعرف بمنطقة جَعْلان، وكانت تعتبر من أغنى مناطق عمان بالحياة النباتية.
الجبال :
إن أهم سمات عُمان الطبيعية تلك السلسلة الجبلية الضخمة التي تخترقها من أولها إلى آخرها وتشكل ما يشبه العمود الفقري، وتعرف هذه السلسلة بسلسلة جبال الحجر، وتشكل سلسلة الجبال هذه قوساً ضخماً من مضيق هرمز شمالاً حتى رأس الحد جنوباً، وتتكون هذه السلسلة من ثلاثة محاور رئيسية : المحور الشمالي ويكون شبه جزيرة مسندم، والمحور الأوسط ويكون ما يسمى بالحجر الغربي، وفي نهاية هذا المحور يقع الجبل الأخضر الشهير، ويبلغ متوسط ارتفاع هذا الجزء من السلسلة (1500م)، والمحور الجنوبي ويكون ما يسمى بالحجر الشرقي، وفي هذا المحور تقترب سلسلة الجبال هذه عند قريات من البحر، وتسمر في الانخفاض حتى تصل رأس الحد. ويبلغ طول سلسلة جبال الحجر (600كم)، ولكن إذا قيس طولها في خط مستقيم فتبلغ (525كم) فقط، وهذا يدل على مدى انحناء السلسلة، ولا تتخلل سلسلة جبال الحجر انقطاعات تذكر سوى ثلاث ممرات، يعرف الأول اليوم بوادي الجزي الذي يربط بين السر وصحار، ووادي الحواسنه، ووادي سمائل الشهير الذي تتلاقى فيه كتله سمايل بمركز الجبل الأخضر.
ومما يجدر ذكره عند الحديث عن جبال عُمان أن المصادر أوردت أسماء بعض الجبال من ذلك "جبل نزوى وهو مستطيل من الجنوب إلى الشمال "، و"جبال كسير وعوير وثالث ليس فيه خير"، وهي جبال في عرض البحر تتكسر عليها المراكب، جبل عِطِاله، جبل شرم، جبل قهوان، جبل حلل، جبل بني ريام، جبال كندة، جبل مارث، كما أشار الحميري إلى جبال سماها "جبال العرب".
الصحاري :
تحيط الصحاري أو منطقة الرمال بعُمان من جهات ثلاث ، فإلى الغرب من سلسلة جبال الحجر تمتد منطقة الكثبات الرملية الغربية موازية رمال الربع الخالي من الشمال إلى الجنوب، وفي الجنوب الشرقي (شرق سلسلة جبال الحجر الشرقي) تتمدد رمال آل وهيبة بطول حوالي(160) كم وبعرض (75) كم من جنوب شرق هذه المنطقة إلى منطقة رأس الحد وحتى ساحل خليج مصيره ويبلغ ارتفاع كثبات هذه الرمال أحيانا (300)م.
المناخ :
يدور مناخ عُمان حول فصلين رئيسين، فصل الشتاء الممتد من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلى شهر مارس/آذار، وفصل الصيف الممتد من شهر مايو/أيار حتى شهر سبتمبر/ أيلول. ويتأثر مناخ عُمان بموقعها بين إقليمين مناخين كبيرين الأول المناخ الصحراوي شبه المداري، والثاني المناخ الموسمي للمحيط الهندي، وتشكل منطقة مرتفعات عُمان حداً أو تماساً بين الإقليمين، كما يتأثر مناخ المنطقة بالكتلة الهوائية على البحر المتوسط والمحيط الهندي، لهذا كانت الأحوال المناخية وخاصة الأمطار متقلبة أو متغيرة بين عام آخر. أما بالنسبة لدرجات الحرارة والرطوبة فتعتبر أشهر الشتاء أقل درجات حرارة بطبيعة الحال، وحينما تعتدل الحرارة على السواحل تنخفض كثيراً في المناطق الداخلية والصحراوية، ويعتبر شهر يناير/كانون الثاني أقل شهور السنة حرارة. وترتفع درجات الحرارة كثيرا في أشهر الصيف وتبلغ أقصاها في شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، كما ترتفع النهايات العظمى للرطوبة النسبية.
موسم الأمطار الرئيسي في عمان في أشهر الشتاء، إذ تهب الرياح الشمالية والشمالية الغربية المحملة بالسحب الماطرة، كما تتأثر بالمنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط، ولهذا تسقط الأمطار عادة في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وأحياناً يقتصر سقوط الأمطار عليهما، وتختلف كمية الأمطار من عام إلى عام آخر. وكعادة الأمطار في النظام الصحراوي فإن الأمطار تسقط بغزارة لبضع ساعات تفيض بعدها الوديان، ثم تتوقف عن السقوط شهوراً، وتسقط الأمطار بغزارة على المرتفعات أكثر منها في المناطق المنخفضة. أما في الصيف فيندر أن تسقط الأمطار على المنطقة باستثناء الجبل الأخضر، ذلك لأن منطقة الجبل الأخضر تقع على الحدود بين الكتلتين الهوائيتين (كتلة المحيط الهندي وكتلة البحر المتوسط)، وتجدر الإشارة إلى أن الأمطار تندر كلما اتجهنا نحو المناطق الغربية من عُمان.
السكان:
شكلت القبائل العربية أغلبية السكان في فترة الدراسة، ويحدثنا البلاذري في فتوحه عن الوضع السكاني في عُمان عند ظهور الإسلام فيقول: "كان الأغلبين على عُمان الأزد، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي". ولا يعرف على وجه التحديد متى شكلت هذه القبائل أغلبية سكان عُمان، غير أن المصادر العُمانية تعزو هذه الفترة إلى قدوم مالك بن فهم. وَتَرجع القبائل العربية في عُمان من حيث الأرومة إلى الأصلين العربيين الكبيرين عدنان وقحطان، أو نزار واليمن، وقد ظلت العلاقة بين هاتين الأرومتين بين مد وجزر، وتعاون وتنازع، وكان لهذه العلاقة دور كبير على العلاقات الاجتماعية والسياسية بين السكان، إضافة إلى تأثيرها على سير الأحداث الجارية في عموم عُمان. ومن القبائل القحطانية قبائل الأزد ومنها اليحمد، وهناءة والحدان، والعتيك، والجلندي، وسليمة، ومن القبائل القحطانية الأخرى المهرة، كندة. ومن القبائل العدنانية بني سامة بن لؤي، بني رواحة، بني عبد القيس، بني أسد.
http://i57.tinypic.com/f9lfn4.jpg
انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب تعيينات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://img163.imageshack.us/img163/7893/r6sv.jpg (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)