المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : ضوء نهار مشرق..رؤية هندية لامتزاج الثقافات والتنصل من الثقافة الأم



نتائج البكالوريا - bac
06-25-2014, 11:27 PM
مقال فلسفي : ضوء نهار مشرق..رؤية هندية لامتزاج الثقافات والتنصل من الثقافة الأم
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


تتناول الروائية الهندية أنيتا ديساي الحياة الهندية وما آلت أليه بعد انقسام الدولة ما بين هند وباكستان من خلال روايتها (ضوء نهار مشرق) والتي صدرت بترجمة الأديبة لطفية الدليمي عن دار (المدى) للثقافة والنشر، وهي من الروايات التي تتقصى المجتمع الهندي ضمن


ظروف المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية حيث تدور أحداث الرواية حول الطفولة وحياة العائلة واكتشاف الذات وهيمنة الذاكرة وأحداث سنوات الأربعينات بموسيقاها وثقافتها المختلطة وهيمنة الثقافة الغربية على الهند من جانب والثقافة الاسلامية الأوردية من جانب آخر مع اهمال واضح للثقافة الهندوسية.
كما تتقصى الرواية ذلك الشعور بالذنب الذي يميز الأخت الكبرى بيم إزاء عائلتها التي تمثل انهيار الطبقة الوسطى الهندية إثر تقسيم البلاد. وتكشف تفاصيل حياة الناس في شرق الهند وهم يواجهون التحديات النفسية والاجتماعية الجسيمة، كما تبحث في الأخوة وعلى وجهة الخصوص علاقة الأخوات ببعضهن فنرى تارا تقوم بزيارة اختها بيم في منزلهما القديم الذي نشأتا فيه فتحاولان معاً إعادة تلك الذكريات وبين أحلام الطفولة وحياتهما الراهنة تحاولان ان تنجوان من شعورهما بالذنب إزاء الصراعات القديمة بين افراد العائلة والصراعات الاثنية والدينية بين مكونات الأمة الهندية التي انعكست على علاقات الأسرة فيتصادى نضال الجميع من اجل الاستقلال الشخصي والحكم الذاتي على خلفية الهند الجريحة حديثة التقسيم الى بلدين الهند وباكستان. وتقدم الكاتبة خلال ذلك عرضاً للتقاليد العائلية والطقوس الدينية وتقاليد الزفاف وولع الأخ راجا بالشعر الأوردي والشعراء الانجليز والمسلمين. من جانب آخر ترك تقسيم شبه القارة الهندية أثراً على مخيلة الفرد الهندي على امتداد اكثر من ثلاثة عقود وبخاصة في الرواية الهندية والأفلام السينمائية وشكل الحدث نقطة تحول في حياة الشخصيات بما تبعه من عنف واضطرابات متلاحقة أفضت الى اغتيال المهاتما غاندي الذي يشكل مقتله منعطفاً مهماً في الرواية. وألقت عملية التقسيم بظلالها الثقيل على مصائر الشخصيات ومسارات حياتها في هذه الرواية التي كتبتها أنيتا ديساي وعمدت الى سرد حكاية ساحرة عن عائلة بورجوازية تناضل ضد قوى التجزئة والتشظي فقد افضى لقاء الشقيقتين اللتين حدث بينهما انفصال مكاني واختلاف في طراز حياة كل واحدة منهما الى إعادة تقييم نظر في الخلافات المتراكمة ضمن اطار العائلة وعلاقة أفرادها بالمكان والزمان بدءاً من المدينة والمتغيرات الى تبدل المصائر وأمزجة الناس. فحين تعود تارا الجميلة والخبيرة بشؤون دنيوية كثيرة كالأزياء والموسيقى الغربية والحياة المترفة لزوجة دبلوماسي بعد سنوات من العيش خارج بلادها تلتقي أختها بيم التي ظلت محتفظة بعادات فتاة هندية تقليدية برعت في عملها واحتفظت بنمط حياتها في بيتها وعملها كمدرسة للتاريخ وهي التي كانت تبوح بحلم طفولتها (أريد ان اكون مرموقة عندما اكبر) لكنها لم تتخل عن مدينة دلهي القديمة ولا ركود حياتها لأنها التزمت روحياً وأخلاقياً برعاية أخيها الصغير المصاب بالتوحد بعد وفاة أبويها. أما شقيقهما راجا الذي طالما أعلن في صباه بأنه الآخر سيغدو بطلا في مستقبل حياته فقد كان شاباً رومانسياً مولعاً بالشعر ومقلداً لكبار الشعراء الأورديين والانجليز، ثم تزوج من فتاة مسلمة يعد أبوها الثري مثالاً للثقافة الأوردية الاسلامية ونموذجاً للأرستقراطية من طبقة ملاك العقارات الترفين، وبعدها يلتحق بعائلة زوجته ويصبح رجل أعمال ناجح يدير عقارات أبيها في مدينة حيدر آباد.. ويبدو عنوان الرواية يمثل الحد الفاصل بين الوهم والحقيقة، بين النور النهاري والإشراق المعيشي للبصر وبين التوهم والوقائع الحاصلة على الأرض. ولم نجد بطلاً رئيساً في سياق الرواية إذ تتبادل الشقيقتان سرد الأحداث بينما يبقى الآخرون مجرد شخصيات ثانوية تكمل سرد الشقيقتين لوقائع الحياة، فلم يظهر راجا ولا باكول أو الشقيق المعاق أو العمة ميراماسي الا كشخوص تلهم بيم وتارا خلال انهمار الذكريات وتؤشر لهما الأحداث ومنعطفات حياة كل منهم.. وتبدو بيم في التقييم النهائي أكثر ابطال الرواية حضوراً وتأثيراً وهي تحاول تحقيق توازن بين المثالية والواقعية في العمل الروائي، ولم يكن راجا شخصية فاعلة الا من خلال تجاهله للمخاطر الناتجة عن الاحتقان السياسي الذي جعل من مخططاته الشخصية مستحلية التحقيق، الأمر الذي جعله ينصرف الى الأعمال الحرة والاستفادة من ثراء وثقافة والد زوجته، وتبدو شخصية تارا امرأة تفتقد الى طاقة الحلم ولا تمتلك اهدافاً شخصية بل تنتظر من زوجها باكول ان يدفع بها لما تقوم به. أما العمة ميرا ماسي فهي أشبه بشبح معذب ومحبوب تلوذ به بيم هرباً من وحشة طفولتها، وتعيش بيم مع خيبة آمالها بعد ان قمعت مثاليتها. ومن خلال ذلك كله تتوضح أمامنا رؤية الكاتبة وما أرادت ان تبينه هو امتزاج الثقافات وسعي الجيل الجديد الى التنصل من الثقافة الأم لشعورهم بعد الجدوى من التمسك بتقاليدهم فاتجهوا الى التشبه بثقافة الغرب حتى بعد استقلالهم من الاستعمار البريطاني، والذي عزز ذلك فيهم هي حروب الانفصال الدامية بين مكوناتهم. وكثرة الاضطرابات والصراعات العرقية جعلت الشباب يتطلع لاعتناق ثقافات أخرى.



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)