المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : محمد أركون.. صداقة دعمت الثقة في النفس



نتائج البكالوريا - bac
06-24-2014, 11:43 PM
مقال فلسفي : محمد أركون.. صداقة دعمت الثقة في النفس
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


تعرفت شخصياعلى محمد أركون سنة 1976، عندما حضر إلى كلية الآداب بفاس لإلقاء محاضرة عرض فيها لمنهجه المتعدد الأصول من أجل التفكير في التراث الثقافي الإسلامي، وهو المسلك الذي قاده إلى فكرته الأساسية حول نقد العقل الإسلامي. وكنت في هدا الحين قد التحقت بهيئة التدريس في الكلية.


خارج إطار ما كان له من محاضرة وعروض، جمعتنا بمحمد أركون جلسات خاصة أستعيد أنه كان من بين الزملاء الحاضرين فيها المرحوم جمال الدين العلوي. شملت الحوارات التي دارت بيننا الفكر الإسلامي في العصر الوسيط، ثم الفكر الإسلامي، ومنه العربي، في الزمن المعاصر، وغلب على هدا الحوار الطابع المنهجي الذي كان يهمني كأستاذ للإبستمولوجيا. أقول مستفيدا مما وقع بعد هدا إن محمد أركون تعرف علي من خلال تلك الجلسات، ثم بعد دلك من خلال تدخلاتي في الندوة التي شارك فيها بالرباط سنة1977.
زرت الأستاذ محمد أركون في مكتبه بجامعة السوربون حيث كان يلقي دروسه، كما كان رئيسا لشعبة. وقد استقبلني بكل ترحاب حيث إنه عند إعلامه بطلبي مقابلته خرج من مكتبه لاستقبالي عند بابه. حدثته عن الغاية من زيارتي له، وهي طلب إشرافه على بحث لنيل دكتوراه السلك الثالث، بعد أن تعذر علي هنا مناقشة البحث الذي كنت أعددته لهده الغاية لشروط ليس المقام مجالا لذكرها. ولم أعرض عليه نفس الموضوع الذي كان حول إبستمولوجيا غاستون باشلار، بل كما كان تخطيطي المعد سابقا عرضت عليه موضوعا آخر فيه جزئيا تطبيق لأحد مفاهيم باشلار الأساسية وهو العائق الإبستمولوجي، للبحث في وضعية العلوم الإنسانية في العالم العربي.

خاطبني محمد أركون في البداية بأنه لايقبل أن أسجل معه الموضوع بالشروط التي عرضتها عليه، ولكنه فاجأني بالقول أطلب من سكرتيرة الشعبة أن تمدك بمطبوع لتسجيل دكتوراه الدولة، وحين أجبته بأنني لا أحمل شهادة السلك الثالث،قال لي إني أعرفك وأقدر مستواك، ولدلك أرى أن ما تستحق أن تسجله هو دكتوراه الدولة. شعرت بنوع من الارتياح بعد توديع محمد أركون ،وشكره. وشعرت بأنني حققت خطوة كبيرة لأنني أصبحت أملك الحق بأن أتصرف على أنني حائز على درجة علمية كان مصدرها ثقة أركون في شخصي، والتي اعتبرتها صادرة عن باحث له كامل الثقة في نفسه.
ما تحدث عنه واقعة استثنائية لايمكن نسيانها، وقد استحضرتها بصورة علنية مرتين كانت أولهما يوم مناقشتي للبحث الذي نلت به دكتوراه الدولة، حيث بدأت العرض بشكر أركون على مابدر منه في حقي، وثانيتهما في المقال الدي كتبته مباشرة بعد وفاة محمد أركون، حيث استعرضت تطور علاقة الصداقة معه وأبرزت فضله علي.
أقمت بعد هذا سنتين باريس وحضرت حصصا كثيرة من دروس أركون الجامعية والتي كانت تتعلق في نفس الوقت بالعقل الإسلامي، وبالواقع الإسلامي. كانت المحاضرات مجالا لتوضيح المنهج الذي دعا إليه أركون باستمرار لتطبيقه على نصوص إسلامية من العصر الوسيط ومن الزمن المعاصر. ولكن الاستفادة من أركون كانت أيضا تربوية لأني كنت أتابع باهتمام كيفية تقديم الدرس والخطوات والوسائل المتبعة فيه، بقدر اهتمامي بمضامينه.
صدر كتابي عن باشلار حين كنت مقيما بباريس، وتوصلت هناك بنسخ منه، فأهديت الأستاد أركون نسخة منه. وبعد تفحصه للكتاب سمعت منه كلاما طيبا ومشجعا في حق الكتاب. فكان في هذا الكلام مصدر لدعم الثقة في النفس.
هناك أمران لابد من ذكرهما في هدا الإطار. أولهما أن شروطا شخصية عديدة منها اكتشافي لسعة الموضوع الذي اخترته، وهو يقتضي معاينة ميدانية لواقع متنوع، دفغتني إلى التخلي عن الموضوع وأخبرت الأستاذ أركون بالأمر فقبل مني اختياري، ولكن ظلت علاقة الصداقة بيننا قائمة. وكان دائنا يستقبلني كلما التقينا بعبارة مداعبة ألفتها منه عندما أكون مقبلا لتحيته: الواقدي وما أدراك ما الواقدي ، ثم يأتي بعد العبارة سلانم حار وتحية فيها ترحاب متبادل.
الأمر الثاني الذي أريد الحديث عنه بإيجاز هو أنني حضرت آخر ندوة تكريمية أقامتها له كلية الآداب بنمسيك، وقد شرفني زملائي في تنظيم الندوة بترؤس الجلسة التي ألقى فيها أركون محاضرته، وكانت تلك الجلسة، كما كانت الندوة بكاملها رائعة في الإحاطة بفكر محمد أركون، وتركت لديها إنطباعاطيبا ولاحظنا عليه علامات الإطمئنان على أن جهده العلمي لن يضيع، فهناك جيل جديد من الباحثين سيكمل الطريق الدي رسمه.
كل ما رويته في هذه الكلمة جعلني أتلقى نبأ وفاة أستاذي الذي كان بالنسبة إلى مصدر دعم للثقة في النفس بكل أسى، ولكني احتفظت بما منحني إياه، أي الثقة في النفس التي تعني لدي الثقة في العقل البشري وقدرته على أن يقول إني أفكر. وهذه الذكرى التي أحتفظ بها ستظل معي مدى الحياة. سأتحدث في كلمتي اللاحقة عن الأستاذ نفيه وعن نشاطه العلمي.

المصدر: الصفحة الرسمية للكاتب في موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:32 PM
مقال فلسفي : محمد أركون.. صداقة دعمت الثقة في النفس