المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : هل نحن بحاجة إلى عصر أنوار جديد في العالم العربي؟



نتائج البكالوريا - bac
06-23-2014, 02:20 PM
مقال فلسفي : هل نحن بحاجة إلى عصر أنوار جديد في العالم العربي؟
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


لقد شكلت تراكمات الأفكار الفلسفية والتنويرية أساسا لظهور القيم الديمقراطية والبيئة الدستورية الحديثة، بداية بالديمقراطية المباشرة في اليونان القديمة وصولا إلى الديمقراطية التشاركية في المجتمعات المعاصرة، وتعتبر أفكار فلاسفة الأنوار في أوروبا ابرز هذه الحركات الفلسفية والفكرية التي أسست وعجلت بظهور الفكر الديمقراطي الحديث والمعاصر ،حيث ساهمت أفكار فولتير وروسو وجون لوك وتوماس هوبز ومنتسكيو في صياغة الأسس الديمقراطية في العالم برمته ،وأدى انتشار هذه الأفكار في أوربا وانتقالها إلى أمريكا الأمر الذي كان له الدور البارز في صياغة دستور الولايات المتحدة الأمريكية، ثم إعلان الحقوق والمواطنة 1789على اثر نجاح الثورة الفرنسية ، لتعلن للعالم صرخة الشعوب مدوية في وجه الطغاة والمستبدين أن الشعب مصدر السلطات وان السيادة للشعب يمارسها عن طريق ممثليه، ليكتب بذلك بداية فصل جديد في تاريخ الإنسانية نحو الحقوق والحريات ودولة القانون والمؤسسات .
فشل الحركة الوهابية في تحقيق النهضة العربية : أما على الضفة الأخرى من العالم وبالضبط في العالم العربي والإسلامي، والذي يحفظ مقولة الفاروق عمر متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار،والذي كان لا يزال يئن تحت وطأة الاستبداد المطبق باسم الدين تارة وباسم مواجهة مؤامرة العدو الخارجي تارة أخري ، وبالرغم من ظهور الحركة الوهابية في شبه جزيرة العرب في النصف الأول من القرن الثامن عشر كحركة دينية إصلاحية، في نجد والحجاز لتبسط سيطرتها على شبه جزيرة العرب تريد العودة إلى قيم الإسلام الأولى وفق منهج السلف الصالح وإنكار التمائم وعبادة القبور والدعوة إلى التوحيد الحق ، إلا أن الجمود الفكري والعقلي وإلصاق العادات البدوية العربية بالإسلام، أدى إلى بقاء هذه الحركة الإصلاحية حبيسة شروح المتون والحواشي لكتب الوهابية وكتب الإمامين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزي ، وأدى اعتمادها على النقل بدل العقل ، وعدم تطرقها إلى أمور فكرية عميقة مثل الحقوق والحريات والشورى والنظام السياسي والاقتصادي و بقيت نظرية التغلب في الحكم هي السائدة في الفكر السياسي العربي، بل أنها لم تنفتح حتى على المذاهب السنية الأخرى الأكثر انفتاحا خصوصا المذهب الحنفى بالرغم أن للفكر الإسلامي جذورا في الفكر النقدي الحر بداية بالمعتزلة والفرابي وابن سينا وابن رشد و الإمام الشاطبي (فقه المقاصد ) ولم تستطع هذه الحركة الإصلاحية إحداث النهضة العربية المنشودة رغم أنها كانت تارخيا قبل الثورة الفرنسية .
أفكار رواد النهضة العربية بقيت حبيسة النخبة: لقد كان لحملة نابليون على مصر سنة 1798 الأثر البالغ في إيقاظ الفكر الحر المستنير في العالم العربي ، فعندما دكت مدافع نابليون القاهرة ومدن مصر لم تكن تدك الحصون والقلاع فحسب، ولكنها كانت تخلخل الجهاز الفكري والمعرفي وتدك الأفكار الجامدة والمتبلدة ، وتطيح بالعمائم المتخلفة والزائفة لتفتح العقول قبل العيون والأبصار على واقع امة متخلفة تنظر في مرآة غيرها لتنكشف عورتها أمام صدمة الحداثة الأوربية ، لقد أحدثت حملة نابليون على مصر بحق خلخلة في الفكر التقليدي العربي ،ولما قامت دولة محمد علي باشا في مصر أرسل البعثات العلمية إلى أوروبا رغبة منه في اللحاق بالركب الحضاري ومجارات الحداثة الأوربية وتصدى لذلك ثلة من المفكرين المتنورين أمثال رفاعة الطهطاوي واحمد فارس الشدياق وخير الدين التونسي والكواكبي و محمد عبده وتلميذه ورشيد رضا وقاسم أمين وفرح أنطوان ي ولطفي السيد وهيكل وغيرهم من رواد حركة التنوير والنهضة في العالم العربي وأدى احتكاك هذه النخبة بالعالم الغربي وإدراكها لواقع التخلف العربي الفكري والسياسي وحجم الفجوة بين الضفتين إلى محاولة التوفيق بين الأصالة والمعاصرة وبين التراث والحداثة حيث حاول الشيخ محمد عبده إزالة الفوارق بين الشورى والديمقراطية وفق مبدأ انتم اعلم بأمور دنياكم ، كما حاول علي عبد الرازق العالم الأزهري الدفاع عن الدولة الوطنية المدنية في مواجهة أصحاب العمائم المزيفة التي كانت تزين لملك مصر آنذاك تاج الخلافة بعد سقوط دولة آل عثمان، وأدى احتكاك رجال الفكر الحر في الوطن العربي بأوربا إلى إلصاق تهم المروق والزندقة والخروج عن الدين والعمالة للأجنبي وهي تهم جاهزة في كل وقت وحين في العالم العربي، من محنة ابن رشد إلى ناصر حامد أبو زيد وكل مفكر حر مستنير إن أفكار عصر النهضة العربية ما تزال تراوح مكانها إلى اليوم في حين نجح فلاسفة عصر الأنوار في أوربا في نقل الأفكار التنويرية من دفات الكتب إلى الشارع والجماهير، وظلت أفكار النخبة العربية محجوبة عن الجماهير العربية وحبيسة رفوف المكتبات ولم تنزل الشارع والمقهى ولا نزايد إن قلنا أنها محجوبة حتى عن النخبة الجامعية .
ربيع العرب لا أنوار فـــــيه :جاءت أحداث الربيع العربي لتكشف تلك الاختلالات العميقة والمستبطنة في اللاشعور الجمعي للذات العربية، و كشفت عن تلك الصراعات الطائفية العميقة لدى الشعوب العربية وأثبتت أن حلم الدولة المدنية المنشودة ليس في الغد المنظور لما انزاح الستار عن العنف والتطرف المستبطن في الذات العربية حتى عند النخب المثقفة سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو إسلامية التوجه، وبينت بوضوح ذلك الأخدود الطائفي والمذهبي السحيق الذي يهدد الدولة الوطنية في جميع أقطار الوطن العربي، وبرغم الحركة الفكرية التي عاشها الوطن العربي بداية من عصر النهضة العربية مرورا بحركة التحرر الوطني والدولة الوطنية ما بعد الكولونيالية وصولا إلى تجربة الدولة القومية العربية الناصرية والبعثية ،وظهور العديد من المفكرين والكتاب والأدباء وانتشار التعليم والجامعات ورغم الانفتاح الهائل على وسائل الاتصال في عصر القرية الكونية والوسائط الالكترونية بقيت أفكار التعصب والتطرف هي الرائجة وسقطت شمعة الجاحظ في دهاليز التعصب المذهبي على رأي الكاتب الجزائري الطاهر وطار (الشمعة والدهاليز)،على هذا الأساس كان الصوت الصاخب في الربيع العربي معالم في الطريق حيث يسود الخطاب الدوغمائى حسب تعبير محمد أركون ويرتفع صوت الجهل المقدس المنافي لمفهوم الدولة ومفهوم الحرية وقيم المواطنة وتغيب خارطة طريق الديمقراطية في مواجهة الموروث الاستبدادي الطويل المدعم والمؤجج بالجهل المؤسس ونتحول من دراسة ونقد التراث إلى ضرورة إعادته ، ومن نقد العقل العربي إلى تقديسه و لا يزال الفكر العربي يواجه حالة من التخلف الرهيب في إعادة إذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية في غياب روح المواطنة ودولة القانون والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتقسيم العادل للثروة وإعادة إحياء قيم القبيلة والعشيرة في محاولة يائسة لمواجهة قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة .



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-01-2015, 02:39 PM
مقال فلسفي : هل نحن بحاجة إلى عصر أنوار جديد في العالم العربي؟