المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : نيلسون مانديلا أيقونة البشريّة



نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 10:50 PM
مقال فلسفي : نيلسون مانديلا أيقونة البشريّة
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


مثّل الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا واحداً من أيقونات عصرنا، ومثالاً للحكمة والتبصّر وبعد النظر في زمان يحكم البشرَ فيه النزقُ وعدمُ الحكمة وقلّة التبصّر، وكذلك العنفُ والتطرّف واستبعاد الآخرين. وقد كان مانديلا يستلهم الحكمة البشرية عابرة العصور التي ترى أن في إمكان البشر أن يعيشوا معاً لتستمر الحياة وتتقدّم الإنسانيّة. وهو آمن بذلك رغم عسف نظام الفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا وتعرّضه هو شخصيّاً للاضطهاد والسجن عقوداً من الزمن على يد هذا النظام الذي استبعد مواطنيه السود وأقصاهم وأبقاهم في معازل عرقيّة، وحرمهم لا من الحرية فقط، بل من حقوق العيش الأساسيّة البسيطة.
لكن عندما سقط نظام الفصل العنصري في بداية تسعينيات القرن الماضي، وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، لم يسع إلى الانتقام واستبعاد البيض، الذين ساموا الأفارقة السود سوء العذاب، من العمليّة السياسيّة لأنه كان يدرك، بحكمته وبصيرته، أن السبيل الوحيد إلى نجاح تجربة جنوب إفريقيا الجديدة يتمثّل في التعايش وعدم الإقصاء والرغبة الحقيقية في إرساء مواطنةٍ لا تفرّق بين عرقٍ وعرق، أو لونٍ ولون، أو ديانة وديانة، محققةً بذلك المساواة بين كلّ مواطني جنوب إفريقيا. وبغضّ النظر عن حقائق الواقع، ومسارات التجربة الجنوب إفريقية وتحوّلاتها، في الفترة التي حكم فيها مانديلا أو بعده، فقد كان حلم الزعيم الإفريقيّ العظيم هو ضرب مثالٍ عميق على إمكانيّة التعايش بين البشر، رغم مرارات الفصل العنصريّ وتجربة المعازل العرقيّة الرهيبة التي عانى منها السود في ظلّ نظام الأبارتهايد الأبيض الذي استطاع المؤتمر الوطني الإفريقي، بزعامة نيلسون مانديلا، هزيمته من خلال اللجوء إلى حملة عالمية واسعة استندت، في عناصرها المحوريّة، إلى أساسات أخلاقيّة حقوقية ثقافية.
ما يسترعي الانتباه أيضاً أن الانتصار على نظام الفصل العنصريّ، وحكم الأكثريّة السوداء لجنوب إفريقيا خلال العقدين الماضيين، لم يدفع مانديلا إلى إغفال المشكلات المعقّدة التي تعاني منها جنوب إفريقيا. لقد قادته حكمته الإنسانيّة العميقة، التي تدعو بالفعل إلى الإعجاب والتقدير، إلى الاعتراف بالأخطاء والمشكلات والعقبات التي يواجهها مواطنوه فيما بعد السقوط المدوّي لنظام الأبارتهايد الإقصائيّ الشرس العنيف. ثمّة مشكلات تواجهها جنوب إفريقيا، وعلى مواطنيها، بيضاً وسوداً، إيجاد حلول عمليّة وأخلاقيّة لها.
في مقالة كتبها المفكر الفلسطيني ـ الأمريكي الراحل إدوارد سعيد، بعد زيارة قام بها إلى جنوب إفريقيا عام 2001، يعرض إدوارد باقتضاب إلى خطاب ألقاه مانديلا في المشاركين خلال مؤتمر حول التعليم، حيث يلحظ المناقبيّة الأخلاقيّة الرفيعة التي يتمتع بها زعيم سياسي مثل مانديلا، وكذلك الصراحة والصدق والرغبة العميقة في إرساء قيم التعايش والتسامح في بلد مزقته الكراهية والعنف وسياسات الإقصاء العنيفة المدمرة.
يقول إدوارد إنه قد لفتته «عبارتان قالهما مانديلا عن الماضي في حديثٍ رائقٍ عن التعليم، حديثٍ لفت الانتباه، دون مجاملة، إلى الوضع البائس لأغلبيّة سكان البلد الذين «يوهن عزائمهم الفقر الماديّ والحرمان الاجتماعي». ولهذا السبب، رغب مانديلا في تذكير الجمهور بأن «كفاحنا لم ينته بعد»، رغم أن ـ وهذه هي العبارة الأولى التي أثارت اهتمامي ـ الحملة ضد نظام الفصل العنصري «كانت واحدةً من أعظم فصول الصراع الأخلاقيّة التي أسرت الخيال الإنساني». أمّا العبارة الثانية فقد تضمّنها وصفه للحملة المناهضة للفصل العنصري، لا لكونها ببساطة مجرّد حركة لإنهاء التمييز العرقي، بل بوصفها طريقاً «لنا جميعاً لكي نؤكّد وحدتنا الإنسانيّة المشتركة». ما عنته عبارة «لنا جميعاً» هو أن جميع الأعراق في جنوب إفريقيا، بمن فيها الأشخاص البيض الذين يؤيدون الفصل العنصري، كانت مدعوّة للمشاركة في صراع هدفه الأخير هو التعايش، والتسامح وقبول الآخر، و»تحقيق القيم الإنسانيّة».
وقد تمسّك مانديلا بهذه القيم الأخلاقية الإنسانية الرفيعة التي نادى بها، وناضل من أجلها، وجعلته بالفعل أيقونة للبشر جميعاً لا لمواطنيه في جنوب إفريقيا فقط. ولهذا استحق أن يكون مثالاً يحتذى.




http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-01-2015, 02:40 PM
مقال فلسفي : نيلسون مانديلا أيقونة البشريّة