نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 10:46 PM
مقال فلسفي : جماليات ما وراء القص
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة
منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)
في مقاله " لاس مينيناس " يكتب " فوكو " عن لوحة "دييجو رودريجز فيلازكيز" التي تحمل العنوان نفسه :" أي مكان أفضل من لوحة لتبدأ نقاشاً عن الجمال؟" . إذا سأبدأ من هنا مع تركيز على ما وراء اللوحة كمقلاع نحو الأدب : يصف "فوكو" الصورة:
"الفنان ينظر الآن, وجهه يميل قليلا ورأسه ينحني نحو كتفيه. يبدأ الآن من نقطة , على الرغم من أنها غير مرئية , إلا أننا نستطيع نحن المشاهدين أن نحدد جسما , لأننا نحن , أنفسنا , الذين عند هذه النقطة , أجسادنا, وجوهنا , عيوننا . المشهد الذي يدركه الآن غير مرئي على نحو مضاعف: أولا , لأنه غير معروض ضمن فضاء اللوحة وثانيا , لأنه مموضع بدقة في تلك النقطة العمياء في ذلك المكان المتخفي جوهريا , في الحقيقة فان تحديقاتنا تضيع فيه منا لحظة نظرنا إليه. أثناء تحديقنا في الصورة نصبح نحن موضوع اللوحة على الرغم من أنها قد رسمت وانتهى الأمر" .
بهذه الطريقة تكون " لاس مينيناس" دراسة خارج الزمان والأجسام الجامدة, التي تتغير مع كل متفرج , وفي نفس الوقت فإنها تشغل حيزا من الزمان والمكان , يُعرض من خلال الرموز التاريخية في اللوحة أو من الممكن أن يكون موضوع اللوحة مريئا بذاته : ما بين الجسم- اللوحة والمتفرج و بنفس الطريقة الجسم – اللوحة والفنان . ان لاس مينيناس هي دراسة الما- بين .و كذلك ما وراء القص . فإذا كان ما وراء اللوحة هو لوحة عن اللوحة و جلاء اللوحة. وبكلمات أخرى , بناء اللوحة وكيفية تركيبها, فان ما وراء القص هو كتابة عن الكتابة وبالمثل قراءة عن القراءة . في ما وراء القص نكون , نحن القراء , موضوع النص ومادته على الرغم من انه قد كُتب . وبالأحرى مادة النص تقرأ نفسها : "الما-بين" الشيء –النص والقارئ . وبنفس الطريقة , الموضوع يكتب الآن : "الما-بين" الذات- النص والمؤلف . ان ما وراء القص هو دراسة "الما-بين" : "
""لكن , في الوقت نفسه , فان ما وراء اللوحة هو دراسة الثنائية" , يقول فوكو عن لاس مينيناس " لا يوجد تحديقة ثابتة , وعلى الأصح, في الثلمة المحايدة من النظرة المتفرسة الثاقبة عند الزاوية اليمنى عبر قماش اللوحة , يتبادل الموضوع والشيء, المتفرج والموديل أدوارهم إلى ما لا نهاية" . يتابع قائلاً :
" نحن نرى أنفسنا مرئيين من قبل الرسام . يجعلنا نصب عينيه بذات الضوء الذي يمكننا من رؤيته. وفي اللحظة التي نوشك فيها على إدراك أنفسنا, مُشكلين بين يديه كما عبر مرآة, نجد أننا لا نستطيع أن ندرك شيئا من تلك المرآة إلا خلفيتها المظلمة. الجانب الأخر من النفس"
لا نستطيع أن نرى أنفسنا ونحن نُرى الآن _ على الرغم من أن هذا هو الموضوع المشبع بالتوتر في لاس مينيناس , ولهذا فان اللوحة حركة مستمرة للتبادلية " . انقلاب مستمر بين النظر وفعل النظر من اجل التقاط الرؤية ولكن الرؤية بطبيعتها وبوصفها "الما-بيني" لا يمكن أن تُلتقط, أنها سلسلة أشياء مترابطة , يدور حولها الموضوع والشيء, ولذلك فان الجلاء أو الوضوح هو: الانفصام في لحظة التوحد. نستذكر هنا كلمات موريس ميرلو مونتي في "العين والعقل" :
" لا استطيع أن احدد أين انظر قي اللوحة لأنني لا انظر إليها كما ينظر شخص إلى شيء . مثبتا إياه في مكان . نظراتي المتفرسة تتجول فيها بوصفها هالة الكينونة و بدلا من رؤيتها, تراني انظر معها أو من خلالها ".
الرؤية لا تصنع الموضوع بعيدا عن الرائي وعن باعث الفن. هذا الانقلاب في الرؤية يدحض هذه الديناميكية في السلطة والموضعة والتشيئ عن طريق تقويض الأفكار الأساسية للموضوع والشيء. وبهذا فان ما وراء اللوحة يدعونا للمشاركة في إنتاجها , من حيث كونها فنا وعملية ، بدلا من ترسيخ حالتها بوصفها شيئاً .
هكذا الأمر في ما وراء القص. لا نستطيع أن نقرأ أنفسنا بينما نحن نقرأ , حولها القارئن أن ما وراء القص يحاول أن يفضح هذا الفعل إلا انه أيضا حركة مستمرة تبادلية بين القراءة وكينونة القراءة , لأجل التقاط القراءة نفسها .هذه بالضبط هي السلسلة المترابطة التي يدور حولها القارئ والنص , وتبعا لذلك , فان القراءة هي انفصام في لحظة كونها اتحاد . لا يمكننا تحديد الشيء والموضوع بعيدا عن بعضهما. لذلك فان القارئ والنص في ذات الانقلاب المتواصل بين الاثنين .و لذلك نستمر ونواصل . هذا هو جمال ما وراء القص . انه يبعد الألفة عن فعل القراءة ( والكتابة) المألوف من خلال فضح فعل القراءة بوصفة ال( ما-بين) الذي ينتج الثنائيات , فهو يفصل القارئ عن النص ويوحده معه في الوقت نفسه . وبدوري أقول أن هذه الحركة ليست خاصة للقراءة عن القراءة والكتابة عن الكتابة , ذلك أن ما وراء القص يعمل بصراحة , وبذات القدر الذي تعمل فيه بقية النصوص ضمنيا ليس أكثر, لذلك فان ما وراء القص أصبح سمة وليس نوعا .
http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة
منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)
في مقاله " لاس مينيناس " يكتب " فوكو " عن لوحة "دييجو رودريجز فيلازكيز" التي تحمل العنوان نفسه :" أي مكان أفضل من لوحة لتبدأ نقاشاً عن الجمال؟" . إذا سأبدأ من هنا مع تركيز على ما وراء اللوحة كمقلاع نحو الأدب : يصف "فوكو" الصورة:
"الفنان ينظر الآن, وجهه يميل قليلا ورأسه ينحني نحو كتفيه. يبدأ الآن من نقطة , على الرغم من أنها غير مرئية , إلا أننا نستطيع نحن المشاهدين أن نحدد جسما , لأننا نحن , أنفسنا , الذين عند هذه النقطة , أجسادنا, وجوهنا , عيوننا . المشهد الذي يدركه الآن غير مرئي على نحو مضاعف: أولا , لأنه غير معروض ضمن فضاء اللوحة وثانيا , لأنه مموضع بدقة في تلك النقطة العمياء في ذلك المكان المتخفي جوهريا , في الحقيقة فان تحديقاتنا تضيع فيه منا لحظة نظرنا إليه. أثناء تحديقنا في الصورة نصبح نحن موضوع اللوحة على الرغم من أنها قد رسمت وانتهى الأمر" .
بهذه الطريقة تكون " لاس مينيناس" دراسة خارج الزمان والأجسام الجامدة, التي تتغير مع كل متفرج , وفي نفس الوقت فإنها تشغل حيزا من الزمان والمكان , يُعرض من خلال الرموز التاريخية في اللوحة أو من الممكن أن يكون موضوع اللوحة مريئا بذاته : ما بين الجسم- اللوحة والمتفرج و بنفس الطريقة الجسم – اللوحة والفنان . ان لاس مينيناس هي دراسة الما- بين .و كذلك ما وراء القص . فإذا كان ما وراء اللوحة هو لوحة عن اللوحة و جلاء اللوحة. وبكلمات أخرى , بناء اللوحة وكيفية تركيبها, فان ما وراء القص هو كتابة عن الكتابة وبالمثل قراءة عن القراءة . في ما وراء القص نكون , نحن القراء , موضوع النص ومادته على الرغم من انه قد كُتب . وبالأحرى مادة النص تقرأ نفسها : "الما-بين" الشيء –النص والقارئ . وبنفس الطريقة , الموضوع يكتب الآن : "الما-بين" الذات- النص والمؤلف . ان ما وراء القص هو دراسة "الما-بين" : "
""لكن , في الوقت نفسه , فان ما وراء اللوحة هو دراسة الثنائية" , يقول فوكو عن لاس مينيناس " لا يوجد تحديقة ثابتة , وعلى الأصح, في الثلمة المحايدة من النظرة المتفرسة الثاقبة عند الزاوية اليمنى عبر قماش اللوحة , يتبادل الموضوع والشيء, المتفرج والموديل أدوارهم إلى ما لا نهاية" . يتابع قائلاً :
" نحن نرى أنفسنا مرئيين من قبل الرسام . يجعلنا نصب عينيه بذات الضوء الذي يمكننا من رؤيته. وفي اللحظة التي نوشك فيها على إدراك أنفسنا, مُشكلين بين يديه كما عبر مرآة, نجد أننا لا نستطيع أن ندرك شيئا من تلك المرآة إلا خلفيتها المظلمة. الجانب الأخر من النفس"
لا نستطيع أن نرى أنفسنا ونحن نُرى الآن _ على الرغم من أن هذا هو الموضوع المشبع بالتوتر في لاس مينيناس , ولهذا فان اللوحة حركة مستمرة للتبادلية " . انقلاب مستمر بين النظر وفعل النظر من اجل التقاط الرؤية ولكن الرؤية بطبيعتها وبوصفها "الما-بيني" لا يمكن أن تُلتقط, أنها سلسلة أشياء مترابطة , يدور حولها الموضوع والشيء, ولذلك فان الجلاء أو الوضوح هو: الانفصام في لحظة التوحد. نستذكر هنا كلمات موريس ميرلو مونتي في "العين والعقل" :
" لا استطيع أن احدد أين انظر قي اللوحة لأنني لا انظر إليها كما ينظر شخص إلى شيء . مثبتا إياه في مكان . نظراتي المتفرسة تتجول فيها بوصفها هالة الكينونة و بدلا من رؤيتها, تراني انظر معها أو من خلالها ".
الرؤية لا تصنع الموضوع بعيدا عن الرائي وعن باعث الفن. هذا الانقلاب في الرؤية يدحض هذه الديناميكية في السلطة والموضعة والتشيئ عن طريق تقويض الأفكار الأساسية للموضوع والشيء. وبهذا فان ما وراء اللوحة يدعونا للمشاركة في إنتاجها , من حيث كونها فنا وعملية ، بدلا من ترسيخ حالتها بوصفها شيئاً .
هكذا الأمر في ما وراء القص. لا نستطيع أن نقرأ أنفسنا بينما نحن نقرأ , حولها القارئن أن ما وراء القص يحاول أن يفضح هذا الفعل إلا انه أيضا حركة مستمرة تبادلية بين القراءة وكينونة القراءة , لأجل التقاط القراءة نفسها .هذه بالضبط هي السلسلة المترابطة التي يدور حولها القارئ والنص , وتبعا لذلك , فان القراءة هي انفصام في لحظة كونها اتحاد . لا يمكننا تحديد الشيء والموضوع بعيدا عن بعضهما. لذلك فان القارئ والنص في ذات الانقلاب المتواصل بين الاثنين .و لذلك نستمر ونواصل . هذا هو جمال ما وراء القص . انه يبعد الألفة عن فعل القراءة ( والكتابة) المألوف من خلال فضح فعل القراءة بوصفة ال( ما-بين) الذي ينتج الثنائيات , فهو يفصل القارئ عن النص ويوحده معه في الوقت نفسه . وبدوري أقول أن هذه الحركة ليست خاصة للقراءة عن القراءة والكتابة عن الكتابة , ذلك أن ما وراء القص يعمل بصراحة , وبذات القدر الذي تعمل فيه بقية النصوص ضمنيا ليس أكثر, لذلك فان ما وراء القص أصبح سمة وليس نوعا .
http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)