المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : مع هابرماس.. هل الأصوليَّة ظاهرة حديثة؟



نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 10:02 PM
مقال فلسفي : مع هابرماس.. هل الأصوليَّة ظاهرة حديثة؟
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


من الواضح أنَّ الظاهرة الأصولية بنسختها الإسلامية تعيش حالاً من التذبذب، بين النمو والانهيار؛ وآية ذلك أن الانطلاق الذي شهدتْه خلال السنتين الماضيتين سرعان ما تحول إلى رضّة كسرت ظهر الإسلام السياسي وأوجعتْه جماهيريًّا، فما عادت الشعارات الكبرى تحركه، وبعد أن جرّب الناس مرّ حكمهم بات الحديث عن “الأصولية” مهمًّا، وبالذات في السياق الفلسفي، ذلك أن الإرهاب والتطرف والعنف والأصولية كلها ضمن مروحة الفلسفة؛ إذ تشرّحها وتضعها على طاولة النقاش والفحص والمساءلة. من هنا يمكننا العودة إلى حوارات “هابرماس” المهمة، والتي أجريت معه هو و”جاك دريدا” على يد “جيوفانا بورادوري”، وهي حوارات غنية جمعت في كتاب: “الفلسفة في زمن الإرهاب- حوارات مع يورغن هابرماس”، وقد أحسنت المحاورة بأسئلتها.
ولأن هابرماس ينطلق من نظريةٍ نقدية شاملة تتناول المفهوم ضمن محيطه، فإنه تناول الأصولية ضمن أدوات السوق، وأطر العولمة، ومحفزات التوسع الأميركي، وهو إذ يحلل المفهوم إنما يسحب الهيمنة الأميركية، أو موضوع “إذلال الوعي الأميركي للعرب”، وهذا تحليل يقع ضمن أدوات الفيلسوف هابرماس، والذي لا يقبل أن تكون الأصولية ضمن الإطار الفكري (الديني)، بل ربطها بفشل الدول الوطنية العربية، وبالإحباط العام بالمجتمع، ولهذا يرى هابرماس أن الأصولية “ظاهرة حديثة”، بل ويشير إلى أنماطٍ من الإرهاب قام به علمانيون في أوروبا. لكن هذا التوسيع لدائرة تحليل مفهوم الأصولية الإسلامية يفرّغ الظاهرة من خطورتها على حساب الضخ القسري لجعل أسباب الإرهاب خارجه لا داخله، ولجعل الأصولية منفعلةً لا فاعلة، وهذا هو الخطر في المبالغة بالتحليل الواقعي التاريخي لموضوع الأصولية، وجعله ضمن مروحة السوق، ومكائن العولمة، وصرعات الهيمنة.
تسأل بورادوري هابرماس: دافعت في حديثك في كنيسة (بولسكريتشه) في فرانكفورت تشرين الأول/أكتوبر 2001 عن أن “الأصولية ظاهرة حديثة تحديدًا”. كيف تفسر ذلك؟
يجيب هابرماس: هذا يتوقف طبعًا على كيفية استخدام المرء لهذا الاصطلاح، والأصولي له واقع انتقاصي من الأصولية، نحن نستخدم هذا الحكم “الأصولية” لوصف ذهنية خاصة ذات موقف متصلب، تصرّ على فرض قناعاتها وأسبابها، ولو كانت بعيدةً عن أن تكون مقبولة عقليًّا.
ثم يضيف في إجابةٍ أخرى: “إن النزعة الأصولية الإسلامية اليوم تمثل غطاءً للدوافع السياسية أيضًا، وليس علينا حقًا أن نتغاضى عن مثل تلك الدوافع التي نواجهها بصيغة التعصب الديني، يفسر هذا حقيقة أن بعض الإرهابيين الذين شرعوا في “حرب مقدسة” كانوا قوميين علمانيين، قبل بضعة أعوام خلت، إذا ما نظر إلى سيرة هؤلاء الإرهابيين، فإنه ربما يجد أن خيبة الأمل من الأنظمة الوطنية الحاكمة ساهمت في جعل الدين يقدم اليوم -من الناحية الذاتية- لغة جديدة أكثر إقناعًا من التوجهات السياسية القديمة”.
ثم يتحدث عن أن الإرهاب العالمي أصبح متطرفًا لسببين هما: غياب أهدافه الواقعية، واستغلاله الوقح لهشاشة الأنظمة المعقدة

هذه الرؤية شاملة لموضوع الأصولية كمفهوم، لكنها لم تتجه لرصد موضوعات الأصولية وعصبها الثاوي في عروق المؤسسات وتفاصيل التعليم، ومواضع التوجيه، لتتحول الأصولية إلى نظام داخل النظم التعليمية والفكرية والتنموية، لم تكن الأصولية مجرد خلايا إرهابية، بل بات يشكل مناخًا عامًا يسمم الأجواء، ويحفز على تناسل الفيروسات الإرهابية الخطيرة. من المفهوم أن يناقش فيلسوف بحجم “هابرماس” الأصولية ضمن صيغة منفعلة أكثر من كونها فاعلةً، ذلك أن سليل مدرسة فرانكفورت، وآخر عناقيدها العظيمة، والتي كانت ولا تزال ضمن صراعٍ مع النظرية الرأسمالية، وهذا الصراع يجعل من التحليل الاجتماعي دائمًا ما يرجّع إلى المعنى الرأسمالي، أو الهيمنة الغربية، أو نشاط السوق وفشل الدول العربية التي على وفاقٍ مع الولايات المتحدة.
بقدر ما أن الإرهاب “ظاهرة حديثة” بقدر ما هو ذو جذر عريق يعود إلى قرونٍ من موروثات التأثير والتأزيم. وعليه فإن الأصولية ظاهرة قديمة فكريًّا وعقائديًّا، غير أنها استفادت من الصرَعات الحديثة في مجال الميديا والسلاح والتكتيكات المافيوية، لكنها ليست حديثةً بمعنى أنها ضمن نطاق الأطوار السياسية الطبيعية، أو ضمن أجنّة الإمبراطورية الرأسمالية.
بالتأكيد أن حوار “هابرماس” مضى عليه أكثر من عقدٍ من الزمن، والأصولية تحوّلت وجددت أنماط الشر داخلها، غير أن هذا لا يعني أن الأصولية تحمل المشروعية السياسية، أو العذر التحليلي، بل هي ظاهرة إجرامية كارثية أساسها الدوغمائية الفكرية، والانغلاق العقلي، والنزعة العنفية.
لا غرابة أن يكون “هابرماس” ضمن “تحليلية نقدية للأصولية ضمن النقد للرأسمالية” ذلك أنه أراد الوقوف ضد رؤية جورج بوش، وهو انتقد الفيلسوف “ريتشارد رورتي” الذي صرّح إبان أحداث 11 سبتمبر، وذلك في 30 نوفمبر 2001 نشر في (فرانكفورتر روندشاو”:”لو كنتُ رئيس الولايات المتحدة الأميركية لكنتُ سأعتبر أن من الضروري قصف أفغانستان” كلام رورتي هذا لم يعجب هابرماس.
تظل بعض الظواهر مثل “الأصولية، الإرهاب، العنف” ضمن نقاط الدرس والتحليل والنقد، لكن لا يجب أن نضع أعباء الأصولية على السوق، أو العولمة، أو الإمبريالية الأميركية، ففي هذا تسهيل وإعذار للإجرام والمجرمين.



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:10 PM
مقال فلسفي : مع هابرماس.. هل الأصوليَّة ظاهرة حديثة؟