المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : الإنسانية بين الوحدة والاختلاف



نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 09:44 PM
مقال فلسفي : الإنسانية بين الوحدة والاختلاف
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


يستند كل قول بالتنوع الثقافي وضرورة أخذه بعين الاعتبار إلى تصور عن الإنسانية بأنها وجود مجتمعي وتاريخي وحضاري مختلف. الاختلاف حقيقة إنسانية لامجال للتفكير في الإنسان كما هو بدونها. لاننسى،مع ذلك، أن نعتبر الوجه الآخر لحقيقة الإنسانية وهو وحدتها وهي الأساس في الاختلاف الذي نتحدث عنه
تمثل الإنسانية نوعا واحدا من خلال تصنيف الكائنات الحية.والمظهر الأول لهذا النوع هو التكوين البيولوجي الذي يحدد البيولوجيون عناصره، والذي يرون من خلاله أن الإنسان هو أكثر أنواع الكائنات الحية تعقدا من حيث تركيبه الجسمي، وأرقاها لأن تركيبه يسمح له بحياة عقلية ونفسية ومجتمعية لانجد مثيلا لها لدى الكائنات الأخرى.
تتجاوز الوحدة الإنسانية المستوى البيولوجي والحاجات الإنسانية المرتبطة به لتكون وحدة على الصعيد النفسي والمجتمعي وهدا المستوى من الوحدة هو ما سمح بإمكان الحديث الفلسفي عن الإنسان، وبإمكان قيام علوم تدرس فعالياته الفردية والمجتمعية.
تعني وحدة الإنسانية بالنسبة للتوجه الذي أخذناه في التحليل أن الإنسان معادل للإنسان، وأن الفروق التي أتت لدى الإنسانية مرتبطة ببعض الشروط الطبيعية أو المجتمعية أو التاريخية والحضارية تأتي في سياق وحدة الإنسانية ويجب، إذن، ألا تكون أساسا لتصنيف نهائي وثابت للبشر أفرادا وجماعات وشعوبا.
بدأنا بالحديث عن الوحدة ، ولكن موضوع تفكيرنا أيضا هو الاختلاف، وكان ذلك من جانبنا اعتبارا لأولوية الوحدة على الاختلاف، ولإضفاء النسبية على الفروق واعتبارها في حدود ما تمثله في حقيقة الإنسان.وإذ نصل إلى الحديث عن الاختلاف، فإننا نبدأ الحديث عنه بالقول إنه موجود في الإنسان بكل تاريخه الطويل، وإن الأسباب التي أدت إليه متنوعة كما سبق الذكر.
يختلف الإنسان عن الإنسان بلون بشرته.ولم يغب هذا الاختلاف عن العلماء الذين حاولوا البحث في عوامل فهمه. فابن خلدون يؤكد أن لون بشرة الناس يختلف من إقليم إلى آخر وأنه يرتبط بذلك أيضا اختلاف في نفسيتهم وسلوكهم الفردي والمجتمعي.وهذا معناه إرجاع الاختلاف بين الناس إلى عامل طبيعي، وهوما يعني أنه اختلاف لا ينفي وحدة الإنسانية المختلفة ألوانها.غير أن هناك فرقا بين النظر بهذه الكيفية إلى مايختلف به إنسان إقليم عن إنسان إقليم آخر وبين ماتقول به النزعات العنصرية التي تأخذ ذلك الاختلاف مأخذ المطلق وتجعل من الاختلاف في اللون فرقا حاسما في القيمة بين البشر.وقد ظهرت هذه النزعات التي لهادائما رغم انحسارها النسبي رواسب في الوقت الحاضر منطلقة بصفة خاصة من ذوي البشرة البيضاء إزاء ذوي البشرة السوداء.ولذلك نرى أن استمرار الإيديولوجيات العنصرية بشكل واضح أو خفي في التأثير في البشرمن شأنه أن يكون مصدر صراعات مستمرة في أي شروط يوجد بها وسيكون دائما مظهرا يبرز عجز الإنسانية عن مطابقة ذاتها كإنسانية واحدة تعرف الاختلاف بين أفراد نوعها.والطريق إلى تجاوز هذه الحالة هو مكافحة النزعات العنصرية مهما كانت الصيغ التي اتخذتها.الإيديولوجيات العنصرية المتعددة التعبيرات في عالم اليوم هي عائق الإنسانية الواحدة المختلفة أن تطابق ذاتها بالعيش واحدة وهي تقبل الاختلافات الموجودة داخل وحدتها. إن ماتقود نحوه هذه النزعات العنصرية هو انفصام الإنسانية عندما نجعل التنافي هو القانون الذي يحكم علاقة اختلافها بوحدتها.
كان للإنسانية في جهات العالم تاريخ طويل تشكلت فيه بفضل عوامل اختلفت من جهة إلى أخرى.وكان للتاريخ المختلف بصماته على تشكل إنسانية متنوعة. فقد نشأت في جهات العالم حضارات مختلفة نال شرق الكرة الأرضية وشمالها وجنوبها حظهم منها. وكانت هذه الحضارات ذات أثر في تكوين الإنسان حيث وجدت بمعطياتها الخاصة. وهكذا، فإن الإنسان ككائن زمني له تاريخ تشكل بطريقة مختلفة عبر هذا التاريخ.
ظهرت ديانات مختلفة اختلف الناس حولها كما اختلفوا بها.فبين الذي يؤمن بهذا الدين وبذلك الدين الآخر تشكلت فروق في الاعتقاد والممارسة أدت إلى الشعور بالتباين بين الإنسان والإنسان. وأكثر من هذا، فقد ظهرت اختلافات بين الناس داخل الدين الواحد الذي يتعايش المؤمنون به في الوطن الواحد، وهي التي أدت في كثير من الأحيان إلى صراعات قد لاتقل عن غيرها تدميرا للذات الإنسانية في كل أطرافها.
نشأت عند الشعوب عبر الزمن عادات وتقاليد وأعراف مجتمعية أصبحت تشكل بقدر رسوخها في حياة الناس جزءا من هويتهم التي يتشبثون بها إلى حدود بعيدة والتي يدركون من خلالها تميزهم عم الغير ويبنون على أساسها علاقتهم به.لكن، لاشك أن هذا الاختلاف يقود أيضا إلى الشعور بالغرابة عن الغير، وقد تكون مصدرا للشعور بالنفور إزاء الغير المختلف وظهور مشاعر العنصرية والتمييز بسببها.
هناك أيضا الاختلافات الثقافية التي تركزت حولها الدراسات الأنثربولوجية، وهي بدورها عميقة وتكون مصدرا للتباعد والرغبة في التمايز، كما أنها تكون في كثير من الأحيان مصدر نزاعات وصراعات وإرادة سيطرة وتوجيه، من ناحية،وإرادة تحرر ودفاع عن الهوية الثقافية من ناحية أخرى.
الإنسانية أمام هذه الأشكال المتباينة من الاختلاف في مواجهة موقف ذي طرفين: إماالنظر إلى الاختلاف في ضوء الحفاظ على الوحدة الإنسانية ليكون بذلك مظهر ثراء في الوجود الإنساني، ويقتضي هذا الأمر سياسات الاعتراف بالاختلاف داخل تلك الوحدة والعمل من أجل التسامح واستتباب السلام بين كل الشعوب والحضارات المختلفة، وإما العمل باسم إضفاء صيغة المطلق على كل اختلاف يفصل جزءا من الإنسانية عن بعضها الآخر، وطريق ذلك هو الصراعات التي لن تجد لها نهاية. الطريق الأول وحده يعبر عن نضج الإنسانية.
الإنسانية من حيث وحدتها هي ما سمح بوجود ميثاق لجقوق الإنسان، ولكن الإنشانية من حيث هي واقع مختلف على أصعدة كثيرة، هي ما يدفع إلى المطالبة باحترام حقوق الإنسان المختلف




http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:30 PM
مقال فلسفي : الإنسانية بين الوحدة والاختلاف