المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : سومر الثكلى ولعنة التأسيس



نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 09:39 PM
مقال فلسفي : سومر الثكلى ولعنة التأسيس
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


كتاب "الأيتام" لبنعيسى بوحمالة


) ألا يمكننا القول بأن الرهان الأساسي في هذا الموقف الشعري
هو أن توفق التجربة الشعريةإلى انتزاع تفتحها الصعب
من بين فكي كماشة لونية شرسة، انطواؤها يبقى المضارع
الرمزي لانطواء الواقع على كل ما هو جوهري، أصيل، وعميق في الحياة ؟ (
بنعيسى بوحمالة "أيتام سومر"ص21


قبل الأيتام حتما، كان كتاب "النزعة الزنجية في الشعر السوداني المعاصر، محمد الفيتوري نموذجا"، وبعد الايتام حتما كتاب "شجرة الأكاسيا" الذي اخرت اجل طباعته أحداث ليبيا. وهذا كتاب "مضايق شعرية" حيث الاتساع المهيب للغة النقدية التي لا تتوانى في التحرش بالشعر، الاستعارة والمجاز..ناهيك عن كتب أخرى، منها الموقع بصيغة المفرد ومنها الموقع بمعية أقلام نقدية متعددة اللغات والاهتمامات..ثم تلك المقالات الثقيلة، المنشورة بمختلف المنابرالورقية والالكترونية العربية من محيط الخريطة الثقافية إلى خليجها..
أما كتاب "الأيتام" اختصارا، خرقا لأمانة العنوان، أو " أيتام سومر في شعرية حسب الشيخ جعفر" فعبارة عن نفس نقدي طويل، عميق وشيق في ان. فمن خلال حمولته الموسيقية/الاستفزازية، يجرك العنوان إلى استعادة سومربذاكرتها التاريخية، الثقافية ، والحضارية، إلى ما لا يحصى من فتنة العد..
"الأيتام" أوالأسطول الشعري المدمر. لغة نقدية سامقة موقعة بذوق الناقد بنعيسى بوحمالة..أمام هذين الرابطين سنتتبع شذرات من لغة الناقد، غير مهملين المنهج الموظف، منذ أن سقطت عليه "نخلة الله"، مستمتعين قدر الطاقة المقالية، بتلك العدة المصطلحية/الشعرية الثقيلة، واللغة النقدية المتسامية/المتواضعة..
أول ما نبدأ به ما ختم به الناقد بوحمالة كتابه النقدي لما يقول :"لمرة إضافية، ولعلها الأمضى والأبلغ، يعبر التاريخ عن عناده المستميت للتجربة الشعرية ولصاحبها وهو يرتب لها مطابقة موجعة، بل غاشمة، لم نخسر شيئا في اقتناصها واستغلال رمزيتها، لكن فضلها أنها تترك الاثنين كليهما، أي التجربة وصاحبها، ممسكين بجمرة اليأس، الخلاق من سومر، بله أور، لب العالم، جنة عامرة تنغل بالحياة، والقداسة، والأنوثة، والحب، مثلجة للكتابة، ومسلية لروح الشاعر...ولكن ما يتبقى يؤسسه الشعراء ألم يقلها حالم اخر اسمه هولدرلين؟"1
ولما كان الاختيارمن بين متعدد شرا لابد منه، مع الاقرار، ويا للمفارقة بالمبعد، سنتساءل: ما الذي أسسه ايتام سومر في مدينة ثكلى بالأساطير والحقائق؟ ما الذي أسسه الشيخ حسب جعفر إذن؟
لهذا كان منطقيا أن يتحكم الإعجاب في النفس بموجب تأسيس أو بموجب ذكرى تسافر بالروح من قراءة إلى أخرى ومن بلاد إلى مهبات الوجود. يقول الشاعر أبو مدين شعيب الغوت الإشبيلي عن اهل المحبة:
داعي التشوق ناداهم وأقلقهم فكيف يهنوا ونار الشوق تشتعل
من أول الليل قد سارت عزائم هم وفي خيام المحبوب قد نزلوا
ولنا أن نفهم سياق هذا القول الشعري بما افتتح به الناقد عمله النقدي:
"نخلة الله..مجرد عنوان إحدى قصائده المبكرة، مثلما هو عنوان ديوانه الأول..كان كافيا لأن يستوقفني، ويرتد بي إلى مخزون قراءاتي الميثولوجية ورصيد مشاهداتي لعيون الكلاسيكيات الدينية والأسطورية والتاريخية الهوليودية..أن يمس شغاف روحي ويزج بخيالي..في بلاد الشام..أو في ميزوبوتاميا..في تلك الأمدية البهية اللاتوصف..في مساقط ضوءالكلام..الفصاحة..الشعر..القداسة..الكهنوت..في أفضية الاستشرافات العليا ومهبات الوجود القح..الصميم.."(مقدمة الكتاب).
وبربط فكرة التأسيس بمنهج الدراسة، يتبين ذلك التلاحم بين الشعر والوجود. فالناقد متدرعا بالبنيوية التكوينية، يستغور وبذكاء مرجعية جيل شعري تقدمي، مستفردا، استنادا إلى حتمية الاختيار، بقامة أكثر عمقا وحيوية، أضافت للشعر العربي جماليات ثقيلة لعل أبرزها كما يؤكد الناقد: التدوير الإيقاعي وتقنية الحكي الشعري والإيهام الحلمي...وكذا أسطرة الوقائع والتوضعات، والصدور عن رؤيا أورفية للعالم..الرؤيا الأدق تعبيرا عن جوهر الكتابة الشعرية والأبلغ ترميزا لمفارقيتها المحيرة والقاتلة.
لنا في قراءة الكتاب شرعية السؤال، قبل الحديث عن منهجيته المحكمة والمبوبة في فصول ومباحث ودوال صميمية. من هذا الاعتبار نتساءل عن النعث المحير، نعث الأيتام. يقول الناقد:
"ايتام سومر لربما هو النعت الأوفى تشخيصا لهوية جيل الستينات في الشعر العراقي المعاصر. ولعله يتم مركب في حالة شعرائه: يتمهم في سومر، مسقط رأسهم الحضاري العريق، ويتمهم في بدر شاكر السياب، أبيهم الرمزي ورأس الحربة في شعرية الريادة. هم الذين لم يتورعوا عن الفتك بمنجزه، وضمنيا بكامل تراث الريادة، وإزاحته، بالتالي، من طريقهم الشاقة نحو الحرية..صوب القصيدة"(المقدمة وهو النص نفسه المدون في ظهر الكتاب).
هكذا وبتوقيع متفق بشأنه يبدو هذا الجيل العراقي جيلا قد اجترح لنفسه طريقا خاصة، بقطع الصلة الشعرية بالسائد. وهو جيل يشبه في نظر الناقد، استنادا إلى مبدأ نشاطيته: جيل التعبيريين الألمان، جيل المستقبليين الروس، جيل البيت الأمريكي..لمقاسمته المال المأساوي الذريع، أو اللعنة المجتمعية والشعرية المتردية.
حسب الشيخ جعفر سفير جيل شعري مائزومتمرد في ان لما تميز به من طموح حداثي كبير وهذا سر اختيار الناقد لهذه القامة الشعرية الفارهة. وقد جاءت قراءة الدكتور بنعيسى لمنجز هذا الشاعر بالخلفية الأخلاقية المنهجية المعرفية التالية:
"كتاب يسعى،إن شئنا، إلى قراءة فاحصة، مسائلة، وفاعلة..علمية، بالأولى، غير أن هذا لا يمنعها من التحلي بأخلاقيات الإنصات، والمحبة..."
ولنا أن نسائل الناقد عن صفات المنهج، أو تعدد المناهج إن كان التعدد مباحا، الموظف، مرونته تعدده، فاعليته، وخلفية توظيفه ..من أجل الإحاطة بالخاصية الشعرية للمتن المدروس: "نخلة الله" أو نخلة الشعر المدوخة.
يقول بنعيسى بوحمالة:"لا يتعلق الشأن بتعدد منهجي بقدر ما هو أخلاقية تحليلية مرنة، انفتاحية، بموجبها ستغدو الدالية وعاء منهجيا مغتنيا بما يمكن أن تؤتيه دراسات، لا تقل أهمية، من نتائج تتعمق معها السيرورة الدالية للمتن وتتوسع، بما يكفل النظر، مثلا، في الفاعلية العتبانية، والوقوف وقفة متأنية على مظاهر الفاعلية التناصية، لأنهما دليل عافية نصية ومنفذ المتن إلى تحريرطاقات تعديه النصي، والاستئناس الوظيفي الحذر بأشياء من قبيل المؤلف، والواقع، مسخرين، بهذا، الصلاحية التي يعطيها التحليل الدالي لنشاطية القراءة في اتجاه الملاحقة التوصيفية لسيرورة دالية نراهالا تستأهل الانغلاق المنهجي وصرامته بقدر ما هي حقيقة بحس مقاربي لا يمانع، في ظل الوفاء لروح المنهج، في اجتراح جوهرية، النص هو من يقترحها على نشاطية القراءة. ص18
لا نحوج التذكير بأن الشعر بدأ بحدث موت مخترقا فوضى الأحياء وانتهى إلى عالم مليئ بالموتى .لا يهمنا في هذا السياق ان اول قائل للشعر ة ادم ما يهمنا انه ارتبط بفاجعة بعملية قتل..ولا ضير تبعا لذلك في كل ما ينطوي عليه الشعر من نوايا القتل والفتك..وهو افتراض لا جدال فيه كلما استحضرنا جيل الستينات في الشعر العراقي.
هكذا وبترتيب وتبويب له خلفيته المضمرة في ذهن الناقد، يبدأ الدكتور بنعيسى بوحمالة بالسياق العام لهذا الجيل، حيث لا امتعاض من الإلماع لمجمل تناقضاته: حيث الطموح دون القطيعة والتألق بمعية القتل...لهذا جاء الفصل الأول بلغته الجاذبة المتأنية باسطا روح جيل شعري كبير ومتألق، وتحت عنوان ضخم ودال في ان:" جيل الستينات في الشعر العراقي المعاصر: عن سيرة جيل متألق..أو عندما تكون عقدة قتل الأب الرمزي طاقة تفعيل لمبدأ الاستخلاف الشعري"
فصل يتناول فتكا وموتا رمزيا، محق اباء ومؤسسين فبالاحرى الملاصقين. الملاصقين الذين كانت تجاربهم استصداءات باهتة لتجارب السياب ونازك وبلند الحيدري وشاذل...حسب الشيخ جعفر كان اكثر شعراء جيله عكوفا على الكتابة والانصات. اما وقد خرج، كما يؤكد بوحمالة، من قيظ سومر الى الصقيع الروسي الخرافي، مشمولا بدوخة روحية، سيصب جماع امكاناته الشعرية في مجرى شعرنة صنف من الاياب الرمزي الى الرحم السومرية وبين حد الخروج وحد العودة انكتبت قصائد وانحفرت سراديب في جسد الانا الشعرية والذوات والعالم مثلما نهضت اسئلة رؤياوية اقتحامية تطول اهوال الاغتراب والحب والموت...من اجل الوقوف على هذا الفيض الشعري بدأ الناقد ببناء المتن الشكلي محاولا التحقق وبطرق مربكة من كفاءة المتن...واستنادا الى ما يميز الشعر عن اجناس الكتابة الاخرى من فتك باللغة، نجد ان الناقد قد رتب اختيارته بالوان دالية، فاتحا اسرار نخلة الله بالدال اللغوي والتركيبي والايقاعي، المكاني، في اتجاه الكليانية التخييلية من خلال المجاز والرمز..
ولان نص نخلة الله ونصوص مجاورة للشاعر نفسه لاتنغلق على ذاتها بموجب ميثاق الانتماء للاخر الشعري، سيعمق الناقد عبر قراءة منتشرة فهم المتلقي للمتن المدروس وذلك بتناول زيغان النص الشعري لتيمات الاغتراب والحب والموت..دون نسيان ذلك التلاحم او التماهي بين ما هو شعري وما هو اسطوري محض...



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:32 PM
مقال فلسفي : سومر الثكلى ولعنة التأسيس