المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : مقــــابســــات أركونـية



نتائج البكالوريا - bac
06-22-2014, 09:38 PM
مقال فلسفي : مقــــابســــات أركونـية
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


يعد المفكر الجزائري محمد أركون احد أهم القامات الفكرية والفلسفية في العالم العربي فهو ولا شك ابرز الرواد الجدد للفكر العربي المعاصر،وهو ما اصطلح على تسميته بجيل القطيعة المعرفية والذي تشكل وعيه الاجتماعي والسياسي على الفشل والقصور المعرفي الذي واكب ميلاد الدولة الوطنية ما بعد الكولونيالية ، حيث أدى النكوص الدائم عن التقدم وفشل عملية التحديث في الوطن العربي في مجال التقدم العلمي والفكر السياسي الديمقراطي وقيم المواطنة و حقوق الإنسان خصوصا بعد الهزيمة العربية سنة 1967 وما تراكم عنها من آثار نفسية واجتماعية على الذات العربية بصورة عامة ، كما تشكل وعيه العلمي الفكري و الفلسفي على ما أنتجته المدارس الفكرية النقدية الغربية في مجال العلوم الإنسانية بداية بالمدرسة الوجودية لسارتر إلى البنيوية وصولا إلى منهج التفكيك لجاك دريدا ، ومختلف المناهج العلمية الحديثة لدراسة التاريخ والتراث ،حيث ما انفك الفكر العربي يدرس أسباب التخلف النفسي والاجتماعي فكان نقد العقل العربي وبنيته الاجتماعية والفلسفية على طريقة القطيعة المعرفية التى أحدثها كانط في الفكر الغربي وكذلك ما قام به نيتشه وفوكو من خلخلة للعقل الأوروبي، فكانت البداية مع عبد الرحمان بدوي و تأثره بالمذهب الوجودي (الزمن الوجودي) وكذا كتابات عبد الله العروي في تحليله للهزيمة العربية في (الايدولوجيا العربية المعاصرة) إلى حسن حنفى وموقفه من التراث والحداثة (التراث والتجديد) و الجابري في دراسته للتراث(نحن والتراث) و(نقده للعقل العربي ) والطيب تيزيني في تحليل الخطاب العربي المعاصر (رؤية جديدة للفكر العربي ) إلى كتابات ادوارد سعيد ما بعد الكولونيالية ونقده للاستشراق مرورا بالثابت والمتحول عند ادونيس ،وهي كتابات كلها تؤسس لنقد العقل العربي بدراسة التراث والتاريخ العربي وفق المناهج العلمية الحديثة ، ولعل الحيرة الفكرية عند رواد النهضة العربية هى نفسها عند محمد أركون وهي الإجابة على سؤال شكيب ارسلان لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم فجاءت كتاباته على نفس النمط المنهجي والمعرفي من خلال نقد العقل العربي والإسلامي والدعوة إلى الإسلاميات التطبيقة في مقابل الإسلاميات الكلاسيكية(الاستشراق ) وذلك بتطبيق المناهج العلمية الحديثة على التراث الإسلامي بواقعية وتجرد علمي وتخليصه من المتخيل الأسطوري وجعله ينقب عن تلك الدرر الكامنة في التراث الإسلامي والتي حال السياج الدوغمائى دون وصول العقل الإسلامي إليها .
الأنوار الفكرية في القرن الرابع الهجري : ولد محمد أركون بمنطقة القبائل سنة 1928 في قرية توريرث ميمون وهي نفس القرية التي ولد فيها الكاتب الكبير مولود معمري انتقل بعدها إلى الغرب الجزائري وفي وهران نال شهادة البكالوريا ليسجل في كلية الآداب بجامعة الجزائر ثم انتقل بعدها إلى فرنسا من اجل إتمام دراسته العليا بجامعة السربون أين سجل رسالته للدكتوراه حول نزعة الانسنة في الفكر الإسلامي في القرن الرابع الهجري ومنه بدأت علاقته الروحية مع شقيقه وتوأمه الروحي أبو حيان التوحيدي صاحب المقابسات وصديقه مسكويه(تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق ) حيث ينقلنا أركون من خلال دراسته للانسة العربية إلى تلك الحلقات الفكرية والفلسفية في بغداد وهي تمثل حاضرة العالم المتمدن آنذاك أين تسود حرية التفكير والرأي والمناظرات الفلسفية وعلم الكلام وتعدد المذاهب وانتشار الترجمة للفكر اليوناني محاولا من خلال ذلك إبعاد تهمة الانغلاق عن الفكر الإسلامي التي حاول الاستشراق الغربي إلصاقها به إضافة الى ما تنشره وسائل الإعلام الغربية عن المسلم بصورة عامة بأنه الشخص الغير المتحضر والمتعصب والذي يعشق الاستبداد وينكر حرية الرأي والاختلاف موجها نقدا لاذعا إلى الكتابات الغربية عن الإسلام والتي تتم من غير المختصيين خصوصا الصحفيين الذين ينشرون انطباعات وأراء أولية في تحقيقات صحفية تتحول الى مراجع لفهم الإسلام و مع مرور الوقت الى معتقدات لدى الرأي العام الغربي حول الإسلام والمسلمين وبهذه الطريقة يكون تاريخ الإسلام ومعتقداته عرضة للتشويه والتسطيح ،كما هاجم الجماعات الإسلامية المتواجدة في أوروبا والتي تقدم إسلام الممنوعات وليس إسلام التسامح و الفكر الإنساني مبرزا من خلال كتاباته الاهتمام الذي كان للفكر الإسلامي بالإنسان وفق مقولة التوحيدي (أن الإنسان أشكل عليه الإنسان ) منتقدا في نفس الوقت العلمانية الأوربية والتي تستبطن المخيال الاجتماعي الميثولوجي عن الإسلام منذ قرون عديدة وهو ماحدث معه أثناء كتابته لمقال في جريدة لوموند الفرنسية سنة 1989 حول حق المسلمين في الدفاع عن معتقداتهم ودينهم ضد ما كتبه سلمان رشدي حيث واجه أركون هجوما عنيفا من النخبة الفرنسية ووصف بالأصولي الاسلاموي ويا للفضيحة كيف يكتب أستاذ في جامعة السربون بهذا الطريقة ويتجاوز حدوده ، موضحا أن الفكر العربي قد عرف عصر الأنوار في القرن الرابع الهجري في حين لم تعرفه أوروبا إلا في القرن الثامن عشر،عاتبا على المسلمين والعرب الذين لا يحسنون قراءة تاريخهم الفكري والفلسفي ولو فعلوا ذلك لاستطاعوا أن يعثروا على نقاط ارتكاز مضيئة تؤسس للحداثة العربية و النهضة المنشودة والتي أضاعوها من خلال النكوص الدائم عن الفكر الفلسفي الحر من خلال السياج الدغمائى الذي يحيط بالعقل العربي ويجعله غير قادر على مواكبة حركة التاريخ الحديث والفكر الإنساني معتبرا أن اللغة العربية قد فقدت كنوزها المعرفية ومصطلحاتها العلمية من خلال تخلف الفكر العربي الذي حولها إلى لغة خطاب دوغمائي بعد أن كانت لغة حية تستوعب جميع العلوم سواء كانت علوم طبيعية أو فلسفية .
العقل السياسي العربي هو المسؤول عن التعصب المذهبي : يعتبر أركون أن العقل السياسي العربي هو الذي ساهم في افتعال التعصب المذهبي والديني من خلال إذكاء الصراعات الطائفية وتوظيفها من قبل رجل السياسة الذي يستغل رأس المال الرمزي لدى العامة للوصول إلى السلطة والهيمنة على الحياة الثقافية والروحية في المجتمع وقمع الآراء المخالفة وتأسيس اديولوجية الحاكم بأمره وهو ماحدث أيام الخلافة العباسية لما استغل مذهب المعتزلة من قبل الخليفة المأمون عندما أصبح مذهبا رسميا للدولة العباسية لمدة من الزمن ثم جاء الخليفة القادر الذي أطاح بالفكر المعتزلى من خلال تحالفه مع المذهب الأشعري واركون من خلال هذا الطرح يتقاطع مع الجابري في دراسته ونقده للعقل السياسي العربي والذي كشف عن محددات مركزية تحكمه (العقيدة والقبيلة والغنيمة ) والتى هي صياغة جديدة لنظرية العصبية التي تكلم عنها ابن خلدون الذي يعتبره أركون آخر ما أنتج العقل العربي في مجال الفكر السياسي والاجتماعي ليدخل بعدها في حالة ركود تام من خلال هجر التفكير العقلي النقدي والفلسفي وشيوع الفكر الظاهري والاكتفاء بشروح الحواشي للفقه القديم وهي سمة لصيقة بإنسان مابعد الموحدين الذي تكلم عنه مالك بن نبي ويتساءل أركون (أين هو الفكر الإسلامي المعاصر ) الذي يواجه التحديات المطروحة على المستوى العالمي في المجالات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والفلسفية وفي مسالة الحرب والسلم العالميين وفي مجال حوار الحضارات (الإسلام أوروبا والغرب ) ولا يزال استغلال الصراعات الطائفة والمذهبية في الحياة السياسية ماثلا للعيان في الواقع العربي وحين غادرنا أركون منتصف سبتمبر 2010 كان العالم العربي يدخل مخاض عسير على المستوى السياسي والاجتماعي حيث يهدد الأخدود الطائفي الدولة الوطنية والبنية الاجتماعية دون أن يتمكن من الإجابة عن الكثير من الأسئلة المعرفية فيما يخص خروج الوطن العربي من الصراعات المذهبية .
مفاتيح لدراسة النص الأركوني : يكاد يجمع مختلف الدارسون لفكر محمد أركون أن النص الاركوني عصيا على الفهم نظرا للكم الهائل من المصطلحات العلمية والفلسفية التي تحتاج إلى المعاجم اللغوية و الفلسفية من اجل تحليلها وفك رموزها نظرا لإلمام الرجل بالمدارس الفكرية والفلسفية الاورببية وكذا إلمامه بتاريخ الفكر الإسلامي وكثيرا ما تعرض فكر أركون للهجوم من طرف الخصوم من خلال القراءة السطحية لأفكاره وكثيرا كذلك ما اشتكي أركون نفسه من خيانة الترجمة لأفكاره أثناء نقلها وترجمتها للقارئ العربي حيث يقول أن اللغة العربية فقدت الكثير من كنوزها الفلسفية وأضاع تخلف الفكر العربي الكثير من المفاتيح التي كانت بحوزتها إذ يقول في هذا الصدد هشام صالح مترجم أركون إلى العربية انه كان يجبره على الاطلاع على كل النظريات العلوم الإنسانية والفلسفية والابستيمولوجية ويقول انك مع أركون يمكنك أن تشاهد التراث الإسلامي بعيون جديدة وأكثر إضاءة من ذي قبل ، إن مشروع أركون الفكري والفلسفي ينطلق من أولوية العقل على النقل في حين مزال الفكر الإسلامي يقدس النقل على العقل إذ يقول في هذا الصدد أركون عن نفسه انه ينازع العقل بالعقل لإفادة العقل وكم نحن بحاجة إلى عملية موازنة رشيدة للفكر الإسلامي بين العقل والنقل للخروج من حالة التيه الفكري إلى الرشاد المنظور.



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:32 PM
مقال فلسفي : مقــــابســــات أركونـية