المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : من الترجمة إلى الترجمة لقاء رؤيتين للعالم



نتائج البكالوريا - bac
06-21-2014, 12:29 AM
مقال فلسفي : من الترجمة إلى الترجمة لقاء رؤيتين للعالم
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


أجرى الحوار: جونيفير بيسون ، أليسا لوران، ولايتيسيا رونودو.
ترجمة : الحسن علاج
ماهي الترجمة ؟ هل الترجمة إبداع ، أو أداة عبور من لغة إلى أخرى ، أو هما معا في ذات الوقت ؟ أسئلة عديدة بمقدار أجوبة متحركة حاولنا اكتشافها في لقاء مع ليزا شابويس1 Les Chapuis) ( مترجمة عن اللغة الإطالية بدار نشر(Larbre Vengeur) .
دار نشر L Arbre Vengeur) ( ، « الناشر الذي يخفي الغابة »
L Arbre Vengeur) ( ، هي دار نشر صغيرة أسست سنة 2002 بمبادرة الكتبي، دافيد فانسون David Vincent) ( ، والخطاط نيكولا إيتيان (Nicolas Etienne) .بتواجد أزيد من خمسين عنوانا في لائحة الكتب سنة 2010 ، لم تتوقف دار نشر Arbre Vengeur ) ( عن التطور ليس في غياب أن تتلفع بالسخرية . لذلك نقرأ في فهرس 2010 أن هذه الأخيرة [ دار النشر ] ستكون مفيدة من أجل « تثبيت مائدة بمطعم ، تأويـ[ ـنا] من رذاذ خفيف ، [ ...] إشعال نار في برد قارس » ، و« بالنسبة لمن هم أكثر جرأة ، فهي تقدم مساعدة مدهشة نحو الأصقاع العجيبة للأدب الإستثنائي ، هامشي أو منتقم . »
كانت الدار تهدف في البداية إلى اكتشاف أو إعادة اكتشاف مؤلفين مغمورين . فلا بد من ركوب المخاطرة حاليا . يقولون ذلك عن أنفسهم ؛ إنهم مجبرون « لجعل الكتاب الأحياء يتصارعون في العالم المعاصر ، اللجوء إلى اختيارات معاصرة ، ركوب المخاطرة » . على فهارس الكتبيين لمدة غير محددة ، إن كتبهم ، حتى وإن كانت في مكان مرتفع ، لها كل الحظوظ في العثور على قرائها .
ما ذا تعني دار نشر L Arbre Vengeur) ( ؟
هي بنية مصغرة مرتبطة مع سلاسل ثلاث في قائمتها : سلسلة « سيلفا سيلفاجيا » تسيرها المترجمة ليزا شابويس . فهي تغطي المجال الإيطالي .وتتضمن السلسلة كتاب قصة إيزوديماري . وهو محكي لصوت وحيد لإرنستو فرانكو2 أو الليدا بدون بجعة لغابرييل دانينيزيو3 . تغطي سلسلة « الغابة اللامرئية » ، التي يديرها روبير أميتيو4 ، المجال الإسباني . ويعتبر كتاب ميكروبات لديغو فيتشيو5 (Diego Vecchio) أو كتاب إخفاءات لألان بول مالار6 من عناوينها المتميزة . وأخيرا ، سلسلة « الإنبيق » التي تقترح اكتشافات مقدامة ، يديرها إريك دوسيرت . وتتضمن عنوانين اصليين هما الرنكات المقلية بالدم لجان دوباري7 أو دراما فظيعة لدى الهادئين لمارك ستيفان8 .
إنها بشكل خاص دار نشر حيث تعتبر الأصالة الكلمة الفيصل . « محرضة ، شاذة ، بلغة هزلية لاذعة ، تميز تلك الكلمات سياسة النشر خلافا للـ« مناسب » للـ« معوج » وللـ« كليشيه» الذي أقصته [الكلمات] . فهذه هي الغابة الخصيبة التي أعلنت ليزا شابويس انضمامها إليها بشكل طبيعي جدا .
ليزا شابويس « على المرء أن يكون مازوخيا من أجل إنجاز هذا العمل ! »
أستاذة وباحثة في الآداب ، تترجم ليزا شابويس الإيطالية قبل كل شيء رغبة في تشكيل المادة الأدبية . معها ، لايمكن رد أي فاصلة إلى الصدفة ، كما تشرح ذلك غالبا في ورشات الترجمة التي تسهر على تنشيطها في ثانوية غرافيس بمقاطعة غرادينيان . صرامة ، قدرة على الابتكار ، ووجد هي عباراتها الأساسية . فكيف انخرطت في ممارسة الترجمة ، وماذا بإمكانها قوله لنا بخصوص هذه المهنة التي ماتزال غير معروفة ؟ لقاء .
كيف أصبحت مترجمة ؟
ثمة مراحل متعددة في هذا المشوار الطويل . فلو رجعنا ، من أجل البدء ، إلى « ما قبل تاريخي » ، فإني أستطيع القول على سبيل المثال أني كنت دائمة الاهتمام باللغات : ففي الثانوية درست الإنجليزية ، الألمانية واللاتينية ، وكنت معتادة في وقت مبكر على مخالطة أشخاص يتكلمون لغات أخرى ، وهي الحالة ذاتها في الوقت الراهن . من بعد قمت بدراسات للآداب المعاصرة ، فأصبحت أستاذة للغة الفرنسية ؛ بعد ذلك ، درست اللغة الإيطالية واجتزت امتحان الأستاذية في الإيطالية . أنجزت تكويني قارئة في جامعة إيطالية ( بافيا ، وهي بالنظر إلى ذلك ، مدينة جامعية قديمة ومشهورة ، بالقرب من ميلان ، بضاحية لومبارديا ). هناك ، وبفضل نصائح نيرة لصديقة كانت تدرس الأدب بالجامعة ، انكببت على الأدب الإيطالي الأكثر معاصرة وهكذا قرأت كتابا صغيرا بعنوان امرأة بورتو بيم ، لمؤلف مغمور يسمى أونطونيو تابوكي9 .
لم يكن مترجما ، ثم إنه كتاب كنت أحبه كثيرا ، نوع الكتاب الذي وددت كتابته في تلك الأثناء . قلت في نفسي « هذا الكتاب مفيد جدا ، ينبغي على الناس أن يقرأوه في فرنسا ! » . كانت لدي امكانية ربط علاقة مع المؤلف والتحدث إليه عن اهتمامي بعمله ، ورغبتي في جعله معروفا لدى الجمهور الفرنسي مع العمل على ترجمته . لذلك قمت بتوقيع عقد مع دار نشر كريستيان بورغوا(Christian Bourgois) التي احتفظ لها بكل امتناني من أجل تلك الثقة التي منحتني إياها في بداياتي . أعتقد أن الحياة الأدبية الحقيقية والافتتاحية تتكون من اللقاءات والعلاقات مثل هذه الأخيرة ، من الثقة والوفاء ، والوجد المشترك . كما قمت ، والحالة هذه ، في تلك الأثناء ، بالتعرف على أونطونيو تابوكي الذي ذهبت في لقائه بمدينة جينوفا التي كان يدرس بها منذئذ. إن ذلك شكل بالنسبة لي لقاء مهما ، إني أكن له دائما كثيرا من المحبة والتقدير ، وكثيرا من الاحترام ليس من أجل عمله الأدبي فحسب ، وكذلك من أجل مواقفه الفنية والسياسية . ترجمت إذن امرأة بورتو بيم وهندية ليلية . وعلى الفور فازت رواية هندية ليلية بجائزة ميدسيس الأجنبية ( في 1987) ، وهو ما شكل اعترافا كبيرا بالمؤلف وبشخصي أنا كذلك ، مترجمة مبتدئة . وفي السنوات التي تلت ، قمت بترجمة العشرات من كتب أونطونيو تابوكي . لم أكن مترجمته الوحيدة ، فقد كان مترجمون آخرون غير أن ذلك شكل مناسبة مهمة في مشواري ، وتعلمت الكثير . وفيما بعد ، قمت ، بالطبع ، بترجمة مؤلفين آخرين ، واشتغلت لصالح دور نشر أخرى .
هل تمتلكين القدرة في اختيار المؤلفين الذين تترجمين أعمالهم ؟
نعم ، غالبا ، ثم لأنه إلى جانب ذلك كان لدي عمل أقوم به ، مثل العديد من المترجمين . مارست الترجمة دائما بالتوازي مع عملي كمدرسة ثم إنها فرصة مواتية بالنسبة لي ، لأني أستطيع أن أجيز لنفسي الاختيار والرفض أيضا . وفعلا فإنه ينبغي التوضيح بأن الترجمة الأدبية هي حرفة صعبة وأقل كسبا [ للعيش] : قلة هم الأشخاص الممارسون لهذا النشاط بصفة دائمة لكسب حياتهم بشكل جيد . إن كون المرء غير خاضع لضغط مالي يعتبر ميزة حسنة ، على أن ذلك من زاوية أخرى ينطوي على عمل جبار وتنظيم قوي للحياة لأن الترجمة الأدبية هي نشاط ذو نفس طويل .
ما هي دور النشر التي تشتغلين لصالحها وكيف كان التحاقك بـ(L Arbre Vengeur ) ، دار النشر البوردوية ؟
ترجمت لصالح كريستيان بورغوا10 ابتداء من 1987 ، وليس أونطونيو تابوكي فحسب بل [ لصالح] ألبيرتو سافينيو11 كذلك ، ثم ومنذ عهد قريب جدا روزا ماتيوتشي12 . ترجمت لصالح دور نشر أخرى : على سبيل المثال (Arpenteur) ، سلسلة لدار نشر غاليمار ؛ كذلك لصالح دار نشر من أصول كندية مثيرة للاهتمام ، أكثر إبداعية وفاعلية تسمى Les Allusifs) ( ، خاصة [ لصالح] مؤلف يدعى غيوسوي كلاسيورا13 الذي يكتب نصوصا غير مألوفة في نظري . تم اللقاء بدار نشر L Arbre Vengeur) ( ولاأدري كيف تم ذلك ، بدون شك من خلال معارف مشتركة ، إلا أن ذلك تم بسهولة ، إذا شئنا قول ذلك : إني أوافق تماما على وجود دور نشر أدبية حقيقية بالإقليم ، وأتمسك بمساندة هذا النوع من الرهان ، لأني أجد أن دور النشر الإقليمية تسقط دائما في نزعة إقليمية سهلة . ثم هناك تذمر بأن كل شيء يحدث في باريس ! أجد أنه من الجوهري وجود دور نشر أدبية عامة في كل الأقاليم . فقد وجدت أن مشروع دافيد فانسون ونيكولا إيتيان مثيرا للاهتمام وبالضبط من خلال مقاربتهما الأدبية الصارمة ، وهذا ما حملني على الانضمام إليه . فقد طلبا مني إن كان لدي ما أقترحه من نصوص وهذا ماحصل بالطبع ، وهكذا شرعنا في تعاون وأنا الآن أهتم بسلسلتهما التي أطلقنا عليها اسم « سيلفا سيلفاجيا » ، فتلك العبارة التي تعني « الغابة البرية » ترد في الأبيات الأولى من الكوميديا الإلهية لدانتي14 ، مبتكر اللغة الإيطالية 15، بالطبع إن لذلك علاقة بالشجرة ، سواء أكانت هذه الأخيرة منتقمة أم لا. فيما بعد ، قمت بتقديم روبيرت أموتيو ، مترجم اللغة الإسبانية ، إلى مؤسسي L Arbre Vengeur) ( ، وقام هو أيضا بتأسيس سلسلة ناطقة باللغة الإسبانية تدعى « الغابة اللامرئية » ، حتى نبقى في الأشجار ، إذا جاز قول ذلك . إني أساند كليا مسعى هذه الدار و[مسعى] مؤسسيها ، اللذين قاما في نظري بعمل متميز من خلال ضرورته .
ما هو الغلاف الزمني الذي تستغرقه منك الترجمة ؟
للإجابة ، ينبغي حقا القول « أني أباشر عملي في ساعة معينة ، وأتوقف عند ساعة معينة . » أو لاشيء من هذا على الإطلاق . أقضي الوقت بحثا عن كلمة ، تعبير ، عنوان ، أحيانا ينبغي ابتكار لفظة جديدة ، توظيف توريات . أقوم بمحاولات ، أقع على حلول عديدة ، أحتار ... فعلى سبيل المثال أستغرق الكثير من الوقت للعثور على عنوان مرور أسود لرواية غيوسوي كلاسيورا ، بالتفكير فيه دون التفكير فيه ، رسم إمكانيات غير مفهومة . لايمت العنوان المعثور عليه بصلة إلى العنوان الأصلي لكن بالأحرى مع مضمون الكتاب ، لم يكن الأمر يتعلق بالضبط بوضع كلمة مكان أخرى ، بل بإيجاد معادل يمتلك تعددا قويا في المعاني بالفرنسية . إن أبحاثا كمثل هذه الأخيرة ، لايتم احتساب الزمن الذي مضى ، إن ذلك يشغل البال ، ينبغي اللعب باللغة ، لاسيما لغة الوصول ، أعني الفرنسية ، على أن ذلك هو ما يرضيني تحديدا .
هل بالإمكان القول أن اللغة الإيطالية تتميز بموسيقيتها ؟
إن كون اللغة الإيطالية لغة موسيقية ، أقول أن ذلك يشكل كليشيها نوعا ما . إنها تمتلك موسيقيتها ، على أنها ليست مثل اللغات الأخرى . بالمقابل ، خلافا لما يمكن اعتقاده بالنظر إلى القرابة اللاتينية للغتين ، ثمة اختلافات بنيوية بين الإيطالية والفرنسية اللتين تفترضان مشاكل حقيقية للمترجم . تكمن الصعوبة في التعارض بين صلابة الفرنسية من جهة وبين ما يسميه إيطالو كالفينو16 Italo Calvino) ( « لدانة » الإيطالية ، فمن جهة أخرى ، مرونتها إذا أمكننا قول ذلك . ففي الإيطالية ، مثلا ، تعقب البنية التركيبية بسهولة سير الفكرة ، وهو ما يصبح مستحيلا على وجه السرعة في الفرنسية . كما يوجد الكثير من المرونة والإبداعية المعجمية في الإيطالية : فعلى سبيل المثال ، يمكن أن نستعمل تقريبا صيغة مصدر أيا كانت للفعل كي نجعل منها اسما ، وهو ما يعتبر مستحيلا في الفرنسية لأن الاتصاف يكون محددا بواسطة المعجم : بإمكانكم القول ، في الفرنسية ، « الشراب » و « الطعام » ، دون قول « التجوال » وهو ممكن بالإيطالية . هناك أيضا ما يطلق عليه الكلمات المختلفة [ تلتقي شكلا وتختلف معنى] faux-amis) (17، التي تعتبر نقطة التقاء لغات رومانية متقاربة ، ثم إنه ينبغي دائما اتخاذ الحيطة والحذر حتى لاننخدع بمظهر السهولة ، أن ننزلق في الإيطالية .
ولكن بطبيعة الحال ، نجد أنفسنا في أوساط ثقافية غير متباعدة كثيرا : حتى وإن كانت بعض الأشياء الكثيرة تطرح مشكلا ما ، نكون ضمن سياق قريب ، لايمت ذلك إلى التباعد الثقافي بصلة ـ والذي يدون بطبيعة الحال في اللغة ـ الذي يمكن أن يوجد مع بلدان مثلا ، اليابان ، العالم العربي ، أو بلد آخر .
كيف تنظرين إلى مفهوم الأمانة في الترجمة ؟
إنه سؤال أجده غير مناسب حقيقة . فقبل الذهاب إلى أبعد ما يكون ، أحدد أني أضع كشرط مسبق أن تحترم الترجمة النص وألا تتضمن أخطاء فاحشة ، تأويلات خاطئة ، تفسيرات خاطئة ، على وجه التقريب على مستوى اللغة والسياق الثقافي ، إلخ . غير أني لاأعتقد بوجودها [الأمانة] بشكل مطلق في الترجمة 18. أحسب أن كل مترجم ، في كل عصر ، يتمنى أن يكون أمينا للقراءة التي يكونها عن النص .
وبالفعل ، فإن كل قارئ لايستبقي نفس الشيء ، ثم إنه يقرأ النص بطريقة مغايرة : ففي الترجمة ، توجد بصمة قراءة شخصية كرها . فضلا عن ذلك ، فنحن لانستطيع نسيان سوى قراءتنا الفردية التي تتكون من الثقافة والحقيقة اللتين تحيا فيهما . فكلما اشتغلت على ما أسميه « خطابات المترجمين » ، بمعنى النصوص التي يكتبها المترجمون في كل الحقب لهدف تقديم تفسير لموقفهم واختيارهم [مهنة] الترجمة ( مثلا مترجمو دانتي عبر القرون ) ، كنت أصاب بالصدمة لرؤية إلى أي حد كان كل واحد كان يعتقد توخيه للأمانة ، الأمانة المهنية ، الوفاء للنفس ، ويقال اليوم الوفاء للغة ـ ثقافة الأصل أو للغة ـ ثقافة الوصول . بالطبع ، قد نفاجأ باختلاف النتائج ، عبر الترجمات تبدو لنا بالأحرى اقتباسا أو على النقيض من ذلك ترجمات حرفية ، على أن ذلك يعني أن كل حقبة تكون فكرة مختلفة عن « الأمانة » التي تترقبها من مترجم .
زد على ذلك ، فإن الترجمة تنتمي كليا إلى الإنتاجات الأدبية لمجتمع ما ، تسهم في ثقافة ذهنية وفنية ، حيث يتعلق الأمر بطريقة الترجمة أو اختيار اللغات والأعمال المترجمة . فأنا باحثة في الأدب المقارن ، ثم إن هذا التفكير حول مكانة ودور الترجمة باعتبارها عملا أدبيا بالمعنى الواسع والجوهري في تصوري . بالنسبة لي ، ضمن مستواي ذاته ، ضمن ممارستي ، أعتبر الترجمة نشاطا أدبيا كاملا . فحتى وإن كان لدي انشغال كبير بالأسئلة النظرية لعلم الترجمة ، فإن ما يحفزني إلى أقصى درجة من درجات الترجمة ، هو مجابهة الكلمات ، بمعية المادة اللفظية .
هل يحدث أحيانا « اضطهادك » من قبل دور النشر ؟
الحق يقال ، أجد على خلاف ذلك أنهم بالأحرى وضعوا ثقتهم في شخصي ، سواء كريستيان بورغوا ، أو الناشرين الآخرين الذين اشتغلت معهم . فمن أجل العمل بدقة مع دور النشر ، أعتقد أنه ينبغي احترام المراحل ومواعيد العمل ، ينبغي على المرء أن يكون بطيئا ، أن يستغرق الوقت في صقل ترجمته ، ينقحها إلى اللحظة التي يدرك أنه قام بالاختيارات التي عليه القيام بها وأن يدافع عن الملاحظات النقدية فما من شيء تم طرحه إلا وتم إعمال العقل فيه . وبطبيعة الحال ، فإنه يجب على المرء كذلك أن يكون سريعا حتى يعيد المسودات في الوقت المحدد ، أن يقبل بملاحظات المصححين ، يناقشها ثم أن يتفحص مليا فيما ارتكبه من خطإ أحيانا . وفيما يخصني ، فقد كنت دائما منضبطة جدا في عملي كي لاأحس بالإضطهاد من أي أحد مهما كان .
ربما هناك حيث يمكن للأشياء أن تكون أكثر صعوبة ، إنه قطاع أدب الشباب ، حيث يحدث لي أن أقوم بترجمته ، بكثير من الحبور . يوجد ضمن قطاع النشر هذا عدد معين من الأشخاص الذين يمتلكون فكرة دقيقة ( مفرطة ) جدا عما يعتبرونه ( في نظرهم ) جيدا بالنسبة للأطفال : لهؤلاء الناس نزوع محو خشونة النص ، وفي تلك الحالة ينبغي الصمود ، لأنه في كثير من الأحيان تلك الخشونة هي ما يصنع الأسلوب ، أدبية النص ، ثم إن النصوص من أجل الشباب يمكنها وينبغي عليها أن تمتلك أدبية قوية ، وإلا فإنها لن تكون سوى عصيدة كلمات من أجل أطفال . ينضاف إلى ذلك ، فيما يتعلق بالعلاقات مع دور النشر ، علي أن أقول أننا كنا محظوظين جدا في فرنسا لأنه وجد كثير من الناس منذ أمد بعيد ، مترجمون ، ناضلوا من أجل أن يصبحوا وعملهم ذوي صيت ذائع . فأنا عضو ( جمعية المترجمين الأدبيين بفرنسا ) ، ثم إن هذه الجمعية تقوم بعمل لافت للنظر كي تجعلنا نطلع ونستكشف في الوسط المهني وفيما وراء ذلك . تنظم الجمعية L Atlf) ( اجتماعات ، أياما دراسية حول قضايا ملموسة كما هو الشأن حول قضايا أدبية صرفة ، فقد شهدت كل السنوات مؤتمرات في الترجمة جمعت بين العديد من المترجمين . فقد أعطى ذلك النشاط المكافح ثماره ثم إن ثمة اعتراف ما بعمل المترجمين ووضعهم بفرنسا . لكن حذار ، فإن النتيجة لن يتم تحصيلها قط ، ينبغي دائما أن نكون على حذر قبالة كل مهنيي الكتاب : فنحن ، على سبيل المثال ، نلاحظ مرارا أنه لاتتم الإشارة ، في فهارس دور النشر وكذلك العديد من المكتبات ، وكبريات المكتبات ، إلى اسم المترجم ، بل وحتى اللغة المترجمة ، كما لو ان المؤلفين الأجانب يكتبون بالفرنسية مباشرة . يتوجب دائما الإصغاء ، وبطبيعة الحال حول قضايا التعويض والعقد التي غالبا ما تظل شائكة وأحيانا متنازع فيها . على أنه توجد بلدان تكون فيها وضعية المترجمين سيئة جدا وحيث أن عملهم لايتم تعويضه بالقدر المطلوب . الإشكال في تلك الحالة ، يكمن في استحالة تقديم عمل متقن ، وينتج عن ذلك ترجمة رديئة ، وبالنهاية خسارة حقيقية على المستوى الأدبي . إن ترجمة أدبية ، هي قبل كل شيء قضايا تستوجب حلا : فإذا كنا لانرغب فيها ولاسيما لعدم القدرة على حلها لانعدام الوقت ، نختزل ، نضيع العمل حول اللغة ، حول الأسلوب . نضيع الأدب .
هل تأملين ترجمة الفرنسية إلى اللغة الإيطالية ؟
القليل جدا من الناس هم من يترجمون في الاتجاهين ، على الأقل في المجال الأدبي . لنتكلم أدبيا ، من الصعب احتياز الليونة نفسها ، كالموضوع والنسخة الأصلية . ففيما يخصني ، فأنا قادرة على الكتابة بالإيطالية بدون أخطاء ، وحتى بأسلوبي الخاص ، لكني لست متأكدة من الكتابة بالإيطالية بكل الدقة اللازمة لكل المظاهر الأسلوبية لعمل مؤلف فرنسي .
فحتى ما يسمى بالموضوع فهو يعتبر تمرينا لسانيا جيدا ؛ أعتقد أن مايؤسرني في الترجمة ، هو من جهة العمق في الفهم ، التحليل ، إدراك فروقات النص الأجنبي وبالتالي الاشتغال على لغتي الخاصة ، الفرنسية لجعلها ـ أي لإرغامها على ـ الاقتراب أكثر فأكثر مما يمنحني النص الأجنبي إدراكه .
وفيما يتعلق بالترجمة ، بإمكاني أيضا ترجمة الإسبانية وفضلا عن ذلك لدي مشروعا في هذا المضمار . على أنه بصراحة ، أعتقد أنه لايزال لدي كذلك الكثير من الأشياء لاكتشافها بالإيطالية ! لدي أيضا الكثير من الكلمات لاكتشافها ، لمحاصرتها جيدا ، لكن بالفرنسية صحيح ...بإمكاني قضاء أيام منذهلة أمام كلمات غير معروفة لاتزال ، أعشق المعاجم ، لدي معاجم اشتقاقية ، [معاجم ] في تاريخ اللغة ، معجم لولتري Le Littré) ( ، لاروس ... ، لكن أيضا معاجم مزدوجة اللغة وأحادية اللغة ضمن عدد معين من اللغات الحية والقديمة ، أحب ملاحظة كيف أن العالم يعبر عن نفسه في تلك الاصطلاحات التعبيرية ، كيف تشكل اللغات أنساقا معقدة ، فهم العلاقات ـ حالما توجد ـ بين اللغات .
هل يغريك ذلك بالكتابة ؟
بالفعل ، أكتب ... لكن ... كي يكون المرء كاتبا ، أو فنانا بالمعنى الواسع ، يبدو لي أنه ينبغي الوعي بضرورة ما ، إرادة التعرض لنظرة الآخرين ، و ثقة كبيرة في العمل للتصدي لتلك النظرة . وأنا لم أشعر بعد بتلك الإلحاحية . ثم إن هناك إفراطا في إنتاج الكتب ، الكل يقول ذلك ، الناشرون ، الكتبيون ... يمكن لكتب كثيرة أن يتم توفيرها لنا . بإمكاننا القول أن بعض الأشخاص لديهم ثقة زائدة عن اللزوم في إبداعهم الخاص وكثر هم المؤلفون الذين يستطيعون الكف عن ذلك . ففيما يخصني ، والحالة هذه ، دائما ما كنت أكتب ، لكن في الوقت الراهن ، على أنه في هذه اللحظة ، فإن ظرف الاشتغال على اللغة هو ما يناسبني .
إن ذلك يعني ـ حذار ، ودون مؤاخذة مؤلف ما ـ حينما أكتب ترجمة ، يكون لدي على أي حال مشروع للكتابة . أقرأ أعمالا أخرى للكاتب ، أعمل الفكر حول عمله . فأنا لاأضع كلمة وراء أخرى ، فأنا أقوم بابتكار أسلوب باللغة الفرنسية . ثمة اشتغال أدبي حقيقي ؛ فهذا هو ما يدعوني إلى القول بأنه ينبغي محاكمة الترجمات الأدبية في مجموع العمل المعتبر وليس من خلال خلاصات . فحينما نترجم ، فنحن لانعثر دائما على مرادف لعبة كلمات ، أو كلمة ، في المكان المناسب ، وأحيانا نزيح أو نعثر على مرادفات تكتسب معنى في القراءة الشاملة وليس حرفيا . لهذا يتوجب الحذر اتجاه المقاربات بين الأصل والترجمة . ينبغي محاولة فهم ما يرغب المترجم في القيام به بدلا من محاكمة الأمانة المزعومة لفقرة لغة إلى أخرى ، وهو ما يحدث في اعتقادي غالبا .
والمترجم حاليا ؟
لايزال المترجم في الوقت الراهن ، منسيا من الأدب . الاختفائية لابد منها إذا ما رغبنا في صناعة الترجمة ، وبالتالي هناك همس لاستياء يرتفع في الوسط . « المترجم يعاند » . الاعتراف مطلوب . يرغب المترجمون في أن يعاملوا بإنصاف ثم تقدير عملهم . وعلى النقيض ، يأمل بعض المترجمين في البقاء « رجل ظل » . إن أسمى مكافأة ، بالنسبة لهم ، هي الغفلية .
التساؤل الأبدي : يعتبر دور المترجم راهنيا من جديد . مترجم بسيط أو مؤلف ؟ النقاش مفتوح ثم إنه يثير السجال . وتعتبر الرواية الأخيرة لبرايس ماتيوسنت19 ، ثأر المترجم ، دليلا على ذلك . يفقد المترجم كل الأدبيات ويجلد النص والمؤلف حرفيا .
جواب ممكن : المترجم معد20passeur) ( . ينقل من لغة ، من ثقافة ، من عالم إلى آخر21 . الترجمة هي والحالة هذه السير ضد المجهول ثم التوصل لجعله اليفا22. وظيفة بالغة الأهمية في أيامنا مع وفرة اللغات واختلافية ثقافية .
اليوم ، أصبح المترجم شكيلا polymorphe) ( في منتصف الطريق بين المترجم والمؤلف . ما الذي يمكن أن تقوله لنا ليزا شابويس بخصوص هذا الموضوع ؟
ما هي مكانة المترجم الأدبي في سلسلة الكتاب ؟
في سلسلة الكتاب ، يوجد المترجم الأدبي في قطاع الإبداع ، لست أنا من يقول ذلك ، إنه معترف به من خلال وضعه ذاته . فحتى وإن كان لايبدع العمل ، فإنه يبتكر له شكلا جديدا . فكونه يسهم بطريقة معينة في الإبداع فإن ذلك يجعل منا مؤلفين ثانويين . فنحن نوقع عقد نشر يضمن لنا حقوقا معنوية ومالية كما هو الشأن بالنسبة للمؤلف الأول . كما نأخذ أيضا مستحقاتنا من خلال نظام حقوق المؤلف ، على خلاف المترجم التقني الذي يتم تعويضه تبعا لنموذج مغاير . على المترجم الأدبي يكون محترما تقريبا وذلك تبعا لدار النشر ، أو القطاع الافتتاحي .
فقد سبق وأن تكلمت بخصوص ذلك من أجل أدب الشباب . وأعتقد أن قيمة السوق ودراسة السوق تزداد شيئا فشيئا ، لاسيما في قطاع أدب « الاستهلاك » أو [ قطاع] « نوع» ، حيث المترجم ،وكذلك المؤلف يخضعان للضغط الاقتصادي . من جهة أخرى غالبا ما يلاحظ شيئا فشيئا بزوغ أنظمة الأجور التي لاتتعلق بقانون حقوق المؤلف.ففي أنواع العقود تلك التي تستوحي القانون الأنجلوساكسوني ، ثمة تهديد بفقدان التطلع وحقوق المترجم بخصوص نصه .
ما هي علاقاتك بالفاعلين الآخرين للكتاب ؟
أقول أن المترجم يوجد في اتصال مع كل سلسلة الكتاب . قبل كل شيء على مستوى النص ، الناشر ، المصحح ، المؤلف أحيانا ... يستند المصححون على لغة الوصول ، ويقومون بعمل حقيقي لإعادة القراءة ، يقترحون علينا أسئلة معينة . فهم لايفقهون دائما لغة الأصل لكنهم يمتلكون معرفة دقيقة بلغة الوصول . لسوء الحظ يبدو لي أن ممارسة الترجمة كمهنة على الوجه الأكمل في تناقص . غير أنه ، على سبيل المثال ، فقد اشتغلت في دار نشر Les Allusifs) ( ، مع مصححة ممتازة وقد تكشف ذلك عن عمل خلاق جدا ، أكثر أدبية دائما ، [ من خلال ] وزن الكلمات .
لايقوم المترجم إلا بترجمة نصوص ...
بإمكان المترجمين أيضا القيام باقتراحات ؛ وهو ما فعلته لصالح دار نشر (Arbre Vengeur) ، لصالح Les Allusifs) ( ، لصالح دار نشر بورغوا . أستطيع القول « قرأت هذا ، يبدو لي هذا لابأس به » ، أبرهن على ذلك بتقديم للعمل والمؤلف ، فإذا ما بدا الشيء مثيرا للاهتمام ، نناقش إمكانية نشره . فلكل دار نشر ، بالطبع ، اسلوبها ، خطها الخاص ، روحها ، فلن يتم نشر أي كتاب لدى ناشر مهما كان . ينبغي معرفة النشر الفرنسي وخصوصيات كل دار نشر لو رغبنا في اقتراح نصوص مع قليل من الحظ لجعلها تؤخذ بعين الاعتبار.
بالإمكان أيضا أن نلعب دور القارئ ، إلى حدود درجة معينة من الاهتمام . فأنا مثلا أتوصل بشيء ما لقراءته ، كتابا سبق نشره ، وحتى مسودات كتاب ما ، تم اقتراحه بدار نشر بواسطة ناشر أجنبي أو فاعل ، وفي هذه الحالة فإني أقدم وجهة نظري مدللة عليها بملاحظة مكتوبة .
منذ سنوات ، خاصة لكوني أكرس وقتي للسلسلة الإيطالية بدار نشر (L Arbre Vengeur) ، فقد كنت أحيانا أربط اتصالا مباشرا مع دور نشر أجنبية وغالبا ما كنت أتلقى اقتراحات تأتي من قبل فاعلين أدبيين . إنه نظام لما ينتشر بفرنسا على غرار بلدان أخرى . يمثل الفاعلون الأدبيون إما دار نشر ، أو مؤلفا ثم يقومون بدور الوسطاء : فهم يقترحون المؤلف وأعمال دار النشر بالخارج من أجل بيع الحقوق . إنهم يعيشون ، بالطبع ، من النسبة المئوية التي يتقاضونها على بيع تلك الحقوق وقد توجد انحرافات معينة . هناك بعض الفاعلين الأدبيين الذين يقومون بشكل مبالغ فيه بالرفع من الأثمنة ، مما يزيف الحياة الأدبية واشتغال المخزون الذي هو مخزون دار نشر تقوم بعمل حقيقي على المدى الطويل ولاتحيا إلا بصفقات تجارية ضخمة في الكتب بالمزاد. ففي مستواي ، لست معنية بالطبع ، بهذا النوع من المعاملة ثم إن العلاقات مع الفاعلين الأدبيين يمكن أن تكون مثيرة للأهمية .
وفيما يخص قطاع النشر ، فغالبا ما قمت ـ في الأزمنة الأخيرة ـ بكتابة ظهر الغلاف لكتب [متعددة] . إنها ممارسة نوعية لأننا لانستطيع ترجمة ظهر غلاف الكتاب الأصلي . وبالفعل فإن الجمهور والسياق السوسيوثقافي والافتتاحي الذي يظهر فيه الكتاب تعتبر كليا مختلفة من بلاد إلى أخرى . ينبغي تحليل العناصر التي تجعل الكتاب رائقا للقارئ الفرنسي ، وهي ليست بالضرورة ذات العناصر مثل تلك التي يمكن أن تغري الجمهور الإيطالي .
بإمكاننا أيضا الإسهام في صياغة لائحة بينات البيع توجه إلى ممثلي الموزع . وبوصفي مترجمة ، فأنا الشخص الذي استطاع أن يشتغل أكثر على الكتاب ، وأعرف ماذا يمثله بإيطاليا وما يمكن أن يحدث أو لايحدث بفرنسا لأن الوسط ليس هو ذاته . غالبا ما دافعنا عن عنوان ما ، فنحن نعرف خاصياته ، إننا ندرك ما الذي نريده من الكتاب : قبل الانطلاق ، فقد حاولت إقناع الناشر بشراء الكتاب لأني أجده جيدا ، ونتيجة لذلك تكون لدي رغبة في نجاحه ! إنها نتيجة منطقية ...
دائما وضمن تلك النتيجة المنطقية ، بالإمكان أحيانا ملاقاة صحافيين ؛ لتقديم رأينا ، لحصول المؤلف على جائزة ، على سبيل المثال ، وتمت استضافته في صالون ، بإمكاننا كذلك مرافقة المؤلف في اللقاءات ، أو أن يتواجد بمفرده بهدف التحدث عن الكتاب ، إلخ .
كل تلك المظاهر ، القراءة ، الاقتراحات ، كتابة ظهر الغلاف ، أو لائحة بينات البيع ، « ترويج » الكتاب ، فذلك يفترض معرفة بالحياة الأدبية ، بتياراتها ، بتبدلاتها ، وبالإنتاج الافتتاحي عامة . فحتى لو لم نكن نطلع على كل ما يصدر ، فإننا نحاول أن نواكب قراءة النقد الأدبي ، مدونات ، برامج ، التردد باستمرار على المكتبات ، متبعين في ذلك فهارس دور النشر ، بالذهاب إلى صالونات الكتاب بفرنسا وبالخارج . مثلا ، سأذهب في هذه السنة إلى صالون الكتاب ببولونيا ، أو أن أشاهد عن قرب ما يحدث في دار نشر الشباب ، مثلما ذهبت مؤخرا إلى صالون الكتاب بمونتروي ، كما سأزور صالون باريس للكتاب .
ولكي أختم بخصوص مظاهر مهنة المترجم الأدبي ، أضيف بأني أحاول بقدر المستطاع التعريف بها [ مهنة المترجم] كنشاط مهني مرتبط بالأدب وبالعالم الأدبي : فلهذا السبب أقبل كل سنة بإقامة ورشات ترجمة مع تلاميذ الثانوية : يكمن هدفي في جعلهم يكتشفون هذا النشاط الأدبي كشيء مثير للاهتمام ، مثل أسلوب آخر ، « لامدرسي » ، لمقاربة الأدب ، مقدمة لهم مختلف مهن سلسلة الكتاب .
كلمة أخيرة عما تقدمه الترجمة الأدبية بالنسبة لك ؟
لقد شكلت الترجمة بالنسبة لي مدرسة حقيقية : فقد اكتشفت كونا مهنيا كاملا ، ما أكثر الحرف التي كنت أجهلها ، وقد وجدت ذلك مثيرا للاهتمام . بالتأكيد ثمة مظاهر تجارية لاتقبل الجدل على أننا نلاقي أيضا عددا من المتحمسين ، وقد شكل هذا بالنسبة لي مفاجأة سارة للالتقاء بعشاق أدب بدونهم لن يستطيع أي نص جيد الوصول إلى الجمهور ، حتى وإن ـ ينبغي قول ذلك ـ كانت الأمور أكثر تعقيدا ! ومع ذلك فإن المظهر الأول ، والذي يظل بالنسبة لي حميميا وجوهريا ، كما سبق لي أن قلت ذلك ، ألا وهو عمل الكتابة ، المعاجم ، حقل الجمل ، المجهود المبذول باستمرار ... ربما يوجد ما يبعث على اليأس في الترجمة ، نحاول الاقتراب عن كثب . لغتان ، فترتان ، بلدان ، لن يلتقيان أبدا ، ومما لاريب فيه أنه ينبغي على المرء أن يكون مازوخيا كي ينجز هذا العمل !
انطباعاتنا حول هذا اللقاء
لايتيسيا Laetitia) ( ـ كانت لدي صورة خاطئة جدا عن ليزا شابويس وعن الترجمة قبل الحوار الأول ، كنت أتوقع شخصية مختلفة تماما ؛ ربما من أصل إيطالي . على أن اللقاء تكشف عن غنى حقيقي . لأنني اكتشفت مظاهر من هذه المهنة المجهولة بالنسبة لي . شغف واهتمام ليزا شابويس بالترجمة جمعانا بها . حاليا أدرك الترجمة ومهنة المترجم بنظرة مختلفة كليا .
أليسا . Alice) ( ـ إنه لقاء غني جدا . ليزا شابويس منفتحة جدا ، لطيفة . ولاسيما إنها متحمسة لمهنتها . إن تذوق الكتاب في ذاته يعتبر قويا وبخاصة العمل الذي تقوم به على اللغة وهو بالأحرى مثيرا للاهتمام ومؤثرا .
إنها شخصية كاملة العضوية ، تسمح لها ان تكون في الوقت نفسه مديرة لسلسلة ومترجمة . عليها أن تفرض اختياراتها .
إنها حلقة في سلسلة الكتاب ثم إن اكتشافها يكتسي أهمية كبيرة ، لكونها كانت بنوع ما مجهولة لدينا ما يقارب ستة شهور . إن إبداع الكتاب يعتبر شيئا مغايرا ، إنه نوع من إعادة إبداع للنص من خلال المترجم ، كذلك موضوع الكتاب .
جونيفير Jennifer) ( ـ طاقات مجهولة انكشفت ، شغف بالكلمات الموزعة ، كون منفصل لايرغب سوى في تدليل عقبات اللغة وأن يكون معترفا به ، هذا ما اكتشفناه مع ليزا شابويس ، من خلال أدب يهب أهميته للنص .
شكرا ليزا شابويس على حسن تصرفها وتوضيحاتها المثيرة للانتباه حول مهنة المترجم الأدبي .
ــــــــــــــ
(1) ليزا شابويس Lise Chapuis) ( دكتور في الأدب الفرنسي والأدب المقارن . تسهر على تنظيم تكوينات في الأدب ، الفن والعلوم الإنسانية وهي مسؤولة عن دبلوم جامعي « أدب الشباب بالمكتبة الوسائطية » ، متخصصة في اللغة والأدب والحضارة الإيطالية . مترجمة أدبية منذ 1987 . قامت بإنجاز حوالي ثلاثين ترجمة أساسا لصالح جيورجيو مانغيللي ، أونطونيو تابوكي ، غيوسوي كلاسيورا ، بياتريسيا ماسينيا ... تسهر على إ دارة مجموعة « سيلفا سيلفاجيا » بدار نشر L Arbre Vengeur) ( كما تقوم بتنشيط ورشات في الترجمة الأدبية بالثانوية وهي عضو جمعية المترجمين الأدبيين بفرنسا وعضو الجمعية الفرنسية للأدب العام والمقارن .
(2) إرنستو فرانكو Ernesto Franco) ( متخصص في الثقافة الإسبانية الأمريكية ، يترجم أعمال خورخي لويس بورخيس ، خوليو كورتثار ، ألفارو موتيس ، أوكثافيو باز ، إيفاريستو سباتو .
(3) غابريال دانينزيو Gabriele DAnnunzio) ( كاتب إيطالي (1863ـ1938) ممثل أساسي للإنحطاط الإيطالي ، بطل الحرب العالمية الأولى ، ساند الفاشية في بداياته ثم تخلى عنها لاحقا .
(4) روبير أموتيو Robert Amutio) ( مترجم ومتخصص في الأدب اللاتيني الأمريكي .
(5) ديغو فيتشيو Diego Vecchio) ( نشأ ببوينس آيرس سنة 1969 ناقش في 2001 أطروحة دوكتوراه حول عمل ماسادونيو فيرنانديز بجامعة باريس الثامنة . له على الخصوص : مجموعة قصصية ميكروبات Microbios) ( ظهرت في 2006 .
(6) ألان بول مالار Alain-Paul Mallard) ( كاتب ومخرج سينمائي ميكسيكي . له روايتين : Evoction de Matthias Stimmberg – Recels 2009
(7) جان دوبراي Jean Duperray) ( (1910ـ1993) له : قصة دورا برفيدانس العجائبية (1951)
(8) مارك ستيفانMarc Stephane) ( اسمه الحقيقي هو مارك ريشار (Marc richard) ، كاتب وناشر فرنسي ولد سنة 1870 ومات سنة 1944 .
(9) أونطونيو تابوكي Antonio Tabucchi) ( (1943ـ2012)
(10) دار نشر كريستيان بورغوا Christian Bourgois) ( دار نشر فرنسية أسست سنة 1966 بواسطة كريستيان بورغوا . يوجد في حوزتها 760 عنوانا وتصدر خمسين عنوانا على وجه التقريب كل سنة .
(11) ألبيرتو سافينيو Alberto Savinio) ( نشأ بأثينا سنة 1891 اسمه الحقيقي هو أندريا دو شريكو Andrea de Chirico) ( .
(12) روزا ماتيوتشي Rosa Mattieucci) ( كاتبة إيطالية ولدت بمدينة أورفيتو سنة 1960 حصلت روايتها الأولى Lourdes) ( على جائزة باغيتا ، cuore di mamma) ( (حب ام) .
(13) غيسوي كلاسيورا Giosue Calaciura) ( نشأ بإيطاليا سنة 1960 بباليرمو يمتهن حاليا الصحافة وكاتب سيناريو لصالح الراديو والتلفيزيون العمومي الإيطالي . الروايات : malacarme) ( 1998 . عبور اسود 2002 التي حصلت على جائزة كامبيلو 2002 .
(14) دانتي أليغيري Dante Alighieri) ( شاعر ، رجل سياسة وكاتب إيطالي نشأ في 1265 بفلورنسا وتوفي سنة 1321 برافانيا .
(15) نقرأ في التقديم الذي خص به مترجم الكوميديا الإلهية حسن عثمان :« وقد قام دانتي بعمل يساوي خلق لغة جديدة ، عندما جعل لهجة فلورنسا العامية لغة غنية ، نبيلة ، ناضجة ، قوية ، رقيقة ، سخية ، قادرة على التعبير عن كل شيء ...» الكوميديا الإلهية ـ الجحيم النشيد الأول ـ دانتي أليجيري ترجمة حسن عثمان الطبعة الرابعة دار المعارف 2001 الصفحة 66
(16) إيطالو كالفينو Italo Calvino) ( كاتب إيطالي وفيلسوف القرن العشرين . ولد بسانتياغو دولاس فيغاس (كوبا) في 1923 ومات سنة 1985 . وهو في ذات الوقت منظر للأدب ، كاتب واقعي ، ومؤلف حكايات أسطورية .
(17) Faux-amis) ( عبارات تنتمي إلى لغتين مختلفتين ، فهي تلتقي شكلا وتختلف معنى . ففي الإيطالية مثلا نجد أن كلمة vicetta) ( تعني وصفة طعام كما تدل على وصفة طبية
(18) في هذا الصدد يقول عبد السلام بنعبد العالي : « ثم إن هذا الطرح الأخلاقي لعملية الترجمة ، والذي يربط الترجمة بالوفاء والخيانة ، يفترض ، وراء عملية الترجمة ، شخصا أخلاقيا له حقوق وأن عليه واجبات ، شخصا هو المسؤول عن عملية الترجمة .» في الترجمة دار نشر توبقال الطبعة الولى 2006 ص 38
(19) برايس ماتيوسينت Brice Matthieussent) ( نشأ بباريس سنة 1950 ، مترجم وناشر فرنسي . وهو علاوة على ذلك أستاذ علم الجمال ومؤلف للعديد من الدراسات النقدية .
(20) Passeur) ( تفيد من يقود مركبا أو سفينة من أجل عبور ممر ضيق في البحر ، كما تعني من يقوم بتهريب البضائع الممنوعة والأشخاص السريين لعبور الحدود .. وفي مصر القديمة كان النوتي أو المراكبي يضطلع برمزية أخلاقية عظيمة وجنائزية . وتفيد أسطورة شارون أو كارون (بحار الجحيم) في الميثولوجيا اليونانية من يقوم بحمل أشباح الموتى التائهة في قاربه وذلك مقابل أداء مكس معين من أجل عبور وادي أشيرون صوب مثوى الأموات . كما تفيد أيضا أسطورة هرمس المعنى ذاته المتعلق بالعبور ، لذلك نجد أن هرمس يضطلع بمهمة العبور بأرواح الأبطال صوب الجحيم . ويبدو ان توظيف ليزا شابويس لهذه العبارة جاء على سبيل المجاز لا الحقيقة ، وقد أجابت على ذلك في معرض جوابها على سؤال « والمترجم حاليا ؟» كون أن المترجم أشبه ما يكون بالمعد أو النوتي الذي ينقل من لغة (يعبر ) من لغة إلى لغة ومن ثقافة إلى أخرى .


http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-01-2015, 02:35 PM
مقال فلسفي : من الترجمة إلى الترجمة لقاء رؤيتين للعالم