المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : التعليم الالكتروني مقابل التقليدي منْ سيهزم الآخر؟



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 01:39 AM
مقال فلسفي : التعليم الالكتروني مقابل التقليدي منْ سيهزم الآخر؟
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


هناك عاملان رئيسيان يشكّلان الاساس في تكاليف اية جامعة. الاول هو الحاجة للحضور المادي(زماني ومكاني). إضافة أعداد جديدة من الطلاب هي عملية مكلفة- لأن ذلك يتطلب المزيد من البنايات المدرسية والمحاضرين، ولهذا فان الكلفة الحدية للانتاج في الجامعة تكون عالية. ذلك يعني ان التعليم الجامعي الحديث (داخل اسوار الجامعة) هو غالي الثمن حتى مع وجود سوق تنافسي تلتقي فيه الكلفة الحدية مع السعر.
كذلك يصعب ايضا زيادة الانتاجية. المحاضرون في الجامعة لا يستطيعون تدريس اكثر من بضع مئات من الطلاب في كل فصل- وهو اقصى عدد يمكن استيعابهُ في قاعات المحاضرات بما في ذلك وضع الاختبارات وتصحيحها للطلاب. ونظراً لأن التعليم العالي هو من القطاعات ذات العمالة المكثفة، فهو يعتمد على أعداد كبيرة من المدرسين والمشرفين الذين يتقاضون رواتب متواضعة نسبياً.
اما بالنسبة لبرنامج التعليم الالكتروني الواسع (MOOCs) او massive open online course فهو يعمل بطريقة مختلفة كليا. الاقتصادي (Alex Tabarrok) من جامعة ماسون ومؤسس مشارك لموقع التعليم الالكتروني في جامعة الثورة الحدية (Marginal Revolution University)، يرى ان اكثر السمات اهمية في التعليم الالكتروني هو انخفاض كلفته الحدية الى ادنى مستوى ممكن ، ذلك ان تدريس طلاب جدد هو في الواقع مجانا. الكلفة الثابتة لايجاد كورس تعليمي الكتروني Online education هي مرتفعة نسبيا، انشاء كورس جديد يعني وضع منهج للكورس وتهيئة مواد مكتوبة ومسجلة لشرحه وتوضيحه، وايجاد موقع تفاعلي يسهّل المناقشات والتغذية وتبادل وجهات النظر.
حين يستثمر شخص ما او جهة ما بإنتاج كورس تعليمي فان الحافز لديه هو بيع الكورس الى اكبر عدد من الطلاب. بعد تغطية الكلفة الاولية للكورس فان بيع اي وحدة اضافية هي ربح صافي. السعر المنخفض يعظّم الارباح. ولكن مع التقاء الكلفة الحدية مع السعر، سيكون هناك مجال قليل لهزيمة المنافسين بوضع سعر اقل مما لديهم. يقول (Tabarrok) ان برنامج MOOCs بدلا من ذلك يسعى للمنافسة في النوعية. السعر المنخفض يجذب اعداداً كبيرة من الطلاب للالتحاق بالتعليم. مثل هذه الاسواق تتطور الى منافسين بارزين يحصدون أعلى الارباح. افضل الكورسات تجذب اكثر الزبائن وتحقق ارباح كبيرة. وفي هذا الجانب، سيكون التعليم الالكتروني مشابه جدا الى صناعة المعلومات كإنتاج الافلام بينما هو مختلف كليا عن قطاع الخدمات كالحلاقة.
ويستمر النقاش في القاء الضوء على الكيفية التي تؤثر بها هذه الاقتصاديات على نماذج الاعمال في مختلف انواع مؤسسات التعليم العالي، كالجامعات العادية - الأقل انتقائية- في قبول الطلاب مقابل الجامعات الشديدة الانتقائية. وبناءاً على النقاش اعلاه، يقدم الاقتصادي جون كوران من جامعة شيكاغو تعليقاً مهماً جدا حول اقتصاد التعليم الالكتروني الواسع (Mooconomics) اعتمادا على تجربته في التعليم الالكتروني. هو يؤكد على نقطة هامة وهي:
"وفقاً لهذه الأبعاد، يُعتبر التعليم الالكتروني في المنتصف. ذلك ان المنتديات والنقاشات في غوغل والتزايد المستمر في حجم جماعات الطلاب هي ليست بنفس مقدار النوعية العالية لتجربة صفوف الدراسة في جامعات النخبة. كما انها افضل بكثير من صف متوسط النوعية في جامعة معزولة او بعيدة عن المدينة".
اين يكمن التهديد؟
من المفارقة ان هذه الجامعات النخبوية قد عرّضت نموذجها في العمل للتهديد باعتمادها برنامج MOOCs فحطمت الارتباط المعنوي والفردي بين الطلاب والجامعة، واذا توفرت هذه الكورسات بسعر رخيص جداً للطلبة المنتسبين للجامعة، فهي ستجعل الطلاب المنتظمين في الدراسة يشعرون كأنهم مغفلين بدلاً من ان يكونوا نخبة مختارة. بالنسبة للجامعات التي في القمة، افضل رهان بالنسبة لها هو ان تبقى محتفظة بتفردها. الجامعات النخبوية تحتاج الى احتياطات هائلة من النقود لجذب أرقى النوعيات من الاساتذة والاحتفاظ بهم وبناء تسهيلات وخدمات تدريسية عالية النوعية (1)، طالما ان هذه الاشياء هي التي تجذب النخبة من الطلاب. فاذا كانت التبرعات والمنح لا تكفي لأداء المهمة فان تلك الجامعات ستلجأ الى الخيار التكنلوجي، وستجد نفسها تصارع مع خيارات اخرى للتعليم أوسع وأرخص ثمناً.
ان العديد من الذين فكروا وكتبوا حول التعليم الالكتروني ودُفعت لهم الاموال هم تعلموا في جامعات راقية. خبرتهم هي من النوع الذي يجعل الطلاب راغبين جدا في مواد تعليمية تتميز بمستوى عالي من التفاعل ،وهم عادة من ذوي المقدرة الذهنية العالية. في هذه الكورسات تُعتبر كل من عملية التعليم(لذاته) ومهمة البحث كلاهما جزءان حيويان من نموذج الجامعة. بالنسبة للناس الذين درسوا في تلك البيئة التقليدية، يُعتبر نموذج برامج (Mooc ) كأنه استبدال مؤسف وغير كافي للنماذج السائدة للتعليم العالي.
مزايا تنافسية قوية
لكن ذلك لا يعتبر معياراً او قياسا لتجربة التعليم العالي . العديد من الطلاب في امريكا وفي اماكن اخرى الذين لديهم رؤية عملية جدا عن منافع التعليم العالي، يدفعون مبالغ لا يُستهان بها للجلوس في محاضرات ذات محتوى تعليمي عادي، يذهبون الى المدرسة بساعات غير منتظمة ولم يتفاعلوا بقوة مع نظرائهم، ويتسربون من المدرسة بنسب عالية نسبيا. بالنسبة لهؤلاء الطلاب ، ينظرون الى كورسات التعليم الالكتروني المبكرة كأنها "مربكة" لأنها وفرت بديلاً لم يكن صائباً ان يُطرح بسعر منخفض جداً . لكن برامج التعليم الالكتروني تطورت بسرعة الى شيء ما اكثر جاذبيةً، وهي بالتأكيد ستستمر في التحسن.
الطلاب سيجدون فوراً تشكيلة واسعة وكبيرة من الكورسات بسعر قليل جدا، معظمها يطرح ارشادات متميزة وبمرونة عالية: انت تستطيع مراجعة المحاضرات متى واينما تشاء. الطلاب ربما يجدون فرص التفاعل مع المحاضرين والزملاء تتحسن فعلا عبر التحول نحو التعليم الالكتروني، بسبب وفورات الحجم (economies of scale) (2) والمكاسب من المرونة المكانية والزمانية. سوف لن يمر وقت طويل حتى نجد طلاب برامج الـ (MOOCs ) يستلمون درجات استحقاق كافية من جامعات "واقعية" تمكّن الطلاب من الحصول على شهادة جامعية واقعية. التهمة السيئة المرتبطة بتعليم الـ MOOCs ستتحول بسرعة الى رمز لمكانة اجتماعية، طالما ان الشخص الذي يستطيع إكمال كامل البرنامج على الانترنيت سيثبت حالة من الانضباط السلوكي والتحفيز الذاتي العاليين.
آلاف الجامعات ستبقى مهجورة
من السهل جدا رؤية كيف ان الجامعات النخبوية (لا تتجاوز العشرين) ستنجو من هذا المأزق، لأنها تعطي خبرة مختلفة جوهريا (3). كذلك من السهل ايضا رؤية كيف ان قطاعات كبيرة من عالم التعليم العالي اصبحت غير ضرورية: حيث، خلال عقد او عقدين، كل ما يتبقى من مئات او الاف الجامعات غير الانتقائية سيكون فقط البنايات – ومدرس او مدرسين اثنين ماهرين سبق وان صمما كورسات أثبتت نجاحها في اسواق التعليم الالكتروني.
هذا الاضطراب سيكون موجعاً للعديد من افراد المجتمع، خاصة اولئك الذين يتمتعون برواتب جيدة ومكانة عالية، يدرّسون كورسات بمستوى مقبول في الجامعات المحلية. ومن جهة اخرى، سيكون هذا التعليم مكسباً كبيراً ورائعاً لكل من يرغب بالتعليم. الآثار الانسيابية الايجابية غير المباشرة سوف تمتد الى ما وراء تجربة التعليم العالي العادي. التعليم الالكتروني الجيد والرخيص الثمن سوف يسمح للناس من جميع الاصناف وفي جميع العالم استكشاف نطاق هائل من المواضيع. طلاب الدراسة المتوسطة ذوي الاهتمام سوف لن يوجد سبب يمنعهم من دراسة كورس في الاقتصاد في الجامعة. الناس المهنيون في منتصف العمر يمكنهم دراسة اي شيء بدءاً من علوم الكومبيوتر وحتى استكشاف ادب البلطيق في القرن الثامن عشر. احد اعظم المزايا للتعليم الالكتروني هو القابلية على العمل على نطاق واسع جدا، الامر الذي يجعل هناك امكانية لتحقيق الربح في انتاج كورسات تدرّس مواضيع دقيقة ومفصلة جداً.
هناك ايضا امكانية متميزة في ان يصبح التعليم العالي مصيرياً للتصدير الامريكي اكثر من السابق. امريكا ستكون قادرة على بيع تعليمها المصحوب بخدمات ما بعد البيع لمزيد من دول العالم. بالطبع، ستكون هناك عوائق قليلة امام منتجي الكورسات في بريطانيا او سنغافورة او اي مكان اخر. لكن الكلفة الثابتة العالية ستسمح بوجود مزايا للمتحرك الاول. كذلك من الملفت ان نرى كيف تنشأ الحلقات الجغرافية في صناعة برامج الـ (MOOCs). اذ ان التعليم العالي الامريكي الحالي يتميز بكونه مبعثر جغرافيا ، لكننا نلاحظ مستويات عالية من التركيز الجغرافي في الصناعات التجارية. ماهي اذاً المدن التي ستعمل كهوليود للتعليم الالكتروني؟
ما يثير الانتباه في المدى القريب، هو معرفة اين يلتقي العالمان (التقليدي والالكتروني) وماذا سيحدث في ذلك اللقاء.الى اي مدى ستتمكن "مكانة النخبة"ضمن ترتيب الجامعات الامريكية حماية نماذج الاعمال الحالية؟ فلو تجاوزنا ترتيب العشرين جامعة في أعلى السلّم ستكون الصدمة الاجتماعية لدخول التعليم الالكتروني كبيرة جدا لو استطاع تحطيم النسق الأعلى للجامعات الحكومية.
هناك الكثير لا يزال مجهولاً فيما يتعلق بالتعليم العالي. لكن تجربة الـ MOOCs من حيث النوعية يبدو انها تتقدم بسرعة في السباق امام المستوى التعليمي للجامعات غير الانتقائية، هذا التغيير الدراماتيكي يبدو الآن حتمياً.
.................................................. ............................................
Online education The disruption to come, The Economist, Feb 11th 2014. ،وكذلك عدد الايكونومست ليوم 21 فبروري حول نفس الموضوع )التعليم العالي، ستراتيجية الخروج لدى جامعة هارفرد).
هوامش
(1) احد المتخرجين من هارفرد والذي بدأ العمل في تجارة الاسهم سيتبرع بـ 125 مليون دولار كدعم مالي لكلية هارفرد للدراسة الجامعية الاولية(هذا ما ستعلن عنه الجامعة الخميس القادم 27 فبروري الحالي)،اما البليونير(Kenneth Griffin) سيدعم برنامج الدعم المالي الذي هو متقدم سلفا على الجامعات الاخرى.لا يوجد طالب في جامعة نخبوية يدفع جميع تكاليف الدراسة، بل سيدفع جزء صغير منها.هذا النظام ربما يتمكن من الاستمرار لأن هناك عدد قليل من الخريجين من كل صف سيصبحون اغنياء جداً، وسوف يعيدون جزءاً من فضل الجامعة عليهم.
(2) وهو مفهوم يُستخدم في الاقتصاد الجزئي، وفيه تحصل الشركة على مكاسب او مزايا في الكلفة كلما وسعت حجم الشركة. مع زيادة نطاق العمليات واضافة خطوط جديدة للانتاج ستنخفض كلفة الوحدة الواحدة من المخرجات لأن التكاليف الثابتة تنتشر على عدد كبير من الوحدات المُنتجة.
(3) تقول السيدة Caroline Hoxby من جامعة ستانفورد ان جامعات النخبة تواجه ظروفاً مختلفة كلياً. انها تعمل بشكل مشابه لشركات الاستثمار الخاصة venture-capital firms،حيث انها توفر عمالة مكثفة ومدعومة لتعليم الطلاب ذوي التخصص العالي. هذه الجامعات تزرع معنى الولاء والشعور بالامتنان لدى الطلاب كي تستعيد مستقبلا ما استثمرته فيهم على شكل تبرعات من المتخرجين الناجحين


http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-01-2015, 02:32 PM
مقال فلسفي : التعليم الالكتروني مقابل التقليدي منْ سيهزم الآخر؟