المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : هل الإسلام يوافق الحداثــــــة ؟



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 01:23 AM
مقال فلسفي : هل الإسلام يوافق الحداثــــــة ؟
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


أجرى الحوار : كلير كارتيي
ترجمة : الحسن علاج
حرب مقدسة ، نساء محجبات ، فضيحة الرسوم المسيئة للرسول ، رفض الاختلاط ... يشكك الغربيون بشكل متزايد في قدرة الإسلام على التكيف مع قيمنا الديموقراطية . الأصوليون الذين ينكرون على دين الرسول كل إمكانية في التطور ، هل ستكون لهم الكلمة الأخيرة ؟ يرفض مالك شبل هذا القدر :ففي كتاب الإسلام والعقل (دار نشر بيران) ، يبرهن المحلل النفساني وعالم الإناسة المسلم مالك شبل ، كيف أن الإسلام قدم البرهان ، عبر الماضي ، عن قدرته على التكيف مع أفكار الحداثة . قويا بإرثه ، بإمكان الإسلام وينبغي عليه أن يباشر الإصلاح من الداخل ، بدون أي مظهر خادع . لكن هل من الممكن مواجهة هذا التوجه النقدي ؟ هل لايزال الإسلام الذي جرى " تحديثـ" ـه هو الإسلام ؟ فهاهنا تكمن المشكلة برمتها ، يعترض جان بول شارني Jean-Paul Charnay) ( ، رئيس مركز فلسفة الاستراتيجية بالسوربون ؛ باحث في الدراسات الإسلامية من الطراز الرفيع ، مؤلف كتاب الشريعة والغرب ( دار نشر ليرن) يذكر كيف أن الشريعة الإسلامية شكلت ولاتزال تشكل المجتمعات الإسلامية والمخيال . لقاء ودي بين مفكرين يفضي الإسلام تبعا لهما إلى واقعين مختلفين شديد الاختلاف .
لماذا يبدو الإسلام عصيا على " الذوبان " في الحداثة الديموقراطية ؟
جان بول شارني : أنتم تطرحون المشكلة من وجهة نظر غربية . يرتكز السؤال الحقيقي على القيمة التي يخص بها المسلمون عقائدهم . يعتبر القرآن ، بالنسبة للغالبية العظمى بينهم ، في أوروبا وفي غيرها ، كلام الله ، أنزل إلى الناس لخلاصهم . وخلافا للتوراة ، التي كتبها أشخاص ، فإن القرآن يعتبر مقدسا ، وغير قابل للإبطال ، ولا أحد يستطيع مخالفته . إن فكرة أن أحدهم يقدم على دحض هذه العقيدة الأساس ليعتبر أمرا غير معقول لدى غالبية المسلمين ، الذين يجذرون إيمانهم في علم الكلام الكلاسيكي الذي قام على القرآن والسنة (التقاليد) والفقه ( القضاء)بعد الوحي .
مالك شبل : أنا على اقتناع أن الإسلام يمكن أن يكون منسجما مع الحداثة ، لو تم تخفيف الآيات التي تثير مشكلا . بداية بتلك التي تعظم العقاب البدني وتلك التي تبقي على المرأة في مرتبة دنيا . إن حظ المرأة في الميراث حسب الشريعة هو دون حظ الرجل . وهذا لايمكن القبول به في الوقت الراهن ؛ كما ينبغي على المسلمين العدول عن تعدد الزوجات ( وهو ما يرمي إليه القرآن ، سورة النساء ، الآية 3) ثم إنهم يعلنون بوضوح تام بأن الحرب المقدسة ، الجهاد ، والتي تدور رحاها باسم الله ، لم تعد فريضة في الإسلام ، مؤكدين بأن لا اليهود ولا المسيحيين هم أعداء . إن هذا السؤال هو بالأهمية بمكان لأنه يشعر المسلمين بالإحساس بأن توقير الله يتم بطرق متعددة .
جان بول شارني : إنكم تقترحون إسلاما على الخريطة . لكن هل يمت هذا بصلة إلى الإسلام دائما ؟ إن الآيات التشريعية التي نحن بصدد الحديث عنها لا تمثل سوى 3% من القرآن ، على أنها تشكل عمودا فقريا أخلاقيا . تقدم الشريعة وصفا للخلية العائلية ، ميراثها ، تماما مثل الأخلاق الاجتماعية وتوزيع الحقوق والواجبات بين الأفراد ؛ فهي تقترح " أسلمة " لا تتفق مع ما ندعوه حداثة ، وذلك مع العمل على مساءلة تلك البنية الشرعية ، فإنه يتم إضعاف ما هو نوعي في الإسلام ، على المستويات القانونية ، الفلسفية والروحية .
مالك شبل : أنا لست متفقا . فأنا ، أولا ، لا أرغب في" إسلام على الخريطة " بل بإسلام قادر على أن يمنح امتيازا لجوانبه المضيئة أكثر من مظاهره الأخرى ، خاصة وأن هذا الدين لم تتم صياغته من كلمات مهجورة نتباكى عليها في وقتنا الراهن ؛ فعلماء الكلام الأرثذوكسيون هم من شاءوا للنساء أن يرسفن في أغلال تثقل كاهلهن ، وهم من قاموا بإعاقة الفكر الإسلامي في القرن التاسع ، عاملين على تقنين الشريعة و طمس كل مجهود في التجديد .
جان بول شارني : نسيتم أن الشريعة تشكل الرحم الهوياتي الذي استند إليه المسلمون غداة الغزو الاستعماري ؛ ففي الجزائر الفرنسية ، أصبح المسلمون مواطنين فرنسيين حافظوا على وضعهم الشخصي ـ العائلي ـ ، الميراثي ـ كما هو في الشريعة .
مالك شبل : ومع ذلك فإني أزعم أن هذا الخط المفرط في التطرف لا يمت بصلة إلى الأغلبية في وقتنا الحاضر . تأملوا كندا : فمنذ عهد قريب جدا ، طالب المتطرفون بتطبيق الشريعة كنموذج مجتمعي ، غير أن غالبية المسلمين في البلاد رفضت ذلك . قامت الجزائر بتفريخ التطرف الديني ، إلخ .
في الوقت نفسه ، فقد قامت المجتمعات بأسلمة نفسها من جديد . كيف تفسرون هذا التناقض ؟
مالك شبل : يوجد الشباب هناك على ذات الشاكلة : الإصلاح . فقط ، الأنظمة لا تتركهم يعبرون عن أنفسهم ثم إنها تمارس الهيمنة . خذوا مسألة الحجاب : فقبل الثورة الإيرانية عام 1979 ، فلا أحد كان يتكلم عن ذلك . ابتداء من عام 2001 ، أصبحت المسألة شأن دولة ! إن الأنظمة السياسية الإسلامية ، وهي أنظمة غير شريفة في غالبيتها ، تعتبر ضالعة في التطرف . فهي تعرف جيدا أن هبوب أدنى نسمة ديموقراطية قد تكنسها ؛ ففيما يتعلق بالرسوم المسيئة لشخصية النبي محمد ، فإن البلدان التي شهدت تهيجا عظيما هي سوريا ، فلسطين ، إيران ، باكستان ، وهي دول يعتبر قادتها الطغاة في حاجة ماسة لتوجيه الانفعال الشعبي حتى لا يبرحوا كراسيهم . في أوروبا ، ثمة " إسلام سوسيولوجي " قيد التشكل . فكم هو عدد الأشخاص الذين يترددون حقيقة على المسجد ، يصومون رمضان ، يؤدون خمس صلوات يوميا ؟ بين 10 و 20 % . ثم إن الخوض في القيل والقال يكون أكثر من اليقين بالنسبة لنصف المسلمين الصائمين .
جان بول شارني : لكن ما الذي يتبقى من هذا الدين حينما يتم اختزاله في سلسلة من الأعياد وإلى نوع من الأخلاق العامة التي يمكننا التواصل عبرها ؟ وسوف يكون هناك تبخر للإسلام أشد من تبخر المسيحية . أتذكر جملة كتبها فرانسوا مورياك في مفكرته ، في 24 من شهر دجنبر : " اتخم الغرب هذا المساء . " سواء أكان ذلك في أوروبا أو في غيرها ، يوجد مسلمون ، وليس أصوليون فقكط ، يرغبون في الحفاظ على الحالة الشخصية القرآنية لأنها تفضي بهم إلى الخلاص . يذكرني هذا بسيدة جاءت تستشيرني : " رحل زوجي وأخذ الأطفال معه ، ماذا أفعل ؟ " أجبتها : " سيدتي ، لو رغبت في تطبيق الشريعة ، فينبغي عليك ترك الأطفال لوالدهم . ومن أجل استعادتهم ، عليك أن تقولي لزوجك أنك ترغبين في تطبيق القانون الفرنسي . " يتعلق الأمر بالنسبة لهذه المرأة بمعضلة وجودية .
نقطة سوداء أخرى : السياسة . هل يستطيع الإسلام فعلا تقبل أن قانون البشر ليس هو قانون الله ؟
مالك شبل : لقد ضيع الإسلام ، في بداياته فرصة ذهبية لفصل الديني عن السياسي . فقد كان الرسول ، محمد يقوم بالتوليف بين المجالين : فهو الحكيم ، مؤسس المدينة ، قائد الحرب ، الصديق ، والمؤتمن ، إلخ . فقد شاء خلفاؤه ضم امتيازات محمد ، أن يكونوا رسلا في مكان الرسول . فما من أحد فرض نفسه على الرأي العام حقيقة ، إلا جرفه اللاهوت الأرثذوكسي . منذ ذلك العهد ، لم يتوقف الإسلام عن تقديم البراهين للمتدينين ، عاملا على ضم وتوحيد كل المستويات ، الفردية ، الجماعية ، الروحية ، الأخروية ، إلخ . لذلك يجب مهاجمة زنا المحارم الجمعي هذا .
جان بول شارني : يبدو أنكم تناسيتم أن العاهل في الإسلام هو القرآن . الإسلام ليس تيوقراطية ، بل سلطة شمولية ؛ فهو لايميز بين السياسي والقدسي ، بالنظر إلى أن كل شيء يصدر عن هذا الكتاب المقدس الصغير . تتضمن الكتابات المسيحية ، آيات تفصل بوضوح بين الزمني والروحي ، مثل الآية الشهيرة " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " . وقد ساعد هذا على ظهور الدولة ـ الأمة التي ناضلت ضد هيمنة الروحي . بالإضافة إلى ذلك ، وخلافا للغربيين ، الذين انطلقوا من تاريخهم لاستشراف جيد للمستقبل ، يرى المسلمون أنه من الضروري العودة إلى المنابع الصافية ، صفاء حقبة الدولة ـ المدينة للمدينة [المنورة] ، التي شيدها محمد ، في مستهل القرن السابع ، وبالتالي ، فهم مضطرون باستمرار للتحرك في الماضي بهدف التصدي للمستقبل . النتيجة : ألم شديد في العنق !
مالك شبل : أكثر من ألم في العنق ، إنه تشوه خلقي ! على خلاف المناصرين لإسلام عتيق ، أؤكد أن الإسلام يسير في طريق الانعتاق من تلك الحقبة النبوية كي يصل إلى طوره التاريخي . كيف ؟ بالاعتماد على إرثه التنويري ، تحديدا . فقد عرف الدين الإسلامي أيضا ، مفكريه الأحرار . في نهاية القرن الثامن ، تمكن المعتزلة ، وهم فلاسفة إصلاحيون ، من التمييز بين قرآن غير مخلوق ـ موجود منذ الأزل ومقدس ـ وقرآن مخلوق ، بمعنى أن القرآن ظهر في زمن تاريخي محدد ، هو زمن الوحي ، الذي امتد إلى عشرات السنين ، في بداية القرن السابع . يظل القرآن ، ضمن هذا المنظور ، كلام الله " نزل " على الرسول ، الذي بلغه إلى البشرية ، غير أن البشر يلعبون دورا في هذا التبليغ ، فأخلاقهم تحثهم على ذلك ؛ وهو ما يفتح نافذة على تأويل النص . في القرن العاشر ، حاول مؤلفو رسائل إخوان الصفا بعث نفس ديكارتي في الإسلام ، على شاكلة ما عرفناه فيما بعد مع دائرة معارف الأنوار . ففي القرن التاسع كانت الرغبة تحذو ثلة من الإصلاحيين النهضويين في تخصيب الإسلام بأفكار جديدة غربية ، وكانت الفكرة تتمثل في إدخال مفهوم التقدم وجعل الإسلام متوافقا مع التقنيات والمعارف .
لماذا لم تتوصل تلك المبادرات إلى إصلاح حقيقي ؟
مالك شبل : لأن أولئك الإصلاحيين تطلعوا إلى استعارة قيم غربية جاهزة . فإذا ما رغبنا في انبثاق تصور مغاير لحقوق الإنسان والمرأة ، فإنه يتوجب إنضاج الأفكار داخل الإسلام . هذا ما يجعل تأويلا جديدا للنصوص ، يقوم به المسلمون أنفسهم يبدو لي ضروريا لتأكيد أنه من الممكن ألا نكون تماما عبيدا للشريعة . لإنجاز ذلك ، ينبغي علينا تنظيم مؤتمر دولي يحضره علماء مسلمون على نطاق واسع ـ بمعنى أن يكونوا مسموعين ومحترمين من قبل جماعتهم الخاصة ـ قادرين على إعادة تأويل أعمق للنصوص المتنازع فيها .
جان بول شارني : لا أرى في الوقت الحالي أي مؤسسة تتوفر على الشرعية اللازمة لقيادة هذا المشروع . ليست الأنظمة الإسلامية مستعدة بالقبول بسلطة دينية مستقلة ومتعددة القوميات . الدليل : من بين ما يقارب الخمسة عشر تأويلا مقترحا " في السوق " حاليا ، والتي تسمح بعدم تطبيق الشريعة مع الحفاظ تماما على أخلاق الإسلام ـ ضمن بيئة إسلامية ـ فلا واحد من تلك التأويلات حاز على الإجماع ، سواء في الغرب أو في البلدان الإسلامية .
مالك شبل : أنا لا أنوي تثوير كل شيء ، إني أقترح منهجية . ففي القرية العالمية للألفية الثالثة ، يمكن زرع بذور ذات خصوبة عالية . الصورة واحدة ، مثلما لا حظنا ذلك مع الرسوم المسيئة للنبي محمد . ظهور علماء مسلمين على شاشات العالم بإسره في اجتماع لأول مرة حول طاولة لصياغة توافق تأويلي يمكن أن يترك أثرا طيبا . منذ الآن ، يمكن أن يقال للمسلمين الذين يعيشون بأوروبا : إيمانكم مصان ، وبالمقابل ، فإن التنظيم القضائي للمجتمع ينهض عن القانون الذي أقامه مواطنو بلد بعينه ، وليس الشريعة . إن ذلك يشكل مرتكزا من مرتكزات الإصلاح ، تمرير السياسي قبل الديني .
جان بول شارني : تتصورون الأموربمثالية ! من غير الممكن تمييز العقيدة ، والشريعة ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر الفلسفة ، والموقف بخصوص النصوص المقدسة .
مالك شبل : إن هذا لا يمت إلى المثالية بصلة ! فحينما ينتوي الملوك العرب الالتفاف على القرآن لمحاربة مسلمين آخرين ـ في حين أن القرآن يحرم ذلك يشكل صارم ـ فهم يفعلون ذلك ، بلجوئهم إلى الفتوى لتأييد قراراتهم . لماذا نحرم الإصلاحيين من هذه المرونة ؟ نركز على النساء . ألا تعتقدون أن معركتهم ، في الجزائر ، والمغرب أو في أفغانستان ، هي تشويه صورة الإسلام ؟
جان بول شارني : اسألوا إذن أولئك السيدات إذا ما كانت الواحدة منهن تقبل بأن تكون الزوجة الثانية : قد يجيبك معظمهن بـ " نعم " . لقد أذاب الغرب الروابط الأسرية ، وصادق على زواج المثليين ، إلخ . أشك في أن يتخذ المسلمون قرارا باتباع هذا النموذج .
لنيمم وجوهنا شطر صراع الحضارات الذي يخشاه الكثيرون ؟
إن المواجهة الحقيقية قد بدأت ، على أنها لن تقوم بينـ"هم " ، المسلمين ، و "نحن" ، الغربيين . فالصراع يدور بداخل كل مسلم ، يوجد موزعا بين إيمانه وتأثير الغرب المعلمن . فإذا ما ظهر نموذج جديد لتفسير القرآن إلى النور ، فسيكون الثمن هو الانشقاق في الإسلام .
مالك شبل : ربما . غير أن المعرفة المتبادلة يمكن أن تشكل حافزا لهذا الانتقال الحاسم . على شرط ، بطبيعة الحال ، على أن يتم القبول به وليس مقاومته .



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

عروض الشغل اليوم
06-19-2014, 02:45 PM
مقال فلسفي : هل الإسلام يوافق الحداثــــــة ؟

sisko
10-18-2015, 09:15 PM
مقال فلسفي : هل الإسلام يوافق الحداثــــــة ؟