نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 01:43 AM
مقال فلسفي : ثقافة الصورة الرقمية
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة
منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)
مفاهيم أساسية في ثقافة الصورة الرقمية
(1) تعريف الصورة وأنواعها:
تعطي بعض القواميس نحو عشرة تعريفات لكلمة صورة، بدءًا من الإشارة إلى عملية إعادة الإنتاج (أو النسخ) للشكل الخاص بإنسان أو بموضوع معين، إلى الإشارة إلى كل ما يظهر على نحو خفي، وفيما بين هذين المعنيين تشتمل التعريفات على استخدامات خاصة للمصطلح في الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر وغيرها. وكذلك هناك معاني عامة أخرى للمصطلح تجسد الخصائص المرتبطة بالصور المرئية، وكذلك الجوانب العقلية، والتي تشتمل على الوصف الحي، والاستعارة الأدبية والرمز الأدبي، والرأي أو التصور، والطابع الذي يتركه شخص أو مؤسسة، كما تفسرها أو تقدمها وسائل الإعلام الجماهيرية. وتمتد كلمة صورة image بجذورها إلى الكلمة اليونانية القديمة أيقونة Icon، والتي تشير إلى التشابه والمحاكاة ( شاكر عبد الحميد،2005، 16-17).
وعند البحث عن مفهوم الصورة نجد أنفسنا أمام جملة من المفردات منها: الصورة الثابتة ( الفوتوغرافية، اللوحة الزيتية،الصورة المتحركة ( التليفزيون، والسينما) والصورة الشعرية، والصورة الرقمية، والصورة الذهنية، والصورة الخطية،بالإضافة إلى صور الواقع الافتراضي، والصور التشكيلية وغيرها. وتتواجد كل هذه الصور بمعانيها المختلفة معًا في مجتمعاتنا اليوم، ولذلك فإن هذا العصر جدير بأن يسمي عصر الصورة فعلاً. ( نصر لعياضي، 2006) (شاكر عبد الحميد،2005، 16-17).
وتزاحم هذه الأنواع لا يدل على تعدد أشكال نقل الصورة بقدر ما يؤكد شيئًا أساسيًا، وهو أننا لا يمكن أن نستغني عن الصور، فعندما نفكر فنحن نستعمل صورًا ذهنية، ولا يمكن القيام بعملية التفكير بدون هذه الصور، لأنها هي التي تدفعنا للتعبير عما هو غير موجود بشكل عيني، فالصورة هي العالم المتوسط بين الواقع والفكر، بين الحس والعقل (حسن حنفي، 2003).
(2) تعريف ثقافة الصورة IMAGE CULTURE:
يعنى مصطلح ثقافة الصورة برصد الرؤى المختلفة المحيطة بالصور ودلالاتها ومعانيها وتأثيراتها، وكيفية النظر إليها كرمز، وكوسيلة تواصل وكناقل للمعرفة. وفي عصر الصورة، حدثت تغيرات جوهرية في ثقافة الصورة والتعامل معها، وكذا في النظر إليها، وقد جاءت هذه التغيرات كمحصلة للثورة التكنولوجية، ففي كل حقبة زمنية تتواجد تكنولوجيا خاصة بالصور، تفرز مجموعة مختلفة من المحاكيات التي يجري من خلالها تقييم الصور وإدراكها. وفي هذا العصر المعلوماتي، بدأت ثقافة الصورة تتشكل بطبيعة الفترة الزمنية، وأصبحت تتضمن مجموعة محددة من الموضوعات والأنشطة وبني الاستهلاك والإنتاج للتمثيلات المعرفية ( الرمزية) التي تدور حولها، حتى أن البعض يقارن ما يحدث من تحولات جذرية في ثقافة الصورة الآن وخاصة الصور الرقمية، باكتشاف الكتابة، وميلاد فن التصوير الزيتي، واختراع التصوير الفوتوغرافي، فالصورة الرقمية تعد بمثابة ميلاد لأداة جديدة في المعرفة. ( شاكر عبد الحميد،2005، 7-42) ( لعياضي، 2006).
ومن بين التحولات في النظر للصورة من منظور ثقافي، أن التطورات المتسارعة في مجال المعالجة الرقمية للصور، وظهور بعض الاستخدامات السلبية لها، ووقوع بعض المؤسسات الإعلامية العريقة ضحية لبعض هذه المعالجات، أثر في إعادة النظر في مصداقية الصورة المرئية، وفي قدرتها على نقل الواقع كما ينبغي، وهو ما أدى بالتالي لتراجع النظر للصورة كمعادل للحقيقة، (Lasica,1998)، وكناقل للأحداث، مما يجعل المرء يفكر مرتين قبل أن يتخذ قرارًا بناء على صورة يراها. ومن التحولات أيضًا، أن النقاش حول علاقة الصورة بالأصل، لم يتجدد، حيث لم يعد هذا الأمر يمثل هاجسًا مثلما كان عليه الحال في السابق، فهناك شبه إجماع على أن الصورة الرقمية استطاعت أن تستغني عن المرجع أو الأصل، وتستقل بذاتها وتؤسس معني بعيدُا عنه، كما أن المعني الذي نملكه عن أصل الصورة أو نسختها قد تغير في العالم الرقمي لأنهما أصبحا شيئًا واحدًا (لعياضي، 2006)، وإن كان هذا لا يعني أن التكنولوجيا الحديثة وسياقات استخدام الصورة قد ألغت كل النقاشات حول الصور، بل أعادت صياغتها على أسس فلسفية ومهنية جديدة.
ولكن من ناحية أخرى، أصبحت الصور والأشكال المصورة للأخبار والبيانات والمعلومات تمثل جانبًا مهمًا تقوم من خلاله مجالات عديدة بالتجارب ووصف المعلومات وتوصيل الأفكار، كما أصبحت الصورة في منزلة صناعة الحدث نفسه، وباتت تتطلب معرفة عميقة ومتخصصة في التعامل معها، فضلاً عن حدوث تحول عالمي في كيفية التعاطي مع الوسائل البصرية كأدوات لتمثيل المعرفة، وهو تحول يتزايد تصاعديًا مع تزايد أهمية وسائل الإعلام الرقمية كشكل من أشكال تقديم المعلومات.
(3) تعريف الصورة الرقمية: DIGITAL IMAGESوالمعالجة الرقمية DIGITAL IMAGING :
تختلف الصور الرقمية عن الصور الفوتوغرافية في أنها صور مولدة من خلال الكمبيوتر والكاميرا الرقمية أو على الأقل معززة بهما. وتستمد قيمتها الخاصة من دورها كمعلومة، وكذلك من تميزها بوصفها صور يسهل الوصول إليها، والتعامل معها ومعالجتها وتخزينها وتحميلها أو تنزيلها في الكمبيوتر أو على الإنترنت.. الخ( شاكر عبد الحميد، 2005، 22-23). وبينما كان المصطلح يشير إلي معالجة الصورة عن طريق الماسح الضوئي وبرنامج الفوتوشوب، فقد تم التوسع في استخدامه ليشير أيضًا إلي التقاط الصورة باستخدام الكاميرات الرقمية، فضلاً عن معالجاتها ببرامج معالجة الصورة، مرورًا باستخدام التقنيات الحديثة في حفظ وتنظيم الصور وأرشفتها واسترجاعها. وتتخذ الصور الرقمية عدة أشكال من بينها الصور الإعلامية، وصور الواقع الافتراضي، وصور المحاكاة، وتكنولوجيا الأقراص الممغنطة، وصور مواقع الأفلام على الإنترنت وغيرها. وقد أصبحت هذه الصورة تتشكل بألبسة مختلفة ومتنوعة ومتكاملة في ذات الوقت.
وفي عالم الصور الرقمية لا توجد صور فريدة من نوعها، حيث لم يعد ينظر للصورة باعتبارها مجرد إعادة إنتاج لواقعة أو حادثة، بل على أنها نسخة مكررة، فالصور في الفترة السابقة على النسخ الآلي للصور، كما هي الحال في فن التصوير الزيتي مثلا، كانت توضع في مكان خاص، وتحصل على قيمتها الثقافية من كونها صورة أصلية أو فريدة. أما الصور المنسوخة آليا فقد حصلت على قيمتها من خلال قابليتها لإعادة الإنتاج المكثف، وإمكان توزيعها بدرجة كبيرة، وكذلك دورها في وسائل الإعلام الجماهيرية، حيث يمكنها تدوير ونشر وإذاعة الأفكار، وإقناع المشاهدين. ( شاكر عبد الحميد، 2005، 22-23). أما الصور الرقمية والافتراضية فقد حصلت على قيمتها من خلال خصائص أخرى مثل سهولة الوصول إليها، والحصول عليها، ومطاوعتها، وقيمتها المعلوماتية المضافة. كما بدأت قيمتها تتأتى ليس من تفردها أو فراداتها، ولكن من قيمتها الثقافية والإعلامية والاجتماعية والجمالية أيضا، ومن إمكانية رؤيتها على شاشات عديدة في الوقت نفسه. وقد ساعدت اللغة الرقمية على زيادة فاعلية الصورة وظهورها كلغة جديدة ،كسرت حدة الخوف وجفاف المادة المكتوبة، بل وأصبحت تقدم شهادة إثبات على صدق ما تقوله الكلمة المكتوبة، ولا غرو في ذلك، بعد أن أصبحت مكونًا أساسًيا للمعرفة وتقديم المعلومات في هذا العصر.
(4) أهمية الصورة
الصورة سلاح، الصورة أقوى من ألف كلمة، الصورة سلطة، عصر الصورة، حضارة الصورة، الصورة ليست فقط بألف كلمة، بل بمليون كلمة: عبارات متداولة يستدل منها على أهمية الصورة عند معظم الناس على اختلاف فئاتهم وبيئاتهم واهتماماتهم، وخاصة بعد التطور التكنولوجي الذي شهده عالم إنتاج الصورة وتوزيعها وتوظيفها، حيث أقام الإنسان عن طريقها علاقة جديدة مع الزمان والمكان، وصار يشاهد الأحداث لحظة وقوعها، وبشكل مرئي ومحسوس في نفس الوقت. ولقد لعبت وسائل الإعلام دورًا أساسيًا في زيادة هذه الأهمية للصورة، وفي زيادة وعى الإنسان المعاصر بأشكال الصورة المختلفة وجوانبها الإيجابية والسلبية معًا. كما ساهمت علوم الصورة وتقنياتها وتجلياتها في عمليات التربية والتعليم، وفي عمليات التسويق، وفي الحوار بين الجماعات والشعوب،وفي الاستمتاع وقضاء وقت الفراغ..الخ.
وتقوم الصورة بعدة وظائف من بينها توثيق ورصد الأحداث، وتوقيف وتثبيت الزمن للحظات، وإثارة الكثير من الأحاسيس، والخيالات، ومساعدة المرء في استدعاء الماضي ومعايشته، كما تمكنه من التفكير في مستقبله وتنشيط خياله، ومساعدته على التحرك عبر إطار زمني ممتد ومنفتح ومن التفاعل مع أشخاص يوجدون في أماكن بعيدة.
ويتأتي التأثير القوي للصورة من اعتبار الرؤية أقوى الحواس البشرية التي يتمتع بها البشر، إذ تزود الفرد بما يصل إلى 80% من المعارف التي يتحصل بها، بينما تتشارك الحواس الأخرى في النسبة المتبقية، فضلاً عن كون الصورة أكثر قدرة على ترجمة المشاعر والأحاسيس، وملامسة العواطف والمشاعر والأفكار،والاستحواذ على الانتباه. كما تتفرد بمزايا عديدة في الإقناع، والاستثار، والاندهاش، وسهولة الاستيعاب بشكل فوري وسريع من قبل أي فرد ( شاكر عبد الحميد، 2005، 7-42).
(5) سلبيات وايجابيات عصر الصورة: من بين السلبيات التي صاحبت الاعتماد المتزايد على الصورة في العصر الراهن: أن النقل المباشر للأحداث واللهث وراء الآنية، وهيمنة الصورة وتدفقها وتسارعها قد حولا الهدف من استخدامها، من مساعدة الجمهور على فهم ما جري، إلى الاقتصار على نقل ما جري، ومن ثم أصبحت الصورة هي الحدث ذاته وليس وسيلة لنقل الحدث. وكذلك أثر هذا التسارع في النقل على القيم والأخلاق،وعلى تراجع مستوي الجودة والحرفية والدقة، وعلى قدرة وسائل الإعلام على عكس الواقع وإثراء الحوار الديمقراطي، فوسائل الإعلام تتعامل مع الصورة كسلعة، متجاهلة القيمة الإضافية التي تقدمها للصعيد الإعلامي.
ومن ناحية أخرى، لم يؤد كثرة الصورة وتراكمها إلى فهم كل ما جري، وكيف تم؟ ولماذا تم؟، فضلاً عن أن اللهاث وراء الصورة أدى لزيادة هيمنة ثقافة المظهر والشكل والإبهار على حساب ثقافة الجوهر والقيمة والعمق، وخلق ما يعرف بثقافة التكرار، والتركيز على الترفيه، وتفضيل الفردي والعولمي، وتعميق الصور النمطية، حتى أن البعض يخشى من أن يؤدى طغيان الصور إلي أن تحل محل الكلمات، وإلى تراجع القراءة لمصلحة المشاهدة.( شاكر عبد الحميد، 2005، 7-42) ( لعياضي، 2006).
ومن الجوانب السلبية للصور أيضًا زيادة إمكانية استخدام الصور لتزييف الوعي وإخفاء الحقيقة، والإعلاء من قيمة السطحي والمؤقت والعابر من الأمور على حساب الحقيقي والجوهري والثابت، وزيادة إمكانية تحويلها الإنسان إلى كائن سلبي مستقبل ومستهلك للصور .ومما يساعد على ذلك قيام بعض المؤسسات التي تقف وراء صناعة الصورة بتقديم صور زائفة للواقع، وخلق حالة من الهروب من المعرفة، وزرع حالة من الإدمان على تلقي المعرفة عبر الصور. وقد تزايدت هذه المظاهر السلبية للصور، مع ظهور ما يعرف بجرائم الصور، كالسرقة والتزوير والقتل والصور الزائفة واستدراج الضحايا عبر الصور.
ولكن من ناحية أخري يمكن رصد عدة إيجابيات للصورة بصفة عامة، من بينها مكانتها في تسجيل الأحداث والوقائع، وحفظ التاريخ وأرشفته بشكل مرئي، وتذكيرها بالماضي، ورصدها للحاضر وتتبع مساراته، وقدرتها على خدمة مجالات كثيرة ومخاطبتها لكل الأعمار?والمستويات الثقافية وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنشيطها لعمليات الانتباه والإدراك والتذكر والتصور والتخيل، وتدميرها للمسافات،ومساعدتها للمتعاملين معها للتحول من المشاهدة السلبية للأداء الإيجابي.
http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة
منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)
مفاهيم أساسية في ثقافة الصورة الرقمية
(1) تعريف الصورة وأنواعها:
تعطي بعض القواميس نحو عشرة تعريفات لكلمة صورة، بدءًا من الإشارة إلى عملية إعادة الإنتاج (أو النسخ) للشكل الخاص بإنسان أو بموضوع معين، إلى الإشارة إلى كل ما يظهر على نحو خفي، وفيما بين هذين المعنيين تشتمل التعريفات على استخدامات خاصة للمصطلح في الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر وغيرها. وكذلك هناك معاني عامة أخرى للمصطلح تجسد الخصائص المرتبطة بالصور المرئية، وكذلك الجوانب العقلية، والتي تشتمل على الوصف الحي، والاستعارة الأدبية والرمز الأدبي، والرأي أو التصور، والطابع الذي يتركه شخص أو مؤسسة، كما تفسرها أو تقدمها وسائل الإعلام الجماهيرية. وتمتد كلمة صورة image بجذورها إلى الكلمة اليونانية القديمة أيقونة Icon، والتي تشير إلى التشابه والمحاكاة ( شاكر عبد الحميد،2005، 16-17).
وعند البحث عن مفهوم الصورة نجد أنفسنا أمام جملة من المفردات منها: الصورة الثابتة ( الفوتوغرافية، اللوحة الزيتية،الصورة المتحركة ( التليفزيون، والسينما) والصورة الشعرية، والصورة الرقمية، والصورة الذهنية، والصورة الخطية،بالإضافة إلى صور الواقع الافتراضي، والصور التشكيلية وغيرها. وتتواجد كل هذه الصور بمعانيها المختلفة معًا في مجتمعاتنا اليوم، ولذلك فإن هذا العصر جدير بأن يسمي عصر الصورة فعلاً. ( نصر لعياضي، 2006) (شاكر عبد الحميد،2005، 16-17).
وتزاحم هذه الأنواع لا يدل على تعدد أشكال نقل الصورة بقدر ما يؤكد شيئًا أساسيًا، وهو أننا لا يمكن أن نستغني عن الصور، فعندما نفكر فنحن نستعمل صورًا ذهنية، ولا يمكن القيام بعملية التفكير بدون هذه الصور، لأنها هي التي تدفعنا للتعبير عما هو غير موجود بشكل عيني، فالصورة هي العالم المتوسط بين الواقع والفكر، بين الحس والعقل (حسن حنفي، 2003).
(2) تعريف ثقافة الصورة IMAGE CULTURE:
يعنى مصطلح ثقافة الصورة برصد الرؤى المختلفة المحيطة بالصور ودلالاتها ومعانيها وتأثيراتها، وكيفية النظر إليها كرمز، وكوسيلة تواصل وكناقل للمعرفة. وفي عصر الصورة، حدثت تغيرات جوهرية في ثقافة الصورة والتعامل معها، وكذا في النظر إليها، وقد جاءت هذه التغيرات كمحصلة للثورة التكنولوجية، ففي كل حقبة زمنية تتواجد تكنولوجيا خاصة بالصور، تفرز مجموعة مختلفة من المحاكيات التي يجري من خلالها تقييم الصور وإدراكها. وفي هذا العصر المعلوماتي، بدأت ثقافة الصورة تتشكل بطبيعة الفترة الزمنية، وأصبحت تتضمن مجموعة محددة من الموضوعات والأنشطة وبني الاستهلاك والإنتاج للتمثيلات المعرفية ( الرمزية) التي تدور حولها، حتى أن البعض يقارن ما يحدث من تحولات جذرية في ثقافة الصورة الآن وخاصة الصور الرقمية، باكتشاف الكتابة، وميلاد فن التصوير الزيتي، واختراع التصوير الفوتوغرافي، فالصورة الرقمية تعد بمثابة ميلاد لأداة جديدة في المعرفة. ( شاكر عبد الحميد،2005، 7-42) ( لعياضي، 2006).
ومن بين التحولات في النظر للصورة من منظور ثقافي، أن التطورات المتسارعة في مجال المعالجة الرقمية للصور، وظهور بعض الاستخدامات السلبية لها، ووقوع بعض المؤسسات الإعلامية العريقة ضحية لبعض هذه المعالجات، أثر في إعادة النظر في مصداقية الصورة المرئية، وفي قدرتها على نقل الواقع كما ينبغي، وهو ما أدى بالتالي لتراجع النظر للصورة كمعادل للحقيقة، (Lasica,1998)، وكناقل للأحداث، مما يجعل المرء يفكر مرتين قبل أن يتخذ قرارًا بناء على صورة يراها. ومن التحولات أيضًا، أن النقاش حول علاقة الصورة بالأصل، لم يتجدد، حيث لم يعد هذا الأمر يمثل هاجسًا مثلما كان عليه الحال في السابق، فهناك شبه إجماع على أن الصورة الرقمية استطاعت أن تستغني عن المرجع أو الأصل، وتستقل بذاتها وتؤسس معني بعيدُا عنه، كما أن المعني الذي نملكه عن أصل الصورة أو نسختها قد تغير في العالم الرقمي لأنهما أصبحا شيئًا واحدًا (لعياضي، 2006)، وإن كان هذا لا يعني أن التكنولوجيا الحديثة وسياقات استخدام الصورة قد ألغت كل النقاشات حول الصور، بل أعادت صياغتها على أسس فلسفية ومهنية جديدة.
ولكن من ناحية أخرى، أصبحت الصور والأشكال المصورة للأخبار والبيانات والمعلومات تمثل جانبًا مهمًا تقوم من خلاله مجالات عديدة بالتجارب ووصف المعلومات وتوصيل الأفكار، كما أصبحت الصورة في منزلة صناعة الحدث نفسه، وباتت تتطلب معرفة عميقة ومتخصصة في التعامل معها، فضلاً عن حدوث تحول عالمي في كيفية التعاطي مع الوسائل البصرية كأدوات لتمثيل المعرفة، وهو تحول يتزايد تصاعديًا مع تزايد أهمية وسائل الإعلام الرقمية كشكل من أشكال تقديم المعلومات.
(3) تعريف الصورة الرقمية: DIGITAL IMAGESوالمعالجة الرقمية DIGITAL IMAGING :
تختلف الصور الرقمية عن الصور الفوتوغرافية في أنها صور مولدة من خلال الكمبيوتر والكاميرا الرقمية أو على الأقل معززة بهما. وتستمد قيمتها الخاصة من دورها كمعلومة، وكذلك من تميزها بوصفها صور يسهل الوصول إليها، والتعامل معها ومعالجتها وتخزينها وتحميلها أو تنزيلها في الكمبيوتر أو على الإنترنت.. الخ( شاكر عبد الحميد، 2005، 22-23). وبينما كان المصطلح يشير إلي معالجة الصورة عن طريق الماسح الضوئي وبرنامج الفوتوشوب، فقد تم التوسع في استخدامه ليشير أيضًا إلي التقاط الصورة باستخدام الكاميرات الرقمية، فضلاً عن معالجاتها ببرامج معالجة الصورة، مرورًا باستخدام التقنيات الحديثة في حفظ وتنظيم الصور وأرشفتها واسترجاعها. وتتخذ الصور الرقمية عدة أشكال من بينها الصور الإعلامية، وصور الواقع الافتراضي، وصور المحاكاة، وتكنولوجيا الأقراص الممغنطة، وصور مواقع الأفلام على الإنترنت وغيرها. وقد أصبحت هذه الصورة تتشكل بألبسة مختلفة ومتنوعة ومتكاملة في ذات الوقت.
وفي عالم الصور الرقمية لا توجد صور فريدة من نوعها، حيث لم يعد ينظر للصورة باعتبارها مجرد إعادة إنتاج لواقعة أو حادثة، بل على أنها نسخة مكررة، فالصور في الفترة السابقة على النسخ الآلي للصور، كما هي الحال في فن التصوير الزيتي مثلا، كانت توضع في مكان خاص، وتحصل على قيمتها الثقافية من كونها صورة أصلية أو فريدة. أما الصور المنسوخة آليا فقد حصلت على قيمتها من خلال قابليتها لإعادة الإنتاج المكثف، وإمكان توزيعها بدرجة كبيرة، وكذلك دورها في وسائل الإعلام الجماهيرية، حيث يمكنها تدوير ونشر وإذاعة الأفكار، وإقناع المشاهدين. ( شاكر عبد الحميد، 2005، 22-23). أما الصور الرقمية والافتراضية فقد حصلت على قيمتها من خلال خصائص أخرى مثل سهولة الوصول إليها، والحصول عليها، ومطاوعتها، وقيمتها المعلوماتية المضافة. كما بدأت قيمتها تتأتى ليس من تفردها أو فراداتها، ولكن من قيمتها الثقافية والإعلامية والاجتماعية والجمالية أيضا، ومن إمكانية رؤيتها على شاشات عديدة في الوقت نفسه. وقد ساعدت اللغة الرقمية على زيادة فاعلية الصورة وظهورها كلغة جديدة ،كسرت حدة الخوف وجفاف المادة المكتوبة، بل وأصبحت تقدم شهادة إثبات على صدق ما تقوله الكلمة المكتوبة، ولا غرو في ذلك، بعد أن أصبحت مكونًا أساسًيا للمعرفة وتقديم المعلومات في هذا العصر.
(4) أهمية الصورة
الصورة سلاح، الصورة أقوى من ألف كلمة، الصورة سلطة، عصر الصورة، حضارة الصورة، الصورة ليست فقط بألف كلمة، بل بمليون كلمة: عبارات متداولة يستدل منها على أهمية الصورة عند معظم الناس على اختلاف فئاتهم وبيئاتهم واهتماماتهم، وخاصة بعد التطور التكنولوجي الذي شهده عالم إنتاج الصورة وتوزيعها وتوظيفها، حيث أقام الإنسان عن طريقها علاقة جديدة مع الزمان والمكان، وصار يشاهد الأحداث لحظة وقوعها، وبشكل مرئي ومحسوس في نفس الوقت. ولقد لعبت وسائل الإعلام دورًا أساسيًا في زيادة هذه الأهمية للصورة، وفي زيادة وعى الإنسان المعاصر بأشكال الصورة المختلفة وجوانبها الإيجابية والسلبية معًا. كما ساهمت علوم الصورة وتقنياتها وتجلياتها في عمليات التربية والتعليم، وفي عمليات التسويق، وفي الحوار بين الجماعات والشعوب،وفي الاستمتاع وقضاء وقت الفراغ..الخ.
وتقوم الصورة بعدة وظائف من بينها توثيق ورصد الأحداث، وتوقيف وتثبيت الزمن للحظات، وإثارة الكثير من الأحاسيس، والخيالات، ومساعدة المرء في استدعاء الماضي ومعايشته، كما تمكنه من التفكير في مستقبله وتنشيط خياله، ومساعدته على التحرك عبر إطار زمني ممتد ومنفتح ومن التفاعل مع أشخاص يوجدون في أماكن بعيدة.
ويتأتي التأثير القوي للصورة من اعتبار الرؤية أقوى الحواس البشرية التي يتمتع بها البشر، إذ تزود الفرد بما يصل إلى 80% من المعارف التي يتحصل بها، بينما تتشارك الحواس الأخرى في النسبة المتبقية، فضلاً عن كون الصورة أكثر قدرة على ترجمة المشاعر والأحاسيس، وملامسة العواطف والمشاعر والأفكار،والاستحواذ على الانتباه. كما تتفرد بمزايا عديدة في الإقناع، والاستثار، والاندهاش، وسهولة الاستيعاب بشكل فوري وسريع من قبل أي فرد ( شاكر عبد الحميد، 2005، 7-42).
(5) سلبيات وايجابيات عصر الصورة: من بين السلبيات التي صاحبت الاعتماد المتزايد على الصورة في العصر الراهن: أن النقل المباشر للأحداث واللهث وراء الآنية، وهيمنة الصورة وتدفقها وتسارعها قد حولا الهدف من استخدامها، من مساعدة الجمهور على فهم ما جري، إلى الاقتصار على نقل ما جري، ومن ثم أصبحت الصورة هي الحدث ذاته وليس وسيلة لنقل الحدث. وكذلك أثر هذا التسارع في النقل على القيم والأخلاق،وعلى تراجع مستوي الجودة والحرفية والدقة، وعلى قدرة وسائل الإعلام على عكس الواقع وإثراء الحوار الديمقراطي، فوسائل الإعلام تتعامل مع الصورة كسلعة، متجاهلة القيمة الإضافية التي تقدمها للصعيد الإعلامي.
ومن ناحية أخرى، لم يؤد كثرة الصورة وتراكمها إلى فهم كل ما جري، وكيف تم؟ ولماذا تم؟، فضلاً عن أن اللهاث وراء الصورة أدى لزيادة هيمنة ثقافة المظهر والشكل والإبهار على حساب ثقافة الجوهر والقيمة والعمق، وخلق ما يعرف بثقافة التكرار، والتركيز على الترفيه، وتفضيل الفردي والعولمي، وتعميق الصور النمطية، حتى أن البعض يخشى من أن يؤدى طغيان الصور إلي أن تحل محل الكلمات، وإلى تراجع القراءة لمصلحة المشاهدة.( شاكر عبد الحميد، 2005، 7-42) ( لعياضي، 2006).
ومن الجوانب السلبية للصور أيضًا زيادة إمكانية استخدام الصور لتزييف الوعي وإخفاء الحقيقة، والإعلاء من قيمة السطحي والمؤقت والعابر من الأمور على حساب الحقيقي والجوهري والثابت، وزيادة إمكانية تحويلها الإنسان إلى كائن سلبي مستقبل ومستهلك للصور .ومما يساعد على ذلك قيام بعض المؤسسات التي تقف وراء صناعة الصورة بتقديم صور زائفة للواقع، وخلق حالة من الهروب من المعرفة، وزرع حالة من الإدمان على تلقي المعرفة عبر الصور. وقد تزايدت هذه المظاهر السلبية للصور، مع ظهور ما يعرف بجرائم الصور، كالسرقة والتزوير والقتل والصور الزائفة واستدراج الضحايا عبر الصور.
ولكن من ناحية أخري يمكن رصد عدة إيجابيات للصورة بصفة عامة، من بينها مكانتها في تسجيل الأحداث والوقائع، وحفظ التاريخ وأرشفته بشكل مرئي، وتذكيرها بالماضي، ورصدها للحاضر وتتبع مساراته، وقدرتها على خدمة مجالات كثيرة ومخاطبتها لكل الأعمار?والمستويات الثقافية وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنشيطها لعمليات الانتباه والإدراك والتذكر والتصور والتخيل، وتدميرها للمسافات،ومساعدتها للمتعاملين معها للتحول من المشاهدة السلبية للأداء الإيجابي.
http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)
http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)