منهجية شرح النصوص " بكالوريا آداب " :



في هذه الوثيقة سنبين مراحل تحليل النص الأدبي تحليلا مسترسلا , يتجنب فيه التلميذ الخلل المنهجي و السلخ و الحشو , ملحقين هذه الوثيقة في الأيام القادمة بأخرى نطبق فيها هذا المنهج تطبيقا كاملا على إحدى نصوص المحاور المدروسة .
على كل تلميذ أن يدرك أن تحليل النص ينبني على ثلاثة عناصر أساسية هي : المقدمة و الجوهر / التحليل و الخاتمة , وكل منها تتكون من عناصر وأركان نفصلها كالآتي :
1 – صياغة المقدمة :

التلميذ مطالب بأن يدرك أن المقدمة في شرح النصوص لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في المواضيع , فهي تنقسم إلى مجموعة من المحطّات و العناصر التي لا مفر من الوقوف عندها وتتمثل في التالي :

* 1 - التمهيد :
يعتبر التمهيد العنصر الأول في شرح النص , فهو مدخل التحليل و فاتحة المقدّمة . يختص التمهيد بالوظيفة التالية : وضع النصّ في إطاره التاريخي و في سياقه الفكري ,دون الوقوع في الإطالة أو الأحكام المسبقة من قبيل (نجح، أبدع...) و الأحكـام الانطباعيّة من ذلك قولنا (أحسن، أفضل ، أروع، خير...) وهو يشابه المقدمة العامة في الموضوع .
يلي هذه المرحلة مرحلة التقديم المادي للنص .

* 2 – التقديم المادي للنص :
و فيه تأطير للنص و تعريف به من حيث بيان نوعه ( حجاجي , روائي ...) وذكر مؤلّفه و مصدره المقتطف منه، و الصفحات و سنة الطباعة و عدد النسخة إن وجدت مع ضرورة كتابة الأرقام بلسان القلم عند إشارتنا إلى الصّفحات التي أخذ منها النصّ , هذه المعلومات نستقيها من المصدر الذي ذيل به النص .



* 3 – التقديم المعنوي للنص :
في هذا العنصر نقوم بتحديد موضوع النصّ و نصوغه في شكل جملة فعلية .

* 4 – طرح الإشكاليات ( محاور الاهتمام ) :
فيها نختم المقدمة بطرح الإشكاليات , الممهدة للجوهر و المتمثلة في عناصر الموضوع , ونصوغ هذه الإشكاليات بالعودة إلى الأسئلة المصاحبة للنص , التي بإمكاننا التصرّف فيها بالزّيادة أو النقصان أو إعادة الصّياغة، ومن الواجب في هذا العنصر تجنب كثرة الاشكاليات , والالتزام بالإجابة عنها في الجوهر . فلا نطرح اشكالية نتركها معلقة , بل التلميذ مطالب بالإجابة عنها وإن كانت خاطئة .
نحتاج في هذا القسم إلى أدواة نستعملها في طرح الإشكاليات منها : هل – كيف – أين نتبين – أين تظهر – فيم تتمثل – إلى أي مدى – إلى أي حد ...

2 – صياغة الجوهر :




ينقسم الجوهر إلى أربعة عناصر كالتالي :
* 1 - تقسيم النص و تحديد وحداته :
يرى البعض أنّ التقسيم يرد في المقدمة في حين يرى البعض الآخر أنه أول محطات الجوهر و مدخل للتحليل , ولا حرج على التلميذ أن يضع المقاطع حيث شاء , ولكن الأفضل وضعها في بداية الجوهر ، وذلك أن استهلال الجوهر بالمقاطع يجعل التلميذ قادرا على تجاوز صعوبة بداية الجوهر إضافة إلى أنّ تقسيم النصّ إلى وحداته المعنويّة و التعليق على هذا التقسيم ،متى كان في المقدّمة، من شأنه أن يطيلها و يجعلها تتجاوز قدرَها كمًّا، هذا و أنه متى اعتمدنا المواضيع معيارا فإنّنا قد نسقط في فخّ الأحكام المسبقة ، لهذا و تفاديا لكلّ هذه المزالق فإنّه من باب النصح و الارشاد جعل تفكيك النصّ إلى وحداته فاتحة الجوهر فيكون ذلك للتلميذ لا عليه. ويكون التقسيم خاضعا بالضرورة إلى معيار محدد وجب التصريح به منذ البداية .

* 2 – التحليل :
يمثل التحليل أكبر مراحل العمل كمّا و أغزرهـا مادّة، و يكون التحليل بالنظر في وحدات النصّ وحدة فوحدة و يتمّ الانطلاق في التحليل من الأساليب إلى الدّلالات أو المعاني وصولا إلى المقاصد متوسلين في ذلك البنية القصصية بأركان القص و أنماطه ، و في هذه المرحلة نحن مطالبون بالاستشهـاد بقرائن من النصّ كي يشعر المصحّح بأنّنا نتعـامل مع نصّ و لسنا بصدد كتابة مقـال حرّ أي " الحشو " و في الآن ذاته لا ينبغي أن نقع في سلخ النص فينعت عملنا " بالسلخ " و هما أخطر الأخطاء التي غالبا ما يقع فيها كل دارس لنص ، و يجب أن ننهي تحليل كلّ وحدة بتأليف جزئي نجمع فيه أهمّ الاستنتاجات التي انتهينا إليها، و هذا التأليف الجزئي سيكون بمثابة عنصر التخلّص إلى تحليل الوحدة الثانية، و هكذا إلى أن ننتهي من تحليل الوحدات التي أعلنّا عنها منذ البداية ملتزمين بالإجابة عن الأسئلة المطروحة آنفا .

* 3 – التأليف :
إن غالبية التلاميذ يهملون هذا العنصر سواء في تحليل النصوص أو في بناء المواضيع , رغم أهميته . ويشمل هذا القسم تأليف كلي تجمع فيه أهم نتائج التحليل في مستوى الأساليب و المضامين و يمكن الاستناد إلى التآليف الجزئيّة التي ختمنا بها كل مقطع , دون الوقوع في تحليل فكرة مهما كانت أهميتها فاتنا الوقوف عندها في التحليل .

* 4 – التقويم :
يعتبر هذا القسم آخر مراحل الجوهر وفيه عنصران :
+ تقويم داخلي :
و يكون ذلك بالبحث في طرافة النصّ و ما حقّقه من إضافات و مكاسب , كما لنا أن نبدي رأينا في بعض مباني النصّ و معانيه .
+ تقويم خارجي :
لنـا في هذا القسم أن نخرج من حدود النصّ المدروس لنقارنه بنصوص أخرى لنفس المؤلف لها علاقة جلية و موضوع النص المدروس . كما بإمكاننا أيضا أن نقارنه بنصوص أخرى لغيره من المؤلّفين شرط إيجاد رابط منطقيّ جامع بينها .

3 – صياغة الخاتمة :
تعتبر الخاتمة آخر مرحلة نختم بها دراسة النصّ وهي قسم ضروريّ و هامّ و تشتمل الخاتمة على حوصلة ما توصّلنا إليه من أفكار في الجوهر وإيرادها بشكل موجز دون الخوض فيها مجدّدا ثم نفتح آفاقا على مداخل جديدة أو نصّ آخر قريب من النصّ المدروس قد يشترك معه في الدلالة و يختلف في طرق التعبير.