خصائص الشعر الوطني ومضامينه لكل من ابو القاسم الشابي ومحمود درويش و احمد شوقي



تعريف خصائص الشعر الوطني ومضامينه
التعلّق بالوطن: فهي السمة البارزة للشعر الوطنيّ، فغربة الشاعر عن وطنه، أو رؤيته له يعاني الاستعمار تدفعه إلى قول الشعر، والتغنّي به بأجمل القصائد وأصدقها.
الحنين إلى الوطن: تصوّر هذه الخاصية تجربة المنفى والتهجير، فهنا يقف الشاعر مناهضاً للاستعمار والاستبداد، ويتصدى للدفاع عن وطنه من خلال شعره، ويحرّض أبناء شعبه للنيل من المحتل وقمعه. تمجيد البطولات وأصحابها وتخليدها لتبقى شاهداً على مرّ الزمان.
بيان أهمية قيم الحرية، والعدالة، والكرامة، والاستقلال، وإرادة الشعوب وغيرها.
بعث الأمل في نفوس الشعوب بقوتها وقدرتها على التحرر من عبوديتها ورفع معنوياتهم. تهديد المحتل بثوراتٍ عارمةٍ ستقضي على ظلمه وجرائمه، وبث الرعب بين صفوفه.

1. الخصائص الفنية في شعر احمد شوقي:

1. البناء التقليدي للقصيدة: الاهتمام بالوقفة الطللية
انادي الرسم لو ملك الجوابا =واجزيه بدمعي لو أثابا
2. . استخدام معجم تقليدي فيه غريب الألفاظ وفصيح المفردات: لكن مصر وإن أغضت على مِقة- العبابا- أزمّتها(.
.3توظيف صور شعرية مجازية تقليدية (الصور الحربية: يهز رمحا-يسل حساما- )
استعمال صور دينية (البيت-المتابا-المصلون-الإمام(.
. 4تنزع قصائد شوقي الوطنية إلى مسلك التقليد إحياء للسنن الشعرية القديمة التي بواته مرتبة أمير الشعراء فهو شاعر قصور ورجل سياسة ينجز قصائده احتفالا بالمناسبات الرسمية وإحياء لها بما يجعل شعره ظاهر الصنعة والتكلف ، ضعيف الصدق وتوهج الشعور شأن الشابي الذي ينفث عصارة مشاعره الصادقة بكاء وتألما وحرقة على حال البلاد والعباد

2. الخصائص الفنية في شعر محمود درويش



يعتبر محمود درويش من أشهر شعراء المقاومة لفلسطين، الذي عاش في الغربة والتشريد، وحمل أعباء القضية الفلسطينية. شعره أقرب إلى صدق التجربة والإصالة في تصوير صراع الإنسان الفلسطيني. فصوته يرتفع ويصور حبه ورفضه. ورغم حصار الشعب الفلسطيني، ومحاولات التصفية الجسدية، والنفسية، والحضارية، هذا الصوت الذي يتجلى في قصائده تذوب بين سطورها كلمة فلسطين ومأساتها، كأنه يخرج من بركان لايهدأ إلا ليثور. ولكن لم يصرفه الحديث عن شعر النكبة من الاهتمام بالشعر
العربي؛ إذ شعره غير منقطع عن حركة الشعر في البلاد العربية، وغير ّ متجزئ منها، لأنه
قدتربى على أيدي الشعراء العرب القدامى والمعاصرين. نعالج في هذا المقال بعض مضامين قصائده عن المقاومة، وهو: التحدي، البؤس والحرمان، التشريد والإبعاد، القتل والاغتيال، السجن، الصمود ورفض المساومة والأرض، والأمل إلى المستقبل

.3-الخصائص الفنية في شعر ابو القاسم الشابي


ان شعر الشابي شعر ذو نزعة إنسانية كونية، يقوم على توظيف المعجم الطبيعي بدلالات متنوعة تنطق بروح الغضب والثورة، فيستعير صورًا طبيعية شتى في حال الهيجان والحركة (ودمدمت الريح بين الفجاج)، ويعضد ذلك إيقاع حماسي ينسلّ من بحور رصينة ذات تفعيلة واحدة شأن المتقارب في قصيدتي (إرادة الحياة وإلى طغاة العالم) يقول الشابي:




إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
وإلى ذلك جعل الشابي من حروف الروي صوتًا يشيع ألم الشعب وتأوهه، فتصدر عنه أصوات النواح وبحة الصراخ. أليس هو القائل:
كلما قام في البلاد خطيب موقظ شعبه يريد صلاحه
وقال أيضا:
اخمدوا صوته الإلهي بالعسف أماتوا صداحه ونواحه
إن هذه الأصوات مما يولد موسيقى داخلية في القصيدة تطرب المتقبل وتمتعه أيما طرب وإمتاع.
كما يجنح الشابي إلى خطاب رمزي يخلو من المباشرة في التصوير والوعظ، فإذا الحكمة آية تجربة إنسانية يخوضها بروح خياله وصميم شعوره، إنه القائل:
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وخلال ذلك لا يكف عن استعمال الحجج الواقعية التي تسوق القصيدة إلى الواقع دون أن يسوق الواقع إلى القصيدة.
إن تجربة الشابي ممتعة مطربة تقوم على شعرية المجاز والترميز وبلاغة الصدق ورقة المشاعر، وحسبه بذلك أن يكون شاعرًا لا خطيبًا واعظًا ولا سياسيًا خائضًا في شؤون السياسة والسياسيين.
ليست الطبيعة هدفا رئيسيًا من دراسة شعر الشابي في السنة الأولى لأن المطلوب أساسًا هو الوطنية بأساليبها ومعانيها:
الأساليب:
· إطلاقية الخطاب: طغاة العالم-الشعب- المخلصون.
· التشبيه: كطيف النسيم-كنور الضحى.
· المعجم الطبيعي: الرياح- الكائنات- النسيم...
· المعجم الغزلي:الهوى-حبك العميق.
· التمرد على البنية التقليدية: رفض الوقوف على الأطلال.
· تنويع حروف الروي: قصيدة إلى طغاة العالم.
· استخدام الإيقاع الحماسي: بحر المتقارب (فعولن - تناسب حروف الروي مع حال الشاعر والشعب (هاء التنهد والتحسر-حاء النواح والجراح).
· الأصوات القوية: الدمدمة-القصف-العزف- - -تناسب البعد الحماسي وتولد الموسيقى الداخلية.
· تناسب الملفوظ النفسي والمقول الشعري (البكاء -الشوق-العشق ).
· الانزياح إلى التلميح دون التصريح (توظيف الرموز دون التسمية المباشرة).
· تجنب الأسلوب الخطابي والسياسي المباشر.
· غياب التأريخ السياسي.
· هيمنة الوظيفة الجمالية على الوظيفة التسجيلية التوثيقية للشعر (الإبداع أولا-الإبلاغ ثانيًا.