وصف الطبيعة وجمالها وصف الطبيعة في فصل الربيع أثر المناظر الطبيعية على الفرد اهمية الاعتناء بالطبيعة واثارها وصف الطبيعة وجمالها .. موضوع تعبير عن وصف الطبيعة وجمالها - موضوع انشاء عن وصف الطبيعة وجمالها - موضوع انتاج كتابي عن وصف الطبيعة وجمالها - محور من شواغل عالمنا المعاصر - تاسعة اساسي



مقدمة
لكل فصلٍ من فصول العام جمالٌ يُميزه عن غيره ويجعل القلوب تتعلق به، ولفصل الخريف جمالٌ متفرّد متميزٌ، لا يُشبهه أي جمال ولا يُوازيه في الروعة أي فصل، ففيه تُلملم الطبيعة آخر ما تبقى من ثمار الصيف وسهراته الطويلة وأغنياته الصاخبة، وتنحسر شمسه لتعود خجولةً مرةً أخرى وتُطلّ من بين الغيوم على استحياءٍ، بعد أن كانت شمساً متمردةً تلسع بحرارتها، فشمس الخريف شمسٌ دافئة حنونة لا تُزعج غيرها ولا تتمرد على الطبيعة، كما أن نسمات هوائه ممزوجةٌ برائحة الصيف والشتاء معاً، فهو فصلٌ يجمع بين حرارة الصيف ولسعة برد الشتاء، وهذا ما يُعطيه نكهته الخاصة.

في الخريف تنزع الطبيعة والأشجار عنها ثوبها البالي الذي ملّته العيون وأصبح قديماً جداً، وتتحول من الخضرة إلى اللون الأصفر الذي يبث في النفس مشاعر مختلطة ومختلفة، لكنها جميلة بكل تفاصيلها، فاللون الأصفر الذي يُغطي السهول ويُجرّد الأشجار من أوراقها فتُصبح أغصانها جرداء عارية، يُعطي للنفس دروساً وحكماً كثيرة، أولها أن لكل بداية نهاية ولكل بداية تغيير وتجدد لا بُدّ من المرور بالخريف ليكون نقطة الانطلاق.
في فصل الخريف يسود السكون في جميع أرجاء الطبيعة، فالحيوانات تتهيأ لسباتها الذي تنعزل فيه عن الحياة لتشحن طاقتها من جديد وتعود مرة أخرى، والطيور تبدأ بالهجرة الطويلة لتُسافر إلى أماكن أخرى، والنباتات تدخل في موسم الراحة الذي يُهيئها للبدء من جديد في المواسم القادمة، فهو فصلٌ لراحة الكثير من الكائنات لتجدد طاقتها التي استهلكت.
على الرغم من أن الكثيرين يعتبرون الخريف فصل الملل والهدوء، إلا أنه في الحقيقة فصل الاستمتاع في الطبيعة، فاعتدال طقسه يُتيح فرصةً ذهبيةً للناس كي يتأملوا جمال الطبيعة، كما أن نهاره يميل إلى أن يُصبح قصيراً، وهذا يُعطي للناس فرصة أن يسهروا أكثر، لأن ليله جميلٌ ومعتدل وطويل، وتبدأ قطرات الندى بالعودة فيه من جديد لتستقر على أغصان الأشجار، وعلى الرغم من أن أكثر الشعراء تغزلوا بخضرة الربيع وزهوره وبثلوج الشتاء وروعة أمطاره وبسهرات الصيف الجميلة، إلا أن للخريف أيضاً حصةُ كبيرةٌ في قصائد الشعراء والأدباء، وفيه ولدت أعظم القصائد وقيلت في وصف طبيعته أجمل الأبيات، وفي هذا يقول الكاتب: “يا أيِّها المولود بين الماء والنارِ احتجاجاً، نصفُ قلبكَ ملجأ، والنصفُ شبّاك الأميرةِ، هل آنَ أنْ تأوي إلى صوتي لنوقدَ غصّةً بعد الخريف بغيمتينِ ونبكي ما شئنا، ونفرح بالبكاءْ، مَنْ يمرُّ إليكَ منْ مدن البنفسجِ أيُّها المسكون بالأمطارِ يوماً”.

وصف الطبيعة في فصل الربيع


في الربيع تُشرق الدنيا وتتزين الطبيعة، وفيه تتبسم السماء وتُشرق الشمس خجولةً مسترسلةً تبحث عن زهورٍ متفتحة لتستقر أشعتها عليها بعد طول غياب، فهو الفصل الذي تبتسم فيه الكائنات ويُصبح الجوّ أكثر حناناً وأقل قسوة، وفيه تنقشع غيوم السماء القاسية وتسكن الرياح والعواصف، وتبدأ الزهور والفراشات بالظهور من جديد، لتُعلن للدنيا أن للفرح مواسم كثيرة وأن الربيع هو سيد هذه المواسم على الإطلاق، فهو فصل التجدد والتغيير والإقبال على الحياة، وفيه يتجدد الأمل ويُشرق اللون الأخضر ليُعطي بهجة لا توازيها بهجة.
يتميز فصل الربيع بأنه سيد الفصول كلها، وهو الأقرب إلى القلب من بينها جميعاً، فبعد قسوة الشتاء وبرده وجنون عواصفه، يأتي هو كمنحةٍ إلهيةٍ عظيمةٍ تستقرّ به النفوس وتبتهج القلوب، ويشتعل فيه فتيل الأمل، ولا عجب أن قصائد الحب التي قيلت فيه كثيرةٌ جداً، فالقلوب فيه تُصبح أكثر رقةً، والمشاعر تُصبح أكثر تدفقاً، فشمسه وأزهاره وكل ما فيه من جمالٍ يستفزّ المشاعر لتظهر على الملأ وتنشر عبيرها الجميل.
في الربيع تتلون الأحلام باللون الوردي، ويستريح النظر برؤية الخضرة البديعة في كل مكان، وتُحلق الفراشات الملونة بين زهرةٍ وأخرى وهي تتراقص فرحةً بروعته، فشمسه الدافئة الحنونة تضم الأرض بأشعتها دون أن تزعجها، وطقسه المعتدل يجعل من الخروج في رحلةٍ طويلة شيئاً في قمة المتعة، فالطبيعة تُخبئ بشارها الكثيرة لتُخرجها في هذا الفصل، ولهذا ترتدي أجمل أثوابها المزينة والزاهية، وتتعطر بعطر الزهور والورود، والأشجار تستعيد خضرتها بعد أن كانت قد خلعت ثوبها القديم عنها، وفي هذا الفصل تستيقظ الحيوانات من سباتها الطويل، فالربيع هو فصلها الذي تستعيد فيه نشاطها وحياتها لتبدأ موسم التكاثر.
أثر المناظر الطبيعية على الفرد
وعند التأمل في الكون العظيم نجد آيات الله شاهدة على عظمته في كل مكان فنجد الجبال الشامخة عالية وكأنها تلامس السماء، ونجد البحر والنهر يجريان ولا يختلطان سوياً، ونجد النباتات المختلفة تنمو إلى جانب بعضها في نفس التربة وتسقى من نفس الماء إلا أنها تختلف عن بعضها.





ونجد في وقت الشروق ووقت الغروب دليل على عظمة الخالق جل وعلا فقد قال تعالى (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا لشمس بأاللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فنج الشمس تشرق في الصباح لتملأ السماء بأشعتها ثم تهبط على الأرض لتعانق كل شيء فتكسبه الدفء والحرارة أما في وقت الغروب تظهر خطوط الشفق في السماء وتودعنا الشمس ليطل علينا القمر بجماله الفريد فسبحان الله العظيم.
ويظهر جمال الطبيعة جلياً في النباتات والأشجار والأزهار الجميلة ذات الألوان المتعددة الرائعة وعادة ما تكون الطبيعة بكامل جمالها في فصل الربيع والذي يعرف بأنه أجمل فصول السنة حيث يأتي بعد فصل الشتاء وفيه تكتسي الطبيعة بردائها الأخضر الجميل والذي يسر الناظر ويبهج النفس والروح، كما أن الأزهار تتفتح وتظهر جمالها وليست الأزهار فقط بل إن السماء تكون صافية وتشرق الشمس بأشعتها الحنونة كي تنشر الدفء في كل مكان.
كما تعود الحيوانات والطيور إلى نشاطها بعد انتهاء فصل الشتاء والذي تلجأ فيه كثير من الحيوانات والحشرات إلى البيات الشتوي وتلجأ بعض الطيور إلى الهجرة فتعود إلى وطنها لتكتمل صورة جمال الطبيعة وسحرها، فالطبيعة وجمالها نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان والتي تؤثر بشكل مباشر على نشاط الإنسان وعمله وحالته النفسية والمزاجية ولذلك علينا جميعاً المحافظة على الطبيعة وعناصرها من التلوث.


اهمية الاعتناء بالطبيعة واثارها
إن الطبيعة غذاء الروح بالنسبة للإنسان، فكما إن الإنسان كائنً حي وله حواس يدرك ويشعر بها، فأن الطبيعة ذات حساسية في ذاتها لان لكل كائن حي خاصية يتميز بها والنباتات أيضا كائنة حساسة أيضا تتأثر بالمحيط والمناخ. فإذا حدث خلل بسيط في توازن المناخ فان ذلك يؤثر مباشرة على النباتات و البيئة بشكل عام، أي أن الطبيعة لها حساسيتها الخاصة بها.
إن أغلبية النباتات لها فوائد كثيرة أو نستطيع القول أن لها تأثير بجانبين ألا وهو الجانب الإيجابي والسلبي، ولكن المهم هنا هو كيفية التقرب والتعامل معها بشكل موضوعي وعلمي، فإذا لم يكن هناك علاقة سليمة بين الإنسان والطبيعة، فأنه لا يمكن الحصول على أية مكتسبات من الطبيعة ، كالذهب الأصلي وهذا يؤدي إلى فقدان الإنسان لروحه المغذية في الطبيعة، و الذي يعتبر جانبه الروحي والمادي في نفس الوقت.
فان تقرب الإنسان وخاصة المرأة من الطبيعة في مرحلة المجتمع الطبيعي قد ترك أثراً كبيرا في ذاك الحين أي في عهد نظام الأمومة البعيد كل البعد عن الملكية الخاصة، كما نعلم انه منذ بداية ظهور الملكية الخاصة (الفردية) ظهرت معها السلب الحقيقي للإنسان واستغلاله للطبيعة حيث اعتمد المجتمع العبودي الطبقي على الذهنية الحاكمة وسلوكيات المجتمع الدولتي لذلك بقدر ما تصاعدت التناقضات الداخلية للمجتمع، تزايد تناقضاتها مع المحيط الخارجي حيث فرض الإنسان حاكميته على الطبيعة ولان أخلاق الطبقات الحاكمة والذهنية المتسلطة عندما تنظر في تحكمها للطبيعة ترى فيه أخلاقا نبيلة وسلوك راق.