موضوع انشاء مع الاصلاح حول محور تونس الجميلة - سنة سابعة أساسي




الموضوع:



أقمت علاقة عبر الانترنيت بأجنبيّ فرحت ترغّبة في زيارة لتونس بوصفك لجمال طبيعتها وكرم شعبها وعراقة تاريخها. تحدّث عن ذلك في نصّ سرديّ يتخلّله وصف مميّزات تونس وأكّد خلال ذلك عل المؤشّرات الزّمانيّة والمكانيّة.





التحرير:







أتيحت لي الفرصة أن أوطّد العلاقة بطفل اوروبي من اصول فرنسية . فكنّا نتراسل دوما عبر البريد الألكتروني. وكانت هذه الصّداقة نِعْمَ الأنيسُ لي في وحدتي ونعم النّافذة التّي أتاحت لي التّرحال وأنا في بيتي قرب شاشة الحاسوب. فقد كان يحدّثني دوما عن خصائص باريس فبتّ أعرفها وكأنّي قد زرتها فعلا. وكنت بدوري أحاول أن أرغّبه في زيارة لتونس بوصفي لجمال طبيعتنا وكرمنا وعراقة تاريخنا.إذ كنت أقول له دوما: " اعلم يا صديقتي أنّ تونس هي درّة المتوسّط بما حباها به اللّه من جمال طبيعيّ خلاّب. فحيثما اتّجهت ألفيت ما يبهرك ويتيح لك فرص التّمتّع

والاستجمام. فلو زرت الشّمال الغربيّ مثلا فإنّك حتما ستقف معجبا بالجبال الشّامخة الزّمرّديّة المزدانة بأشجار الفلّين ذات الرّوائح العطرة هناك ستشتم وتستنشق الهواء نقيّا عذبا يريح رئتيك من هواء المدن الملوّثة. وستشرب من عيون عذبة رقراقة. فسواء كنت في عين دراهم أو طبرقة أو مدينة الكاف المزهوّة بقامتها الممشوقة، فسيحتضنك الجمال ويمتّع حواسّك كلّها. أمّا إذا زرت بنزرت عروس الشّمال فلن تحسّ بالوقت وأنت بين شواطئها الذّهبيّة الممتدّة ومياه بحارها اللاّ معة الدّافئة. تنعم بثروتها السّمكيّة الرّائعة المذاق. أمّا سوسة جوهرة

السّاحل فستوفّر لك من المتع بمنتزهاتها الخلاّبة وأساليب ترفيهها المتنوّعة ما لن تنساه طيلة حياتك. فإن زرت القنطاوي فستقرّر حتما العودة لتركب من جديد القطار السّياحيّ وتتنزّه بين شطآنها بالمراكب العصريّة المتطوّرة. أمّا إذا زرت الجنوب فستبهرك البساطة في أبهى حللها. فستركب حتما الجمل. وتزور القصور في تطاوين وغمراسن. وسيعجبك الجمال العربيّ. وستتيح لك الصّحراء بامتدادها اللاّنهائيّ فرص التّأمّل والرّاحة من صخب المدن وضوضائها. وستنعشك الواحات بنخيلها الباسق وستتذوّق من تمرها الحلو العذب المذاق. وحيثما حللت

فالرّحب والسّعة مقامك. فالكلّ سيخدمك ويقدّم لك أرقى أساليب الاستقبال. فالغريب في تونس حبيب لأنّه سيشعر أنّه في بلده ولا غرابة لأنّنا شعب كريم مضياف. ولأنّي أعلم أنّك من عشّاق المعرفة والاطّلاع فستجد حتما في متاحفنا وآثارنا في قرطاج أو الجمّ أو سوسة أو المدن العتيقة ما يطفئ ظمأك للمعرفة. وسيدفعك إلى إعادة الكرّة مرّات ومرّات. فهلاّ استجبت لندائي ولبّيت رغبتي في زيارتنا. وأعدك بأنّك لن تندم بل ستدرك أنّ ما قلت مجرّد قطرة من غيث. وأنّه لا يمكن أن يفي الواقع حقّه.