فيديو مونولوغ الرئيس في مجلس الوزراء سأحكمُ وحدي ان لزم الأمر أمام فريقه الوزراي الصامت



المصدر بزنس نيوز - رؤوف بن هادي: ماذا يدون هؤلاء الوزراء حين يتحث الرئيس عن الغرف المظلمة و'مئات ملايين المليارات؟ 'تطولُ "جلسة العمل"، فينكب أحد الوزراء على دفتر ملاحظاته يرسم الدوائر وعلامات الاستفهام أو يدوّن أسبابا تمنعه من الاستقالة حالا والخروج من ذالك الباب الفخم الى رحابة العالم، ليضع خلفهُ المائة يوم الأخيرة التي أمضاها فردا من جمهور مسرحية وان مان شو...

فيديو مونولوغ الرئيس امام مجلس الوزراء الصامت .. امشي رَوّحْ شدّ دارك الحكم خاطيك وبعيد عليك
الحكم ليه صناديد وأفعالها كيف الحديد موش كذب واحلام يا بياع الاوهام و يا رئيس غرف الظلام


كلّ مساء خميس، يجمعُ الرئيس فريقه الوزراي الصامت حول طاولة بيضاويّة من الخشب الممتاز، تتلقّى بين الفينة والأخرى ضربات انفعاليّة- حماسية، أو نقرات أقلام ضجرة، وحملقات طويلة من الوزراء الذين لا يسعهم سوى التسلي بالتفحص في أرجاء غرفة اجتماعات القصر الفخمة، مللا، من زمجرة الرئيس العموديّة التي قد تطول الى ساعة الا ربع من الحوار البين-ذاتي لرئيس يسأل ويجيبُ ويسرد التوريخ ويلقي التهديدات..
اجتماع لم يتطرق فيه الرئيس الى مسألة واحدة عاجلة من المساءل التي تؤرق التونسيين. الاهم؟ الحديث عن استشاراته الشعبية التي علم نتائجها قبل أن تنتهي...




كشف سعيد عن بعض النتائج الأولية للاستشارة القانونية خلال جلسة للنظر في جملة من المراسيم ومشاريع الأوامر وفق التدابير الاستثنائية جمعته بمجلس وزراء رئيس الجمهورية.
82 بالمائة من التونسيين يفضلون النظام الرئاسي. قال سعيد، تمهيدا للتعديلات التي يعتزمُ فرضها على النظام السياسي. وتابع أن 92 بالمائة صوتوا على سحب الثقة من نواب البرلمان المجمدة أعماله و عبر 89 بالمائة عن عدم ثقتهم في العدالة ووافق 81 بالمائة حول نظام الاقتراع على الأفراد.
لا يوجد نسبة أقل من 80 بالمائة، جميع خيارات الرئيس تمت الموافقة عليها في الاستشارة بالأغلبية الساحقة، خياراته السياسية الشخصية وتبربرات لمساره "الاصلاحي".







ختم سعيد سرده لهذه "النتائج" مؤكدا شفافية هذه الأرقام ومصداقيتها ومشددا على نجاح الاستفتاء الالكتروني رغم محاولات البعض إثناء التونسيين عن المشاركة ووضع عقبات كثيرة تهدف إلى إحباطها.

وقال في هذا الإطار " لا دخل للقرابة ولأي كان في أي قرار اتّخذه، والشعب التونسي يميز بين الصادق والكاذب الذي يتجرأ ويتحدث ويشتم ويقول بعد ذلك أن الحرية مفقودة ويدفع الأموال للصحف في الداخل والخارج." هكذا علّق الرئيس حول اتهامات طالته بتحكم زوجته القاضية اشراف شبيل وشقيقه نوفل سعيد في القصر، وخلافهم مع رئيسة الديوان المستقيلة. "قراراتي أتخذها بمفردي" علّق الرئيس الذي لا شريك له، مؤكدا أنه لا يستشير أحدا، وأن مراسيمه الحتمية وأوامره النهائية وحكمهُ لهذه الدولة هو فعل فرديّ لا مجال فيه للمشورة او الحوار.



ولم يفت سعيد التذكير بالنص القرآني للايهام بشرعية دينية ما لقراراته مشيرا الى أن العدل هو اساس الحكم واساس الدولة بحسب النص القرآني وأضاف " أنا مسؤول امام الله وأمام الشعب ولن اترك الدولة والشعب فريسة للوحوش والكواسر"

"نعمل لتطهير البلاد، ممن دنسوها واستولوا على مقدراتها، السيادة للشعب، ولايجب أن يتحول الدستور الى اداة للسيطرة على الشعب ويوضع لتحقيق اهداف الشعب وليس اهداف من يتلونون كل يوم بناء على التحالفات. " علق الرئيس.
وتابع سعيد أنه لن يسمح بالتلاعب بقوت الشعب وسيضع المرسوم الضروري ليتحمل من يسعى لتجويع الشعب مسؤوليته.
"كان من المفترض أن يكون ضمن جدول أعمال المجلس، مشروع قانون الصلح الجزائي لكن يوجد جزئيات تقنية يجب مراجعتها وسيكون هذا المرسوم جاهزا وسيتم تمريره، هذا المشروع يقوم على صلح جزائي بين من تورطوا في جرائم مالية قبل 2011، من نهب أموال الشعب يتحمل مسؤوليته ويجب أن تعود هذه الاموال، يوجد هيئة ستنظر في ابرام الصلح الجزائي وسيتم ترتيبهم من الاكثر الى الاقل تورطا وسيقومون بمشاريع في المناطق الداخلية من الاكثر فقرا الى الاقل ."