لماذا يصر الخوانجية اخوان تونس على ادراج الزكاة في القانون؟





دولة الخلافة في تونس راشد الغنوشي يترأس مؤتمر الأخوان بتركيا بحضور القرضاوي بعد انتخابات 2014 ؟؟؟


لماذا يصر الإخوان على ادراج الزكاة في القانون؟ لأمر بسيط وهو انّهم يريدون تحويل الدولة المدنية الى دولة دينية، وهو مشروعهم الدائم و مغزى وجودهم اصلا وهو مطلب لا يحيدون عليه أبدا.



من المعروف انهم يعتمدون منهجية التدرّج اتباعا لـ"فقه الواقع" حسب تعبيرهم، اي حسب ميزان القوى الماثل، وهم يعتقدون الآن أن ميزان القوى هو لصالحهم فيعملون على فرض رِؤيتهم لنظام الدولة الاسلامية المطلوب دائما. انه من المسلّم به عند الفقهاء هو انّ الزكاة هي احد اركان الاسلام الخمسة ودفعها نوع من العبادة، فان كان تطبيقها من الحكام المسلمين في دول بدائية التنظيم المالي و بدائية في مفهوم الدولة، حيث كانت دولة الخلفاء دولة دينية و ليست دولة مدنية تسوي بين مواطنيها بل دولة لها تشريع للمسلمين وآخر لأهل الذمة (من غيرهم)، فكان من المشروع ان تكون للدول مداخيل تصرف منها.

نحن الآن في القرن الواحد و العشرين والدول تطورت في تنظيمها و القيم والاسس التي تقوم عليها و منها مداخيلها التي أضحت متنوعة ومتشعبة والضرائب على الدخل و الثروات في جل الدول المعاصرة تفوق بكثير ما كان مطلوبا عند دفع الجزية.





ثم أن الجزية هذه مثل الصلاة او الحج او الصوم متروكة لضمير المسلم فلا اجبارية فيها في الدول المدنية، ثم المواطنون من غيرالمسلمين لا يشملهم هذا الواجب او الضريبة. المواطنون في دولة مدنية متساوون في الواجبات و الحقوق ومسألة المعتقد مسألة خاصة تهم الأفراد. لذا من المنطق أن تترك الحرية للمسلمين اخراج جزيتهم و دفعها لمن يستحقون كما جرت العادة.
غير أن جماعة النهضة و حلفائهم من المتأسلمين لهم مشروع اشمل وهو تطبيق الشريعة وكل النظام الاسلامي اذ في وعيهم "الاسلام عقيدة ودولة"، "دنيا و دين" كما قرر فقهاؤهم و خاصة ابن تيمية و حسن البنّا و سيد قطب و المودودي... و الاّ كانت الدولة "دولة جاهلية" ووجب محاربتها لأنها لا تحكم بشرع الله وهي "دولة الطاغوت".

النهضة و توابعها ان فرضوا صندوق الزكاة هذا فانهم لن يكتفوا بذلك فسيطالبون بمراجعة مجلة الأحوال الشخصية و فرض تعدّد الزوجات و اعادة العصمة المطلقة بيد الرجل و فرض حق التطليق للزوج وحده و طبعا الغاء حق التبني ثم العودة لتطبيق الحدود من قطع الأيدي و الرجم والجلد و قطع الرؤوس "والسن بالسن" واطلاق مليشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لمراقبة الناس والتضييق عليهم في لباسهم و مأكلهم و حتى مع من يقفون او يمشون وما "الأمر" الذي اصدرته أخيرا مديرة أحد المبيتات للطالبات تحرم فيه لقاء ذكر مع انثى في دوائر المبيت الا أحد أفكار المجموعة و مشروعهم الدائم و منهجيتهم في التمكين والعمل المستمرو التدريحي في أخونة المجتمع و تشكيل العقول كما يبغون.

جماعة النهضة (ومن هم على يمينهم من المجاميع الاسلامية) لم يؤمنوا يوما بتونس دولة مدنية، فقط هم يعتمدون التّقيّة و"فقه الواقع" للتسلل دائما للدولة و تطبيق ما يرغبون و كما قال الغنوشي عندما حاججه السلفيون في 2013 عن التخلي عن مطلب فرض مبدأ " الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع في تونس" كان رده عليهم"اصبُروا" و لا "قيمة لنص الدستور" و"القوانين يطبقها الأقوى"، وهاهم الآن يعتقدون انهم الأقوى و يريدون فرض الزكاة في القانون ولتمرير مشروعهم قالوا ان موارد "صندوق الزكاة" هذا ستصرف على الطلبة و العاطلين !!... كذب و بهتان... هم يريدون تحويل دولة الرعاية (التي تتراجع) و دولة الواجب تجاه المواطنين الى دولة الصدقات والمنّ على الفقراء و يصبح واجب دفع الضرائب هو البحث عن الأجر و منّة من الأغنياء على الفقراء و اذلال للمحتاجين... مشروع النهضة و مشتقاتها هو مشروع السقوط و الانحدار و التخلف. هل يعي الناس؟

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
المصدر: صحيفة الجمهورية