منطقة قفصة والهمامة في عهد محمد الصادق باي 1859 - 1882 بحث جاهز
منطقة قفصة والهمامة في عهد محمد الصادق باي 1859 - 1882 بحث جاهز
منطقة قفصة والهمامة في عهد محمد الصادق باي 1859 - 1882 بحث جاهز




منطقة قفصة والهمامة في عهد محمد الصادق باي 1859 - 1882 بحث جاهز




إن المتأمل لمختاف الروايات المتشابهة في عمومياتها والمتناقضة في جزئياتها يلاحظ أن كل الأطراف تحاول توظيف هذه السير لتدعيم مكانتها مما يجعل الرجوع إليها محفوفا بالأخطار ، فإشكالية الإعتماد على التاريخ الشفاهي ماتزال تتطلب عناية خاصة من لدن مؤرخينا

إن الروايات المتعلقة بأصل الهمامة وهجرتهم تلتقي في أكثر من نقطة مع روايات قبائل أخرى مما يقلل من مصداقيتها التارخية إلا أن تاريخ شمال إفريقيا سجل إبتداءا من منتصف القرن 11 ميلادي وصول أعداد غفيرة من أعراب بني هلال وبني سليم من الصعيد المصري بعد أن أطلقهم الخليفة الفاطمي سنة 439هجري /1047 ميلادي على بلاد المغرب كرد على إعلان المعز بن باديس القطيعة مع الخلافة الفاطمية وإعترافه بالخلافة العباسية





لم تشر المصادر إلى الهمامة ضمن فرق بني هلال (الأثبج رياح زغبة... )ولكن لانستبعد أن تكون عروش الهمامة تضم عناصر من الفرق العربية التي هاجرت أثناء الزحف الهلالي وبعده . وتعتمد السير على معطى أساسي وهو غض الطرف على كل تواجد بشري قبل إستقرار القبيلة فكأنما البلاد كانت فقراء تنتظر مؤسسي لقبائل ليعمروها بنسلهم .فعدا رواية أولاد عزيز التي تشير إلى تولي جدهم الأول عزيز طرد قبيلة ماجر إلى الهيشرية فإن بقية الروايات صيغت على أساس السكوت عن كل تواجد بشري سابق لوصول القبيلة التي تملكت هذه المنطقة

منذ القرن 11 ميلادي وبلاد المغرب تشهد حركية كبيرة من الناحية السكانية حيث تسارعت عملية الإستعراب وكان تنقل القبائل مستمرا نظرا لعدم الإستقرار السياسي وبحثا عن ظروف إقامة احسن ولم تعرف الأوضاع إستقرارا نسبيا إلا في القرن 16 ميلادي ولذلك فإن اغلب المؤرخين يرجعون إستقرار الهمامة بوطنهم
إلى هذا القرن

تعترف السير بإندماج مجموعات أعتبرت خارجة عن القبيلة ضمن عروش الهمامة مثل أولاد تليجان وصبرة وفطناسة بالنسبة لرواية أولاد عزيز وأولاد سيدي بوزيد والقمامدية وأولاد سليمان بالنسبة لرواية أولاد رضوان وفي ذلك مسايرة لواقع الإختلاط البشري .كما أن السير تتسم بعدم الإنسجام في نسب كل الهمامة إلى المؤسس الأول للقبيلة حيث تذكر بعض الروايات أن الانتساب إلى همام تم عبر ابنته التي تزوجت من إدريس.
ينحدر منها أولاد رضوان أو عبر ربيعة التي تعتبرها رواية أولاد سلامة ابنة إدريس الكبير وتزوجت من شخص لا ينحدر من همام فأنجبت عزيز ومعمر وفي هذا تناقض مع عادات النسب في المجتمعات العربية الإسلامية سيما وأننا نجد أيضا أن أولاد رضوان بأنفسهم يقرون هذا النوع من الانتساب أي أن الأمر لا يدخل في نطاق محاولة الإستأثار بشرف الانحدار من المؤسس الأول وحرمان بقية العروش من ذلك .طبقا لذلك يمكن أن نؤكد أن الروابط الدموية التي توحد بين عروش الهمامة في حقيقة الأمر هي اعتقاد شائع ومتداول ولكنه أقرب إلى الوهم.
منه إلى الواقع . ويدعم هذا الرأي احتواء قبيلة الهمامة للعديد من العروش والفرق المنتمية إلى الزوي والأولياء الصالحين والتي تتمسك بأنساب خاص بها مثل العكارمة المرتبطين بالولي عمر بن عبد الجواد بالقصر أو الدوالي أبناء سيدي منصور أبو دالية بقفصة أو عليم أبناء نصر بن مبارك أو أولاد سيدي علي بن عون او الضواهر المنتسبين لظاهر بحدود ارض الفراشيش ورغم ذلك فإن لهذه الفرق موقعها داخل التقسيم العام لقبيلة الهمامة