بحث عن ابن خلدون مؤسس علم الإجتماع

هو عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، ولد في تونس سنة 1332 ميلادي، لأسرة من أصول يمنية وكان لأسرته الكثير من النفوذ في إشبيليه ببلاد الأندلس، وقد هاجرت الأسرة مع بداية سقوط الأندلس في يد الأسبان إلى تونس وعاش ابن خلدون معظم حياته متنقلا بين بلاد شمال أفريقيا، هذا بالإضافة لزياراته لأرض الحجاز.

أقبل ابن خلدون على العلم فقام بدراسة القرآن الكريم وتفسيره، والحديث والفقه واللغة هذا بالإضافة لعدد من العلوم الأخرى على يد عدد من علماء تونس، وهو ما جعله بعدها يتمتع بمكانة علمية عالية سواء على المستوى العربي أو العالمي.



يعتبر ابن خلدون واحدا من أعظم المفكرين المسلمين، وأبرز من كتب في علم التاريخ، وعنون كتابه "كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، أو تاريخ ابن خلدون وهو الكتاب الذي رفعت مقدمته ابن خلدون إلى مصاف كبار فلاسفة العالم. وأراد أن تجد به الملوك ما يغني عن سر الأسرار الذي ألفه أرسطو للإسكندر، وأنجزه في مدة خمسة أشهر، من عام ثم نقحه بعد ذلك وهذبه، وألحق به تاريخ العرب وأخبار البربر وزناتة، وأهداه إلى المستنصر أبي العباس، الذي تولى إمارة تونس من سنة (772 حتى 796هـ). فلما ترك تونس إلى مصر عكف على تهذيب الكتاب والزيادة عليه، زهاء عشرين سنة، فأضاف إليه الجزء الخاص بملوك العجم، وأقساما أخرى ألحقها بمواضعها، وأهدى هذه النسخة للسلطان برقوق، فنحله لقب ولي الدين.

ومن مؤلفاته الأخرى: شرح قصيدة البردة، تلخيص مجموعة من كتب ابن رشد، تلخيص محصل الإمام فخر الدين الرازي، كتاب في الحساب، تعريف مفيد في المنطق، لباب المحصول في أصول الدين، شرح أرجوزة ابن الخطيب، شفاء السائل لتهذيب المسائل.





قال إيف لاكوست عن مقدمة ابن خلدون: "التحليل والتأليف والبحوث التي حققها هذا المغربي العبقري في القرن الرابع عشر تساعدنا اليوم على إجادة فهم القضية التي هي بلا ريب أوسع القضايا وأشدها مأساوية في عصرنا ألا وهي التخلف"، وقال كارا دوفو: "إن نزعة الاهتمام بالبحث في تاريخ النشوء والتطور تضع ابن خلدون في مصاف أرقى العقليات في أوربا الحالية" و تحدث أرنولد توينبي: ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم. كما تحدث روجيه غارودي: ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها، فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يصارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر. وقال عنه لينين: ترى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف.



توفي ابن خلدون بمصر يوم 19 مارس سنة 1406 ميلادي ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة وقبره غير معروف، والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة