خصوصية تعليم المرأة رؤية تأصيلية شرعية لتحديات تعليم المرأة بين الواقع والمأمول - ملخص بحث جاهز


موسوعة العرب موسوعة الابحاث العلمية موسوعة الابحاث التاريخية موسوعة الابحاث التربوية موسوعة الابحاث التعليمية الموسوعة الطبية موسوعة تعليمية موسوعة طبية موسوعة الابحاث الموسيقية موسوعة الطفل ابحاث تعليمية الموسوعة الاسلامية ابحاث اسلامية التفكير الاسلامي والفلسفة موسوعة المسرح موسوعة الفنون موسوعة القبائل ويكيبيديا العرب - encyclopédie anglais - encyclopédie arabe encyclopédie français
من هنا


خصوصية تعليم المرأة رؤية تأصيلية شرعية لتحديات تعليم المرأة بين الواقع والمأمول - ملخص بحث جاهز


.خصوصية تعليم المرأة رؤية تأصيلية شرعية لتحديات تعليم المرأة بين الواقع والمأمول


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن تبع على طريق الحق دربه.



وبعد:

فهذا عرض موجز لأهم قسمات البحث الذي وسمته بـ: "خصوصية تعليم المرأة، رؤية تأصيلية شرعية لتحديات تعليم المرأة بين الواقع والمأمول" وهو ما تقدمت به لمسابقة شبكة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق، وقد انتهجت فيه منهجًا استقرائيًّا تحليليًّا، حيث إنني عمدت لاستقراء النصوص والدراسات ذات العلاقة بالموضوع - قدر الطاقة والجهد والوقت المتسع - ومن ثم قمت بتحليلها بدراستها ومناقشة صحتها ومصداقيتها، للوصول إلى أدق النتائج المرجوة منه وأصوبها.



وإني - إذ لا أدعي الكمال وأعترف بالتقصير الكثير الذي أسأل الله أن يغفره لي - لأرجو أن أكون قد قدمت تصورًا واضحًا لخلاصة قراءاتي واطلاعي على الموضوع، بما يسهم في إبراز وجهة نظر (المرأة) في قضية من أهم قضايا المرأة.



وقد حاولت في هذا البحث أن أجيب على إشكاليات تحيط بموضوع "خصوصية المرأة في التعليم"، من خلال تحليل العنوان لعناصر، ومن ثم تناول كل عنصر بالدراسة لبيان وتوضيح ما يحيط به من مسائل هامة، تمثل إشكالية البحث قيد الدراسة، وهي:

المحور الأول: ويتناول الإجابة على التساؤل التالي: هل للمرأة خصوصية عن الرجل؟ أم أن المساواة بينهما في كافة الجوانب هي الأصل؟ أي النظرتين أصوب شرعًا وعقلاً وواقعًا؟



المحور الثاني: تعليم المرأة، هل هو محل اتفاق أم اختلاف في جوازه وضرورته؟ ولماذا التركيز على قضية التعليم ؟ وما هي أبرز سمات تعليم المرأة في الواقع المعاصر؟



المحور الثالث: خصوصية تعليم المرأة هل هو تكلف مجحف أم ضرورة ملحة؟ وما هي عقبات تعليم المرأة المعاصرة؟ نظرة ناقدة لواقع تعليم المرأة وأهم ما يكتنفه من مشكلات، وكيف يمكننا التغلب عليها من منظور إسلامي رصين؟



وقد تناولت هذه المحاور في فصلين رئيسين، فرعت تحتهما مباحث وفروعًا شارحة مبينة .. أوجزها فيما يلي:

الفصل الأول، ويتناول التركيز على المفاهيم الرئيسة وتوضيحها، وهي تتمركز حول مفهومي (المساواة) و(الخصوصية)، وبيان أيهما هو الأصل، في الشرع، ومنظومة الكون، وفي الواقع العملي الذي يشهد له العلم، ومن ثم الولوج لقضية الاختلاف بين الرجل والمرأة، وإثباتها في الشرع والعلم، مع التأكيد على فكرة (التكافؤ والعدالة) بينهما، وليست (المساواة) في الشريعة، وبيان آثار التمايز والاختصاص بينهما، ومحاولات (المساواة) الجائرة، للوصول لرؤية واضحة في الشريعة التي ميزت المرأة بتكريمها ووضعتها في الموضع المناسب المشرف لها.



ثم تطرقت لبحث سبب التركيز على قضية "التعليم"، المرتبطة (بالمرأة) بشكل خاص، فتعليم المرأة كان ولا يزال ورقة رابحة في يد من يحاول السيطرة على عقول الأمم ومقدراتها.



وكان من الطبيعي أن أعرض لمسألة (حكم تعليم المرأة) في الشرع، والتي - مع جلاء وصراحة توجُّه الإسلام فيها - إلا أنها عندما أسيء فهمها بناء على أدلة واهية، ومعتقدات مغلوطة، كانت إحدى مشكلات تعليم المرأة المعاصرة، فبالإضافة للأدلة النقلية الشرعية، عضدت الرؤية الإسلامية بطائفة من أقوال العلماء وحثهم المرأة للتزود من العلم، وبنماذج مشرقة مشرفة للنساء العالمات المسلمات اللاتي أبدعن منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا.



أما الفصل الثاني، فقد تناولت فيه نظرة تأصيلية نقدية لواقع تعليم المرأة، وأهم مشكلات تعليم المرأة، والتي رصدت من أهمها مشكلتين رئيستين - بالإضافة لمشكلة النظرة القاصرة لتعليم المرأة سابقة الذكر - وهما:

أولاً: ما يتعلق بالمناهج الدراسية، وتمثل أهم تحديات هذا الجانب: افتقارها للأصالة وبعدها عن روح الإسلام، وتأثرها بمناهج الغرب، وعدم تخصيص الفتيات بمنهاج يناسبهن، وتوحيد المناهج للجنسين، والهجمة على مناهج التربية الإسلامية والمبادئ الإسلامية بشكل خاص، وفي المناهج المختلفة بشكل عام.



ثانيًا: الدعوة لاختلاط الإناث والذكور في التعليم، وهي من أخطر تحديات التعليم المعاصر للمرأة، فحاولت معالجتها من خلال: بيان رأي الشرع في اختلاط النساء بالرجال، ومن ثم بيان خطر الاختلاط في المؤسسات التعليمية، وذكر سلبيات التعليم المختلط على الطلبة، والتي تتناول مخاطر عدة في الجوانب الطبية، والنفسية، والسلوكية، والتعليمية.



ثم عقبت ذلك ببيان منهج التغيير التربوي في الغرب، والذي اعتمد على نتائج الدراسات والبحوث والإحصاءات التي أكدت خطورة التعليم المختلط، فبدأ بالمطالبة بفصل الإناث عن الذكور، نظرًا للمصلحة ودرءًا للمفاسد الناتجة، وهذا النهج إسلامي المبدأ والفكرة، فالإسلام يأمر بكل معروف، وينهى عن كل منكر، ومنهج التغيير للأفضل، منهج أصيل في الشريعة الإسلامية.



وبعد رحلة النقد تلك لأوجه الخلل في الأنظمة التعليمية الموجهة للمرأة، كان لا بد من منطلقات نحو تفعيل خصوصية تعليم المرأة، ولا يكون ذلك إلا من الانطلاق من الضوابط الشرعية والعلمية لتعليم المرأة، ومن ثم طرح الأفكار والحلول المتاحة لتفعيل خصوصية تعليم المرأة.



وفي الختام، حاولت تلخيص وتركيز رؤى البحث من خلال بيان أثر الخصوصية في تعليم المرأة على إبداعها المعرفي، في كافة المجالات، التربوية والعلمية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتي شهد بها من لا ينتسب لهذا الدين فضلاً عمن يعتنقه، ثم قدمت معادلة حتمية في طريق نهضة الأمة، بالتركيز على دور المرأة وتعليمها فيه، فلئن كانت الأسرة نواة المجتمع، فإن المرأة هي نواة هذه النواة، بصلاحها وصيانتها والرقي بها يرتجى لهذه الأمة خير عظيم، بإذن الله.



وقد ذيلت البحث بخاتمة ذكرت فيها طائفة من النتائج والتوصيات المقترحة، ومن أهمها:

أولاً النتائج:

1- المرأة هي الورقة الرابحة لمن يريد أن يفوز في سباق تقدم الأمم، وتعد النجاحات التي حققها العلمانيون في مجال المرأة ثمرة التقصير والغفلة التي عانى منها قطاع كبير من العلماء والدعاة وتيار الصحوة، وعليه فإن المدخل الصحيح لمدافعتهم يقتضي استشعار الخطر وإدراك ضخامة المسؤولية والتفكير بموضوعية والتنفيذ بجدية للخطوات المراد تحويلها إلى واقع، وما لم يتم ذلك فإن الخطر سيستفحل والخرق سيتسع على الراقع، ولن يجدي عندها كثير من خطوات الحل المؤثرة والمتاحة الآن.



2- أن العلاقة بين الجنسين (الرجل والمرأة) في النظام الإسلامي علاقة تكامل وتلاحم وحرص من كلا الطرفين على مصالح الآخر كحرصه على مصالحه، وطبيعة العلاقة في كثير من أرجاء الغرب اليوم قائمة على التنافس والتنافر بين الجنسين، وحرص كل من الطرفين على إقصاء الآخر والاستحواذ على مكانته، وبخاصة المرأة التي تشعر بالاستضعاف؛ لذا وجدت نداءات المساواة في الغرب، وللأسف تبعهم سفهاء الشرق دون وعي لحقيقة تلك الدعاوى وأسبابها، وغاياتها.



3- أن النظام الإسلامي يعطي المرأة حقوقها الشرعية كاملة وفي المقابل يطالبها بالقيام بالواجبات الشرعية التي يفرضها عليها والتي لا تقوم الحياة السوية إلا بها، وفي الغرب نجد أن كثيرًا منهم - يتبعهم العلمانيون في بلداننا - يوهمون المرأة بسعيهم لإعطائها حقوقًا هي في واقع الأمر بوابتهم الرئيسة لاستعبادها واستخدامها استخدامًا جسديًّا قذرًا بعيدًا عن مراعاة متطلبات روح المرأة وعقلها وقيم المجتمع وأخلاقياته[1].



4- أن خصوصية المرأة وتفردها سمة خلقية مميزة مشرفة لها، وقد راعى الإسلام هذه الخصوصية فوضع المرأة في الموضع الذي يجب أن تكون فيه، مصونة مكرمة، وعفيفة بعيدة عن أيدي العابثين، مهيئًا لها سبل التركيز على وظيفتها الأسمى في بناء الأجيال والأمم والنهوض بها.





5- فكرة المساواة التي تبناها الغرب بسبب جور الكنيسة، لا تتصور لدينا ولا تتفق مع مبادئ الإسلام، فالإسلام يرفع شعار العدالة، والإنصاف، وهذا يقتضي اشتراك النساء والرجال في بعض الحقوق والواجبات، واختلافهما في بعضها كذلك، بناءً على مبدأ العدالة ومراعاة الخصوصية والتفرد الذي خلق الله البشر عليه.



6- التعليم حق مشروع للمرأة المسلمة، وهو لا يقف عند حد معين، وإنما يستمر باستمرار الحياة وفي سياقها من دون انقطاع من أجل تحقيق آمالها وتنمية قدراتها وإمكانياتهم وتمكينها من مواجهة العالم المتغير، فهي تعي جيدًا تأكيد الإسلام على الاستمرار في طلب العلم وذلك من قوله - تعالى -: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].



7- قضية تعليم المرأة وخصوصيتها فيها من أخطر القضايا التي يجب الاهتمام بها، بالبحث والدراسات المؤصلة والمثبتة بالإحصائيات والبيانات الدالة، ذلك أنه خطوة أولى تعقبها خطوات أخطر تأثيرًا على المجتمعات، وهي في انتزاعها من بيتها وقذفها في مجالات العمل التي تدعى إليها بناء على نوعية التعليم الذي تلقته.



8- الإقرار بوقوع صور متعددة من الظلم الواقع على المرأة في مجتمعاتنا، مثل حرمانها من الحق في التعليم، بسبب الجهل بالشرع وعدم تطبيقه، وهو ما يجب إفهامه للمرأة التي يراد تشويه صورة الإسلام في ذهنها، والإسلام من ذلك براء.



9- النهضة بالأمة الإسلامية لا تتحقق إلا بتحقق الرؤية الإسلامية الصحيحة دون مداهنة أو جدال أو تخوف، ومن أهم أسس هذه النهضة تعليم المرأة المسلمة المربية تعليمًا يوافق الشرع ويوافق طبيعتها وطبيعة وظيفتها الكبرى في المجتمع، فهي صانعة الرجال والأجيال.. وذلك لا يتم إلا بدراسة أسباب الضعف العلمي ووضع الحلول الناجعة لها، بما يتفق مع القيم والمبادئ الإسلامية، والرؤى الطموحة للرقي بالأمة.



ثانيًا: التوصيات:

أولاً: محاولة زيادة وتكثيف دور المثقفين والعلماء في شتى الميادين: من علماء في الشريعة، والتربية، وعلوم الاجتماع وغيرهم، من الغيورين على الدين ومن ذوي العقل الراجح والفكر المعتدل في سبيل تثقيف العامة وتوضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة في قضية تعليم المرأة، وذلك من خلال شتى القنوات المفتوحة للتواصل معهم، ابتداءً بالمدارس والجامعات، والخطب في المساجد، والمؤلفات النافعة، ومحاولة الإفادة من وسائل الإعلام المختلفة في نشر الفكر الصحيح المضاد للفكر المنحرف الهدام في هذه القضية بالذات، سيما وأننا أصبحنا نشهد إقبالاً منقطع النظير على وسائل الاتصال الاجتماعي ببرامجه وأشكاله المختلفة، حتى غدا مما لا يمكن نفي أو تقليل أثره في بناء القيم والأفكار، بل أزعم أنه تفوق على دور الأسرة والتوجيه المباشر للمربين، إلا عند القلة ممن رحم الله.



ثانيًا: العناية بتأهيل المرأة وبناء شخصيتها بناءً متكاملاً في كافة الجوانب، سيما العلمية والثقافية، وذلك من خلال:

أ - " تعميق قضية الهوية والانتماء لهذا الدين لديها وتوضيح مقتضيات ذلك ولوازمه كوجوب المحبة الكاملة لله، والانقياد التام لشرعه فيما وافق هوى العبد وفيما خالفه، ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به))[2].



ب - تجلية رسالة المرأة المسلمة في الحياة والدور المنوط بها في عصرنا في سبيل نهضة الأمة ورقيها واستعادتها لعزتها، والسبل المعينة لها على أداء ذلك.



ج - العناية بالجوانب الإيمانية والعبادية لدى المرأة، وتزويدها بالعلم الشرعي، وبخاصة فيما تحتاج إليه ولا يسعها جهله في مراحل حياتها المختلفة.



د - رفع مستوى ثقافة المرأة وتحبيبها بالقراءة وتدريبها على ممارسة التثقيف الذاتي والاستفادة من الوسائل التقنية المتاحة في ذلك.



هـ - رفع مستوى وعي المرأة وإدراكها لواقعها والتغيرات الضخمة الحاصلة فيه، وما يحاك ضد الأمة عمومًا والمرأة خصوصًا من مخططات تهدف إلى إبعادها عن دينها، وتهميش دورها في الحياة بشكل يجعلها تعيش في عزلة شعورية عن حاضرها.







و - الرقي باهتمامات المرأة وتعميقها وإبعادها عن السطحية، وتعويدها على الجدية وترتيب الأولويات وعدم الانشغال بالترهات والتوافه.



♦ تقرير الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة، نحو: كون الأصل قرارها في البيت، والتزام الحجاب، وعدم إبداء الزينة والتبرج تبرج الجاهلية الأولى، ودعوة المرأة إلى التزامها بها، لتنال السعادة المرجوة.



♦ رصد المشكلات التي تعاني المرأة منها في كافة الجوانب المختلفة، والسعي إلى تلافيها والتقليل من نتائجها السلبية.



♦ العناية بوقت المرأة وشغله بالمفيد واقتراح السبل الملائمة لتحقيق ذلك.



♦ تقوية البناء الأسري وبخاصة في المجال الدعوي؛ إذ إن للدعوة العائلية أهمية فائقة في تعليم المرأة دينها وتحصينها ضد طروحات العلمانيين ومكائدهم.



♦ تفعيل دور المرأة في مواجهة مخططات العلمنة الساعية لإفسادها، وتشجيعها على القيام بدعوة بنات جنسها؛ لأنها الأعرف بمجتمعاتهن والأكثر تأثيرًا فيهن والأقدر على الاتصال بهن والبيان لهن فيما يخصهن، مع أهمية العناية بجانب التحفيز لها وإيجاد الدوافع لديها لمواصلة نشاطها الدعوي حتى لا تفتر أو تصاب باليأس والإحباط نتيجة طول المسير ومشقته.



♦ مطالبة النساء بالعناية ببيئاتهن الخاصة - أزواجًا وأولادًا - والقيام بالدور المنشود منهن في استصلاحها وإمدادهن بالوسائل والآليات والسبل المناسبة، وخاصة فيما تجهله المرأة مما يناسب في خطابها للرجال من محارمها؛ لأنهن الأكثر دراية بها، والأقدر على توجيهها والتأثير فيها متى استخدمن الحكمة.



تفعيل دور الصالحات في المجتمع وإفساح المجال وفتح القنوات والميادين الملائمة أمامهن، ومحاولة إعداد بعض المتميزات - علمًا وتفكيرًا وسلوكًا - ثم إبرازهن بصفتهن قدوات لنساء المجتمع.



ثالثًا: الدعوة للاستفادة من النظم التعليمية الناجحة في تعليم المرأة، واختصاصها بمميزات تهيئها للقيام بدورها العظيم في المجتمع، وذلك بعمل دراسات أشمل وأدق لكافة المدارس والمعاهد والكليات التي تعنى بتعليم المرأة من المراحل الأولى إلى الوصول للجامعات وبعدها مواقع العمل المناسبة لطبيعتها ولرسالتها السامية، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

♦ الإفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في تعليم البنات في كافة المراحل بفصلهن عن الذكور، وصولاً إلى المراحل الجامعية التي يحاضر فيها أعضاء هيئة التدريس من الرجال عبر التلفزيون التعليمي، والذي أثبت فعاليته ونجاحه.



♦ الإفادة من برامج دور تحفيظ القرآن الكريم وزيادة فعاليتها في المجتمع، وذلك لأثرها الكبير في تكوين الشخصية الدينية والنفسية والعقلية المعتدلة للفتاة، مما يشكل قاعدة وجرعة أساسية لها لمواصلة طريقها التعليمي.



♦ الإفادة من بعض الأفكار المبدعة والمبتكرة في إنشاء معاهد وجامعات متخصصة بشؤون المرأة، تراعي خصوصيتها في التعليم ببرامج إثرائية ومتخصصة، تؤهلها للقيام بأعباء الزوجية والأمومة وتربية الأجيال.



رابعًا: قضية أسلمة المناهج التعليمية ومعالجتها ضمن إطار القيم الإسلامية والعربية مع مواكبة التطور العالمي من أهم القضايا التعليمية التي يجب الالتفات لها وتسخير طاقات وعقول علماء الأمة للإبداع فيها، تأليفًا، ونقاشًا، ومدارسة، حتى نتوصل للشكل الأمثل للمناهج التي تخرج جيلاً واعيًا من الشيب والشبان.



والتركيز على تمييز المرأة بمناهج تراعي خصوصيتها التكوينية والنفسية والعلمية وتراعي دورها المستقبلي المهم المنوط بها، وهو تكوين الأسرة وممارسة الأمومة المثالية المنشودة والتي يرتجى منها إنشاء جيل واعٍ متزن ومبدع، وذلك من خلال عدة مقترحات خاصة بهذا المجال مثل:

1- إنشاء مركز متخصص في دراسات المرأة المسلمة، وكل ما يختص بها في النواحي العلمية، وتشكيل لجان للمناهج المنتقاة بعناية وبخطط ممنهجة لتحقيق تصور إسلامي متكامل لشخصية المرأة المسلمة من الطفولة المبكرة إلى مراحل متقدمة.



2- إثراء المناهج التربوية الموجهة لتلبية احتياجات المرأة الفطرية وتنميتها، مثل اختصاصهن بمواد التدبير المنزلي من تعلم لأساسيات الاهتمام بالبيت وتدبير شؤونه من النواحي الاقتصادية والصحية وغيرها: مثل مواد تعليم الطبخ، والحياكة، وتدبير اقتصاديات المنزل، وتعلم أسس الإسعافات الأولية وأسس السلامة المنزلية، وتعلم أسس رعاية الأطفال جسديًّا ونفسيًّا وتربويًّا، وكذلك أساسيات النجاح في الحياة الزوجية، بمعرفة حقوق الزوجة والتزاماتها الحقيقية في بيتها.. وغيرها من المواد التي تشكل قاعدة أساسية لتهيئتها لشغل وظيفتها الأهم على الإطلاق، وهي الأمومة.



3- كذلك تضمين المواد الدراسية فصولاً ومباحث موجهة لتوعية الفتاة المسلمة وتبصيرها بدورها الحقيقي، وأهميها في أدائه، وذلك من خلال القصص التاريخية والواقعية لنماذج مشرفة للمرأة المسلمة العالمة الواعية، ومن خلال طرح المشكلات ومحاولة التحاور والنقاش والبحث للحصول على حلولها..



4- من الأهمية بمكان تعريف المرأة المسلمة بحقوقها وواجباتها في الشريعة الإسلامية، والقانون المدني وقانون الأحوال الشخصية - والذي يتفق في معظم الدول الإسلامية مع مبادئ الشريعة في الأحكام - حتى لا تكون هدفًا سهلاً لكل ذي مطمع بسبب جهلها بذلك، وحتى لا يسهل خداعها بقضية هضم حقوقها في الشريعة لاستدراجها للخروج على مبادئه وثوابته.



لذا أشدد على وجوب تنبيه الفتاة والمرأة لحقوقها ولو من خلال مواد تضمن مواد مثل "العلوم الاجتماعية" و"التربية الوطنية" في البداية، ويمكن أن يتوسع في شرحها مع تقدم الفتاة في سلم التعليم النظامي.



5- التركيز على ترسيخ فكرة تفرد المرأة وتميزها في بعض النواحي عن الرجل، وأن فكرة المساواة المطلقة مرفوضة شرعًا وعقلاً وواقعًا، في مواد مثل: التربية الإسلامية، والتربية الوطنية والمواد الاجتماعية.



خامسًا: إيجاد البدائل المناسبة للتعليم المختلط، مثل تفعيل دور التعليم عن بعد، وذلك بمراعاة عدة أمور، منها:

♦ توفير الدعم المادي والمعنوي للمرأة سواء من الجهات الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص في كل البلاد العربية لاستكمال تعليمها العالي في المؤسسات التعليمية التي تتبنى فلسفة التعلم عن بعد.



♦ تطوير برامج دراسية وتدريبية تقدم بأسلوب التعلم عن بعد بالتعاون مع مراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعات موجهة لشريحة النساء ومستنبطة من احتياجاتهم الفعلية أو احتياجات سوق العمل للمساهمة في توفير المهن الإلكترونية التي تؤهلهن للعمل من منازلهن.



♦ تشجيع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالمرأة على بناء منتديات إلكترونية ثقافية خاصة بالنساء تدعمهن في شؤونهن الحياتية وتهيئ لهن فرصة المشاركة المعلوماتية، بما يكفل حمايتهن من الاستغلال وتبصيرهن بكيفية حماية أبنائهن من مساوئ التكنولوجيا.



♦ توفير الدعم والإشراف الحكومي بمختلف أشكاله سواء كان ماليًّا أو إداريًّا أو علميًّا لتأمين الاعتراف بالشهادات العلمية الصادرة من المؤسسات التعليمية التي تتبنى فلسفة التعليم المفتوح أو التعلم عن بعد كنظام تعليمي سواء كانت من مؤسسات عربية أو أجنبية، ويمكن أن يتم ذلك من خلال وضع قواعد لاعتماد البرامج التعليمية والمقررات الدراسية والشهادات التعليمية التي يتم اجتيازها أو الحصول عليها وفقًا لنظام التعليم المفتوح أو التعلم عن بعد بما فيها التعلم الإلكتروني.



سادسًا: تسخير كافة الوسائل المختلفة في أجهزة الدولة لتبني فكرة تثقيف المرأة وتعليمها والرقي بها في كافة النواحي العلمية، مثل:

♦ جمعيات النفع العام المخصصة للنساء.



♦ وسائل الإعلام المختلفة: مثل: برامج التلفاز والإذاعة والكتب، والمجلات الموجهة للمرأة والعمل على تنقيتها من كل فاسد ودخيل على الفكر الإسلامي والصحيح للمرأة المسلمة.



♦ المنابر الحية بكافة أشكالها من خطب ومحاضرات وندوات وحلقات نقاشية دراسية.. عليها أن توجه المجتمع لثقافة حب التعلم وتشجيع المرأة على سلوك طريق العلم، ونبذ الأوهام التي قد تشكل عائقًا يحول دون مواصلتها طريق العلم، والتأكيد على أن العلم والنهضة قرينان.



♦ الإشراف على الوسائل الإعلامية الموجهة بشكل خاص للمرأة والتعويض عن الفاسد منها بوسائل إسلامية فعالة.



سابعًا: تفعيل دور القوانين التي تكفل للمرأة حقوقها، وذلك بعمل لجان للإحصاء والمتابعة في الدول الإسلامية، أو إنشاء مركز للإحصاء تابع لمنظمة العالم الإسلامي أو أي جهة إسلامية تتبنى الفكرة للتواصل مع الدول الأعضاء لرصد المشكلات التعليمية المرتبطة بالمرأة في بيانات وجداول بيانية دالة، ومن ثم تحليلها وبيان مؤشراتها وارتباطها بمختلف الظواهر الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.



ثامنًا: التوجه إلى التخطيط الجاد والمتكامل في دعوة المرأة وتربيتها وتعليمها، والمبني على إدراك عميق للماضي ومعايشة للحاضر واستشراف للمستقبل، وترك الارتجال والعفوية وسطحية التفكير والتنبه إلى أن ذلك وإن قُبِلَ في أزمنة ماضية فإنه غير مقبول بحال اليوم؛ نظرًا لضخامة الاستهداف للمرأة والعمق في التخطيط والدقة في التنفيذ لدى العلمانيين.



تاسعًا: العمل على طرح مبادرات إصلاحية جذرية تتسم بالعمق والشمول والواقعية بدلاً من الحلول الترقيعية وتجزئة القضايا، فقضية تعليم المرأة يجب أن تتناول بشكل كلي شامل مخطط له وفق معطيات الواقع للوصول للمأمول المرتجى بإذن الله.



وأخيرًا ألحقت بالبحث ثلاث ملاحق ذات صلة بموضوعه، فيها تفصيل ما أجمل، وبيان لما اختصر في بعض المواطن، كما أن فيها فوائد لمريد الاستزادة، والله الموفق.

[1]انظر: موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة، علي بن نايف الشحود (8/102).

[2] جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي، دار المعرفة، بيروت، 1408هـ، دون (ط): (1/386)، وقال: حديث حسن صحيح (1/386).







انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب انتدابات مناظرات تعيينات اكتتابات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في
تونس والجزائر موريتانيا والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا


من هنا