النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"

  1. #1

    افتراضي محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"








    محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"



    - الموضوع : محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"


    إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ . الــــمـــــحـــور : الـــمراة في المجتمعات المعاصرة . المستوى : السّنة التّاسعة من التّعليم الأساسيّ

    الموضوع : "انتسبت أختك إلى جمعيّة تعنى بالعمل السّياسيّ و الاجتماعيّ و الثّقافيّ فاعترض والدك على ذلك زاعما أنّ المرأة عاجزة عن التّوفيق بين مهامّها داخل البيت و خارجه فحاولت أختك أن تقنعه بقدرة المرأة على الإسهام في بناء الأسرة و المجتمع." اُنقل الحوار الّذي دار بينهما مبيّنا الحجج الّتي اعتمدتها أختك في إقناع أبيك.

    المقدّمة :

     مدخل عامّ يتضمّن موقفين متعارضين يرتبطان بالوضعيّة الخلافيّة المطلوبة + الرّبط ( ومن بين هذه الفئة ) + التّأطير السّرديّ ( يتمّ فيه تضمين نصّ المعطى ) .
     يتجنّب المترشّح إصدار الأحكام و إبداء الرّأي في المقدّمة من قبيل : "أرى/أعتبر / إنّ /لا بدّ من الإقرار بـ..."

    لئن حقّقت المرأة اليوم من المكاسب ما جعل العقليّة القائلة بقصورها و عجزها تندثر فإنّ الكثير من النّاس ما زالوا يعتقدون أنّها بحكم دورها الكبير في تنشئة الأبناء و إعدادهم للمستقبل قد عجزت عن التّوفيق بين مهامّها في الأسرة و دورها في المجتمع و يعدّ أبي من بين هذه الفئة إذ أثار اندهاشي يوما عندما انتسبت أختي إلى جمعيّة تُعنى بالعمل السّياسيّ و الاجتماعيّ و الثّقافيّ فاعترض على ذلك زاعما أنّ المرأة عاجزة عن التّوفيق بين مهامّها داخل البيت و خارجه فحاولت أختي أن تقنعه بقدرة المرأة على الإسهام في بناء الأسرة و المجتمع.

    جوهر الموضوع

     ينفتح جوهر الموضوع بتأطير سرديّ مفصّل لما ورد مجملا في المقدّمة . هذا التّأطير يستثمر فيه المترشّح السّرد و الوصف والحوار الباطنيّ في تعيين الزّمان و المكان و العلاقة بين طرفيْ الحوار و الحدث القادح للحوار الحجاجيّ ثمّ الرّبط مع الإشارة السّرديّة الأولى لينطلق الحوار.
     يمكن المراوحة بين الحوار المباشر و الحوار غير المباشر (المنقول) : مثال كلام الأب في مفتتح جوهر الموضوع. لا بدّ من اعتماد إشارة سرديّة تدعم الحوار و تمهّد له و تصوّر العلاقة بين طرفي الحوار و الحالة النّفسيّة لكلّ منهما و عدم الاقتصار على أفعال القول فقط بل المضيّ في استثمار الوصف و السّرد و الحوار الباطنيّ.
     يمكن بناء الحوار الحجاجيّ طرادة بطرادة أو في مخاطبتيْن مطوّلتيْن ليتدخّل كلّ من المتحاوريْن مرّة واحدة. توزيع الحوار إلى طرادة بطرادة يقتضي إحكام بنائه و ذلك بالحرص على أن ينطلق المتدخّل من الردّ على رأيه السّابق ثمّ يمرّ إلى عرض رأيه.


     تتكوّن الفقرة الحجاجيّة وجوبا و في كلّ مخاطبة من (أطروحة + حجّة + مثال + استنتاج) مع استعمال العبارات الدالّة على الاستنتاج و تنويع الحجج و الأمثلة و ترتيبها ترتيبا يخدم الخطّة الحجاجيّة.
     تبدأ الفقرة الحجاجيّة بتعليق على الرّأي السّابق للمخاطب و إبداء موقف منه و ذلك باستخدام الأعمال اللّغويّة المناسبة : التّحذير / الدّعاء / الإغراء / التّعجّب / المدح و الذمّ / النّداء / الأمر و النّهي / الالتماس و التّحضيض / الشّرط / الاستفهام ..التّصغير..
    ï€؟ نلاحظ أنّ هذه الأعمال اللّغويّة تمثّل دروسا في علم النّحو ضمن برنامج اللّغة للسنّة التّاسعة من التّعليم الأساسيّ و يستحسن أن يتمّ إدماج مكتسبات التّلميذ من اللّغة في الإنتاج الكتابيّ.
     يحرص المترشّح على استعمال عبارات و تراكيب تسهم في توضيح الأفكار كأسلوب التّصنيف و التّفصيل : فأمّا .. و أمّا ../ فمن جهة ... و من جهة أخرى ../ أوّلا .. و ثانيا ... و ثالثا ... / كذلك .. كما ..
     الحرص على مقروئيّة الخطّ و وضوحه .
     استخدام علامات التّنقيط المناسبة : (! / !؟ / .. / ؟ ...)الفصل بين المقدّمة و الجوهر و الخاتمة فصلا شكليّا بترك سطر فارغ بينها.
    العودة إلى السّطر بعد انتهاء كلّ فقرة . ترك فراغ في بداية كلّ فقرة جديدة .

    حدث ذلك عندما قرّرت أختي الكبرى الّتي تحصّلت على شهادة الأستاذيّة في العلوم القانونيّة أن تحتفل بعيد المرأة العالميّ صحبة زميلاتها المتحصّلات على شهائد جامعيّة في مقرّ جمعيّة نسائيّة تُعنى بالعمل السّياسيّ و الاجتماعيّ و الثّقافيّ و قد شجّعت هذه الجمعيّة الطّالبات المتفوّقات على الانتساب إليها و النّشاط ضمن هياكلها فعادت أختي فرحة مستبشرة بهذا النّبأ و قد غمرتها الآمال العظام و الأحلام الجامحة بما تتوق إلى إنجازه من مشاركة في الحياة السّياسيّة و إسهام في أعمال اجتماعيّة تحقّق فيها ما تاقت إليه من طموحات و خاصّة في المجال الثّقافيّ فقد كانت أختي موهوبة في كتابة الشّعر و القصّة و أسرعت إلى أبي تبشّره بما عزمت عليه و في ظنّها أنّه لن يتوانى عن تشجيعها و شدّ أزرها و لكنّه ما أن سمع قولها حتّى ثار في وجهه الدّم و طغى في رأسه الغضب و كاد يتمزّق من الغيظ و أشاح عنها بوجهه رافضا ما عزمت عليه و هدّد و توعّد بالويل و الثّبور إن هي أنجزت ما تقول حينها أدركت شقيقتي أنّها في موقف حرج و أيقنت أنّ من الصّعوبة إقناعه بخطأ تصوّره و غفلته عن الحقيقة و لكنّها صمّمت على المضيّ قُدُمًا في الدّرب الّذي تخيّرته بكلّ عزيمة و ثبات و إن ملأته الأشواك و شابته العثرات فأردفت قائلة:





    -"أيْ أبتِ .. لم أتصوّرك يوما كارها تألّقي و نجاحي و ما فلاحي اليوم غير ثمرة من ثمار تضحيتك و مزيّة من مزايا بَذْلِكَ ذات اليد و ذات النّفس من أجلنا .. فكيف تكتفي بنجاح محدود أحقّقه و يعزّ عليك أن ترى نجاح المرأة في نجاح ابنتك ..!؟ يا أبي إنّ تطوّر المجتمعات البشريّة و تطوّر عقليّاتها قد ارتقى بالمرأة إلى مركزها الطّبيعيّ إلى جانب الرّجل في معركة بناء الحضارة بمختلف مستوياتها السّياسيّة و الاجتماعيّة و الثّقافيّة فزالت بذلك العقليّة الّتي تنظر إليها على أنّها مقتصرة على خدمة زوجها و أبنائها في البيت و إنّ الواقع يثبت ذلك فالمرأة اليوم عنصر فاعل في المجتمع ضمن مختلف أماكن العمل فهي في المصنع و في المؤسّسة و في المدرسة و غزت الفضاء دون رهبة أو خوف مثل رائدة الفضاء الرّوسيّة "هيلينا تيرشكوفا" بل إنّها قد شغلت أحيانا مناصب سياسيّة حسّاسة و أدارت شؤون الدّولة بحنكة و تدبير كبيرين على غرار المستشارة الألمانيّة "أنجلا ماركل" و كذلك "مارغريت تاتشر" الّتي ترأّست الحكومة البريطانيّة لعديد السّنوات و عُرفت بالمرأة الحديديّة و أيضا "أنديرة غاندي" زعيمة الهند الّتي وسعت شهرتها الآفاق و قادت شعبا من مئات الملايين من البشر و "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة .. و تعدّ تونس مثلا من أبرز البلدان العربيّة جرأةً في تحسين وضعيّة المرأة و منزلتها اجتماعيّا و سياسيّا و ثقافيّا فاقتحمت كلّ المجالات الفنيّة و التّربويّة و الاقتصاديّة و كان لها صيتها الشّائع و صداها الطيّب و يمكن القول إنّ المرأة التّونسيّة صارت تضاهي اليوم نظيراتها الغربيّات و ليس أدلّ على ذلك من اشتراط مبدأ المناصفة بين الجنسين في القوائم الانتخابيّة خلال انتخابات المجلس التّأسيسيّ التّونسيّ و احتلال المرأة لنسبة هامّة من بين أعضاء المجلس إضافة إلى اضطلاعها بمهامّ الوزارة على غرار وزارتي البيئة و شؤون المرأة كما تضطلع المرأة التّونسيّة بدور هامّ و فعّال في منظّمات المجتمع المدنيّ الثّقافيّة و السّياسيّة. و لا تقف أهميّة المرأة في المجتمع عند حدود السّياسة بل تتعدّاها إلى المجال الثّقافيّ الّذي تطوّرت فيه لتصبح كائنا ثقافيّا فاعلا و مضيفا إلى الكتابات الثّقافيّة و لقد جاء في الأمثال قولهم:"إن علّمت رجلا علّمت فردا و إن علّمت امرأة علّمت عائلة و من ثمّة تكون علّمت جيلا و أجيالا و مجتمعا" و ما أعلام النّساء و الشّهيرات في الأدب و الرّواية على غرار عروسيّة النّالوتي و جميلة الماجري من تونس و غادة السمّان من سوريا و أحلام مستغانمي من الجزائر إلاّ مثالا من جملة الأمثلة و كم مرّة تطلع علينا المرأة بمقالات و أبحاث جريئة في مختلف الميادين .. و خلاصة القول أنّ المرأة ركن أساسيّ في البناء الحضاريّ الّذي نروم تأسيسه اليوم فلا يصحّ أن نبني العالم و قد استغنيْنا عن نصف طاقته المنتجة الفعّالة في حين تمكّن مشاركة المرأة في مختلف الأنشطة الاجتماعيّة من استغلال طاقات جميع أفراد المجتمع لتتوفّر فرصة الإسراع بالرقيّ و التّقدّم."

    حملق في وجهها و كأنّه قد تفاجأ لما سمعه منها ثمّ صمت لحظةً صمتَ من يجمع أفكاره و يلمّ شتات رأيه عساه يُضعِفُ موقفها و يُسلِسُ قيادها ثمّ قال و قد أشرق وجهه و كأنّه تيقّن من إفحامها بحجّة دامغة :

    -"صَـهْ .. صَـهْ .. رويدك يا ابنتي فهلاّ تمهّلت في إصدار أحكامك جزافا دون تفكير و لا رويّة ..! ذلك أنّك فهمت الواقع على غير حقيقته و لامست ظاهره و أغفلت حقائقه الكامنة في باطنه فرغم تطوّر المرأة ما زالت مبعدة عن اتّخاذ القرارات السّياسيّة و الثّقافيّة و الاقتصاديّة و حتّى اعتماد مبدأ المناصفة بين الجنسيْن في انتخابات المجلس التّأسيسيّ التّونسيّ قد كان شكليّا إذ لا يصعد إلى المجلس إلاّ رأس القائمة الانتخابيّة في حين لا نجد من النّساء على رؤوس القوائم سوى عدد قليل انعكس على نمط حضور المرأة ضمن أعضاء المجلس التّأسيسيّ بعد ذلك هذا في ما يخصّ المجال السّياسيّ أمّا في الإطار الاقتصاديّ فنلاحظ تدنّي أجرتها مقارنة بأجرة الرّجل في جلّ بلدان العالم رغم أنّها تعمل ضعف ساعاته عدا الاستغلال الفاحش كقلّة الضّمانات و الأجور و تعدّد وظائفها خارج المنزل و داخله لتصبح طاقة مشتّتة دون أن ننسى عدم ثقة المرأة في المرأة سياسيّا إذ توجد نسبة كبيرة من النّسوة يحبّذن انتخاب الرّجل حسب إحصاءات الأمم المتّحدة أمّا من النّاحية الثّقافيّة فإنّنا نلاحظ كثافة إنتاج المرأة و قلّة التّجديد ذلك أنّه إبداع تقليديّ حيث تهتمّ المرأة في أدبها و كتاباتها بالحريّة و الحبّ و الجنس و الثّأر من الرّجل فقط على غرار نوال السّعداوي أو ميْ زيادة فكان خطابها مبالغا في تمجيد المرأة و جعلها مؤسّسة لكلّ أنشطة الحياة و علومها و فنونها بل ذهبت إلى السّخرية اللاّذعة من الرّجل لتؤكّد رغبتها في الثّأر منه و النّقمة عليه و لعلّ الجوائز العالميّة تترجم هذه الثّغرات في إبداع المرأة فمثلا ضمن حوالي واحد و أربعين و أربعمائة من الحاصلين على جائزة نوبل في العالم في المجال العلميّ نجد إحدى عشرة امرأة فقط فحذار من التّسرّع يا بنيّتي و نظرًا عميقا في حقائق الأمور فالمرأة لم تقطع شوطا شاسعا في مختلف المجالات كما يبدو من أحكامك المتسرّعة و إنّما هي ما زالت في فجر تحرّرها و بدايات مشاركتها في بناء المجتمع إلى جانب الرّجل."

    كانت أختي تنصت إلى كلام أبي مذهولة متعجّبة و قد أيقنت أنّ إقناعه بخطأ تصوّره ليس بالأمر الهيّن فحججه لا تخلو من وجاهة و رؤيته تدلّ على رجاحة فكر و إدراك لجواهر الأمور و إن كان يغالي في التّحامل على المرأة و ينكر فضلها على المجتمع فقالت بصوت تملأه الثّقة و يغمره الإيمان بتغيير موقفه :

    -"لله درّك و لله درّ حجج تجيء بها .. ما أحكم أصولها و أحسن فصولها و أقلّ عيوبها .. و لكن إيّاك و ظلم المرأة يا أبتِ .. بل .. إنصافَـها .. إنصافَـها .. ذلك أنّ حرمان المرأة من إبراز مواهبها و استغلالها في ما ينفعها و ينفع المحيطين بها يتنافى و مبادئ الحريّة و الكرامة و العدالة الاجتماعيّة و قد أثبت الواقع و التّجربة أنّ أكثر البلدان تخلّفا هي أكثرها امتهانا للمرأة و احتقارا لها و تنكّرا لحقّها في الانخراط ضمن المجموعة و هذا يعني منطقيّا و عقليّا أنّ المنزلة الّتي تحظى بها المرأة في المجتمع يمكن أن تكون معيارا لقياس مدى تقدّم الشّعوب أو تخلّفها و ليس من باب المصادفة و الاتّفاق أن نجد المرأة في المجتمعات الأكثر تقدّما فاعلة في المجالات السّياسيّة و الاجتماعيّة و الثّقافيّة و حتّى الاقتصاديّة فقد ساعد خروج المرأة إلى العمل في ارتفاع مستوى المعيشة في بلادنا فهي بما توفّره من مداخيل إضافيّة تساعد الزّوج على تلبية حاجات الأسرة و تخفّف عليه عبء المسؤوليّة الأسريّة في عصر لعبت فيه وسائل الإعلام دورا كبيرا في خلق عقليّة استهلاكيّة لا تكتفي بالضّروريّ و إنّما تميل إلى الكماليّ ممّا لا يقدر عليه ربّ الأسرة بمفرده مهما كانت موارده. و هكذا فإنّ إسهام المرأة في البناء الحضاريّ قد أعاد إليها ثقتها بنفسها و أسهم في خلق جيل جديد من النّساء لا يؤمن بالعراقيل و العقبات بل يمضي على درب تحقيق المطامح بكلّ حزم و ثبات فأين امرأة اليوم من امرأة الأمس ؟ و من جهة أخرى فإنّ التطوّر الماديّ الّذي شهده مجتمعنا لا بدّ أن يصاحبه تطوّر فكريّ و كلّ من ينظر إلى امرأة اليوم بعقليّة الأجداد أولى به و أحرى أن يعيش حياة الكهوف فلا مجال اليوم لمثل هذه العقليّات الّتي كانت سببا في تخلّفنا قرونا عديدة."
    تغيّرت ملامح وجه أبي و اجتاحت عينيه نظرات غريبة تشي بما يجول في رأسه من أفكار تمتهن المرأة و تنكر عليها حقوقها في بناء الحضارة و كانت تبدو عليه علامات الارتباك و قد بدأ يتحسّس قصور موقفه و حدود نظرته لكنّه استجمع أفكاره و عاد ليقول في محاولة أخيرة للإقناع بموقفه:

    -"قد تستأثر المراة بمواقع في المجتمع أرى الرّجل أجدر بها و لكنّ ذلك لا يشرّع سيطرتها في المجالات الثّقافيّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة و قد كان من الأجدر أن تهتمّ بالأسرة و تربية الأبناء و خدمة الزّوج و إنّ التّاريخ العربيّ و الإسلاميّ لا يدعو إلى تشريك المرأة في الواقع بمثل هذا القدر الكبير فقد كانت المرأة سلعة ً أو مخلوقا من الدّرجة الثّانية بل كانت وسيلة التّسلية العظمى كالجواري في قصور الخلفاء بل إنّ بعضهنّ مثّلن طريق الغواية و الضَّلال .. ألم تر ما حدث لآدم عليه السّلام إذ أُنزل من الجنّة بسبب زوجته حوّاء و كذلك ما ذكره الله في "سورة التّحريم" ضمن الآية العاشرة إذ يقول في كتابه العزيز :"ضرب الله مثلا للّذين كفرواامرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْن فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيْئا و قيل اُدخلا النّار مع الدّاخلين"صدق الله العظيم ..ثمّ إنّ المرأة ممنوعة في كثير من المجالات مثل الخلافة إذ لهذا المنصب أعباء جسيمة تتطلّب قدرة كبيرة لا تتحمّلها المرأة عادة و تتنافى مع طبيعتها النّفسيّة و الجسديّة و قد ذهب جمهور العلماء على إلى اشتراط الذّكورة في القضاء كما أكّد الله ذلك في الآية الرّابعة و الثّلاثين من سورة النّساء إذ يقول :"الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم" و من ناحية أخرى فلا تجوز إمامة المرأة لجماعة الرّجال في الصّلاة باتّفاق الفقهاء و من جهة مقابلة فإنّ الرّسول صلّى الله عيه و سلّم لم يُوَلِّ امرأة في حياته .. و جملة القول أنّ المرأة لم تستأثر في التّاريخ العربيّ و الإسلاميّ بمنزلة رفيعة تميّزها عن الرّجل أو تضعها في مرتبته في مختلف المجالات الثّقافيّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة .. فلا تتوهّمي يا بنيّتي الخيالات حقيقة و فإنّ كثيرا من الأشياء يختلف ظاهرها عن باطنها و لا يصف حقيقتها و لا يعكس جوهرها فقد " زَعَموا أنَّ ثعلَبًا أتي أجَمَةً فيها طَبلٌ مُعَلَّقٌ علي شَجَرَةٍ وكُلَّما هَبَّتِ الرِّيحُ علي قُضبانِ تلك الشَّجَرَةِ حَرَّكَتها فَضَرَبَتِ الطَّبلَ فسُمِعَ له صوتٌ عظيمٌ باهِرٌ. فَتَوجَّهَ الثعلَبُ نحوه لأجلِ ما سَمِعَ من عَظيمِ صَوتِهِ. فلمَّا أتاهُ وَجَدَهُ ضخمًا فأيقَنَ في نَفْسِهِ بكثرَةِ الشَّحمِ واللَّحمِ. فعالَجَهُ حتي شَقَّهُ، فلمَّا رآهُ أجوَفَ لا شيء فيه قالَ: لا أدري لعلَّ أفشلَ الأشياءِ أجهَرُها صوتًا وأعظَمُها جُثَّةً ". و ما علاقة هذا الثّعلب بالطّبل بغير تمثيل لعلاقتك بظاهر الأمور تقفين عندها و تحسبينها الحقيقة كلّها .."

    حينئذ أدركت أختي أنّ هذه الجولة هي الأخيرة من هذا الحوار فقالت و كلّها أمل في نصر قريب:

    -"ما أوسع اطّلاعك يا أبتِ و ما أشدّ تجنّيك على المرأة فنعم تنوُّعُ معارفك و بِئْسَ ظلمُ المرأة فهلاّ استمعت إلى ردّي لعلّي أفلح في إقناعك بوجهة نظري !؟ .. إنّ المكانة الّتي حظيت بها المرأة في الإسلام تنهض دليلا على أنّ إقصاءها و حرمانها من إظهار مواهبها و المشاركة في عمليّة البناء قد تزامن دوما مع عصور التّدهور و الانحطاط فهل يمكن القول بأنّ المرأة المسلمة عانت من الانتقاص في عصر السّيادة الإسلاميّة عندما نجد كتب التّاريخ تحدّثنا عن الدّور الأساسيّ و الحاسم الّذي قامت به السيّدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في نُصرة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و تثبيته في فجر الدّعوة الإسلاميّة ثمّ نرى الأهميّة القصوى الّتي ميّزت دور أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في رواية أحاديث الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و شرحها و تبليغ سنّة النّبيذ صلوات الله عليه و سلامه الّذي قال ك"تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا .. كتاب الله و سنّتي.." ليكتسي دورها قيمة أكبر في هذا السّياق كما تحدّثنا كتب التّاريخ عن الزّرقاء بنت عديّ كيف كانت تقف في جموع المسلمين من أنصار عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه تدعوهم على القتال ثمّ نراها بعد ذلك تقف شامخة أمام معاوية بن أبي سفيان و هو يحاسبها على ما بدر منها فضربت بذلك خير مثال في الوفاء و الثّبات على المبادئ و المواقف الحاسمة و نجدها أيضا تحدّثنا عن شجرة الدرّ الّتي استطاعت أن تقود أمّة بأكملها في أعتى المراحل و أخطرها في التّاريخ العربيّ الإسلاميّ كما سيطرت الخيزران جارية الخليفة المهديّ و زوجته على مقاليد الأمور في عهده ثمّ حاول ابنها الهادي تقييد سلطتها فقتلته شابّا ثمّ ظلّت تسيطر على ابنها هارون الرّشيد الخليفة العبّاسيّ المعروف حتّى ماتت في عهده . و أمّا ما ذكرته من أمر حوّاء و اعتبارها سبب خروج آدم من الجنّة فهي ليست المسؤولة وحدها عن ذلك و لكنّها تتقاسم معه الذّنب مناصفة ً إذ يقول تعالى في "سورة البقرة"ضمن الآية الخامسة و العشرين :"فأزلّهما الشّيطان فأخرجهما ممّا كانا فيه " صدق الله العظيم . و بالإضافة على كلّ هذا فإنّ الإسلام قد بوّأ المرأة منزلة رفيعة عندما جعل الجنّة تحت أقدامها فهل يجوز أن يعتبر ديننا الحنيف رضاها معبرًا إلى الجنّة ثمّ يحطّ من شأنها و يحرمها من أدنى حقوقها في خدمة مجتمعها و بناء واقعها و حضارتها ! ؟ .."

    الخاتمة :
     نتجنّب في الخاتمة التّصريح بعبارة (اقتنع) بل نستثمر أنماط الكتابة من سرد و وصف و حوار باطنيّ لتصوير مآل الحوار الحجاجيّ (تراجع المخاطب عن رأيه / إصرار المخاطب على رأيه / مراجعة المتكلّم لبعض آرائه و دخوله في مرحلة تفكير يخرج منها بحقائق جديدة.)
     يستحسن إنهاء الخاتمة بتعليق عامّ أو استنتاج نظريّ يؤكّد مآل الحوار الحجاجيّ.

    عندما أكملت أختي كلامها لم يقل لها أبي أخطأت أو أصبت .. كلاّ .. و لم يحاسبها على مما بدر منها في كلامها بل كان يصغي إلى كلّ ما تقوله و كأنّه قد شرع في تدبّر معانيه و تقليبه على مختلف وجوهه ثمّ نظر إليها نظرة دافئة مليئة بالحنان و العطف و امتدّت أصابعه مرتجفة متثاقلة تداعب خصلات شعرها و لم يقل شيئا بل ودّعها بابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيْه و غادر المنزل بهدوء و بعد يوميْن كان موعد أختي لتقدّم مداخلة فكريّة ضمن اجتماع ينعقد في مقرّ الجمعيّة النّسائيّة و كم كانت دهشتها كبيرة و فرحتها عارمة عندما لمحت أبي جالسا في الصفّ الأوّل يشجّعها و يصفّق لها بحرارة ليتّضح من خلال ذلك أنّ فضل المرأة اليوم قد غدا مشعّا على مختلف المجالات و لا يمكن أن ينكره صاحب فكر معتدل و حكم عادل.






    عروض الشغل في القطاع العمومي والقطاع الخاص jobs Offres d’emploi من هنا





    ملازم, ملازم اعلى, ملازم اول, محافظ أعلى, محافظ أول, محافظ شرطة, محافظ عام, مفتش أول, مفتش رئيس, مفتش شرطة, مناظرات الامن الوطني 2014, مناظرات الامن الوطني 2015, مناظرات الحماية المدنية 2014, مناظرات الحماية المدنية 2015, مناظرات الديوانة, مناظرات الديوانة 2014, مناظرات الديوانة 2015, مناظرات الحرس, مناظرات الحرس 2014, مناظرات الحرس 2015, مناظرات الشرطة, مناظرات الشرطة 2015, مناظرات وزارة المالية 2014, مناظرات وزارة المالية 2015, مناظرات وزارة الداخلية 2014, مناظرات وزارة الداخلية 2015, مناظرات وزارة الدفاع 2014, مناظرات وزارة الدفاع 2015, مناظرة الجيش الوطني, مناظرة وطنية, الجيوش الثلاثة, جيش البحر, جيش البر, جيش الجوٌ, جيش الطيران, جندي, رقباء, رقيب, رقيب أول, رقيب اول, عريف, عريف اول, عرفاء, نتائج مناظرة, وكيل, وكيل اعلى, وكيل اول, ضابط شرطة, ضابط شرطة مساعد, ضابط شرطة أول


  2. #2
    Super Moderator الصورة الرمزية وظائف اليوم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المشاركات
    7,129

    افتراضي محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"








    محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"



    عروض الشغل في تونس ,وظائف شاغرة في تونس,عروض الشغل , مناصب شغل في الجزائر,مباريات التوظيف في المغرب , دليل التوظيف ,الوظائف في المغرب,وظائف شاغرة في ليبيا,وظائف شاغرة في مصر,وظائف شاغرة في السعودية,وظائف شاغرة في قطر,وظائف شاغرة في الامارات,وظائف شاغرة في الكويت,وظائف شاغرة في العراق,وظائف شاغرة في لبنان,وظائف شاغرة في سوريا,وظائف شاغرة في البحرين,وظائف شاغرة في عمان,وظائف شاغرة في لبنان,وظائف شاغرة في السودان,وظائف شاغرة في فلسطين,صحف التوظيف,جرائد التوظيف ,مواقع التوظيف العمومي,مواقع تونسية للتشغيل,موقع تونسي للتشغيل, التوظيف في تونس - وزارة التكوين والتشغيل - وظائف مدرسين وظائف مدرسات - مقابلة العمل - نتائج مسابقات التوظيف - وظائف البنوك - وظائف الشركات الخاصة - وظائف الصحف - وظائف اليوم - وظائف اليوم فى السعودية - وظائف تعليم وتدريس - مسابقات التوظيف - مناظرات الوظيفة العمومية - وظائف جريدة الاهرام - وظائف اليوم فى قطر - وظائف اليوم في الامارات - وظائف جريدة الاخبار - وظائف جريدة الجمهورية - وظائف جريدة الوسيط - وظائف خالية فى الاسكندرية اليوم - وظائف خالية فى السعودية - وظائف خالية فى قطر - وظائف خالية فى مصر - وظائف سكرتارية - وظائف فنيين - وظائف حكومية - وظائف خالية فى الامارات - وظائف خالية فى الكويت - وظائف عسكرية - وظائف وزارة الداخلية - وظائف فى القاهرة - وظائف مهندسين - وظائف معلمين - زظائف معلمات - وظائف في الجيش - وظائف صحية - وظائف تعليمية - وظائف جامعية - وظائف في السودان - وظائف في اليمن - وظائف في الاردن - وظائف جريد الشروق - وظائف صحيفة الشروق

  3. #3

    افتراضي محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"








    محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"
    محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"
    محور المراة المجتمعات المعاصرة - إنتاج كتابي إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ محور "المرأة"



    كود:
    السنة أولى ابتدائي السنة الثانية ابتدائي السنة الثالثة ابتدائي السنة الرابعة ابتدائي السنة الخامسة ابتدائي السنة السادسة ابتدائي العليم الاساسي السنة السابعة اساسي السنة الثامنة اساسي السنة التاسعة اساسي التعليم الاساسي السنة اولى ثانوي السنة الثانية ثانوي السنة الثالثة ثانوي السنة الثالثة ثانوي السنة الرابعة ثانوي مواضيع الباكالوريا امتحانات البكالوريا دروس امتحانات شرح نص تاريخ جغرافيا تربية اسلامية تربية موسيقية اللغات الحية اللغة العربية الفرنسية الانجليزية الايطالية الاسبانية الصينية التركية الالمانية علوم حياة والارض تقنية ايقاض علمي فلسفة رياضيات فيزيا كيمياء تصليح اطلاح فرض فروض تلخيص درس بحث بحوث جاهزة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

محاور التاسعة اساسي, محاور السنة تاسعة اساسي, محاور العربية, محاور العربية للسنة تاسعة اساسي, محور, محور المراة, محور المراة التاسعة اساسي, مناظرة النوفيام, منتديات وظائف للعرب, موضوع انشاء حول محور المراة والمجتمع, موقع وظائف للعرب, موقع وظائف العرب, المراة, المراة في المجتمعات المعاصرة, السنة تاسعة, السنة تاسعة اساسي, العرب, العنف ضد المرأة, النوفيام, اصلاح موضوع انشاء, انتاج كتابي, تلخيص محور المرأة, بحث حول المراة في المجتمع, حجج, حجج لمحور المراة, حجج محاور السنة تاسعة, حجج محاور السنة تاسعة اساسي, حجج محاور العربية, حجج محور, حجج محور المرأة للسنة التاسعة اساسي, حجج محور المرأة سنة تاسعة اساسي, حجج محور المرأة في المجتمع, حجج محور المراة, حجج التاسعة اساسي, حجج جاهزة, حجج حول محور المراة, حجج حول المراة, حول محور المراة والمجتمع, شرح تص, شرح نص جاهز, شروح نص جاهزة, سنة تاسعة اساسي, فرض تاليفي حول محور المراة والمجتمع, إنجاز موضوع إنشائيّ حجاجيّ, نماذج انتاج, نموذج انتاج, وظائف, وظائف للعرب, وظائف العرب

عرض سحابة الكلمة الدلالية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172