باكالوريا آداب اصلاح موضوع حول رسالة الغفران



اصلاح موضوع حول رسالة الغفران

نص الموضوع :
لئن بدت مصادر القصّ والتّخییل مألوفة في قسم الرّحلة، فإنّ المعري، في رسالة الغفران، قد أعاد تشكیلھا لإنشاء نصّ قصصيّ ممتع ینقد واقع الإنسان والعصر.
حلّل ھذا القول وأبد رأیك فیه بالاعتماد على شواھد دقیقة مما درست.
تمشیات الإصلاح+ مجال الأعداد
التّقدیم(3 نقاط)

التّمھید:
نورد مدخلا نقدیّا أو حضاریّا أو ثقافیّا وظیفیّا كأن نعتبر أنّ:
بعض النّصوص الأدبیّة تجاوزت میل الذّائقة الجمالیّة القدیمة إلى اعتبار الشعر المجال الأصیل للخیال،
والنّثر أقرب إلى التّعبیر عن الصّدق ونقل الواقع.
أو... إنّ التّفاعل بین الأدیب والواقع وطبیعة الصّلة الّتي تنشأ بین النّص الأدبي والمرجع الّذي یحیل علیه.

بسط الموضوع:
وندرج الموضوع نصّا أو نقتبس مراكز اھتمامھ الرّئیسیة... (تحویر جزئيّ في معجمھ أو تركیبھ).
مراكز الاھتمام:
- مصادر الخیال والقص المعتمدة في قسم الرحلة.
- إعادة تشكیل العناصر الفنیة لإنشاء نص قصصي ممتع.
- توظیف ذلك التشكیل لنقد واقع الإنسان والعصر.

الجوھر: (10نقاط)
یتكوّن جوھر الموضوع من قسمین، قسم أول ھو تحلیل الأطروحة، وقسم ثان یتضمّن إبداء الرأي في القولة.



التّحلیل:
العنصر الأول: مصادر القصّ والتّخییل المعتمدة في رسالة الغفران
مصادر القصّ مألوفة كالمصادر الأدبیّة من أشعار شعراء وأخبارأدباء مثل قول ابن القارح متحدّثا إلى الأخطل: ( مازالت صفتك للخمر حتّى غادرتك أكلا للجمر )، واللّغویّة من شروح واستطرادات نحویّة وصرفیّة وعروضیّة، والمصادر الأسطوریّة والخرافیّة( خذ ثمرة من ھذا الثّمر فاكسرھا فإنّ ھذا الشّجر یعرف بشجر الحور)، والمصادر الدّینیة قرآنا وحدیثا، والمصادر التّاریخیة، وواقع الأدب ( أخبرني عن أشعار الجنّ، فقد جمع منھا المعروف بالمرزباني قطعة صالحة ) ....
تنوّع المصادر جعل من قسم الرّحلة مزیجا من نصوص شتىّ . ووراء النّص السردي التّخییلي الظّاھر تثوي نصوص أصول مولّدة لھا.
العنصر الثاني: إعادة تشكیل مصادر القصّ والتّخییل. التّجلیّات والوظائف:

التّجلیّات:
الأطر: ضبط الإطار مكانا وزمانا لفضاء الغیب ( في أقصى الجنّة، الجحیم، النّعیم، بعد برھة، طال بي المقام....)
التّصرّف في الأطر، كفّ الزمان عن امتداده الخطيّ لیتحوّل إلى زمن غیبي مطلق، وأمّا المكان فلا وجود لھ إلا بمقدار ما یتناھى لنا من مسار ابن القارح في رحلتھ إلى الجنان والجحیم. والتّضخیم ( كلّ شجرة منھ تأخذ ما بین المشرق والمغرب بظلّ غاط )، والمزج والتّركیب ( خلق من یاقوت ودرّ)
الشّخصیات: عقد لقاءات طریفة بین شخصیّات من حقب تاریخیّة متباعدة (ابن القارح من القرن الخامس والأعشى جاھلي) ومن أنواع مختلفة ( إنس – جنّ، إنسان - حیوان).
التّصرّف في الشّخصیات بإعادة خلقھا سردیّا بما یلائم مقاصد الكتابة في حكایة الغفران من قبیل غفران الأعشى ، إذ "صار عشاه حورا معروفا وانحناء ظھره قواما موصوفا". وإكساب الكائنات صفات خارقة فھذه ( خیل تطیر )...





الأحداث:
اشتقاق الأحداث والوقائع من القرآن والشّعر والأسطورة (صخر وقد اشتعل رأسھ نارا في إشارة إلى قول الخنساء: كأنّھ علم في رأسھ نار)، وبناء سیاقات وحوارات جدیدة غیر مألوفة بتقنیة التّحویل وإعادة الانتاج في لغة سردیّة، فیكون المتخیّل السّردي مشتقّا من آي القرآن ومن القصائد الشّعریة
ومن الأساطیر (الحدیث عن الجنّ المؤمنین. انطلاقا من الآیة " إذ صرفنا إلیك نفرا من الجنّ یستمعون القرآن " )

وظائف إعادة التّشكیل:
*فنیا: الإمتاع
الجمع بین نصوص مختلفة لتولید متعة أدبیّة طریفة (النّثر، الشّعر، القرآن، الخرافة، الحدیث ) وتولید قصص جدیدة بفضل خلق سیاقات انطلاقا من مألوف القصص ( تعصّب النّابغة القبلي وتباھیھ بقبیلتھ انطلاقا من قصّة جلده في الواقع بسبب استجابتھ لنداء قبليّ في الواقع )...وابتداع صور طریفة خارقة مثل إخراج الحور من الثّمر وانقلاب الإوزّ إلى جواري
وإیراد العجیب من قبیل إنطاق الحیوان والثّمرات ( ھل لك یا أبا الحسن... ).

*دلالیا: النّقد
نقد التّصّورات السّائدة للوساطة والشّفاعة ( ھذا رجل سأل فیھ فلان وفلان وسمت جماعة من الأئمة
الطّاھرین )
نقد المفھوم السّائد لمعتقد التّعویض ( لا إلھ إلا االله لقد كنت سوداء فصرت أنصع من الكافور )
نقد المعري للمفھوم السّائد للقدرة الإلھیّة ( وقد صار من ورائھا ردف یضاھي كثبان عالج )
نقد التّصّورات المادیّة للجنّة: أنھار الخمر واللّبن والعسل ومجالس الطّرب واللّھو ( ویخطر لھ غناء القیان بالفسطاط في مدینة السّلام ) .
نقد التّفاوت الاجتماعي في عصره: قصران منیفان – بیت حقیر
نقد الواقع السیاسي في عصره: حشر الملوك والسّاسة في الجحیم
نقد الذّوق الأدبي العامّ في عصره، وواقع الأدب والأدیب ( حال الحطیئة في أقصى الجنّة تعبیر
عن منزلة الأدیب الصادق ).

التقویم:
إبداء الرّأي في القول، من قبیل قولنا...لم یقتصر المعري على نقد واقع الإنسان والعصر بل تجاوز ذلك إلى:
-التّعبیر عن شواغل فردیّة خاصّة: ( التّأمّل العلائي في الحیاة والموت، الموقف من اللّذة )
-تعبیره عن بعض مواقفھ النّقدیّة ( مفھوم الشّعر، قضیّة النّحل في الشّعر)
-حدود متصرّف أبي العلاء في ما اعتمد من مصادر خصوصا منھا الأدبیّة، فقد أوردھا بأمانة وخصّھا باستطرادات كثیرة
-موقف بعض النّقاد الّذي یرى أنّ الرّحلة نصّ قصصيّ مفكّك لا نظام لھ بسبب كثرة الاستطرادات ممّا یضعف لذّة القراءة والمطالعة.

التّألیف:
-مصادر القصّ والتّخییل في علاقتھا بشواغل العصر تعبیر من الكاتب عن موقف قلق من العصر وأھله وتحریك لسواكنه.
-سطوة الشّواغل الواقعیّة وحضور عالم النّاس رغم ما یحفل بھ النّص العلائي من عجائبیة...

الخاتمة2نقطتان)
الإجمال: -جمع النتائج الجزئیّة والكلیّة بالإشارة إلى تناغم مقوّمات القصّ والتّخییل وطرافة الاختیارات الفنیّة مع جرأة المعري في التّعبیر عن مواقفھ إزاء العصر...
الموقف: إبداء موقف بالقول إنّ الخیال قناع فني للتعبیر عن مواقف المعري من الناس والعصر
فتح الأفق: البحث الجماليّ في قسم الرّحلة وترصیعھا بالخیال وجرأة الموقف لھ صدى في باقي آثار الأدیب الشّعریة والنّثریة... أو التساؤل عن منزلة رسالة الغفران في سیاق تطوّر أشكال السّرد قدیما...
ملاحظة: تسند 5 نقاط للاقتدارات اللّغویّة (اللّغة المؤدیّة للغرض الخالیة من أخطاء الإملاء والاشتقاق
والتّركیب والإعراب...)