الفلسفة وشموخها أمام التحديات




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس


منتدى الفلسفة من هنا




الفلسفة كلمه لها معنى واسع وشامل فلغة تعني حب الحكمة فالإنسان المحب للحكمة هو فيلسوف بطبعه ولكننا نعني أيضا ذلك الشخص الذي يبحث عن المعرفة ويستخدم عقله للوصول إلى الحقائق وبذلك كان للفلسفة الريادة في تفسير الكثير من الظواهر الكونية والاجتماعية رغم اختلاف هذه التفسيرات فتجد في مرحله تاريخيه واحده وحول قضيه واحده تختلف وجهات النظر في تفسيرها وهذا ما أعطى للفلسفة شموخا فوق شموخها ولذلك كان الفلاسفة هم أصحاب الرأي والمشورة في كثير من المجتمعات ومن هذا المنطلق حيث شمولية المعنى وتقبل الرأي الآخر ومبدأ الحرية الفكرية الذي يؤمن به معظم الفلاسفة في مختلف العصور تعرضت الفلسفة لكثير من التحديات فتجدها فترة تزهو وترتفع رايتها وحينا آخر تتعرض لنقد لاذع ومضايقه لمنتسبيها وفقا وثقافة المجتمع الحاضن لها وتركيبة هذا المجتمع السياسية وقد كانت بلاد اليونان تقدر الفلاسفة لذا لازالت أفكارهم سامية إلى يومنا رغم ما حل لبعض رموزها من مواقف كسقراط مثلا حين حوكم وظل صامدا على مبادئه ليعطي الجميع درسا في التمسك بالمبدأ وكان النقاش الحر سائدا في تلك الفترة فتلاحظ أطياف من الأفكار والنظريات . وجاءت الأديان السماوية التي مجدت العقل الإنساني ودعت إلى التأمل والإبداع فالقران الكريم حث الإنسان على التأمل والتفكير في أكثر من موضع فكثير من الآيات الكريمة تدعونا للتفكر والنظر والتدبر فيما حولنا ابتداء بالكون وانتهاء بتأمل الإنسان لذاته ليستدل بذلك على قدرة الخالق سبحانه وتعالى. ولكن يواجهنا سؤال ؟ لماذا تعرضت الفلسفة للتهميش في بعض مراحل التاريخ ؟؟ نقول بان الفلسفة هي فكر وعندما يتجاوز هذا الفكر حدود معينه تهدد مصالح معينه لفرد أو فئة أو سلطة فان تلك الفئة تحشد قواها لإسكات ذلك الفكر فمن طبيعة الفلسفة ومفكريها طرح الأسئلة التي تبدأ ب لماذا؟ متى؟ أين ؟ الخ وهذه الأسئلة لا تروق للكثير لذا شعر البعض في مختلف العصور بأهمية وخطورة الفلسفة فتراها إما أن تدجن وتحارب من خلال تقريب الفلاسفة ومحاولة تحجيمهم على الأقل أو من خلال تهميشهم إلى أن يصل الأمر إلى اتهامهم بالزندقة وتاريخنا الإسلامي به شواهد على ذلك ولا ننسى أيضا ما قامت به الكنيسة المسيحية من محاربه للجديد في العلم فقد حوكم جاليليو بقوله بكروية الأرض لأنه خالف ما تقول به الكنيسة وقد قام البعض باستخدام الفلسفة لنقد الفلسفة كما فعل ذلك الإمام الغزالي حيث انتقد الفلسفة نقدا لاذعا باستخدام الفلسفة في كتابه تهافت الفلاسفة فقد استخدم العقل لنقد العقل ومرورا بابن رشد وما تعرض له بتحريض من الفقهاء في عصره حيث تعرض للاضطهاد وأحرقت كتبه كل ذلك كان واقعا واجهته الفلسفة وحتى في عصرنا الحديث فقد تعرضت الفلسفة ومحاولة إفراغها من مدلولها ففي مرحلة القطبية ووجود نظامين عالميين اشتراكي في الشرق ورأسمالي في الغرب حاول كل طرف استخدام الفلسفة كدرع واقي للسياسة وأفرغت إلى حد كبير من مدلولها العلمي فحجمت الفلسفة في بلدان وفقا ونظامها السياسي وهذا هو التهميش للفلسفة إلى حد الاعتقاد من قبل البعض بان كلمة فلسفه هي رديف لكلمة ماركسيه رغم أن المعنى شامل والماركسية ما هي إلا جزء من الكل . وللأسف يجهل الكثير من الناس أهمية الفلسفة فمن يناقش طويلا حتى وان كان بدون حجج يقولوا له أنت متفلسف وكان الفلسفة ما هي إلا تسويق لأي كلام والمصيبة الأعظم أن تأتي هذه الآراء من أناس محسوبين على الثقافة.فلو نظر أولئك سيجدوا الإجابة على تساؤلاتهم حولهم فمختلف القوانين الوضعية هي نتاج فكري فلسفي ومختلف الاجتهادات هي فلسفه فكلما كان للعقل وجود فان الفلسفة موجودة فالفرد يفكر بشكل يومي وهذا هو المعنى البسيط للفلسفة فتجد الحكيم في تدبير شؤون بيته وتجد الفاشل لان ذلك يرتبط بقدرات الشخص الفكرية. وعلى المستوى الاجتماعي تبرز لنا الكثير من الأفكار السياسية والاقتصادية والاجتماعية فكلما كانت صحيحة كان لها مردودها الايجابي على المجتمع وبالعكس في حالة ضعف صحتها .
وبإلقاء نظرة حولنا نجد الفوارق واضحة للعيان فدول وصلت إلى القمة في حل مشكلاتها بينما بقيت دول أخرى تتأرجح في موقعها والمقصود هنا أن نستخدم عقولنا بالتالي ننتج أفكارا ولا نكون جامدين فالصحفي عندما يكتب مقالا ينتقد فيه وضعا معينا هو بذلك يقدم فلسفته ويهدف من خلالها إلى الإصلاح والشخص عندما يطلب منه رأي أو مشورة حول قضيه هامه فهو يتفلسف بوضعه لرأيه وكلما كانت القضية اكبر حجما كلما أنتجت أفكارا بحجمها . وهنا لا نحدد بلدا بعينه ولكن يمكن أن نستدل بمجتمعات استفادت من مفكريها وشجعت عباقرتها بينما مجتمعات أخرى همش فيها المفكرون وأصحاب الرأي والمشورة وكانت النتيجة واضحة فكلما كانت الحرية مكفولة في مجتمع تجد الأفكار والإبداعات والنهوض وطبعا تجد من يستغل هذه الحرية ولكن لا يقاوم كثيرا حيث يرفضهم المجتمع لان أفكارهم سرعان ما تصطدم بواقعهم كالسفسطائيين . من خلال ما سبق نود الإشارة إلى أن الأفكار النيرة الواعية هي الوسيلة الأساسية للبناء والتطور وهذه الأفكار تحتاج إلى أرضية ينتشر فيها روح التسامح وقبول الرأي الآخر فإذا ما وجدت هذه الأرضية تجد نتائج التفكير . رغم أن الفلسفة الآن لم تعد كما سبق فقد هبطت من السماء إلى الأرض بملامستها للمجتمع وبيئته فلم تعد مهتمة بالجانب الميتافيزيقي كثيرا وهذا أعطاها حيويتها حيث أصبحت تعالج الكثير من المشكلات بأنواعها فبمجرد ظهور مشكله على كوكبنا تجد الأفكار تأتي من كل حدب وصوب لحلها فالفلسفة هي الوسيلة التي يمتلكها الإنسان لتغيير واقعه إلى الأفضل مع الأخذ بعين الاعتبار لثقافة المجتمع ومعتقداته فعلينا أن نفتح الأبواب والنوافذ للرياح بشرط أن لا تقتلعنا من جذورنا .









بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا