اليكم عادات الاعراس حسب المناطق في تونس


عروض الشغل في القطاع العمومي والقطاع الخاص من هنا


عادات الاعراس حسب المناطق في تونس


* الوطية

من بين هذه العادات وأكثرها شيوعا ليلة "الوطية" وتقام الوطية قبل العرس بثلاثة أيام لحنة العروس، وهي ليلة خاصة بها وصديقاتها، تتطلب لبس أزياء تقليدية مطرزة باهظة الثمن في الغالب، ولذلك تضطر المقبلات على الزواج لاستئجارها لليلة واحدة. وتحيي ليلة الوطية عادة فرق غنائية نسائية ترافق العروس أثناء خروجها أمام المضيفات مغمضة العينين، أو واضعة على وجهها منديلا من حرير مرة أخرى، وغالبا ما تكون كلمات أغاني حفلات الزفاف مؤثرة لأنها تتضمن صورا شعبية تعبر عن وداع العروس لبيت أهلها، واستعدادها لدخول مرحلة جديدة من حياتها في بيت الزوجية.


" العرس البدوي"

رغم تقارب العادات والتقاليد ومواسم الأفراح في أغلب بوادي تونس إلا أن كل جهة منها تكاد تختص بميزات ومراسم وصفات شهيرة. فالأعراس في بادية الجنوب التونسي مناسبة متجددة للاحتفال والكرم.. إذ لا يكاد الزائر ينزل بينهم إلا ويجد نفسه محاطا بهالة من التقدير.. وتقام مآدب الكسكسى في "قصاع" كبيرة مزينة بالخضر والفلفل واللحم الطري والذي يكون في الغالب لحم خروف ولكنه يصبح لحم ماعز كلما أوغلنا في تخوم الصحراء كما يقدم في هذه المآدب الشاي الأخضر وعصير "اللاقمي" وهو رحيق يشتق من جذع النخيل.

وهكذا يعيش الجميع بين أهالي العرس وضيوفهم مستمعين إلى نغمات الناي أو دقات الطبول.. إنه العرس أو "الفرح" كما يطلقون عليه هناك وفيه يجوز لبنات الديار الظهور أمام الناس مضمخات الأيدي والأرجل بالحناء و"الحرقوس".

بيت العروس يكون طيلة أيام الاحتفال بذمة صباياها أو وصيفاتها. وفي بعض الجهات تقوم كل واحدة منهن برقصة تطلق أثناءها شعرها بعد أن تدهنه بالزيت وعلى دقات الدفوف ترقص رقصة وهي مرسلة شعرها وتسمى "النخان".

أما ليلة "الدخلة" بالنسبة للعروس والعريس فتأخذ في الغالب مظهرا صاخبا.. إذ يركب العريس فرسا بعد أن يرتدي "برنسا" يخفي به وجهه ويربط رأسه بشال أو عقال وينطلق ركبه من مقام مسجد أو زاوية ويسير بين جماعة "العراسة" وهم أقرانه وخلانه - وفي بعض المناطق الأخرى بالجنوب التونسي يسير محاطا بجماعات من نساء الواحة الهازجات- بينما ينشد الشبان والرجال الأوراد الدينية حتى إذا ما وصل إلى داره نزل حاملا لعصا جميلة مختمة ومحناة بالحناء تسمى "البقيرة".. وهناك يدخل بيته أين يجد امرأتين محجبتين أحداهما زوجته والأخرى قريبة له.. ومطلوب منه هنا أن يتعرف على زوجته بالفطنة والفراسة فيضرب بعصاه المرأة الأخرى ضربات لطيفة. فتصيح المرأة أثناءها "خالتك، خالتك" وتكشف عن وجهها فيمد لها مبلغا من المال وتتولى بدورها ملاطفة زوجته لتكشف عن وجهها. وعندئذ يقدم الهدايا عربونا على جميلها في كشف وجهها ويسمون ذلك "حلال الغنبوز" (
. رفع الحجاب) أما العروس فتتولى تخضيب العصا المختمة بالحناء مرة أخرى وتلفها بأجمل ما عندها من تقاريط (الشال) وكل ذلك لعله كناية عن استجابة العروس وقبولها الطاعة لبعلها والانسجام والخضوع لأوامره.


"عرس الجنوب"

تتميز مراسم الزواج لدى أهل الجنوب التونسي بطابعها البربري والصحراوي. وتبدأ الاستعدادات للزواج في اليوم الذي ينقل فيه "جهاز العروس" إلى بيت زوجها ويسمى ذلك اليوم بيوم "العطرية". في اليوم نفسه تذهب العروس صحبة بعض صبايا الحي إلى الحمام، وعند خروجهن من المنزل ينطلقن في ترديد بعض الأغاني على إيقاع بعض النقريات "كالدربوكة" إلى أن يصلن إلى الحمام (التركي) عندها تكشف العروس عن وجهها الذي كان يسدل عليه لحاف طوال الطريق كي لا تظهر للمارة. بعد الاستحمام تعود العروس أدراجها بصحبة "صديقاتها" إلى منزلها ويجلسن لتبادل أطراف الحديث، إلى حين قدوم "العدل" (المأذون) و توقع العروس على وثيقة عقد القران عند خروج "العدل" تندفع وراءه الصبايا على أمل أن يتزوجن في القريب العاجل. وهذه عادة لا تزال موجودة إلى الآن وتتبرك بها الصبايا.

بعد صلاة العصر يخرج "المحفل" من دار العريس على أنغام الطبل والمزمار مصحوبا بسيارة محملة ببعض المواد الغذائية والخرفان وبعض المستلزمات الخاصة بالعروس "الحنة، مواد التجميل، أحذية، ملابس وحلويات" ويقوم المحفل بجولة قصيرة عبر أحياء المدينة، وحال الوصول إلى دار العروس تدخل النسوة إلى المنزل ويبقى الرجال والطبال خارجه وتكون ضمن النسوة امرأة مسنة تتكفل بفتح "قفة العطرية" التي تحوي "البخور" وعلكة "اللوبان" و"مرآة" صغيرة تسلمها هذه العجوز إلى العروس في جو مليء بالتصفيق والزغاريد.


* يوم "المرواح"

"ليلة الدخلة" تسمى أيضا يوم "المرواح" (يوم الذهاب إلى بيت الزوجية) وفيه ينهض العريس في الصباح الباكر ويذهب إلى "الحمام التركي" بصحبة أصدقائه وبعض الجيران وعلى رأسهم "الوزير" وهو المكلف بكل صغيرة وكبيرة تخص العريس. يستحم العريس ويغادر الحمام في اتجاه مكان التقاء "الحجابة" (المكان الذي يحتجب فيه العريس) وعند منتصف النهار تقرع الطبول من جديد ويأتي المدعوون "للبوس" (ارتداء العريس للباس) وبعد الأكل والشرب يرتدي العريس زيه وهناك من العرسان من يفضل ارتداء اللباس العربي التقليدي (الجبة والفرملة والسروال العربي) على اللباس العصري

أما بالنسبة للعروس فهذا اليوم يسمى يوم "الفتول" حيث تلبس جبة تقليدية نصفها أحمر والنصف الآخر أخضر وتجلس فوق طاولة وسط جمع غفير من النسوة. وبعد صلاة العصر تقف العروس بمساعدة امرأتين فتقومان بتسريح شعرها وسكب العطور الطيبة عليه ثم يقمن بلفها سبع لفات وهي تخفي وجهها بيدها، وعيناها تذرفان دموع الفرح المزدوجة بدموع فراق أهلها وذويها والبيت الذي نشأت وترعرعت فيه، وهذا المشهد تتأثر له كل الحاضرات وبعد ذلك يقع تجميلها وفي المساء يأتي أهل العريس على متن السيارات لتنتقل العروس معهم إلى بيتها الجديد وهذه الليلة تسمى ليلة "المرواح" وعلى أنغام البردة وذكر الله يدخل العريس على عروسه مودعا أصحابه في جو من المزاح وفي صبيحة اليوم التالي تعتلي العروس منصة لتشاهدها النسوة القادمات للتهنئة وكذلك للفرجة على البيت الجديد.


* يوم "الحزوم"

تتواصل الاحتفالات إلى اليوم الثالث للعروس في بيت زوجها يسمى هذا اليوم "الحزوم". في الظهيرة ترتدي العروس "الحرام الجريدي" (ملاءة حريرية منسوجة باليد يختص بها أهل الجريد) ثم يأتي العريس بباقة ورد يقدمها لعروسه كعربون محبة وود ووفاء ثم يراقصها على أنغام "المزود" (فن شعبي) وسط هالة من التصفيق وزغاريد المدعوات. وبعد سبعة أيام تذهب العروس بصحبة زوجها إلى بيت أهلها (وهذا اليوم يسمى نهار السابع) منذ الصباح الباكر حيث تجد أقاربها في انتظارها في شوق.


"عرس صفاقس"

لا يمكن الحديث عن عرس في مدينة صفاقس، دون الوقوف عند عادة شهيرة تحرص كل العائلات الصفاقسية على ممارستها حتى في أفخم الفنادق. وتتمثل هذه العادة في قيام العروسين بالقفز على السمك أو "قفزة الحوت"، حيث يتم إحضار سمكة كبيرة الحجم وتكون عادة من نوع "المناني" تزين بالشرائط الملونة وتوضع أمام العروسين في طبق وتقوم العروس بالقيام بسبع خطوات فوق السمكة وعريسها ممسك بيدها، ثم يقوم هو بنفس الشيء. والمغزى من هذه العادة حسب أهالي صفاقس هي طرد العين والحسد وحماية العروسين وترافق "قفزة الحوت" أغنية معروفة يحفظها كل الأهالي، يقول مطلعها "نقفز على الحوت والحنة والحرقوس كالتوت".

وما يميز أعراس أهل صفاقس أيضا هو "المارشة" وهي بمثابة نشيد رسمي يتم عزفه للعروسين عندما يهمان بدخول القاعة.

أما أهم ما يميز أعراس جزيرة قرقنة القريبة من صفاقس فهي حفلات الزواج التي تبدأ في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وتنتهي مع الفجر، وذلك رغم مجهود فرق مكافحة الضجيج.

كما تشتهر الحفلات القرقنية بظاهرة "رمي النقود" وهي عبارة عن مساهمات من الأصدقاء والأقارب لإعانة العريس ولا يمكن أن يكون عرسا قرقنيا إذا لم تكن الزكرة حاضرة. وظاهرة (الزفانة) وهي تلبية طلب كل مدعو في عزف الأغنية التي يريدها، حيث يمكن الاستماع في تلك الليلة إلى أم كلثوم أو لعبد الوهاب على أنغام الذاكرة.


" عروس بنزرت"

احتفظت مدينة بنزرت في الشمال التونسي والمدن المجاورة لها بالكثير من العادات والتقاليد العريقة بخصوص الزواج.

وقد استعرض المؤرخ الأديب "رشيد الذوادي" هذه العادات في كتابه "هذه بنزرت" فبعد الخطبة التي يتم فيها التعارف والاتفاق على الشروط، ثم قراءة الفاتحة بين أهل العروسين في ذلك اليوم تتولى أم العريس تخضيب كف الخطيبة بالحناء وتهدي لها حلة ذهبية، ويحدد يوم عقد القران وإقامة الزفاف.
وتتميز الأعراس البنزرتية بإقامة الفرح على عدة ليال، تبدأ بيوم الحناء قبل ثلاثة أيام من الزفاف، ثم "الشوار" (نقل جهاز العروس) الذي يسبق ليلة العرس، وفي ليلة العرس وقبل صلاة العشاء تكون العروس في بيت زوجها.



أما في اليوم الثاني أو الصباح يتم تصدير العروس إلى ما بعد الزوال، تقدم لها الهدايا من الحاضرات من الأقارب ومن عريسها أيضا.

وفي اليوم الثالث يلتئم الجمع مجددا ويقام احتفال تقوم فيه العروس بجر سمكة كبيرة من ذيلها على مرأى من عريسها والحاضرين.

وتدق الطبول ويقام الفرح في اليوم السابع حيث تقدم الأطعمة والحلويات للمدعوين ولعائلة العروس التي تتصدر على كرسي متزينة بالحلي البنزرتية التقليدية من بينها العقد والحديدة والخرص والخلخال والعقيق بالإضافة إلى السوار والخواتم. وتكون العروس في أبهى زينتها بالحناء والحرقوس وبوسة الخال.


" عرس الجريد"

في منطقة الجريد بالجنوب التونسي يتواصل الفرح سبعة أيام بلياليها في سهرات عائلية موسيقية. تذبح فيها الخرفان لإعداد الولائم للضيوف.

قبل ثلاثة أيام يستهل أهل الجريد أعراسهم بغسل أواني الطبخ والمفروشات التي ستحملها العروس إلى بيتها الجديد في حين ينطلق قبل يومين من ليلة الدخلة وبعد العصر "محفل" (مجموعة نساء) يخرج من دار العريس يحمل "الكسوة والعطرية" و الحنة (هدايا العروس) والخضر والغلال يقع وضعها في "سلات" و"قفاف" من السعف مزدانة بالبخور إلى العروس وعلى رأس كل هذا خروف مزين بالأشرطة. ويجوب الموكب طرقات المدينة أو البلدة أو الحي في جولة غنائية راقصة حتى الوصول إلى بيت العروس التي تنتظرهم مع أهلها ومجموعة من الصبايا واضعة وشاحا على وجهها "لتنزيل السر" بمعنى تجميع الحياء والجمال ليوم الزفاف الذي ستكشف فيه عن محاسنها. وبعد وضع ما تم حمله للعروس ترسل هي بدورها كل أدباشها وجهازها إلى بيت زوجها.

ويكون موعد الحنة للزوجين قبل يوم واحد بالنسبة للزوج وثلاثة أيام للعروس حيث تواصل السهرات عند العائلتين المتصاهرتين، ففي حنة العروس تتجلى بزي تقليدي طوال السهرة التي يتخللها الزهو والرقص و"رمي النقود". ثم في الغد تذهب مع "حجابتها" للحمام التركي على حسابها الخاص. وقبل أن تذهب للحلاقة تقوم "الحنانة" (السيدة التي تتولى وضع الحنة) بتزيين كفيها ورجليها "بنقشة الحرقوس" .

عند عودتها إلى المنزل يوم "المرواح" تتم عملية "الفتول" وهي عادة من العادات الأصيلة حيث يقع "تفتيل" العروس فيغطى وجهها وتلبس جبة جريدية تغطي كل جسمها ثم توضع فوق "مائدة" أو طاولة وتتولى نسوة من كبار السن تدويرها سبع مرات وتبقى في انتظار قدوم زوجها ليحملها في موكب "جحفة" تتقدمه الزكرة والطبال.
ومن جهة أخرى تكون حنة العريس التي تقام قبل ليلة الدخلة فرحة عارمة لأبناء العائلة والأصدقاء والأقارب. حيث يجتمعون في سهرة تتخللها "الزكرة" (المزمار) والطبلة و"القصبة" (الناي البدوي). فتأتي "الحنانة" وهي سيدة كبيرة السن من أقرباء العروس لتحني اليد اليمنى للعريس وبذلك يتداول الحاضرون على وضع الحنة في أصابعهم ودفع بعض المال الذي تضعه مساعدة الحنانة في "بوشية" (غطاء رأس مزركش) ثم تأخذه للعروس بعد أن تأخذ منه نصيبها.

يوم الدخلة (المرواح) يذهب العريس للحمام صباحا مع مجموعة من أصدقائه، ثم يعود إلى الغداء وبعد ذلك يتحول إلى منزل معد للحلاقة فيأتي الحلاق الذي يبقى معه عشية كاملة لأنه بعد الحلاقة يأتي "الحقوف" فيجلس العريس فوق كرسي وتدق الطبول وتتصاعد نغمات "الزكرة" ويبدأ الحلاق في قص الشعر وفي الأثناء تبدأ عملية "الرمو" وهي مساعدات مالية رمزية في مناسبات الفرح يقدمها أصدقاء وأقرباء العريس والعروس.

وبعد ذلك يتحول إلى دار العروس التي تنتظره فيسهران في جو عائلي. ثم يتحولان في موكب إلى بيت الزوجية وعادة ما يكون خاليا من السكان لينفرد بها ويبقى "وزيره" أمام باب البيت ينتظر "السورية" والتي رغم حساسيتها فإنها تبقى التأشيرة الكبيرة على عفاف الزوجة وفحولة الزوج وقد بدأت تندثر تدريجيا... وبعد إخراج "السورية" تطلق البندقية طلقتين وتتعالى الزغاريد ويرقص الحاضرون.


"عرس ولاية القصرين بالوسط الغربي"

فترة الخطوبة بالنسبة للريفيين بأغلب مناطق القصرين، ليست فترة خطوبة بالمعنى المتعارف عليه، ويقتصر الأمر على اختيار أهل الشاب على إحدى الفتيات. ويذهب وفد من الشيوخ والعجائز إلى منزل الخطيبة المنتظرة ويعرضون الأمر على أهلها، وفيما يكون دور الرجال في التفاوض يكون دور النساء في تقليب العروس بدون إظهار ذلك (خفية) وإذا تمت الموافقة تقرأ الفاتحة وتطلق إحدى النسوة زغرودة إعلانا لذلك.

ويتم الاتفاق على مبلغ المهر الذي يدفعه أهل الخطيب ويتراوح بمنطقة العيون بين 70 و500 دينار، ويكون الخطيب في حل من المصوغ أو غيره لأن والد الخطيبة هو الذي يتكفل بكل ذلك بعد قبضه للشرط وكثيرا ما يضيف نقودا من عنده إذا كان المبلغ لا يكفي.





وتتفق العائلات المتصاهرة على موعد الزفاف فإذا كان الموعد قريبا يبقى الأمر على حاله، أما إذا كان الخطيب يريد إرجاء الزفاف فعليه أن يقوم ب"الملاك" ويتمثل في جلب خاتم وقطع لباس للخطيبة، كما عليه أن يرسل هدايا تقليدية في المناسبات الدينية والمواسم ويحجر عليه مقابلة خطيبته مهما كانت الظروف. ومن عادة هذه المنطقة أن يكون موعد العرس إما يومي الأربعاء والخميس أو السبت والأحد (تبركا بهذه الأيام). وفي الموعد يحضر الخطيب بقية "الكسوة" وكذلك "العلاقة" وهي قفة من السعف تملأ بالبخور والفواكه الجافة والحنة واللوبان وما يلزم لزينة الخطيبة وبعض الحلويات. وقبل ذلك ترسل إلى بيت الخطيبة "شاة" (خروف كبير) ليقوم بذبحها وسلخها كما تصاحبه امرأة من أهل الخطيب لطبخ الوليمة.

وتدخل النساء بالعلاقة إلى الغرفة التي تجلس بها العروس على حصير أو زربية ويقع وضع الملابس على رأسها، ثم يتم توزيع بعض محتويات العلاقة على الحاضرات، وبعد انتهاء السهرة يعود أهل العروسة أدراجهم لتحضير الغداء والعشاء لليوم التالي.

وفي يوم الزفاف يعود أهل العريس إلى دار العروسة التي كانت قد تزينت ويتم حملها في الجحفة أو الهودج بداخلها سرير بغدادي، ويختار للغرض جمل رصين وهادئ. ويسير الركب على أنغام الطبل والمزمار حتى منزل العريس حيث يقوم رجل من العائلة بإنزال العروس من الهودج ويطوف بها كل أرجاء المنزل وخلفه النساء سبع مرات.

وبعد الشوط السابع تقف أم العريس بباب غرفة العروسين وبيدها منديل تشير به إلى العروس في حين تردد النسوة أغنية "يا أم العريس يا فارحة، شرعي البيت جاتك كنينة صالحة".

ثم تدخل العروس إلى غرفتها لتستريح بينما يتواصل الاحتفال خارجا، أما العريس الذي يطلق عليه اسم السلطان فيجلس برفقة وزيره وهو أحد أصدقائه الذي يتكفل بالعناية بكل شؤونه من لباس ومآكل وزينة...

ويقوم الوزير بتسليم "المطرق" للسلطان وهو عبارة عن عود من شجرة العرعار طوله حوالي 50 صم يتم تنظيفه وتزيينه بالزعفران وتوضع في طرفه وردة من الصوف الملون تغطس بالعطر.

ويدخل العريس على عروسه ويقوم بضربها على جنبها الأيمن سبع ضربات خفيفة.


"عرس الساحل"

في الساحل تتشابه عادات وتقاليد الزواج بين مدينة وأخرى ففي العديد من مدن وقرى مدينة سوسة والمنستير تتميز الحفلات النسائية بإقامة ثلاث أمسيات بما يعرف بالحنة: الحنة الأولى، الحنة الكبيرة ونهار المعاودة. ولئن تنظم الحنتان الأولى والثانية ليلا فإن حنة المعاودة تنتظم في المساء ويتم خلالها نقل جهاز العروس التي تجلس وعلى وجهها غطاء أحمر وهي مرتدية تخليلة حمراء (لباس تقليدي).

وقبل الزواج بفترة طويلة ترتدي العروس ما رث من ثيابها وتهمل تنظيف شعرها وأطرافها بدعوى "لم السول" حتى إذا ما ذهبت إلى الحمام وخضعت إلى عملية تجميل بوسائل تقليدية ظهرت للجميع في شكل مغاير ولاح جمالها.

ومن مميزات العادات والتقاليد في حفلات الأعراس، "الجلوة" التي لازالت إلى اليوم تحتفظ بجذورها. خلال "الجلوة" تسرد الحنانة مناقب العروس ومحاسنها وتدعمها في ذلك قريباتها وأجوارها ومعارفها والجميع يرددون ما فعلته العروس من أعمال حسنة إزاءها.

أما في دار العريس فإن الاستعدادات ليوم الزفاف هي التي تطغى على كل الأنشطة الأخرى. ولعل انطلاق الأفراح لدى أهل العريس يكون مع يوم الطعام حيث يحمل العريس وأصحابه مواد غذائية وخرفانا وزيوتا ثم وبعد أسبوع يقيمون حفلا ساهرا بما يعرف بليلة النجمة التي تسبق ليلة الدخلة. ويوم العرس يرسل أهل العريس إلى دار العروسة "قصعة عصيدة". ومن الطرائف المعروفة أن العروس حين تتخلى عن ملابسها القديمة تتسابق صديقاتها على الفوز بها، وصاحبة الحظ هي التي تفوز بقطعة منها في حين تكون العروس قد ارتدت في أول الأمر السروال العربي والفرملة ومريول الفضيلة والتخليلة الحمراء.


" عروس المهدية"

في المهدية تتميز عادات وتقاليد الزواج بخصوصيات قل أن تجد مثيلا لها في بقية جهات الجمهورية.

فالمرأة المهدوية لا تستعمل من المواد إلا الفضة الأصيلة والحرير الحقيقي لصناعة أنواع "فرامل" العروس (الفرامل أنواع: الصدر، التحضينة، الجلوة، الخيايطية، الكوفية وتطرز بخيط الفضة).

ومن الأنواع الأخرى لكسوة العروس:

الحزام، التخليلة العربي، قمازولة، الحرام الفاسي، التخليلة المطرزة، قمجة الطفطة وهي مخصصة لليلة الدخلة وقمجة الطوالي. أما الحلي فتتمثل في التليلة والقوفية والهلة وسلسلة الحجر والخلخال والمناقش والمقياس والفكرونة.


" العروس الجربية "(نسبة لجزيرة جربة)

يتميز العرس الجربي الأصيل بطول مدته التي تتجاوز الأسبوع. ولا يخلو هذا العرس من الكثير من العادات والتقاليد التي تميزه عن بقية الأعراس التونسية.

لكن وبمرور الزمن وتحت تأثير الحداثة والمعاصرة بدأ العرس الجربي يفقد الكثير من أصالته حيث اندثرت بعض العادات. في حين بقيت عادات أخرى متجذرة.

مثل المحافظة على "الحجبة" ومعناها أن تحجب العروس ولا تغادر البيت مدة شهر كامل حتى يحين موعد العرس.

ويوم إطلاق الحجبة أي انتهائها تقوم أم العروس بدعوة الخالات والعمات والجارات وتبدأ الطقوس بسلسلة من الزغاريد. ثم تلبس العروس "الحرام" الأبيض و"البرقع" وهو عبارة عن قطعة من القماش توضع على الوجه فلا تظهر منه إلا عين واحدة.

وتقوم إحدى الفتيات التي يشترط أن تكون جميلة ببل أوراق شوش الورد (الورد الناشف) بماء الورد ووضعها على خدي العروس اعتقادا بأن ذلك يزيد وجه العروس نضارة وجمالا.

وأثناء فترة الحجبة تهتم العروس بتبييض بشرتها وتنعيمها. وفي ليلة "التظريفة" وهي أول يوم من أيام الاحتفال في بيت العروس، ومن بين العادات التي يشهدها ذلك اليوم هي "بربورة التظريفة" ففي ساعة متأخرة من الليل تقوم أربع نسوة بإخراج العروس من غرفة "الحجبة" وهي مغطاة بحرامها الأبيض ويخرجن بها أمام المنزل أو (الحوش) ويقفن في صف مستقيم الواحدة بجانب الأخرى، وتكون العروس في الوسط ثم تتغطى جميعهن بفوطة حمراء، ويقف أمامهن أخ العروس ليمسك بالطرف العلوي للفوطة ويقودهن إلى الأمام وخلفهن بقية النسوة يزغردن، ثم يتجه الموكب نحو شجرة زيتون وقع تنظيف محيطها مسبقا.

وأثناء السير يقوم الأخ الثاني للعروس أو أحد أقربائها بقذف حصير من خلف الموكب الذي يصطحب العروس حيث يقع الحصير أمامهن ليتم فرشه كي تمر عليه العروس ومرافقاتها تحت شجرة الزيتون.

وتقوم العروس ومن معها بالطواف حول الشجرة وهن يغنين ويزغردن أثناء الدوران. ويعطي للعروس عصا من الشجرة فتضرب به كل من يمر أمامها من الشباب والشابات حتى تستحث هؤلاء في اتخاذ قرار الزواج حسب المعتقد السائد.


عروس " مطماطة " : اللحم والفلفل الحار

أما في مدينة "مطاطة" في الجنوب التونسي فقد جرت العادة أن تكون سن الزواج هي 17 سنة عند الفتيات وعشرين عند الفتيان. وتتم الخطبة والزواج بعد أن يذهب والد الشاب إلى أهل الفتاة التي وقع عليها الاختيار لطلب يدها لابنه.

وكان أهل مطماطة القدامى يتزوجون ثلاث زوجات أو أربع أما اليوم فزوجة واحدة هي المسموح بها بعد صدور قانون منع تعدد الزوجات في تونس طبق مجلة الأحوال الشخصية الصادرة عام 1956.

وتبدأ احتفالات الزواج منذ إعلان الخطوبة فيرسل العريس كمية من الفلفل الحار وكمية من اللحم (حوالي عشرين كيلوجرام) مع بعض الهدايا للعروس، وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام.

ويوم العرس يدعو العريس أهل مطماطة إلى حفل كبير يكون فيه طبق "الكسكسى" هو الطبق الرئيسي وإلى جانبه الفلفل الحار لأنهم يأكلونه بكمية توازي كمية ما يأكلونه من خبز. ومن هذا الفلفل يصنعون نوعاً من الحساء لا يطيق شربه إلا المتمرس عليه










موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا أخبار تونس أخبار المغرب العربي أخبار الشرق الاوسط أخبار العالم
من هنا