مقال فلسفي : الأركونية مشروع لم يكتمل
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة




منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس



بعيدا عن سوء القراءة وعقلية التفكير والتبديع، يئمكن لنا أن نتحدث عن الأركونية بحسبانها رؤيةً على درجة عالية من الطرافة الفكرية والمتانة المعرفية، غير أنه لا يجب أن يفهم على أنها تمشي تقديسي لنصوصها، نحن هنا نبحث عن منزلة معرفية وعملياتية نضع فيها الأركونية موضع الاستزادة، ونجتهد في الاستفادة من منجزاتها ومكاسبها على مستوى الرؤى وعلى جهة القراءات العميقة للتراث والحداثة وطرائق التفكير والضروب المتنوعة من الذهنيات الدوغمايئة.


بدءاً لم تكن الأركونية ممارسة ديماغوجية، تلبس لبوس الزلفى والتودد لجموع الجماهير أو القراء الذين يبحثون عن مأوى فكري آمن وكهف معرفي مُطمئن، ويتلذذون -بصورة سادية- بانتكاسة المثقف الثائر، وإنما كانت وما زالت توجها معرفياً خالصاً يبتغي فقط تحقيق انجازات ابستيمولوجية فارقة، والدفع بالعملية النقدية إلى نهاياتها القصوى حتى تحقق جميع إمكاناتها الكامنة فيها، من هذا المنظور النقدي توجهت الأركونية إلى الإعلان عن موقفها من التراث العربي الإسلامي، بحيث تضع هذا المنجز التراثي في دائرة التراث القروسطي، وتنظر إليه من زاوية التجاوز التاريخي بعد انبجاس لحظة الحداثة الغربية.
بعد ذلك، دعت الأركونية إلى الاستثمار في منجزات الحداثة الغربية خاصة من الناحية الابستيمولوجية، ومن مدارسها التي اشتغلت على فهم وتفكيك آليات الخطاب الغربي، والنبش في طبقاته العميقة، بغية معرفة ما يعتمل في جوفه من أنظمة معرفية ومن ابستيميات تستمد وجودها من أرشيف فكري لا شعوري، ومن تأويلات لا متناهية للنصوص التاريخية، ومن رساميل رمزية لكل الأنساق الثقافية، ومن انثروبولجية تتكئ على مسعى فينومينولوجي يرمي إلى العودة إلى الأشياء في ذاتها قبل أن ترد في التاريخ وفي اللغة.
على أساس ذلك، وبالرغم من النقد الذي انصب على الأركونية في هذا الجانب، فإن المشتغلين بحقل الفكر العربي الإسلامي ما زالوا متمسكين بهذه الفضيلة، إذ أن أغلب الأسئلة التشريحية تأتي من الغرب، فتنحني لها الأذهان فكرا ولساناً، أي أننا لم نستطع بعد الدخول في معركة إبداع المصطلح، بالرغم من بعض المحاولات الجريئة، الشيء الأساسي هنا والآن، هو أن نبدأ من حيث انتهت الأركونية، ونسعى في بناء جهاز مفاهيمي وترسانة منهجية ورؤية ذاتية منفتحة على منجزات العصر، وننتبه إلى أن مسألة التراث هي مسألة مصيرية تعني ، في مجمل ما تعني، أن الحداثة هي أفقنا القادم الذي يخرجنا من وهدة التخلف، شرط أن نذهب إليها ونحن مقتنعون بالتجاوز، وبالمقدرة على دخول الحداثة من باب التراث، وعلى التموقع داخل التراث بمداميك حداثية، من هنا تكون الأركوينة، إحدى المشاريع الكبرى التي لم تكتمل وفي حاجة ماسة إلى فارس فلسفي ومغامر لغوي وثائر اجتماعي وقائد سياسي، لأن الحداثة التي نرنو إليها قد اقترنت بحدث على درجة عالية من الثراء الأنطولوجي والزخم المعرفي، وهو الثورة العربية في مستهل قرن جديد حمل معه أسئلة محرجة وقلقلة في محتواها وفي مقاصدها، رأس الأمر فيها أسئلة الدين، ومسائل الهوية، وقضايا السلطة، وهموم التاريخ، وإشكالات المواطنة، ومناحي الحق، وهواجس التخلف.









بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا