تاريخ الفلسفة تتباعد وتتناسق وتتناقض وافكار تتلاقى
تاريخ الفلسفة تتباعد وتتناسق وتتناقض وافكار تتلاقى
منتدى الفلسفة:- تاريخ الفلسفة تتباعد وتتناسق وتتناقض وافكار تتلاقى
تاريخ الفلسفة احد اهم المباحث العقلية التى شغلت الاذهان عبر الزمان وللناس فى تأريخها مذاهب واراء واتجاهات وافكار تتلاقى وتتباعد وتتناسق وتتناقض ولكنهم فى النهاية لم يدركوا حقيقة الامر ولم يقدروا على تحديد مفهوم مقبول لتاريخ الفلسفة يعبر عن طبيعته وحقيقة معناه .فهم اما ينظرون لهذا العلم على انه مجرد جمع لكومة الكلمات التى قالها كل فيلسوف وحكاية مذاهبه وارائه فى كل المعضلات والمشكلات واما يرون تاريخ الفلسفة كسلسلة متصلة من المذاهب تتبع بعضها بعضا عبر الزمان حيث يظهر كل مذهب فى حقبة تاريخية معينة ثم يأتى مذهب اخر لينفيه ويحل محله وهكذا بلا انقطاع .وهؤلاء لم يفهموا ما المقصود بكلمة فلسفة فعجزوا عن فهم تاريخ شئ لم يفهموه فاكثروا الخبط واللغط بلا فائدة.ولنصرح بالحق فنقول ان الفلسفة هى تجربة واحدة لا تتغير عبر الزمان وان كل فيلسوف جديد فانه يعيد معاناة هذه التجربة وتكرارها وفحوى هذه التجربة هى ارتقاء الوعى من مجرد الاحساس الذى يوجد للطفل المولود وحتى الوصول لمعرفة الحقيقة المطلقة ويتم هذا عبر مراحل واطوار محددة ولا يمكن تغييرها والفلاسفة يختلفون فى مدى قدرتهم على تجاوز وعبور هذه المراحل والاطوار فمنهم من يجتازقليلا ومنهم من يجتاز كثيرا ولكنهم جميعا لم يصلوا للطور الاخير والذى يقتضى معرفة الحقيقة المطلقة فى تمامها فالفلاسفة تكلموا فى طريق الحقيقة ولم يتكلموا فى ذات الحقيقة.فتاريخ الفلسفة عندى هو تتبع هذه التجربة الفلسفية عبر الزمان ومدى تحققها فى كل فيلسوف على حدى فتاريخ الفلسفة عندى ماهو الا كتاب مكون من ابواب كل باب يحمل اسم فيلسوف معين حيث نبحث فى مدى تحقق هذه التجربة الواحدة فيه وكيفية ارتقائه من اقل درجات الوعى الى اعلاها واعقدها واخر طور معرفى وصل اليه فها هنا لا اعتبار للزمان ولا للامة ولا للظروف الشخصية للفيلسوف مثل كونه من عائلة كذا او تزوج سنة كذا او سافر الى بلدة كذا فكل هذا غير مهم فى تاريخ الفلسفة وان كان لا يخلو من فوائد ومنها فهم مذهب الفيلسوف وعلاقاته بحياته الشخصية ولكنه لا يدخل ضمن الموضوع الحقيقى الذى يهتم به علم تاريخ الفلسفة لانه كما قلنا لا يهتم الا باكتشاف تجربة واحدة لا تتغير ومدى تحققها فى اشخاص مختلفين عبر الزمان اسماهم الناس تقليديا اسم فلاسفة . وعلى هذا فننا ندرس تاريخ الفلسفة من خلال اسماء الرجال فنقول مذهب هيجل وارسطو واكويناس ولا اعتبار للظروف الزمانية والمكانية التى وجد فيها الفيلسوف ولا الوسط المحيط به من طبيعة عصر وامة لانه لامعنى للفلسفة الا نفى تأثر النفس بهذه العوامل وتجاوز حدود الزمان والعصر والامة والمألوفات وطلب الحقيقة فى ذاتها بالبرهان العقلى بلا تقليد لاحد او تأثر بامة وعصر. ويجب ان نلاحظ ان لافكار الفلاسفة ومذاهبهم اثار على وعى عوام الناس مع اختلاف صفاتهم وتجاربهم وقوة عقولهم وهذه الاثار قد لا يكون لها علاقة بما كان يعتقده الفيلسوف ويذهب اليه ولكنهم حملوا اقواله على وعيهم فخلقوا مذهبا جديدا وهو بدوره يؤثر فى حياة الناس الاعتقادية والسياسية وهذه الاثار لا تدخل فى تاريخ الفلسفة ولكن تدرس ضمن تاريخ العصور والامم ومن ضمن عوام الناس اساتذة الجامعة فى اقسام الفلسفة فهؤلاء لا فرق بينهم وبين فلاح لم يتعلم طوال عمره ولم يدخل مدرسة فى درجة ارتقاء الوعى ولا فرق بينهم وبين العجائز فى الاعتقاد .فالافكار بالنسبة لهؤلاء مجرد اعتقادات وانتماءات وتحزبات. او موضوعات يدرسونها تارة للظهور والتشدق وتارة لضرورة عملهم كمعلمين وهذه الفئة هى اغلب قادة الثقافة فى كل عصر ولا يوجد معلم حقيقى الا عبر الاعصار الطويلة وقد لا يوجد.والخلاصة ان تاريخ الفلسفة هو العلم الذى يدرس تجربة واحدة متكررة لا تتغير وهى قصة الوعى فى ارتقائه من حضيض الادراك وحتى يبلغ اقصاه ويدرك الحقيقة المطلقة وهذه الاطوار قد تكتمل وقد لا تكتمل ويندر من يكمل الطريق لعسره وتجاوزه لطاقة اغلب البشر والفلاسفة الحقيقيون لا يتجاوز عددهم عبر كل العصور العشرون او اكثر قليلا والباقى كله مدعى.اما بالنسبة لتأثر الفيلسوف بالعصر او الامة التى ولد فيها فهذا نقص خطير يجب الخلاص منه واما ان يكون لافكاره صدى على وعى العوام فهذه ضرورة لا محيص منها وقد اخرج الفلاسفة افكارا عبر التاريخ صارت موضوعات لفكر العامة اما لتشوقهم لمعرفة ما يتجاوز قدراتهم واما للظهور وادعاء العبقرية ويجب على من يريد معرفة الحقائق ان يكشف اباطيل هذه الفئة ودجلها
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا
رد مع اقتباس
