منتدى الفلسفة - اللذة الجنسية
منتدى الفلسفة - اللذة الجنسية
اللذة الجنسية منتدى الفلسفة:-
هناك مذهب يدعى انه لا وجود حقيقى للذة بل هى مجرد عارض نشعر به عند الخلاص من الم .فالالم هو الموجود الايجابى اما اللذة فلا وجود لها الاسلبيا وذلك بالخلاص من الالم وضربوا مثال لهذا بالجوع والعطش فقالوا انها مجرد الالام نتخلص منها بالاكل والشرب فينتج من الخلاص منها شعور باللذة وهذا هو سبب التذاذنا بالطعام والشراب.
وعارض هذا المذهب اقوام اخرون فقالوا ان هناك لذة حقيقية ايجابية وليس مجرد لذة الخلاص من الالم وردوا على قول المذهب الاول بأنه لو كانت لذة الطعام مقتصرة فقط على الخلاص من الجوع لما كان هناك فرق بين طعام واخر ولكانت كل الاطعمة سواء ولكن هذا غير كائن لاننا نفاضل بين الاطعمة المختلفة ولولا ان هناك فروق فى التلذذ بالاطعمة لما فرقنا بينها ولأكلنا اى شئ بلا اختيار او تفضيل.
فهذان مذهبا ن يبحثان فى حقيقة اللذة والالم فايهما حقيقى وايهما زائف.
وعندى ان كلا الرأين باطل وحق فى نفس الوقت لأن كل واحد من المذهبين به شئ من الصحة واشياء من الخطأ
وخلاصة ما يجب اعتقاده فى هذا الامر ان هناك لذة والم ولكن بعض اللذة هى لذة الخلاص من الالم كما بعض الالم ينتج من فقد اللذة فمن كان لديه شئ محبوب ولذيذ ثم فقده فلابد وان يتألم ومن كان يقاسى الالام واوصاب ثم تخلص منها فلابد وان يلتذ فاللذة والالم الايجابيان موجودان وكذلك الالام واللذات السلبية موجودة.
اما بالنسبة للذة الطعام فالمذهب الاول على حق فالجوع مؤلم والخلاص منه لذيذ ولذلك فنحن نشعر باللذة اذا أكلنا على جوع ولكن بجانب هذه اللذة توجد لذة ايجابية نشعر بها عند مرور الطعام على مناطق التذوق فى السنتنا.فهناك طعم نلتذبه وطعم اخر اذا ذقناه تألمنا وهناك طعم ثالث لا لذة فيه ولا الم
فمن منا لا يفرق بين طعم السكر اللذيذ وطعم نبات الحنظل المر .فنحن نشعر باللذة عند الاكل لسببين اولا للخلاص من الم الجوع وهذه لذة سلبية وثانيا لتذوق طعم جميل عند مرور الطعام على الالسن وهذه لذة ايجابية وهى السبب فى تفضيل طعام على اخر ولكنها لذة زائلة سريعة الاندثار لان مرور الطعام على اللسان لا يستغرق ثوانى وبعد نزول الطعام فى البلعوم فاننا نفقد هذه اللذة وتتلاشى من احساسنا.
ومن يدعى انه الا وجود الا للذة السلبية هو انسان متشائم لا يرى فى الوجود اى شئ مبهج وقد كان الفيلسوف الالمانى
ارثر شوبنهور ممن اعتقدوا هذا المذهب وقد كان شديد التشائم
دائم الكأابة ولا بد وان يكون كذلك لان من يعتقد هذا المذهب لابد وان يتشائم ويكره مجرد وجوده.
وهناك لذة اخرى يعتبرها الناس اقوى انواع اللذات وهى اللذة الجنسية فمن اى انواع اللذة هى يا ترى هل هى لذة ايجابية ام سلبية وهل هى لذة حقيقية ام مجرد لذة الخلاص من الالم
اللذة والالم من حيث السلب والايجاب وعرضنا لمذهبين متناقضين حول الطبيعة الحقيقية للذة فبينما يؤكد المذهب الاول ان اللذة هى نفى الالم فان المذهب الاخر يعارضه ويدعى ان للذة وجود حقيقى ايجابى وليس مجرد نفيا للالم وقد بينا نقائص كل مذهب وعيوبه ومثلنا هذا بلذة الطعام ووعدنا باظهار حقيقة اللذة الجنسية من هذه الناحية قهل هى لذة ايجابية حقيقية ام لذة سلبية لا معنى لها الا الخلاص من الم.
وبداية اقول للقارئ الكريم اننى هنا اعرض رأيا خاصا واعتقادا شخصيا مستخلص
من التفكير فى ظواهر الحياة كما تبدو امامى فى العيان وكما تبرز فى التجارب وليس هو برأى مقتبس من كتاب او منقول من مرجع .وأود هنا ان اشير لجزئية هامة وهى ان الكتب مجرد مصابيح تضئ لنا كى ننظر ونرى ونشاهد ونبصر فان نحن لم نفعل ذلك فقد بطلت الحكمة من وجود الكتب وصار وجودها كعدمها فلا فرق بين نسبة الكتاب لعقولنا ونسبة المصباح لعيوننا فكلاهما يضئ لنا لنبصر ونرى وكما ان مصابيح العالم كله لا تفيد اعمى البصر فكذلك كتب العالم كله لا تفيد اعمى البصيرة .وانى اعجب لطائفة اتخذت الكتب موضوعا لدراستها وبحثها وجدلها وغفلت او تغافلت عن الوجود والمشاهدة او الاستنباط والتفكير فتجد هؤلاء ينظرون للوجود والحياة والطبيعة من خلال نظارة الكتب وهم لا يرفعون هذه النظارة ابدا لانهم لو رفعوها لظهر عماهم . فلنقرأ ونقرأ ونقرأ ولكن لنتذكر دائما
ان الكتب انما تتحدث عن هذا العالم عن هذا الوجود عن هذه الحياة فكيف نعرض عن كل هذا ونغمض اعيينا ثم نسأل الغير ان يصف لنا هذه الامور. اننى لا اقلل من شأن الكتب بل هى اعظم اختراع انسانى ولكن لكل اختراع غرض وغاية ولا غرض ولا غاية من الكتب الا كونها مصباح يضئ للعقل لينظر ويفكر. وتذكروا دائما ان موضوع العلوم هو هذا الوجود وهذا العالم فلا تتخذوا من الكتب موضوعا للبحث والدراسة وتنسون الموضوع الاصلى للعلوم .
ولنرجع لمسألة اللذة الجنسية فنقول ان هذه اللذة هى لذة غير حقيقية بل هى لذة سلبية محضة ولا معنى لها الا لذة الخلاص من الالم ولكنه خلاص فجائى سريع من الم كبير وتوتر شديد وانفعال عميق ولذلك كانت اللذة الحاصلة بالخلاص منها هائلة عظيمة لان اللذة تكون على قدر الالم وسرعة الخلاص منه فكلما كان الالم كبيرا والخلاص منه فجائى سريع كانت اللذة الحاصلة بعدها هائلة عظيمة.
اما من من ناحية عظم الالم فلا يوجد ما هو اعظم الما من حالة التوتر العنيف التى تخلقها حركة الشهوة فى النفس وهو توتر يستمر فى الزيادة تدريجيا وبصورة متلاحقة حتى نصل للدرجة القصوى من التوتر والانفعال وعندها يتم الخلاص من كل هذه التوترات والانفعالات دفعة واحدة وفجأة وبلا تدريج وهذا هو السر فى اللذة التى يشعر بها الانسان فى لحظة القذف لانها لحظة الخلاص الفجائى من كل التوترات العنيفة التى استغرقت النفس والجسد معا وبعد هذه اللحظة يرتمى الجسد فى حالة من السكون والاجهاد تشبه حالة من كان يحمل حملا ثقيلا لمسافة طويلة ثم القاه فجأة على الارض وارتمى هو بجانبه يلتذ بالخلاص الفجائى من هذا الحمل الثقيل وما خلقه بداخله من اجهاد وارهاق وتوتر للعضلات.
.ولنضرب مثلا يوضح الفكرة ويقربها للاذهان فلنتخيل رجلا يحمل فوق ظهره صخرة عظيمة الوزن ويصعد بها جبلا منحدر عظيم الانحدار ولنتخيل مقدار المشقة والاجهاد وتوتر العضلات واضطراب النفس التى يشعر بها هذا الرجل فى رحلته للوصول لقمة الجبل لاشك انه جهد عنيف وتوتر نفسى رهيب وكأن النفس مشدودة بالحبال من جميع الجهات.وعندما يصل هذا الرجل للقمة فانه يلقى الصخرة مرة واحدة ويرتمى هو بجانبها فى حالة سكون لدقائق ثم تعود له قوته ويحدث نفسه قائلا (يالها من لذة عظيمة تلك التى استشعرتها عندما القيت الصخرة كم اشتاق لها مرة اخرى فلنكررها) وعندها يلقى الصخرة من فوق الجبل ويعود ليحملها ويصعد بها الجبل مرة اخرى حتى يصل للقمة فيلقيها فيلتذ ثم يعود مرة اخرى وهكذا وهكذا الى ما لانهاية.
وهذا المثل يوضح حقيقة اللذة الجنسية من حيث هى لذة سلبية لا معنى لها الا خلاص من الم .فان كانت لذة الطعام سلبية وايجابية فى نفس الوقت فان اللذة الجنسية هى سلبية محضة. منقول للافادة
بالتوفيق للجميع
موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا
رد مع اقتباس
منتدى الفلسفة - اللذة الجنسية
