السياحة في دبي : نمو الطلب على طائرات الهيليوكوبتر للسياحة بنسبة 25%
أكد مشاركون في معرض دبي لطائرات الهيليوكوبتر 2012 نمو الطلب على طائرات الهيليوكوبتر في الإمارات من قبل القطاع السياحي بمعدل 25 % خلال العام الجاري، مؤكدين تصدر القطاع الحكومي وصناعة النفط والغاز لاستخدام الطيران العمودي في الدولة.
سوني سولار منسق التسويق والعمليات في شركة خدمات الخليج للملاحة الجوية أكد أن نمو السياحة في الدولة انعكس إيجاباً على استخدام الهيليوكوبتر للجولات السياحية خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع تدفق السياح المستمر وحركة التطوير المستمر لتنويع الخدمات السياحية المتوافرة في الدولة، وأشار إلى عمليات النقل من وإلى منصات الحفر والتنقيب البحرية تشكل 90 % من أعمال الشركة التي تدير أسطولاً من 10 طائرات عمودية بالإضافة إلى الرحلات السياحية الجوية ونقل الأفراد.
اهتمام
من جانبه أبدى ماثيو زوكارو رئيس الجمعية الدولية لطائرات الهيلوكوبتر إلى ان ارتفاع مستويات الطلب في الإمارات دفع الجمعية، التي تنظم سنوياً اكبر معرض عالمي للطيران العمودي في أميركا، إلى بحث إقامة فعاليات وندوات متخصصة في دبي والإمارات مستقبلاً، وذلك لمناقشة أبرز القضايا والمستجدات في عالم الطيران العمودي.
وأشار إلى عدم وجود تـأثير كبير للأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على سوق الهيلوكوبتر، وذلك بفضل تنوع استخدام هذا النوع من الطائرات بما يصل إلى 55 مجالاً، بدءاً من السياحة والنقل والزراعة وغيرها، حيث يتم على سبيل المثال تعديل الطائرات المخصصة للجولات السياحية في حال تباطؤ حركة السياحة ليتم استخدامها في مجالات أخرى كالزراعة أو النقل أو التصوير السينمائي، وهي الميزة الأبرز للهيلوكوبتر مقارنة مع باقي أنواع الطائرات، لافتاً إلى ان الولايات المتحدة تشكل 50 % من إجمالي سوق الهيلوكوبتر العالمي.
فيما تصل حصة أوروبا إلى 20 -25 %، وتوقع نمو الطلب من الصين في حال تم ترخيص الطيران الخاص وفتح الأجواء أمام طائرات الهيلوكوبتر، نظراً لما يشهده الاقتصاد الصيني من حراك متزايد واتساع مساحة البلاد مع ارتفاع عدد السكان.
حصة هامة
ولفت إلى أن السوق العالمية سجلت مبيع 225 طائرة هيلوكوبتر جديدة خلال العام الماضي، كما تستحوذ الطائرات المستعملة على حصة مهمة من الطلب، وتوقع استمرار الطلب خلال الفترة القادمة في ظل إدراك الحكومات لأهمية استخدام هذه الطائرات بالإضافة إلى اقبال الشركات والمؤسسات الخاصة على الاستفادة من ميزاتها في العمليات التجارية والمشاريع الضخمة.
وأشار إلى أن قطاع النفط والغاز يأتي في مقدمة القطاعات الأكثر استخداماً لطائرات الهيلوكوبتر، وذلك لنقل الأفراد والمعدات من وإلى محطات التنقيب البحرية، فيما تأتي أنشطة البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق في المرتبة الثانية، إلى جانب الاستخدام التجاري للشركات ومن ضمنها السياحة رابعاً، بالإضافة إلى خدمات إنشاء وإصلاح المرافق العامة في المرتبة الخامسة، وأضاف: “ينطبق ذلك التوزيع على خارطة الطلب في الإمارات، وخاصة مع اتساع حجم صناعة النفط والغاز، إلى جانب الخدمات الحكومية كالإسعاف والإطفاء بالإضافة إلى الجولات السياحية ونقل الأفراد”.
وأوضح زوكارو أن أبرز التوجهات الحالية في عالم طائرات الهيلوكوبتر تكمن في التركيز الأكبر على معايير السلامة وتفادي الحوادث، إلى جانب استخدام أحدث التقنيات الهندسية وخاصة ما يتعارف على تسميتها “التقنية الصامتة” لتخفيف ضجيج الطائرات قدر الإمكان، بالإضافة إلى تطوير التجهيزات الإلكترونية التي تتيح تسجيل بيانات الطائرة ومراقبة أدائها خلال وبعد العودة من الرحلة.
حيث يتم تخزين أداء ومعطيات مختلف الأجهزة والأجزاء في الطائرة لتقييم أدائها بشكل عام وتحديد العمر الافتراضي لكل قطعة على حدة، مما يساهم في الحد من تكاليف استبدال قطاع الغيار من خلال تنظيم العملية بشكل تقني وعلمي دقيق. فضلاً عن أنظمة تحسين الرؤية لطاقم الطائرة والتي تساهم في مسح محيط الطائرة ورسم مخطط افتراضي يساعد على تحديد الاتجاه أو أي عوائق قد تعترض الرحلة في حالة صعوبة الرؤية.
فجوة
ولفت رئيس الجمعية الدولية لطائرات الهيلوكوبتر إلى وجود نقص كبير في أعداد الطيارين المؤهلين وتقنيي الصيانة على المستوى العالمي، مما أوجد فجوة كبيرة في المهارات المطلوبة في قطاع الطيران بشكل عام.
وتأكيداً على الزخم الذي يشهده سوق طائرات الهيلوكوبتر عالمياً أشار زوكارو إلى أن “هيلي إكسبو”، أكبر معرض عالمي لهذه الفئة على مستوى العالم، سجل مبيعات فاقت ملياري دولار تم خلالها بيع 150 طائرة جديدة خلال 3 أيام، لافتاً إلى أن المعرض الذي نظمته الجمعية العام الجاري في دالاس استقبل 20 ألف زائر ومشاركة 700 عارض وبلغت مساحة المعرض مليون قدم مربع.
تعزيز الأساطيل
من جانبه أكد دينيس مارتن من شركة إنستروم المتخصصة في انتاج الطائرات العسكرية والمدنية على الآفاق الواعدة التي تزخر بها سوق الإمارات والخليج، مما يدفع الشركة إلى المشاركة في المعرض وتقديم منتجاتها للزوار، مشيراً إلى ارتفاع الطلب على طائرات الهيلوكوبتر العسكرية والمدنية، حيث تسعى الحكومات من جانب والشركات من جانب آخر لتعزيز أساطيلها من الطائرات.
بالإضافة إلى تدريب الطواقم المؤهلة، ولفت إلى أن السوق العالمي شهد خلال الفترة الأخيرة تباطؤاً وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن وفي المقابل توقع أن يرتفع الطلب على طائرات الهيلوكوبتر من الصين والهند والبرازيل، وأضاف: “يستحوذ الاستخدام العسكري والأمني على 50 % من الطلب العالمي على الطائرات العمودية، فيما يتوزع الباقي على قطاعات مثل السياحة ونقل الأفراد والزراعة، مع العلم أن امكانية تعديل الطائرات موسمياً حسب الاستخدام”.
نقلة نوعية
بدوره أشار روبرت بنتلي جونستون مدير المبيعات في هيلي لايت التي تتولى التمثيل التجاري لشركتي روبنسون وأغوستلاند المتخصصتين في تصنيع طائرات الهيلوكوبتر الحربية والمدنية، نمو الطب في الإمارات وباقي دول الشرق الأوسط على الطائرات العمودية بمختلف استخداماتها، سواء من قبل المؤسسات الحكومية العسكرية منها والمدني أو شركات ومشاريع القطاع الخاص.
وبالتالي باتت المنطقة تستقطب اهتمام كبرى المصنعين العالميين للاستفادة من معدلات الطلب المرتفعة فيها. وأشار إلى ان فتح الأجواء وتسهيل تـــملك طائرات الهيلوكوبتر للأفراد العاديين من شأنه إحداث نقلة نوعية في الطيران العمودي خلال الفترة المقبلة.