فقه المسؤولية في القرآن الكريم
موسوعة العرب موسوعة الابحاث العلمية موسوعة الابحاث التاريخية موسوعة الابحاث التربوية موسوعة الابحاث التعليمية الموسوعة الطبية موسوعة تعليمية موسوعة طبية موسوعة الابحاث الموسيقية ملخصات الابحاث ملخص بحث جاهز موسوعة الطفل ابحاث تعليمية الموسوعة الاسلامية ابحاث اسلامية التفكير الاسلامي والفلسفة موسوعة المسرح موسوعة الفنون موسوعة القبائل ويكيبيديا العرب - encyclopédie anglais - encyclopédie arabe encyclopédie français
من هنا
فقه المسؤولية في القرآن الكريم
.يقدِّم القرآن الكريم منهاجًا يجعل الإنسان على مراتب متقدمة للشعور بالمسؤولية تُجاه نفسه، وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه، ثم تجاه الإنسانية جمعاء، في حالة إشراقة إنسانية يتمتَّع بها الإنسان المسلم القارئ المتدبِّر للقرآن الكريم.
تناولت في هذا البحث خمسة فصول، هي:
الفصل الأول: مسؤولية الكلمة.
الفصل الثاني: مسؤوليتك هي موقفك في الحياة.
الفصل الثالث: القرآن الكريم كمصدر لممارسة الشعور بالمسؤولية.
الفصل الرابع: الإحساس بروح المسؤولية ومهارة قوة الملاحظة.
الفصل الخامس: القرآن الكريم كمنهاج لحياةٍ مسؤولة.
وقد أعانتني خبرتي الطويلة في السرد القَصصي والروائي أن أتناول البحث كعنصر بكثير من التركيز على محور الفكرة العامة للبحث "فقه المسؤولية في القرآن الكريم".
ولم أترك البحث قبل أن أتمكن من شم رائحة عذوبة المسؤولية من قارئ القرآن المتدبر في قراءته، حتى بلغ بي اليقين أنه إنسان تفوح منه رائحة مسؤولية الأخوة الإنسانية تجاه نفسه، وتجاه العالم.
لقد ترعرعتْ نفسُه على كلمات الله، فغدا بحق جديرًا أن يحمل اسم (إنسان)، ويحرص كل الحرص أن يرتقي في درجات إنسانيته.
علمني هذا البحثُ أن قارئ القرآن المتقدم يتمتع بحالة هائلة من التوازن والاتزان البدني والنفسي والاجتماعي والعقائدي والفكري والاقتصادي، يقرأ وقائع الحياة قراءاتٍ قرآنية.
يتلقى الأنباء السارة والحزينة وَفق المخزون القرآني الكامن في أعماقه، إنه كائن لا تزحزحه أعتى الرياح، يستمد صمودَه من صلب علاقته القويمة بالقرآن الكريم.
إنه يقرأ العيون قراءات قرآنية، يقرأ الوجوه قراءات قرآنية، يقرأ الأحداث الكونية قراءات قرآنية، فيتمكن من قراءة إسقاطات تاريخية حقيقية وهو غارق في تفاصيل حياته اليومية، إنه شخص غني ينطلق من كنوز معرفية وفكرية تجعله متمكنًا بشكل جيد من بيضة القبان.
ليس قارئ القرآن هو الذي ينتفع بالقرآن دون غيره، ولا ملة الإسلام تنتفع بالقرآن دون غيرها، بل ينتفع به كل مَن في الأرض جميعًا، فالقرآن ينتشر نوره من خلال الناس، وقارئ القرآن يمكن له أن يؤثِّر - سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - على مجتمع كامل حتى لو كان هذا المجتمع لا يدين بدين القرآن، ولا يمس نسخة من كتاب القرآن.
عندما يقرأ شخص رواية، يمكن له أن يقرأ شيئًا من القرآن وهو يقرأ هذه الرواية، قد يكون الروائي مسلمًا، وقد لا يكون مسلمًا بَيْدَ أنه قرأ القرآن، وترك القرآنُ أثرًا على فكره، قد يقرأ قارئ هذه الرواية شيئًا مقتبسًا من سور القرآن، وقد يقرأ شيئًا بطريقة غير مقتبسة وغير مباشرة.
إنه مع قراءة الرواية يدخل عالم التشريع القرآني، هذا التشريع الذي يشمل: الزواج، والأعراف، والقيم، والتقاليد الاجتماعية، والمبادئ، والتواصل الاجتماعي والإنساني، إنه يتعرف على القرآن من خلال الذين يدينون به؛ ولذلك قد يترك القرآن أثرًا عليه من خلال أجواء هذه الرواية.
لقد أنار القرآن كوكبَ الأرض بنور الله، وترك أثرَه على سكان العالم، ولا أظن أن بقعة جغرافية من الأرض لم تنتفع ولو بقبس من نور القرآن، وهذا فضل من الله على الإنسان.
عملت في هذا البحث الذي لا أخفي بأنه بقدر ما أرهقني، فإنه أمتعني وزادني شعورًا بالمسؤولية تجاه نفسي، تجاه عائلتي، تجاه المجتمع، تجاه العالم بأسره.
وحيث إن الكلمة تتمتع بمنزلة رفيعة في الإسلام، فقد شرعت بالبحث بفصله الأول بشرح مستفيض عن مسؤولية الكلمة؛ ذلك أن الكلمة الطيبة تؤدي دورًا هامًّا في العلاقات الإنسانية، وتزيد الإنسانَ شعورًا بالمسؤولية تجاه الإنسان بصفة عامة.
تقف الكلمة على أساس متين في تقويم حياة الإنسان، إنها أحد أبرز الأركان التي تحرّك إيقاع الحياة، وهي سبيل الإنسان في بنية العلاقات الاجتماعية وتواصله الإنساني والمعرفي.
يعتمد الإنسان على الكلمة في التعبير عن مدركاته، وآرائه، ومواقفه، ووجهات نظره، ويعتمد عليها في تلقي مدركات، وآراء، ومواقف، ووجهات نظر الآخرين.
يمكن للكلمة أن تجعلك صديقًا للآخرين، ويمكنها أن تُحِيلَك خصمًا لهم، يمكنها أن تجعلهم أصدقاء لك، ويمكنها أن تحيلهم خصومًا.
كما أنها تمتلك سبيل التغيير، فتقلب البغضاء مودة، وتقلب المودة بغضاء.
تفعل الكلمة فِعلَها في تحريك وتفعيل المشاعر والنزعات الإنسانية في دفقات مختلفة، تولد الأفعال وردودها.
يمكن للكلمة أن تشفي مريضًا، ويمكن لها أن تسبب مرضًا لشخص معافى، يمكنها أن تبعث النشوة والانشراح النفسيَّ إلى الإنسان، ويمكنها أن تجعله قلقًا مضطربًا.
تقوم الكلمة بتحديد العلاقات الإنسانية، وتؤسس للمراحل التحولية في حياة الإنسان، فالكلمة تجعل من رجل وامرأةٍ زوجينِ، وتجعل منهما مطلَّقينِ، والإنسان يرتقي في درجات الإيمان بواسطة الكلمة، كما أنه يستعين بالكلمة في الصلاة والصيام، وسائر العبادات، يناجي ربَّه من خلال الكلمة، يدعوه، يذكره، يسبّح بحمده.
وقد جاء الأنبياء والرسل يحملون كلمة الله إلى الإنسان، واستطاعت الكلمة أن تنير للإنسان دربه.
انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب انتدابات مناظرات تعيينات اكتتابات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في
تونس والجزائر موريتانيا والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا