خطة حركة النهضة المُسْتَتِرَة لإنقاذ شفيق الجراية غواصة الاسلاميين في تونس وليبيا

خطة حركة النهضة المُسْتَتِرَة لإنقاذ شفيق جراية غواصة الاسلاميين في تونس وليبيا

رغم تعدد الروايات التي تحوم حول شخصية المتهم شفيق جراية وطبيعة التهم الموجهة اليه ومدى تورطه في بعض ملفات الفساد والامن العام ، لكن الى حد الان لم تكشف أي قراءة عن الهوية الحقيقيّة لتلك الشخصية التي يحاول البعض تقديمها على أنها مجرد شخص مُغامر وأهوج تجمعه علاقات عرضيّة بأطراف ليبية واقليميّةوبعض القيادات في حزب نداء تونس وأنه مُجرّد "فاسد " لا هوية سياسية له ولا غطاء حزبي يُسيج كل مجالات تحركه وفعله منذ تاريخ 14 جانفي 2011 الى اليوم.من يُصدق ان رجل دخيل على السياسة لا يكاد يُفرق بين "الشيعة" و"الشيوعية" يتحول الى لاعب سياسي اقليمي تربطه علاقات أعمق من الوطيدة بزعيم الجماعة الليبية المُقاتلة عبد الحكيم بلحاج ويُصبح أحد اعضاده الذي يوفر للجماعات الاسلاميّة العتاد والسلاح والغطاء السياسي في تونس والخارج.ولماذا يقع اختيار المُتّهم جراية على الأطراف الاسلاميّة المتشددة لينتصر لها دون سواها على حساب باقي القوى الفاعلة في المشهد الليبي؟البحث والتقصي الحقيقي في سيرة جراية منذ سقوط نظام بن علي يقف على حقيقة جذور العلاقة التي تربطه بإسلامي ليبيا، والتي تعود اساسا الى العلاقة بين جراية واسلاميي تونس بوصفهم الوسيط الذي اقحم الرجل في اللعبة الليبية وشرع له أبواب ثقة عبد الحكيم بلحاج وباقي الزعامات الاسلاميّة بعد تزكيته من اعلى مستوى بعد ان" حسن اسلامه" وقدم جليل الخدمات لحركة النهضة اثر صعودها الى السلطة مثل الاسهام في قمع الحراك الشعبي والاجتماعي اضافة الى لعب ادوار اخرى غامضة ومعقدة و اسهامه في العنف السياسي والتي تجنبت التحقيقات السابقة كشفها . وقد لعب جراية دور الغواصة التي تربط طرفي الهلال الاسلامي بين تونس وليبيا وهو جزء من المنظومة السرية لإسلامي تونس التي نقلت جزءا من قواعدها الى العمق الليبي. وقد ترك عرابو العلاقة بجراية هامش الاستفادة المادية من علاقته بإسلاميي ليبيا وأذرعهم الاقتصادية.و يتساءل البعض عن طبيعة الدور الذي كان يلعبه الجراية بوصفه احد الوجوه المستقطبة حديثا من اسلامي تونس ، و تحول هذا الدور من مجرد داعم للإسلاميين من خلال فترة حُكم الترويكا الى مكلف رسمي بمهمتين اساسيتين:** المهمة الأولى و التي قام بها زمن الترويكا و التي تتمثل في اضعاف المُعارضة الديمقراطية وتشويه رموزها وضرب مصداقيتها عن طريق اختراقها باستمالة بعض الاسماء بالمال والعطايا، وكذلك العمل على تشويه هذه القوى وقياداتها عن طريق الكتائب الاعلامية المختصة في التشويه وهتك الاعراض ونشر الاكاذيب والإشاعات (صًحف ومواقع وصفحات الكترونية بعثها جراية خصيصا لهذه المهمة.** أما المهمة الثانية والتي اصبحت المهمة الرئيسية منذ سنة 2014 فتتمثل في اختراق حزب نداء تونس وتفتيته عن طريق استئجار جزء من قياداته وهياكله بالمال والامتيازات، وتدمير نواته القيادية القويّة، وقد يتوهم البعض ان هذه المهمة انجزها المتهم جراية باستعمال ماله الخاص ولكن الحقيقة ان هذا المُخطط كان بتمويل الراعي السياسي الحقيقي لظاهرة جراية.جراية وجد طريقه سالكة بفضل الاطماع التي كانت تقود بعض القيادات الندائية والتي كانت اطماعه تتوزع بين الاستفادة المادية او السياسية .وقد يتساءل البعض اذا كان شفيق جراية هو غواصة الاسلاميين في الداخل والخارج فلماذا لم تهرع حركة النهضة لإنقاذه مباشرة بعد إيقافه. والاجابة هنا تكمن في حجم الدهاء الذي تعاطت به النهضة مع القضية، حيث امتصت منذ البداية الصدمة وحاولت ركوب موجة محاربة الفساد لمجاراة نسق الالتفاف الشعبي والمدني حولها، ثم تجنبها التورط في الدفاع المباشر عن شفيق الجراية علنا باعتبار الطابع الفضائحي والاستعراضي للرجل ووضوح فساده، قبل ان تنطلق المساعي الحقيقية للتأثير في مجرى القضية خلال الايام الاخيرة، وتتمثل محاولات التأثير التي اكدتها مصادر مطلعة لـ"خر خبر اونلاين" في النقاط التالية:** استغلال عضو من لجنة الامن والدفاع بمجلس نواب الشعب لصلاحياته في امكانية الاتصال بالأجهزة العسكرية والامنية والتي تحولت من مجرد استفسار الى محاولة التأثير في سير القضاء.-سعي عضو اخر بمجلس نواب الشعب و قيادي بحركة النهضة في محاولة التأثير على القضاء وهي المحاولة التي باءت الى حد الان بالفشل نظرا لمستوى الجدية والمصداقية العالية الذي يتمتع بها القضاء العسكري مما يجعله متعاليا على جميع محاولات الضغط. و نتحفظ عن ذكر الهوية الكاملة للنائبين الا اذا اضطررنا لذلك.** اتصال قيادي اسلامي بارز لحظة ايقاف الجراية بسفيان طوبال الذي كان متواجدا حينها في الصين لتنسيق المواقف في خصوص تداعيات ايقافه . .الضغوط التي باتت تمارسها حركة النهضة بشكل علني من اجل انقاذ شفيق جراية أو على الاقل تطويق تداعيات ايقافه خلال الايام الاخيرة لم تعد خافية على عدد من الهياكل المتدخلة في القضية، ويرجع البعض تصاعد هذه الضغوط الى الثقل الذي يمثله جراية بوصفه يمثل صندوقا اسودا يحوز على جزء هام من مخزن اسرار الاسلاميين في تونس والخارج

المصدر: آخر خبر اون لاين