المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي



السنة السابعة 7 اساسي
11-14-2013, 10:29 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

بحوث السنة السابعة اساسي


تقديم:
إذا كان الباحثون يرجعون ظهور المدرسة إلى تقسيم المجتمع للعمل: عمل فكري و عمل يدوي، فإن ظهور "المدرسة العمومية" l’école publique هو الذي جعل الكل يوليها الاهتمام الكبير لأنها أصبحت تمس جميع شرائح المجتمع. و لذا، تزخر أدبيات التربية بتراث و دراسات حول المدرسة و وظائفها المختلفة. غير أنه يلاحظ بقدر ما نالته و حظيت به المدرسة من مدح و ثناء و تمجيد في التراث التربوي، بقدر ما تعرضت له من تقريع و نقد في الدراسات الحديثة.
لقد اعتبرت المدرسة العمومية في أول نشأتها قاطرة التقدم و فاتحة عهد جديد للمساواة أمام التعليم، و رمزا لحرية الإنسان و انعتاقه من الجهل (من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا)، و وسيلة لتهذيب سلوك الفرد و تطوير قدراته و شحذها. و هكذا فتحت أبوابها لجميع الأطفال البالغين سن التمدرس بحماس و ثقة، واعدة إياهم بالغد المشرق.
واستمرت وثيرة التمدرس، و بتزايد عدد المتمدرسين بدأت المشاكل تظهر بسرعة، خصوصا على مستوى الفشل الدراسي الذي بدأ يحصد ضحاياه بصورة أكبر ضمن أبناء الفئات المحرومة اجتماعيا، و بدأت الانتقادات توجه إلى المدرسة إما لصرامة القوانين المنظمة لفضائها و التي تخنق التلميذ (المدرسة الثكنة école-caserne) و إما لطريقة تعاملها مع ثقافة المجتمع و كيفية تقويمها للتلاميذ و اصطفائهم (مدرسة النخبة école élitique) و إما لعلاقتها بالمجتمع و حاجياته و مدى انفتاحها على سوق العمل.
كل هذا، جعل ذلك الحماس السابق يفتر ليحل محله التأمل، مما فتح الباب على مصراعيه لإعادة مساءلة المدرسة عن هويتها و وظائفها داخل المجتمع.
أولا- مفهوم المدرسة:
كثيرا ما نسمع أو نقرأ هذه العبارات:
ذهب ابني إلى المدرسة – ذهب ابني إلى الجامعة – أزمة المدرسة – المدرسة المغربية – المدرسو مجتمع صغير … الخ.
إذا كانت لفظة "مدرسة" تعني غالبا لدى الإنسان العادي المدرسة الابتدائية دون غيرها، فإن هذا المصطلح له في أدبيات التربية استعمالات عدة يمكن إجمالها في ثلاثة حسب إزامبير جماتي-2- Isambert Jamati:
1- المدرسة كمفهوم مجرد:
و هو المفهوم الذي نجده غالبا في التعاريف كقولنا "المدرسة مجتمع صغير" أو "المدرسة مؤسسة اجتماعية تربوية". فنحن نتحدث عن المدرسة بصورة عامة، و لا نعني بها أية مدرسة و لا أي مجتمع، مهتمين فقط بالقاسم المشترك بين المدارس، رغم إيماننا بالاختلافات الكثيرة بينها. و هذا هو شأن التعاريف العامة.
2- المدرسة كمفهوم مرادف للنظام التربوي بالنسبة لوحدة سياسية معينة:
و في هذا الإطار، غالبا ما يتم الحديث عن أنماط التعليم و توجهاته و غاياته و تراتبيته و علاقته بالنظام الاجتماعي و السياسي، كما يدل على ذلك مثلا كتاب "المدرسة الرأسمالية في فرنسا" لبودلو و إستابلي.
و هنا تجدر الإشارة كذلك إلى أن مفهوم المدرسة قد يتموقع بين المجرد و المشخص، كقولنا: "المدرسة المغربية خلال فترة الاستقلال". فحصرها زمنيا و مكانيا، يجعل منها واقعا مشخصا، غير أنها و مع ذلك، تظل مفهوما مجردا لأننا نتعامل معها كواقع يشكل وحدة، في حين أن الأمر غير ذلك. فكما يوضح ذلك "بودلو و إستابلي"، إن هذا يحجب عنا الفروق الداخلية للأنظمة. "فمدرسة القرية" و المدرسة العليا للأساتذة كلاهما مدرسة: اسم واحد لشيئين مختلفين. و لذا يعتقد "بودلو و إستابلي" أن الحديث عن المدرسة كوحدة متجانسة لفظة مضللة و خادعة.
3- المدرسة كمفهوم مشخص-واقعي أي كمؤسسة:
تدل هنا المدرسة على مؤسسة معينة institution كالجامعة أو الثانوية أو المدرسة الابتدائية أو مؤسسة الروض -3- (خاصة حينما تكون هذه الأخيرة مندرجة في بنية التعليم).
و غالبا ما نجد الدراسات الاجتماعية التي تنحو هذا المنحى تكون مونوغرافية monographiques، أي تتسم بدراسة وافية لموضوع واحد انطلاقا من حالة أو عدة حالات، أو أن تأخذ المؤسسة كوحدة و تختبر الفرضيات التي حددتها انطلاقا من العلاقة بين هذه المتغيرات أو تلك داخل نفس المؤسسة، و بالتالي الوقوف على الخصوصيات التي تميزها.
ثانيا- دراسة المدرسة:
إن المدرسة حبلى بالمتغيرات و العوامل التي تغري بالدراسة، منها ما تم توليده و بالتالي توضيحه، و منها ما هو في طور المخاض. و لذا فهدفنا ليس هو عرض الدراسات الاجتماعية التي تناولت المدرسة، فهي كثيرة و متنوعة و تحتاج إلى مؤلف خاص بها، و لكن نحاول فقط الإشارة إلى التوجهات العامة التي اندرجت في إطارها اهتمامات هذه الدراسات.
تميل إزامبير جماتي -4- إلى عرض اهتمامات الدراسات التي تناولت المدرسة وفق محورين: محور المدرسة كمجتمع، و محور المدرسة داخل المجتمع.
1- المدرسة كمجتمع:
إنها تتناول المدرسة كمجتمع مصغر، و هو تقيليد "دوركايمي" (نسبة إلى Durkheim) يعتبر المدرسة لها وحدتها و وجهها الخاص بها و نظامها تماما مثل مجتمع الراشدين و من ثمة فهي تشبه المجتمع الكبير و تستمد منه نظامها.
غير أن الدراسات الحديثة التي تناولت المدرسة كمجتمع ركزت خاصة على دراسة المؤسسة institution من حيث:
- مرفولوجية المدرسة: هيكلها المادي و بناياتها و حجراتها و شكلها و تجهيزاتها … الخ و غالبا ما يتم مماثلتها بالمعمل أو المصنع.
- نمط القيادة و علاقته بحجم المؤسسة و نمط التسيير المالي للمؤسسة … الخ فقد أثبتت الملاحظات مثلا أن المؤسسة حينما تتجاوز عددا معينا من التلاميذ، فإن العلاقات البيروقراطية تبدأ في الظهور. كما أن مصادر التمويل و أشكال التسيير لها أثر على علاقات السلطة داخل المؤسسة (تلاميذ، مدرسون، إدارة) و تختلف علاقات السلطة داخل المؤسسة من حيث تمويلها من طرف الدولة أو الجماعات المحلية أو مشاركة الآباء في التمويل و التسيير عبر جمعية الآباء … الخ
- بنية المدرسة: البحث عن الخصائص البنيوية للمؤسسة التي لها علاقة بالتربية كدراسة إزامبير-جماتي و آخرين حول أثر البنية التربوية على سير المؤسسة و مناخها …
2- المدرسة داخل المجتمع:
إذا كان المحور الأول يميل إلى تناول المدرسة كمؤسسة لها نظامها الخاص بها، و بالتالي دراسة أثر متغيرات المدرسة على الحياة داخل المدرسة نفسها، فإن المحور الثاني ينحو عبر دراساته إلى تناول المدرسة في علاقتها ببنيات المجتمع و معرفة مدى التفاعل الحاصل بينها و بين مؤسساته و فئاته الاجتماعية … الخ، و من ثمة يطرح هذا المحور مجموعة من القضايا على بساط البحث منها:
- علاقة المدرسة بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى كالأسرة مثلا.
- علاقة المدرسة بالطبقات أو الفئات الاجتماعية من حيث: ولوج المدرسة، المسار الدراسي، التخرج النهائي، الثقافة، النجاح أو الفشل الدراسي … الخ.
- علاقة المدرسة بثقافة المجتمع و بالتغيير الاجتماعي: وظائف المدرسة الخ…
و لنأخذ من محور "المدرسة داخل المجتمع" قضية مهمة و هي "وظائف المدرسة" لنتعرف أكثر على علاقة المدرسة بالمجتمع.

السنة السابعة 7 اساسي
11-14-2013, 10:30 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

ثالثا- وظائف المدرسة:
1- لماذا وظائف المدرسة؟
إن المدرسة كمؤسسة تربوية اجتماعية لها وظائف متعددة، منها ما يخدم الأفراد (التلاميذ)، و منها ما يخدم المجتمع. و لهذا تختلف وظائف المدرسة حسب نوعية المقاربة المستعملة، فالمقاربة النفسية ترتكز على وظائف المدرسة بالنسبة للفرد من حيث تعليمه و مساعدته على نمو شخصيته و تحقيق توافقه …الخ، أما المقاربة الاجتماعية فهي تهتم بوظائف المدرسة بالنسبة للمجتمع. و ما دمنا في سوسيولوجيا التربية، فإننا سنركز خاصة على المقاربة الاجتماعية.
رغم أن الحديث عن المدرسة يتم بصورة مجردة في أدبيات سوسيولوجيا التربية، فإن هذه الأخيرة غالبا ما تستند على وقائع و إحصائيات و دراسات مرتبطة بمجتمع معين في حقبة تاريخية معينة. و لهذا، نجد الاهتمام بالمدرسة يختلف من مجتمع لأخر حسب طبيعة المشاكل التي تواجهها أو تخلقها المدرسة: إن سوسيولوجيا التربية الأنجلو-ساكسونية اهتمت خاصة بالمدرسة كمؤسسة و بكيفية سيرها و بعلاقاتها بالجماعات المحلية Les collectivités locales. و قد يعود هذا الاهتمام إلى ارتباطها بالفلسفة البرجماتية من ناحية، و من ناحية أخرى إلى طبيعة تعليمها. فالتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يعتمد على اللامركزية و له علاقة قوية بما هو محلي (الجاماعات المحلية). أما في فرنسا، فنجد علم اجتماع التربية مسكونا بالهاجس السياسي و بالتوجه النقدي الذي طبعه منذ الستينات. و لهذا ركز اهتمامه على خلفيات دور المدرسة في المجتمع، محاولا تعرية الضمني منها و انتقاد صريحها، مما يخدم المجتمع بصورة شاملة.
و تبعا لهذا، فإن وظائف المدرسة احتلت الصدارة لديه، بل ظهرت عبرها أطروحة "إعادة الإنتاج" لبورديو و باسرون و أطروحة القناتين لبودلو و إستابلي. و هكذا، فإن الحديث عن المدرسة انطلاقا من وظائفها –رغم أنه اهتمام فرنسي بالدرجة الأولى- فإنه يتيح الوقوف على خصوصيات المدرسة و اختلافها عن المؤسسات التربوية الاجتماعية الأخرى كالأسرة مثلا، كما يساعد على معرفة أدوار هذه المؤسسة و تجنب الغموض و الضبابية التي تكتنف غاياتها عموما، و بالتالي الكشف عن الطاقة الكامنة و الدينامية التي بواسطتها تحقق المدرسة هذه الوظائف.
2- وظائف المدرسة:
يميل جل المهتمين بوظائف المدرسة –ما عدا استثناءات قليلة- إلى تحديدها في ثلاث وظائف أساسية كبرى مركبة-5- و هي:
- الحفاظية conservatoire و المحافظة conservatrice.
- الإعلام و التكوين information-formation.
- التطبيع الاجتماعي أو الوظيفة السياسية socialisation ou fonction politique.
أ- وظيفتا الحفاظية و المحافظة:
تعني وظيفة الحفاظية حسب فيلارس Villars أن المدرسة تحاول نقل تراث الماضي إلى الجيل الحاضر بتبسيطه و انتقائه، و لكنها كذلك تعتمد على نظام تربوي منفتح على التجديد و التقدم، بمعنى أنها لاتنغلق في الماضي و تتقوقع داخله، كما أنها لا ترفضه كلية. و هذا ما يؤكد عليه "دوركايم" Durkheim حسب فيلارس حينما يقول: "إن المستقبل لا يمكن تناوله من عدم، إننا لا نستطيع أن نبنيه إلا بواسطة أدوات تركها لنا الماضي"-6-.
و غير خاف من الناحية النفسية أن حضور الماضي و تمثله يتماشى خاصة مع حاجة أساسية لدى الطفل و هي حاجة "الأطر المرجعية" cadres de référence لتنظيم حياته مع وسطه مما يساعد حسب تعبير "كلوس" Clausse-7- على إنماء الشعور بالانتماء.
غير أن وظيفة الحفاظية هذه غالبا ما تتحول إلى وظيفة المحافظة. و تتعامل مع الماضي كقيمة في حد ذاتها و تبرر الجمود الاجتماعي و المدرسي محاولة إعادة إنتاج نفس البنيات الاجتماعية التي أنتجتها. و لعل المقاربات الصراعية هي التي اهتمت بهذا الجاني كثيرا، مبرزة الإواليات الداخلية للمؤسسة و العلاقات المتواطئة المنسوجة بين التربوي-المدرسي و الاجتماعي-السياسي.
هذا و لا تخلو المدرسة، أية مدرسة من هاتين الوظيفتين (الحفاظية و المحافظة). فهي بقدر ما تقدم التراث كقيمة في حد ذاته، بقدر ما تحاول موقعة التلميذ في إطار الحضارة الإنسانية الحالية. و لهذا نجد المقررات المدرسية تطال معا سير و إنتاجات السلف و مشاكل و إنتاجات الخلف، و لكن بمقادير مختلفة، إن هذه المقادير هي التي تحدد صدارة هذه الوظيفة أو تلك.
و على العموم، فعبر هذا الزوج "الحفاظية-المحافظة" تتجسد طاقة المدرسة الكامنة و الدينامية المتجلية في جدلية الماضي و الحاضر.
ب- وظيفتا الإعلام و التكوين:
إذا كان فعل "informer" في معناه الشائع يعني "أخبر" أو "نبأ" أو "أعطى معلومات"، فإن أصله يدل على "شَكَّلَ" أعطى "شكلا" une forme-8- و هذا ما تقوم به المدرسة، فهي تخبر و تكون. إنها لا تقتصر على تقديم المعارف و المعلومات، بل تعطيها معنى و دلالة و شكلا يندرج في بنية "التكوين"، أي أنها تحاول القضاء على الأمية عن طريق الكتابة و القراءة و المعارف، و في نفس الوقت تقوم بتأسيس العقلانية و الموضوعية أي تشكيل الفكر العلمي. و من ثمة، فهي تتراوح بين المعرفة (الإعلام) و الفعل (التكوين) للتأثير بعمق في حياة المجتمع عبر المتعلمين.
و لعل هذا ما يشكل اهتمام بعض المفكرين العرب-9-، إذ يتساءلون عن استمرارية المعرفة التي تقدمها المدرسة في شكل قشرة خارجية أو معطف يرتديه المتعلم لإلقاء درس أو محاضرة، ثم يخلعه بانتهاء مهمته و يمارس حياته اليومية كما لو أنه غير متعلم؟ أي لماذا لا تنفذ المعرفة إلى أعماق شخصية الفرد و بالتالي لا تترجم في سلوكه الواقعي؟ بالطبع هناك أسباب عدة، يمكن إرجاع بعضها إلى وظيفة الإعلام و وظيفة التكوين.
حينما تهتم المدرسة بوظيفة الإعلام فإنها تقدم معلومات متناثرة و متراكمة، و أحيانا متناقضة كأنها مجرد "أخبار"، لا رابط بينها، و لا علاقة لها بالواقع المعيش للتلميذ كما لو أنها معلقة بين السماء و الأرض. إنها معرفة كمية موغلة في التجريد، إن معرفة من هذا النوع لا تستطيع إلا أن تكون هوية مضببة، و فكرا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنع يعج بالتناقضات.
أما حينما تغلب المدرسة وظيفة التكوين على وظيفة الإعلام، فإنها تنحو لتحقيق ذلك بتقديمها تعليما كيفيا يتعامل مع المعرفة في نسقيتها، و وفق منظور واضح يربط المعرفة بالواقع، بل يعتبر المعرفة وسيلة لدراسة و فهم الواقع. و من ثمة فهو يتيح للمتعلم القدرة على التحليل و التركيب و النقد و الاستنتاج، و بالتالي التعامل مع الواقع بمنظور عقلاني متزن يساير و يساهم في تظور المجتمع، مما يؤهل المتعلم في نهاية المطاف للانتقال من مستوى استهلاك المعرفة إلى مستوى إنتاجها.
إذن، إذا كانت وظيفة الإعلام تزود المتعلم بالمعلومات (معرفة) فإن وظيفة التكوين هي التي تأثر فعليا في المتعلم، و عبر هذه الأخيرة يؤثر المتعلم في المعرفة.
و هكذا، نخلص إلى القول، أنه عبر هذا الزوج "الإعلام-التكوين" تتجسد طاقة المدرسة الدينامية و الكامنة المنتظمة في جدلية المعرفة الفعل.

السنة السابعة 7 اساسي
11-14-2013, 10:31 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

ج- وظيفة التطبيع الاجتماعي أو/و الوظيفة السياسية:
تجب الإشارة إلى أن التداخل الكبير بين الوظيفة الاجتماعية و الوظيفة السياسية للمدرسة جعلنا نميل إلى الحديث عنها كوحدة حتى لا نسقط في التكرار، غير أن هذا لا يمنع من إبراز كل وظيفة على حدة كلما سمح التمايز بذلك.
و من المعروف أن التربية المدرسية هي قبل كل شيء تنشئة اجتماعية أو تطببيع اجتماعي-سياسي، لأنها تمرر الأعراف و القيم الاجتماعية الموضوعة (وظيفة اجتماعية)، و لأن المعرفة التي تقدمها تكون موجهة و مسكونة بإيديولوجية الفئات الاجتماعية المسيطرة من أجل تشكيل مواطن وفق نموذج اجتماعي-سياسي معين (الوظيفة السياسية). و لتحقيق وظيفتها الاجتماعية-السياسية، تلجأ المدرسة إلى استعمال مفاهيم عدة حسب الظروف و المواقف كمفهوم التربية و التعليم و التدريس و التكوين و تكوين المكونين و التكوين المستمر و التوجيه و الاختيار أو الاصطفاء …الخ، في الواقع، مفاهيم تحيلنا إلى هدف واحد هو التأثير بعمق في حياة الفرد قصد تحقيق توافقه-10- أو تطبيعه الاجتماعي، و هي في ذلك تسلك مسلكين:
-المسلك الأول: يقوم على وقاية و حماية مجالها من شوائب المجتمع و عيوبه، و ذلك بحذف كل ما هو غير ملائم من البيئة الخارجية، و توفير بيئة اجتماعية مدرسية أكثر اتزانا من البيئة الخارجية، مما يؤثر في التطبيع الاجتماعي للتلميذ بصورة إيجابية، و يساعده على تكوين شخصيته تكوينا ينسجم و مستجدات التربية الحديثة حتى يتسنى له التفاعل و التوافق مع مجتمعه بشكل سليم.
غير أن هذا المسلك، في الواقع، يبدو أنه يجعل من التلاميذ أو من المتعلمين أفرادا غرباء عن مجتمعهم، كما يجعل من المدرسة نفسها بيئة منغلقة و بعيدة عن الحياة الاجتماعية الواقعية بكل تناقضاتها.
- المسلك الثاني: إن المدرسة لا تقوم بوظيفتها هذه داخل الفصول فحسب و إنما داخل المدرسة كلها، كنظام اجتماعي تربط أفراده علاقات اجتماعية تراتبية رسمية و غير رسمية (التلاميذ فيما بينهم، التلاميذ و الموظفون بالمدرسة كالأعوان، التلاميذ و المدرسون، التلاميذ و الإدارة المدرسية …الخ). و بهذا تكون المدرسة مجتمعا صغيرا يستمد تنظيماته الاجتماعية و أنشطته و علاقاته من المجتمع الكبير، و على التلاميذ الانصياع و احترام قوانين المدرسة و إجراءاتها و أحكامها حتى تحافظ على الأمن و النظام و السلم داخل نطاقها.
إن المسلك الأول يركز على الفردي هادفا إلى التوافق، أما المسلك الثاني فيهتم بالاجتماعي من أجل تحقيق عملية التطبيع الاجتماعي.
إن أصحاب المسلك الأول يعتبرون المدرسة أداة تطوير و تحرر، و بالتالي فإن وظيفتها الكبرى هي التغيير أو التجديد و مسايرة التقدم العلمي، مما يجعلها قادرة على التأثير في المجتمع و الدفع به نحو التقدم و انتشاله من التخلف و أمراضه. و حجتهم في ذلك ما بينته الدراسات التاريخية لأثر المدرسة عبر العصور كنظام اجتماعي و كذلك الدراسات النفسية للآثار التي تخلفها المدرسة لدى المتعلمين.
أما أصحاب المسلك الثاني، فيرون أن المدرسة هي مجرد مسرح لما يجري داخل المجتمع الكبير، و لذلك فهي تحاول فقط إعادة إنتاج نفس البنيات الاجتماعية التي أنتجتها. و من ثمة، فوظيفتها الأساسية المنوطة بها هي المحافظة أو الجمود. و على هذا الأساس فهي تلعب دورا سلبيا يتجلى في تبعيتها و تأثرها بالنظام الاجتماعي-السياسي و تمرير إيديولوجيته المسيطرة. أما بالنسبة للتغيرات الطفيفة التي لحقت المدرسة، فهي ناتجة عن التغيرات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و ليس العكس، كما أن الأفراد ليسوا هم المعيار الذي من خلاله نحكم به على المدرسة بل يجب الانطلاق من المجتمع.
و على العموم، يظهر عبر هذا الزوج-الوحدة (الوظيفة الاجتماعية السياسية) أن الطاقة الكامنة و الدينامية للمدرسة تتجسد في جدلية الفردي و الاجتماعي.
رابعا:خلاصة
إذا كانت هذه هي وظائف المدرسة بصورة عامة، فإن المواقف المتخذة إزاءها مختلفة، و يمكن إجمالها كما يلي:
· موقف إلغاء المدرسة: و هو موقف عدمي ينطلق من "الضرر التابث" للمدرسة، و إن إزالته لا تتم إلا بإلغاء المدرسة و القضاء عليها (إيفان إيليتش)-11-
· موقف إعادة الإنتاج: و هو موقف تيئيسي يرى أن المدرسة هي مجرد خادمة للنظام الاجتماعي-السياسي، و بالتالي تغيير المدرسة لا يتم إلا بتغيير المجتمع و ليس العكس.
· موقف التربية المؤسسية-12-: و هو موقف يبعث الأمل، إذ يرى أنه بالإمكان تغيير المؤسسة من الداخل، و عبرها يمكن التأثير في المجتمع. إن تغيير المدرسة من الداخل تربويا و علاجيا هو ما يسمح باتساع هذا التأثير ليطال المجتمع. و لكن إلى أي حد تستيع العلاقات داخل المؤسسة أن تنفلت مما هو مؤسس؟
· موقف يرى أن فهم المدرسة يقتضي عدم التقوقع داخل النظرة الأحادية البعد، سواء تلك المتحمسة للدور الفعال و الطلائعي و التجديدي للمدرسة أو تلك التي تعتبر المدرسة مجرد أداة للتواطؤ مع النظام الاجتماعي-السياسي بتوليدها لنفس عدم تكافؤ الفرص الموجودة داخل المجتمع. إن المدرسة كما يلاحظ ذلك أفانزيني -13- Avanzini لها دور مزدوج: "إن دورها هو دور خلق عدم الاستقرار بمقدار ما هو دور التوليد".
و يوضح سنيدرس Snyders كذلك أن دور المدرسة تميل إلى المحافظة، و لكنها تتوفر على هامش من الحرية يجب استثماره في اتجاه التجديد لأنها "أرض تتجابه عليها قوى التقدم و قوى المحافظة، و ما يجري فيها يعكس في آن واحد الاستغلال و مكافحة الاستغلال"-14-.



تم النقل لتعم الفائدة

السنة التاسعة اساسي
01-11-2015, 05:50 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

وظائف اليوم
02-15-2015, 03:05 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

شرح نص جاهز
10-26-2017, 12:44 AM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

شرح نص 9eme 8eme 7eme
12-04-2017, 04:28 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

jobs4ar
12-06-2017, 08:11 AM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

Ecole.edunet.tn
01-01-2018, 01:23 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th 7awla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - bahth hawla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th hawla al madrasa 7eme de base

قراية تعليم تونس - 9raya ta3lim tounes
02-19-2018, 07:03 AM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th 7awla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - bahth hawla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th hawla al madrasa 7eme de base

Ecole.edunet.tn
10-14-2018, 12:27 AM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي

jobs4ar
12-02-2018, 07:40 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th 7awla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - bahth hawla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th hawla al madrasa 7eme de base

Ecole.edunet.tn
09-17-2019, 03:30 PM
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th 7awla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - bahth hawla al madrasa 7eme de base
بحث جاهز حول محور المدرسة بحث عن المدرسة للسنة السابعة 7 اساسي - ba7th hawla al madrasa 7eme de base