المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني



jobs4arab
11-25-2014, 02:30 AM
تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني


موسوعة تحضير الدروس تلخيص الروايات والقصص العربية والعالمية ملخص لقصص ابتدائي ثانوي قصص للاطفال تلخيص قصص اجنبية باللغة الفرنسية تلخيص قصص باللغة الانجليزية ملخص جاهز لقصص المرحلة الثانوية ملخص جاهز لقصص المرحلة الاعدادية والتعليم الاساسي
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=94)


تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني


. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)البيت الدافئ


البيت الدافئ يعني المرأة الدافئة ، تكتنفها المشاعر المتدفقة تفيض من قلبها الطاهر الذي يختلج بحب الله و يتنعم بفضائل القرآن الكريم ، فتسلك في حياتها مسلكا مستقيما ثابتا ، لأن حب الله سبحانه هو المحور الذي تدور حوله في علاقاته الاجتماعية و توازنه النفسي .
فاستقامة المرأة يعني بيتا عامرا و حياة هادئة و سعادة ابدية تستقي جذورها وراء القرآن الكريم .




استيقظت ميساء في الصباح متثاقلة ، تتثاءب وهي تتقلب بتكاسل ، صمتت تبحلق في فضاء الغرفة ساهمة و الضيق يعصر قلبها و يمزق الارتياح . دفنت رأسها في الوسادة تفكر ثلاثة أعوام مضت و الحمل متعذر و خالتها تلح على ولدها للزواج من ابنة خالته . كانت ميساء أجمل زوجات أبناء الخالة و هي زوجة هشام ، و هناك مشكلة أخرى ، فتوح حماتها التي تكن لها كل الحسد و الغيرة .
تحس ميساء بأن لخالة لا تحبها لأنها لا تنجب أولادا ، لكن الطبيب يؤكد سلامتها . خلافها مع فتوح لا احد يعرف ما سببه فأكثر ضيقها يدور حول ميساء ، أراد محمد زوج فتوح أن يعتذر من ميساء لما سببته زوجته لها ، من فوضى و لكن الخالة لم ترضى بذلك ، فتوح امرأة غير سوية و ليس فيها ما يدفع الرجل لأن يحبها ، تخرجت من أحدى الجامعات الأمريكية ، لكنه رغم ذلك فارغة الأعماق ، محمد زوجها يخوض الحياة السياسية بقوة و يقرأ و يفكر ، و كثيرا ما أحرجته حماقتها حتى ذبل كل شيء يربطه بها . عندما تشاجرت مع ميساء على سبب تافه تركت بيت زوجها .
في وقت الغداء أجتمع الأخوان جميعا ناهد و فريدة تتهامسان ، جاءت ميساء مرهقة انتبهت إلى مقعد فتوح خاليا و أبت الجلوس طالما مقعد فتوح فارغا . و طلبت من محمد أن يعود بها إلى المنزل .


* * *
اختلف حسين زوج ناهد مع أخوه محمد في بعض الآراء و الأفكار فهم يختلفون في بعضها ، تمدد حسين في فراشة يشبك ذراعيه تحت رأسه ، تدق في رأسه معاول الهموم ، تذكر الواحة الخضراء البعيدة تمد ذراعيها إليه في شوق ، و سكنت هذه المعاول و هدأت و ثقل النعاس في عينيه ليقط في نوم عميق .

ناهد في حيرة ، إنها لا تدري ما تفعل ، الفراغ يخط لونا قاتما في حياتها ، تتساءل في نفسها ماذا تفعل النساء في أوقاتهن الضائعة ، شردت بعيدا كأنها تقتنص في هذا الزحام فكرة تشغل نفسها بها .
إنها امرأة سطحية ، العاطفة هاجسها الأول ، لا تكترث بما يدور حولها فهي أسيرة أمنياتها و أحلامها .
و تحير حسين معها ، كيف يعالجها ؟ و من أين يأتي إليها ؟ ففرض عليها الحجاب في وقت هي كانت فيه قمة الأناقة و الشياكة ، كتم أنفاس هذا الجسد الذي عبدته و سخرته تحت سطوة العقل و الدين ، حتى انتصر واجب الدين على العاطفة .
النور كلمات كان يرددها حسين على مسامعها ، تأملته و هو نائم كأنها تشرب حبه في عينيها ، تحب أفكاره و هي لا تعرف عنها شيئا .
انحنت تطبع على جبين حسين قبلة هادئة ، رن الهاتف فإذا بها فريدة تدعو نهاد لزيارة فتوح مع الخالة فوافق على الذهاب .



* * *

تسمر عماد أمام جهاز الكمبيوتر ، إنه يعيش حياته فوضويا عابثا يضرب التقاليد و الأصول الاجتماعية عرض الحائط ، و لكنه أمام الكمبيوتر يتحول إلى راهب في محرابه ، ينسى نفسه حتى زوجته و أولاده و ينعدم إحساسه بالزمن أمام هذا الجهاز ، فتتذمر زوجته فريدة حتى كادت في يوم أن تحطم هذا الجهاز ، لكنها بعد ذلك أيقنت أنها نوع من الهواية ، أصبحت على مر من الزمن نوعا من الاحتراف ، إنه الآن في عصر متقدم ، منطق العقل و العلم .
كثيرا ما دخل عماد مع حسين في خصام ساخن حول عزل الدين عن الساسة لأنه يرى في الدين طقوسا خاصة مجردة عن واقع الحياة العملي . زوجته فريدة أول خصومه و أول من استسلم لطبيعة حياته و منطقه .

* * *

عادت فتوح إلى بيتها تشدها خالتها من ذراعها قائلة : (( نورت البيت يا فتوح ))، طأطأت الأخريات رؤوسهن إلى الأرض ، كأن الخالة توجت فتوح ملكة عليهن . على المائدة دعت الخالة محمد لتناول الشاي مع زوجته فتوح ، لم تلتفت فتوح إليه حاولت أن تبدو طبيعية ، لكن صرخاتها الخرساء تشع من بريق عينيها ، جاء محمد يضع ساقا على الأخرى كأن ليس من جديد ، لكنه انتبه إلى عيني فتوح الثائرتين ، حدث جدال آخر بين محمد وزوجته دفعها إلى الفرار هاربة ، في هذه الأثناء جاء هاشم يحمل بعض الأوراق يقصد شقيقه محمد ليتناقشا في بعض المواضيع ووضع بعض الاقتراحات في موضوع الوحدة بين المذاهب ، و طرح قضية مشاركة المرأة في البرلمان ، وقف هاشم و هو يدفع هذه الأوراق لأخيه ثم انصرف .
انتبه إلى الصغار و هم يلعبون ، يقفزون في فرح ترتسم على وجوههم ضحكات بريئة ، كم تمنى لو كان له طفل ينط هنا و هناك يرتمي على صدره .

* * *

كانت ناهد و فريدة جالستان في الصالون تتفحصان بعض المجلات القديمة التي أحضرتها فتوح من بيت أهلها ، نظرت ناهد إلى فستان كانت تلبسه إحدى العارضات الرشيقات فتحسرت على حالها و سمنتها ، و بدأت بالكلام عن حالها و كيف أنها تحس أن وجودها و عدمه واحد في حياة زوجها ، رغم أنها تحبه كثيرا ، صمتت فريدة طويلا ، ثم أخذت تتساءل عن سر صمته طويلا و غيابه عنها ، أخذت ناهد تنفث سمها في عقل فريدة و قالت لها : ألا تشكين أن هناك امرأة أخرى في حياته ؟! . انتفضت فريدة لسعتها هذه الكلمات تمتمت بذهول (( أيعقل هذا ؟! )) . و تؤكد ناهد عليها بأن تبحث في هذا الموضوع ، ووصتها بالذهاب إلى امرأة عجوز تدعى أم الخير تستطيع أن تقرأ فنجانا و هي معروفة بين الناس ، ووافقت على الذهاب لهذه المرأة و اتفقا على الذهاب غدا في الساعة الرابعة مساءً .
جاءت ميساء ثم أنظمت إلى الجالستين انتبهت إلى وجومهما ، سألتهما عن وجودها إن كان يسبب لهما مشكلة حيث أنها قطعت حديثيهما ، فقالت فريدة أنهما كانا يبحثان في مشكلة عن السمنة ، اقترحت عليهما ميساء بأن يذهبوا ليتمشون كل يوم ساعة ، ففرحت فريدة بذلك قالت ميساء أنها كانت ستقترح ذلك قبلهما لأنها تود كسب محبتها . ذهبت الخالة مع ولدها حسين إلى الطبيب و لما عادت سألت ناهد عن حال الخلة فأخبرها حسين أن قلبها مجهد بعض الشيء و تحتاج إلى الراحة ، ثم سألت عن فتوح فأخبرتها ناهد أنها مع زوجها في السوق ، ذهبت ميساء لإعداد العشاء و رافقتها فريدة ، عادت فتوح من السوق و جلست لجانب خالتها غارقة في التفكير ، انتبهت الخالة لشرود فتوح فسألتها عن سبب هذا الشرود فأجابت أنها لا تطيق رؤية الخالة بهذا المنظر .
جاءت ميساء و فريدة تحملان الأطباق لتضعاها على المائدة ، فحيت ميساء فتوح و ردت عليها . وقفت فتوح فوق نار مشتعلة في كل أعماقها و تكاد تحرقها بهذا اللهب الحارق ، التفتت إلى زوجها و هو يحدق بميساء و هي كالفراشة الهائمة تحط رحلها هنا و هناك لتخدم الناس و تمنحهم الدفء و الرعاية .

* * *

محمد عنده محاضرة فهو يستعد لألقاءها بصفته نائبا في البرلمان مرشحا من قبل بعض الأفراد ، اجتمع الثلاثة محمد و هاشم و ميساء يعدان معا البرنامج و يساعدانه في اعدد بعض الأفكار المهمة ، بينما قامت النساء لإعداد وجبة العشاء لضيوفه ، أخذت فتوح تضايق ميساء بكلماتها السامة .

* * *

في الصباح الباكر كانت الخالة تجلس و فتوح تتناولان الفطور ، فانتبهتا إلى هاشم يمسك بزوجته في حالة من الإعياء ، فاستوقفتهما الخالة و هي تتطلع إلى هاشم متسائلة عن سبب إعياء ميساء ، فأجابها أنها منذ أيام على هذا الحال من الغثيان ، و أنها لم تنم طويلا حيث كانت طوال الليل تتقيأ كل ساعة . ابتسمت الأم و هي تقول أنها قد تكون حاملا فأجابها هاشم بأنه يظن ذلك أيضا ، و خرجا ، ارتسمت أسارير الأم بشيء من الارتياح ، و بدت هذا الصباح في حالة كبيرة من النشاط ، فالأمنية التي كانت تتمناها قد تحققت ، تنهدت متمتمة (( الحمد لله ، الحمد لله )) .
استاءت فتوح و خطف لونها ، لم تكن تود أن يحدث هذا الأمر ، فأخذت توسوس في إذن الخالة و تقول لها : ألا تظنين أن ميساء تعزل هاشم عن إخوته ، حيث أنها في أكثر الأمسيات تسهر عند أمها مع هاشم ، فأصبح يتردد على أهلها أكثر من ارتباطه بأخوته ، حتى أن محمد يبحث عنه ليبحث معه موضوع الانتخابات فلم يجده .
بدت الخالة تفكر تستجمع ظنونها المبعثرة ،ة كلما سألت عن هاشم قالوا انه مشغول في الجريدة .
و تمضي فتوح في غيها و كأنها تستمرئ الكأس على مهل . و تبدأ توسوس مرة أخرى و تقول لها انك على نياتك و لا تعرفين ما يحدث بينهما ، لم كل أزواجنا رهن إشارتك ، ينفذون أوامرك ، يملكون مصيرنا إلا هاشم ، إنه لا يخطو خطوة إلا بأمرها ، لقد سيطرت على تفكيره إلى حد الجنون .و اقتربت فتوح من الخالة تنفث فحيحها في إذن الخالة و تلتف حول عنقها كالأفعى ، ثم قالت أن لديها سرا كانت تكبته منذ زمن و الآن ستقوله للخالة ، طلبت الخالة من فتوح أن تتكلم ، ثم أفردت فتوح بالكلام و أخبرت الخالة أن معظم مشاكل المنزل من ميساء حيث أنها تبخر البيت بأوراق غريبة ذات ألوان مختلفة ، وقع الخبر كالصاعقة في رأس الخالة ، صدقت الخالة كلام فتوح لأن عاطفتها تشدها إلى فتوح ، تظنها امرأة عاقلة ، تود لو تصفع ولدها الذي أصبح مهزوزا ضعيفا أمام امرأته !! نعم إنه يبدو أمامها كالعبد الذليل ، لم أر في حياتي رجلا لصيقا بامرأته كهاشم ، فلم أره يوما نهرها أو زجرها ، حتى أخطاءها يظنها حسنات .
عادت فتوح أدراجها ترتدي ثيابها ، تنصرف إلى عملها ، لكنها الآن تخطط خطة كبيرة و قد اختمرت في رأسها ، لا بد أن يسقط زوجها في الانتخابات ، ستنتهج كل السبل من اجل تحقيق هذه الغاية ، و وضحت فتوح لأمها إن زوجها محمد تجاذبه كثيرا ميساء و هذا كثيرا ما يؤثر فيها .

* * *

استلقت ميساء على سريرها في المستشفى و قد غرز الطبيب أنبوبة مغذي ، شحب لونها فبدت فاترة واهنة ، هذا الطفل الذي لم يخلق بعد يربك جسدها و يعصف بصحتها و هي تقاوم ضعفها من اجل بقاءه ، و في وهلة وهي تتحدث إلى زوجها وهب الحياة في بطنها عندما قال لها تجلدي يا عزيزتي من أجل حلمنا القادم . و كانت ميساء لا تود فراقه فقد كان يزودها بالحنان و الأمل ، وودعها و انصرف وكان سعيدا لأن المرأة التي يحبها سوف تمنحه شيء جديد في حياته .
و عند وصول هاشم إلى المنزل ، اقترب من والدته فوجدها عابسة جالسة شاردة الذهن ، فسألها عن سبب عبوسها فأجابت بأنها متعبة و مجهدة ، و لكنها سعيدة بحمال زوجته .

* * *

بعد مرور فترة توفت الأم ، الصمت ثقيل يمزق أركان هذا البيت و يطفئ رونقه الذي مضى ، الوجوه تلتقي بعضها واجمة مكفهرة ، تندس البسمات في الشفاه غضبى ، و هذه المرأة الحامل في شهرها الخامس تتحمل كل المسؤوليات بعناء ووجومها المخيف يثير حفيظة زوجها ، كل فرد يغدو و يروح باحثا عن ضالته في الحياة يحتوي خلجاته في صمت ، هذا الفراغ العريض الذي تركته الأم لم تستطيع الأيام أن تحتويه ، بيد أن ميساء حاولت أن تشير هذه المشاعر رغم هوانها ، فقد قررت في نهار ما أن تقضي الوقت كله في تغيير جميع زوايا و أركان البيت فاستبدلت كل الأثاث لتبديد هذا الحزن ، فقد كانت تود أن تعيد البهجة إلى المنزل ، فقد رصت الزهور على المائدة المهجورة ، ثم عادت صبغ الجدران من جديد ، انتبه أهل البيت للتغيرات التي حدثت في المنزل و شدهم هذا النور المفعم ... لكن ثمة شخص يحدق بغضب و يود لو يحطم كل هذه الأشياء فوق الرؤوس لا تبارح هاتان العينان الحاقدتان تلك المرأة الدافئة وتود لو تخنقها وتدهس بطنها ، حتى التقتا عن كثب وتعالت صرخات هذه الحمقاء وعظامها تكاد تتهشم لفرط رجفتها الغاضبة . وفاتحت فتوح زوجها في موضوع إستأجار شقة لكنه رفض بشدة ، و اتهمها بالأنانية ، و سألها عن سبب كرهها لميساء رغم قيامها بأعمال المنزل كاملة .
فجأة انتبهت فتوح إلى أولادها إنهم يتألمون كثيرا من بطونهم ففزعت بهم إلى الطبيب و كان تقرير الطبيب يشير إلى إنها حالة تسمم و اتهمت فتوح ميساء بوضع السم في الطعام و حمل الطبيب عينة للتحليل و تبين أن شيئا من السم دس في الطعام ، فأصرت فتوح بتقديم بلاغ على الشرطة و قدمت به على اقرب مغفر ، و قامت الشرطة باستدعاء ميساء و دبت المعركة بين فتوح و زوجها و هددها بالطلاق ، أنكرت ميساء رغم ضغط الشرطة عليها أنها بريئة من ادعاء فتوح . و بعد تحقيق الشرطة لم يصلوا إلى دليل واحد يثبت إدانة ميساء و دخلت أطراف جدد لمحاولة تهدأة النزاع بين العائلة .

جاء يوم وجدت ميساء نفسها تتألم و تصرخ و تنزف و أخذها هاشم على الطبيب فانفرط دمها و تعلوا صرخاتها الحارة ، و الملتهبة و بسرعة جنونية يقود سيارته هاشم على اقرب مستشفى ، و في المستشفى أخبره الطبيب بأن ميساء عليها أن تجهض و يقومون بتطهيرها كاملا فالجنين قد تلاشى لتصبح هذه الامرأة صفراء ذابلة كالعود اليابس لفرط دمها النازف و شفتيها المتشققتين قد هدها الألم و تنهدت ساكنة ترجح الموت على الحياة ، و أستنجدها زوجها بماء ليسقيها في كيانها المحطم . فرحت فتوح لإجهاض ميساء لحقدها الكبير عليها ، و لكن الجميع حزنوا عليها ، و في هذه الأرجاء الحزينة جاءت صرخة من الخادمة : أنا التي وضعت السم في الأكل ، اشرأبت الأعناق إليها فالخادمة تعترف لفعلتها و تبرأ ميساء ، و إنها ستقوم بتسليم نفسها للشرطة ، لكن فتوح أنكرت ادعاء الخادمة فأنفجر محمد في هذه عليها و طلقها ، و عندما حاولت تهدأته طردها من البيت أما هاشم قرر الخروج من البيت على بيت آخر ، فعانقه أخوه محمد يرجوه أن يبقى ، فشرح هاشم وجهة نظره وسبب رغبته في الخروج من البيت حيث أن أعباء المنزل كلها كانت على زوجته و لم يكن احد يساعدها حتى فقد جنينها ، عادت للبيت لوعته بعدما انطفأت أنواره المنورة .. قضى محمد وقته و هو يلوم حاله على الوقت الذي قضاه مع أمرأة متجمدة المشاعر . و حاولت فتوح العودة من دون فائدة ، فكان يأخذ أولاده كل خميس لديها ليحسسهم بوجود أمهم ، أما هي فكانت تمضي وقتها في هواجسها المريضة و هو اهتم كثيرا بأبنائه و كان يعطيهم السيط الأكبر من وقته .

* * *

عندما انتقلت ميساء مع زوجها إلى البيت الجديد عاشت منعمة هادئة في بيتها الصغير و لكن كلما تذكرت طفلها الذي فقدتها تستاء و تحزن ، و لكنها سرعان ما تطمأن لأنها إرادة الرب ، عادت إلى وظيفتها بعدما استعادت عافيتها ، و أخذت تهتم بصديقاتها و تمضي معهن أوقات جميلة ثم تحاول في بعض الأوقات أن تعيد ترتيب بيتها و أثاثها و تغير النباتات الداخلية لتعيد البهجة و الأناقة إلى البيت . أحست هذه المرة بتقرب زوجها منها و أخذ يفهمها أكثر رغم انفرادهم ، و خصصت في المنزل غرفة له لعمله في كتابة مقالاته و بحوثه ، ثم قررت أن تدرس الكمبيوتر لتطبع مقالات زوجها لكنها ، عن بعد كانت تتابع أخبار البيت الكبير و ما يلمه من أخبار عن طلاق فتوح و كانت تشتاق للعودة إليه لكن هاشم يصر على هذه القطيعة و هي لا ترغب في عصيان زوجها ، فكانا يعيشان في سعادة هانئة يغمرهم الحب و الاحترام المتبادل . أنا بالنسبة له حياته و دنياها ، عندما يغيب كأنه يقتلع فؤادها من صدرها فتهيم في كل شبر في البيت تبحث عن أثره ولمسته و عندما يأتي بجموحه و شوقه تضمه في عيناها و بكل خلية في جسدها فالمرأة عندما تحب زوجها ترى فيه منتهى الحياة و منتهى السعادة فتهب له بقوة و حب ، و ترتسم على شفتيها ابتسامة عريضة .
اهتمت ميساء بإعطاء زوجها القرآن الكريم ووضعه في مكتبه ، و كثيرا ما كانت تقول له إننا اثنان وثالثنا القرآن .

عينت الإدارة سكرتيرة جديدة لهاشم و التي كانت تكثر اللقاء بينه و بينها بين الحين و الآخر و كانت جميلة و جريئة المشاعر و كان عطرها سبها حين تود لقاءه و كانت تعرف كيف تثير الرجال باهتزازات جسدها المفتعلة ، و أعجبتها شخصية هاشم ، ذلك الشاب الوسيم صاحب الشخصية الجذابة ، و كثيرا ما حاولت إثارته و مع ذلك لم يعيرها أي اهتمام ، لكن مع مرور الأيام اكتشف أن هذه المرأة لها مأربا آخر فهي تحاول أثارته و فشلت كل النسوة في استمالة قلب هذا الرجل لكن سامية هذه السكرتيرة لم تيأس في نيل قلبه ، حتى كانت تلحقه بالهاتف في بيته ، و أي مكان يتواجد فيه و أعلنت أن ميساء زوجة هذا الشاب لا تحمل الذرية ، فخططت الزواج منه ، و أخبرته بحبها له فاخذ يوبخها و طلب منها أن تبتعد عن طريقه ، لكنها وعدته بأنها لن تيأس و كانت تطارده بحيل جديدة ، و طلبت سامية من إحدى المقربات الحاسدات لميساء أن تهمس في إذنها أن زوجها على علاقة غرامية بالسكرتيرة و فعلت هذه الحاسدة فعلتها ، لكن ميساء لم تثير أدنى شك بزوجها و علمت أن هذا مجرد حسد يبغي هدم عشها الجميل .
لم يكن هاشم يخفي شيئا عن ميساء لأن قلبيهما ينبضان في شريان واحد و لهذا السبب دعا هذه الأفعى لتتعرف على زوجته الرائعة ، فعندما قابلت السكرتيرة ميساء أعجبت بشكلها الأنوثي المتكامل ، و صوتها الرقيق الناعم ، الذي يحمل النغم الهادئ و الدفء في إذن سامعها فأخذت ميساء تحييها و شعرت سمية السكرتيرة بثقل ساقيها ، فقد فقدت الأمل و حملت راية الاستسلام ، و أعجبت بهذه المرأة الناضجة التي تعرف كيف تثير زوجها دون حاجة إلى كشف مساحات كبيرة من لحم جسدها ، فتراجعت خائبة ، و هنا توثق الحب بين الزوجين أكثر من أي وقت مضى ، فميساء امرأة متجددة دوما .


اتصلت فريدة المضطربة لميساء طالبة لقاءها ، و عند اللقاء أخذت تشكي حالها مع زوجها الذي ينفرد بحاله و عالمه الخاص ، و طلبت منها لو أنها ترجع إلى البيت الكبير فقد ماتت شمعه المضيء ، أخبرت ميساء فريدة أنها تود الرجوع لولا معارضة زوجها .
أخبرت فريدة ميساء أن عماد له علاقة مع امرأة أخرى ، و قد علمت بذلك حيث أنها ذهبت على أمراة تفتح الفأل و أخبرتها بذلك ، فصعقت ميساء بذلك و أخبرتها أن هذه مجرد أكاذيب و تكهنات خاطئة و أخذت فريدة تدافع عن نفسها ، دمعت عيناها ، و كأنها لا تعرف ما تفعل و ما تقول ، أخذت ميساء تبدد الحزن عن صاحبتها ، و طلبت منها الصبر و فهم زوجها أكثر من ذلك و جذبه غليها ليفصح عن مشاعره بصورة مستمرة ، و انه يحبها و لا يقدر على فراقها ، حيث أن ميساء أحست بذلك لما فارقته لفترة من الوقت ، انطلقت أسارير فريدة و أرادت أن تعرف هل حقا أحس عماد بفقدها أثناء غيابها فأكدت عليها ذلك و أخبرته انه يحبها و لكن بطريقته الخاصة ، انفجرت شفتاها بالابتسامة الراضية .

* * *

تحولت فتوح بعد طلاقها إلى كومة أحزان ، أشفقت عليها مها و أدركت أن ذبولها لا يدل إلا على حبها العميق لزوجها ، فحاولت مرارا الاتصال به تستميله إعادة ابنتها ، بيد انه رفض ، لم يشأ أن يعيد ذكريات الماضي و ألمه المستمر ، أما أولاده فقد انشدوا إليه أكثر من والدتهم ، وهو ترك فراغا كبير في حياة فتوح ولم تستطيع التحمل ونالت مشاعر الوحدة السيط الأكبر في حياتها فمرضت ورقدت في المستشفى لتتعالج، من قرحه في معدتها ، وفي هذا الوضع استعادت شريط حياتها .
رن جرس الباب فتحت ميساء الباب ، فإذا بفتوح أمامها ، رسمت ابتسامه راضيه على شفتيها و نشدتها عن حالها، اطمأنت ميساء بلهجة فتوح ثم انطلقت تتحدث دون حرج و تعتذر لميساء لأنها كانت السبب في مشاكلها وقالت أيضا أنها أدركت ظياعها بعد فوات الأوان حتى أولادها فروا منها بدون زيارة رغما مكوثها أياما تعالج قرحتها .
وأنها كانت تغار على محمد من ميساء لأنها صغيره و جميله و متدينة و مثقفه ، وزوج فتوح منبهر منها ، وان ميساء كانت أفضلهم جميعا في حكمتها و اتزانها وان الغيرة هي لتي أوصلتها لخسارة عشها الزوجي ، وطالبة من ميساء أن تعيدها إلى زوجها .
ثم قامت فتوح وضمت ميساء إلى صدرها و دموعها تختلطا ببعضها و تصهر كل مشاعر الحاسد و الغيرة ثم انصرفت .
اتصلت ميساء بمحمد وطلبت لقاءه ، وعندما التقت به أخبرته بأن يرجع إلى فتوح فلقد تغيرات وهي مستعدة أن تبقى رهن إشارته طوال الحياة وأخبرته بأنها تحبه بجنون وان ما فعلت ذلك إلا بدافع الغيرة .
صمت محمد ثم رفع إلى ميساء عينان حائرتان فأصرت ميساء أن يعيد فتوح إلى منزلها . عادت فتوح إلى زوجها ذليلة خاضعة .

تمر الأيام بحلوها و مرها على تلك القلوب الجريحة و النفوس المضطربة مابين لحظة حب و شوق ولحظة حزن و الأم كل يرغب في أن يجدد حياته إلى الأفضل ، فقد حملت ميساء مره أخرى و عاد الأخوة يتزاورون تشدهم هذه المرأة الدافئة بإيمانها وقوتها تحتضن مشاكلهم ، وولدت بنت سميت (أمينة) ، وفي عامها الأول إقامة ميساء في بيتها احتفالا رائعا دعت إليه الاخوة و زوجاتهم ، و اجتمعوا ليطفئوا شمعتها الأولى ، فهذه البراعم ستتفتح دائما بأزاهير جميلة وتتغنى بأنشودة المحبة الخالدة .




http://i62.tinypic.com/10cs2sg.jpg


انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب انتدابات مناظرات تعيينات اكتتابات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في
تونس والجزائر موريتانيا والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا

من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img163.imageshack.us/img163/7893/r6sv.jpg (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

وظائف اليوم
03-24-2015, 07:51 PM
تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني

Ecole.edunet.tn
10-14-2018, 10:32 AM
تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني
تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني
تلخيص قصة البيت الدافئ ملخص جاهز لقصة البيت الدافئ لخولة الغزويني