المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين في سطور بحث جاهز



السنة التاسعة اساسي
07-24-2014, 04:43 PM
فلسطين في سطور


حقائق حول القضية وحقوق شعبها حتى عام 1948
اعداد
د. هند امين البديرى
منقح ومعدل
________________________________________
اذا كان الحاضر هو نبت الماضي, فان المستقبل هو زرع الحاضر , ولهذا فان دراسة تاريخنا بدقة وموضوعية يعتبر امرا بالغ الاهمية لفهم الكيفية التي نستشرف بها المستقبل طبقا لتخطيط سليم .
ولما كان وضع العالم العربي الان وبعد مايزيد عن نصف قرن من تحرر معظم اقطاره من نير الاستعمار لم يركب قطار الفاعل وبقي يتخبط في قطار المفعول به . فضلا عن انه لايزال يشكل مطمحا للغزاة من كل جنس , في مجتمع عالمي تسوده شريعة الغاب ولامكان فيه للضعفاء, اذا لابد ان نتسائل هنا عن اسباب تخلفنا ؟
قد يكون واحدا من اهم الاسباب هو وجود هذا الورم السرطاني الذي استشرى في قلب عالمنا العربي واعني به " اسرائيل " هذه الدولة السفاح التي زرعت عنوة في قلبنا فمزقتنا شر ممزق , وبددت ثرواتنا وقوتنا لاكثر من نصف قرن لتعيق خطط التنمية والتطور الاقتصادي, والاجتماعي , والسياسي, والعلمي, وغير ذلك وبرغم كل ماكتب ويكتب حول هذه القضية تظل الكثير من الخفايا مستعصية على الفهم .
نحاول معا في هذا الكتيب الصغير " فلسطين في سطور " القا ء بعض الاضواء علها تكون كاشفة .
* تقع فلسطين في قلب العالم العربي الممتد من المحيط الأطلسي غرباً وحتى الخليج العربي شرقاً.وتصل بين قارت ثلاث هي افريقيا واسيا واوربا
* وهي جزء متمم لسوريا الطبيعية (سورياو لبنان وفلسطين) او مايعرف ببلاد الشام .
* تتنوع جغرافية فلسطين ما بين مناطق ساحلية ومنخفضات وتلال وصحارى، ويتنوع معها المناخ ومن ثم الإنتاج الزراعي.
* عرفت فلسطين بجمال طبيعتها وطيب مناخها وجودة صناعتها ومنتجاتها الزراعية ورواج تجارتها حتى أشير إليها ببلاد اللبن والعسل، منذ اقدم العصور كما أنها قبلة لكل الأديان السماوية.
فلسطين في العصر القديم
* تعتبر الحضارة النطوفية في فلسطين مابين عشرة لثمانية الاف عام قبل الميلاد نقلة نوعية على درب الارتقاء البشري الذي نقلته من الاقتصاد الاستهلاكي (الصيد) الى الاقتصاد الانتاجي ( الزراعة وتدجين الحيوانات).
وتعتبر مدينة" اريحا" 9000 عام قبل الميلاد اقدم مدينة محاطة بالاسوار في العالم.
* شهدت الالف الخامسة قبل الميلاد اكبر هجرة بشرية معروفة بالتاريخ خرجت من الجزيرة العربية, حاملة معها العديد من القبائل السامية, بما فيها الكنعانيون (الذين ينتسبون الى كنعان بن حام بن نوح) ,واليبوسيون ,الذين استوطنوا فلسطين.
* كما استوطن غيرهم سواحل بلاد الشام وشمالها وشرقها وكل هؤلاء من عموريون ومعينيون وغيرهم هم شعب واحد تاريخا ودينا ولغة وحضارة .
* بلغت حضارة بلاد الشام درجة كبيرة من الرقي والتقدم خلدتها اثار شامخة .ويعتبر الكنعانيون اقدم سكان فلسطين استمر حكمهم 1500 عاما متصلة واخذت البلاد اسمها منهم "ارض كنعان" التي شهدت نظما متطورة زراعيا اقتصاديا واداريا .
*بنى الكنعانيون العديد من المدن, وقد خلدت نقوش معبد الكرنك في مصر اسماء 119 مدينة في فلسطين اشهرها " يبوس "(القدس) "شكيم" (نابلس) "اريحا" "مجدو" "يافا" "حيفا" "عكا" "بيسان" وغيرها .
*كشفت الاثار والنقوش البابلية, والارامية, والفينيقية, عن حضارة متقدمة للغاية ,سواء في بناء البيوت, او القصور, او شبكات المياه المذهلة, ورقي الصناعات البرونزية ,والخزفية, والمنسوجات, وقد اثرت الحضارة الكنعانية وتاثرت بجيرانها .
* سكن اليبوسيون العرب, وهم فرع من كنعان, مدينة "يبوس "(القدس) وهي على هضبة مرتفعة, لاسباب أمنية, ولقربها من مصادر المياه, في عين جيحون واقاموا نظاما معقدا ,لجر المياه ,كما بنو اسوارا, حول مدينتهم لحمايتها, و وكانت القدس مدينة متكاملة ,منذ2000 عام قبل الميلاد.
* وقد ورد اسمها في النصوص المصرية وفي الواح" تل العمارنة" وفي وثائق "عبلا" في سوريا وعرفت المدينة ايضا باسم" اور سالم" او "شاليم "و هو اسم اله السلام عند الكنعانيين.
* توسعت مصر في بلاد الشام كلها مابين 1580-1200 قبل الميلاد , وتؤكد الاكتشافات الاثرية هذا الحضور القوي .
في عام 1200 قبل الميلاد ايام حرب طروادة دخل الفلسطينيون, ارض كنعان من جزر كريت ,وبحر ايجة ,واستوطنوا الساحل الجنوبي من غزة, وحتى جبال الكرمل, ثم استولوا على العديد من المدن الكنعانية الهامة ,مثل غزة ,وعسقلان واسدود, وغيرها .
* امتزج الفلسطينيون مع الكنعانيين تماما واخذوا عنهم لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم واصبحوا شعبا واحدا واعطوا للبلاد اسمهم. وازدهرت فلسطين في عهدهم ازدهارا كبيرا.
* دخل فلسطين من الشرق , في هذه الفترة جماعات من القبائل الرعوية الرحل , اطلق عليهم اسم" عبيروا" او "العبرانيون ", اخذ هؤلاء عن" الكنعانيين" لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم وشعائرهم الدينية .
* تحول هؤلاء الرعاة حولي سنة 1100 قبل الميلاد الى قوة حربية وانتزعوا مدينة "اورسالم" من اصحابها اليبوسيين ,وأسس "شاؤول" مملكة عبرية صغيرة انقسمت بعد حكم سليمان الحكيم الى مملكتين ," اسرائيل" في الشمال, "ويهوذا" في الجنوب .
* في سنة 959 ق.م. بدأ بناء هيكل سليمان ب"أورسالم", بمعاونة ملك صور الفينيقي .
الذي دمره الامبراطور البابلي" نبوخذ نصر الثاني " في عام 586 ق.م.ونقل اليهود الى المنفى في بابل فيما عرف باسم "السبي البابلي".
* غزا, "قورش الكبير" ملك فارس في عام 539 ق.م. ,بابل وأسس الامبراطورية الفارسية الاخمينية , باسطا سيطرته على المنطقة بما فيها منطقة المشرق العربي .وحتى عام 330 ق.م.( عندما غزاها الاسكندر الاكبر, المقدوني التي اتسعت امبراطوريته, من سوريا غربا وحتى حدود الهند شرقا, "الامبراطورية السلوقية" ).
* أعيد بناء الهيكل عام 536 بعد سماح الملك قورش في عام 539 ق.م.بعودة اليهود الى فلسطين من بابل .
في عام 63 ق.م. احتل الرومان "اورشليم"بعد ان استولوا على ماتبقى من الامبراطورية السلوقية.
* اندلعت الثورة اليهودية الاولى على الحكم الروماني في فلسطين عام 66 ق.م.
* ومع انلاع الثورة الثانية عام 77 ق.م. دمر الامبراطور الروماني "تيطس" اور شليم والهيكل اليهودي .
* في عام 260 ميلادي اجتاح الفرس سوريا واسروا الامبرطور الروماني فاليريان .
ومنذ عام 632 اخذ الفتح الاسلامي ينتشر بفتح فلسطين وسوريا والعراق, ومصر وغيرها, محققا انتصارات صخمة , على الفرس والبيزنطيين.
تسلم سيدنا "عمر" رضوان الله عليه, بيت المقدس صلحا في عام 636 م وكانت آخر ماتبقى من فلسطين بأيدي البيزنطيين .
على نحو ماتقدم نلاحظ ان اليهودكانوا:
* كباقي الغزاة ,وكان وجودهم في فلسطين عابرا ومضطربا ومتقلبا , ولم تتجاوز فترة حكمهم في فلسطبن 400 عام .
كما لايمكن اعتبار اليهود قوما, او جنسا, وذلك بسبب اختلاطهم بالاجناس الاخرى , من خلال عمليات التهويد حيث انهم قاموا بتهويد الكنعانيين المقيمين في منطقة الجليل بالقوة.
كما انهم ,بعد تدمير مملكتهم على يد تيطس, عام 70 ميلادية وتهجيرهم الى روما , عملوا على تهويد بعض السكان هناك, الامر الذي أدى الىطردهم منها.
حيث تابعوا عمليات تهويد, العبيد, وشعوب الخزر, وشعوبا اخرى خلال تشتتهم الطويل, وهو مايعني تزاوجهم مع هذه الشعوب المختلفة , الامر الذي جعل اليهود خليطا متنافرا .
* وعلى هذا النحو لاتوجد خصائص مميزة لليهود كمجموعة بشرية , ولم يبقى مايجمعهم سوى الدين, اما الخصائص المميزة لهم, فقد اكتسبوها بفعل الظروف, الاجتماعية, والوظيفة الاقتصادية ,عبر القرون تبعا للتعاليم التلمودية . وبرغم الطابع الانعزالي والقبلي, للديانة اليهودية فقد ضاعت الوحدة العنصرية, كما فقدوا اللغة المشتركة .
* لم يترك اليهود اثرا لاي حضارة لهم على ارض فلسطين, يدعم هذه الحقائق ,الاثاريون الاسرائيليون وغيرهم من علماء الاثار الغربيون .
فقد صرح البروفسور" زئيف هيرتزوج" عالم الاثار الاسرائيلي, في جامعة تل ابيب بانه,"بعد سبعين عاما من الحفريات المكثفة في أرض اسرائيل ,لم يكن هناك شيىء على الاطلاق, حكايات الاباء مجرد اساطير" .
كما قال ايضا : " سيصدم الكثيرون في العالم ,وليس فقط مواطنوا اسرائيل, وأبناء الشعب اليهودي, لدى اطلاعهم, على الحقائق التي يعرفها منذ زمن, علماء الاثار الذين يقومون بأعمال الحفر, في أرض اسرائيل , ففي العشرين سنة الاخيرة كان هناك ثورة حقيقية, في نظرة الباحثين الاسرائيليين, للتوراة كمصدر تاريخي , كانوا حتى الان يبحثون عن ادلة ميدانية, لاثبات حكايات التوراة, هم يوافقون الان على ان مراحل تشكل شعب اسرائيل كانت مختلفة تماما عما ورد في التوراة ".
* بل ان الحفريات الاسرائيلية ذاتها, أكدت ان فلسطين ,كانت خاضعة للحكم المصري حتى اواسط القرن الثاني عشر قبل الميلاد , وبأن المصريين اشرفوا على حكم البلاد من خلال مراكز ادارية, اقيمت في "غزة", "ويافا", "وبيسان".
* واذا كان هذا ماقاله علماء الاثار الاسرائيليين والاجانب ,فان علماء المصريات, عربا واجانب , اكدوا عروبة فلسطين ,طبقا لمراسلات تل العمارنة التي ترجع للقرن الرابع عشرقبل الميلاد. وان المصريين كانوا يطلقون لفظة "كنعان" على بلاد الشام .
* ولأهميتها الإستراتيجية البالغة ظلت فلسطين مطمحاً لكل الغزاة عبر العصور. وتناوب عليها , الاشوريين, والكلدانيين( البابليين ) والفرس, والمقدونيين, والرومان ,وقد اجتاز الفلسطينيون كل هذه التقلبات, متماسكين على أرضهم اثروا وتاثروا دون ان يفقدوا هويتهم او ارضهم .
يتضح لكل ذي عين كيف ان فلسطين موغلة في عروبتها وان الوجود اليهودي لم يكن الا مرحلة عابرة في تاريخهاالطويل.
فلسطين في العصور الوسطى
* بدأ الفتح الاسلامي لفلسطين منذ عام 632 واستمر حتى تم فتح القدس عام 636. ولم يحدث الفتح الاسلامي تغييرات ديموغرافية, او استعمارية,في البلاد , لقلة عدد الفاتحين, ولانسجام الشعبين تاريخا, ولغة, وعادات, وتقاليدا.
* كما انحصر اهتمام الفاتحين, بنشر الدين الجديد, وكان سكان فلسطين جميعهم تقريبا مسيحيين اعتنق العديد منهم الدين الجديد, وبقي الاخرين على دينهم حتى اليوم .
* استمر الحكم الاسلامي لفلسطين نحو الف وثلاثمائة عام تقريبا بشكل متصل.
بداية من عام 638 م في صدر الاسلام وحتى اواسط القرن الثامن ,الذي شهد زوال دولة بني امية, وقيام الحكم العباسي . امتدت هذه الفترة حتى عام 970 م.
امتد حكم العباسيين حتى عام 1258 حين اجتاحت, جحافل المغول العالم العربي ,وسقطت بغداد عام 1258 م ,وتصدى المماليك, بقيادة بيبرس وحلفائه لجيوش هولاكو وانتصروا عليهم في عين جالوت عام 1260 .
* كانت فلسطين قد اخذت تتعرض لحرب الفرنجة, التي دعا اليها اوريان الثاني منذ 1095 حين احتلت بيت المقدس عام 1099 وتتالت الحملات على بلاد الشام ومصر وتونس. حتى حرر صلاح الدين الايوبي القدس عام 1187 .ثم اتم بيبرس وحلفاؤه مابدأه صلاح الدين, حين تمكن من هزيمة الفرنجة عام 1291 .
* استمر الحكم المملوكي الاسلامي , على مصر وفلسطين اكثر من قرنين ونصف القرن .
* ثم اخذ نجم بنو عثمان في الصعود منذ القرن الرابع عشر وتوسعت دولتهم بالتدريج على حساب الدولة البيزنطية ,حتى توجت فتوحاتهم عام 1353 بفتح القسطنطينية, وتم استبدال اسمها" باسلام بول" او "استنبول" لتصبح عاصمة الامبراطورية العثمانية.
* خضعت فلسطين للحكم العثماني الاسلامي , عام 1516 وحتى عام 1918 اى نحو 400 عام وبرغم هذه الفترة الطويلة ظلت فلسطين محتفظة بطابعها العربي , فقد انحصر الحكم العثماني في بسط السيطرة ,وفرض الضرائب , واستنزاف الموارد, ولكنه لم يحدث خللا ديموغرافيا او جغرافيا للبلاد .
* وبرغم الاحتلال العثماني الطويل , ظلت فلسطين, عربية الهوى والهوية .
* نالت القدس اهتماما كبيرا على يد سليمان القانوني العثماني ( 1520-1566) فقد اعاد بناء اسوار المدينة التي بلغ طولها ميلين والتي لاتزال قائمة حتى اليوم ,وانتهى العمل به عام 1541.
* كما اصلح قنوات القدس, وشق الجديد منها, وبنى البحيرات, والنافورات كما رمم الحرم, واوقافه, و مسجد قبة الصخرة , وبعض المدارس .
* وقد سمح لليهود بالدخول للقدس والتعبد فيها وعوملوا كمواطنين عثمانيين , وتقلدوا مناصب حكومية .
كان عدد اليهود في القدس عام 1567 ( 115) يهوديا .( الدباغ بلادنا فلسطين ج1 ق 1).
* حتى العهد المملوكي لم يبد اليهود اي اهتمام بالحائط الغربي للحرم ( حائط البراق ) فقد ظل اليهود يصلون على جبل الزيتون, وعند بوابات الحرم,.
* وعندما منعهم الفرنجة من دخول القدس, أيام الغزو الصليبي , اخذوا يصلون عند الحائط الشرقي للحرم , وربما بسبب هجمات البدو, زمن الحكم المملوكي, في اوائل القرن السادس عشر ميلادي ,بعيد دخول العثمانيين المدينة , غيروا وجهتهم نحو الحائط الغربي . ( كارين ارمسترونج)وايضا (وليد الخالدي , الصهيونية في مائة عام).
* وقد كان هذا المكان في عهد هيرودس الادومي( الذي استمر حكمه من 37 قبل الميلاد الى 4 بعد الميلاد )جزء من مركز تجاري ولم تكن له اي اهمية دينية .
* عاش اليهود ازهى عصورهم الذهبية في ظل الاسلام اينما وجدوا في فلسطين, وفي الاندلس ,وفي الدولة العثمانيةوولاياتها, وفي كل البلاد العربية,.
* لاريب ان وجود اليهود في اوربا,سبق هدم معبدهم عام 70 ميلادي ,بنحو سبعة قرون ,وانحصر دورهم في اعمال التجارة و المال والوساطة , وكانوا غرباء في هذه المجتمعات ومختلفين في كل شيء.
* بعد الحروب الصليبية,انحصردورهم باعمال المال حتى اصبح من القرن الثاني عشر الميلادي ومابعده مرادفا في المجتمع الاوربي "للربا الفاحش".الذي ذاق منه الاوربيون الامرين .
*وحين فقدوا دورهم الاقتصادي, تعرضوا للطرد, من انجلترا عام 1290 ولم يسمح لهم بدخولها ,الا بعد اربعة قرون . ومن فرنسا عام 1306 ثم ثانية في 1394,ومن البرتغال ومن اسبانيا عام1492,( وهو عام سقوط الحكم العربي الاموي لاسبانيا الذي امتد منذ عام 711 م وحتى العام المذكور اي نحو ثمانمائة سنة ) وقد دام هذا الطرد خمسة قرون , ثم طردوا ايضا في مناسبات عديدة, من دول المانيا المختلفة .
وهكذا نلاحظ كيف ان اليهود لم يكن لهم وجود يذكر, في فلسطين , طوال ثمانية قرون , و عوملت الاقليات اليهودية, أحسن معاملة في فلسطين, وكل الدول العربية, تحت الحكم الاسلامي المتسامح ,وفي ظل الحكم العثماني, حيث تم اعتبارهم مواطنين, لهم كامل حقوق المواطنة . وايضا في الاندلس ايام حكم العرب , في نفس الوقت الذي طردوافيه وشردوا من كل دول اوربا.
فلسطين في العصر الحديث والمعاصر
* شهد القرن الخامس عشر تصاعدا في اضطهاد اليهود في كل اوربا حيث كان يتم ترحيلهم من مدينة لاخرى .
* وفي الربع الاول من القرن السادس عشر أعلن المصلح الديني البروتستانتي , "مارتن لوثر كنج" عام 1523 في كتابه "المسيح ولد يهوديا" . تبنيه لفكرة ,ان اليهود هم ابناء الرب, والاخرين هم الغرباء , والتي كانت ايذانا بانطلاق المسيحية الصهيونية .
* بعد انفصال انجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية بأمر الملك هنري الثامن , عام 1538 راجت البروتستانتية, التي انتعشت معها المسيحية اليهودية .
* اعتبرت انجلترا (التي لم تكن تسمح لليهود بالاقامة فيها) بعد ذلك ,نفسها صاحبة مهمة مقدسة, في عملية بعث اليهود ,واعادتهم الى "اورشليم ", كخطوة ,نحو تحقيق عودة المسيح المنتظر, ليحكم العالم الف عام سعيدة. "المللينية " (مروان البحيري , اليهود في اوربا الغربية مابين 750 –م 1850,القضية الفلسطينية , اتحاد الجامعات ).
* كما راجت هذه الفكرة , في الاوساط الادبية, و الفلسفية والسياسية , خلال القرنين السابع والثامن عشر.
لاشك ان الدافع الديني, كان احد العوامل التي وقفت وراء دعم. اقامة كيان يهودي, ولكن هناك العديد من العوامل الاخرى ,كانت هي الاقوى والمحرك الاساسي نحو تحقيق هذه الغايةونقصد بها "المصالح والاطماع الامبريالية " .
* فإثر احتلال فرنسا لمصر,عام 1799, استشعرت بريطانيا المخاطر التي تهدد مصالحها, خاصة بعد ظهور اعلان في جريدة الشعب الفرنسي الرسمية , يدعو يهود اسيا وافريقيا الانضمام الى نابليون ومساعدته في "استرجاع "القدس القديمة"!!! .
كان نابليون قد احتل غزة ويافا لكنه عجز عن فتح عكا , وسواء كانت دعوته بهدف نيل دعم اليهود له, في ظل ظروفه القائمة , او لاقامة محمية يهودية في فلسطين تحت الرعاية الفرنسية .
* فان فكرته لم تحظى, بدعم اليهود, في حينها , وان راقت للبعض منهم , من الذين أدركوا في تلك الفترة المبكرة, أهمية الاستفادة, من ثروات اليهود الضخمة, في بناء كيان يجمعهم, كما ألهبت خيال البعض الاخر بحلم اقامة هذا الكيان .
سعت انجلترا بعدها الى تشكيل جمعية فلسطين فى لندن في عام 1804.
* بيد ان توسعات محمد علي والي مصر وسيطرته على بلاد الشام كانت وراء استشعار بريطانيا, للخطر الكبير, الذي يتهدد مصالحها الإمبراطورية ,باعتبار بلاد الشام على طريق مستعمراتها في الهند.
* ولأسباب استعمارية اخرى, اندفعت بريطانيا بكل قوتها, للاستئثار بمشروع توطين اليهود في فلسطين, انطلاقا من قناعتها التامة, بأن من شأن مثل هذا المشروع ,ان يشكل حاجزاً بشرياً في وجه توسعات محمد على، كما سيكون ضماناً لأمن مواصلات الطرق الى مستعمراتها الشرقية ، باعتبار أن اليهود, سيكونون أداة مخلصة لها في المشرق العربي.
* وكان وراء دفع بريطانيا لتحقيق هذا المشروع, الاستعماري , التقاء المصالح بين كل من موسى مونتفيوري, اليهودي البريطاني, واللورد شافستسبري , واللورد بالمرستون ,وزير الخارجية البريطاني آنذاك, وغيرهم .
* حتى ان بالمرستون,- ودون الانتظار لموافقة الدولة العثمانية المنشغلة في نزاعها مع محمد علي،- قام بإنشاء أول قنصلية بريطانية في القدس, عام 1839 لأسبابه الاستعمارية البحتة.
* وكانت إحدى مهام القنصلية, رعاية شؤون اليهود وترتيب إقامتهم, بدعوى حماية الأقليات في فلسطين .
في 11اغسطس عام 1840 كتب بالمرستون الى السفير البريطاني في القسطنطينية يحثه على اقناع السلطان بتشجيع اليهود على العودة والتوطن في فلسطين .
* وذكرت صحيفة التايمز اللندنية ,في17 اغسطس من العام نفسه حول ارجاع اليهود ,مايلي:"لم يعد اقتراح وضع الشعب اليهودي في ارض آبائه بحماية الدول الخمس مجرد فكرة بل اعتبارا سياسيا جادا".
* وقد تأسست اول اسقفية انجليكانية بروتستانتية في القدس عام 1841
,يرأسها" ميشيل اسكندر" الذي كان قد تحول من اليهودية الى المسيحية , وكان خبيرا بالنشاط التبشيري بين اليهود.
ان دبلوماسية الارساليات التبشيرية كثيرا ماتقاربت مع توجها ت الامبراطورية خلال القرن التاسع عشر.
* ففي عام 1844ترأس الكاهن" ت .كرايبس" جمعية بريطانية, مكرسة لتأسيس دولة يهودية" من الفرات الى النيل, ومن البحر الابيض المتوسط, الى الصحراء".مبررا أهمية المشروع ,بانه يقوي الامبراطورية ,بحراسة الطريق البري الى الهند .
* وفي نفس العام اقترح الكاهن "براد شو" ان يخصص البرلمان اربعة ملايين جنيه لمساعدة اعادة اليهود الى فلسطين شرط ان تجمع من الكنائس.
* جدير بالذكر , ان هناك العديد ,من مشاريع اسكان اليهود في فلسطين وضعها ساسة ,ورجال دين, بريطانيين , في تلك الفترة .من امثال "تشرشل", و"منتوفيوري", و"جولر", وغيرهم .
* وفرنسيين ايضا نذكر منهم ,"جوزيف سلفادور", الفرنسي اليهودي , الذي دعا الى تأسيس "دولة يهودية", لتصبح صلة وصل بين العالم الغربي والشرقي,لتحقيق وحدة الكرة الارضية بأسرها, لتصبح معه القدس ,العاصمة العالمية ,للتكتلين موحدي الشرق والغرب!!!!.
* ولتحقيق هذه الغاية, نصح اليهود ,باعتناق المسحية اولا , كي يصبحوا اقدر فيما بعد, على تحويل المسيحيين,الى اليهودية .
* و في عام 1847 اعلن بالمرستون انه بامكان اي يهودي في اوربا يعاني من اي اضطهاد ,طلب الحماية من القنصل البريطاني في فلسطين.
* اثر هزيمة محمد علي, و بعد حرب القرم, زادت الديون الخارجية على الدولة العثمانية , (الامر الذي شكل بداية نهايتها) حين اخذ النفوذ الاجنبي في الدولة العثمانية وولاياتهاالعربية بالانتشار و الازدياد .
* كما ازداد تنافس الدول الاستعمارية الكبرى مابين 1860 -1880 , مثل فرنسا, وايطاليا, والنمسا, وروسيا القيصرية, للاستيلاء على مزيد من المستعمرات .
من خلال الحصول على, امتيازات, في ولايات الدولة العثمانية ,وشراء اراضي ,واقامة قنصليات , ومؤسسات, دينية, و ثقافية, وصحية, وخدمات اخرى مغلفة بثوب ديني.
* الا ان انجلترا هي التي فازت في هذا السباق المحموم, لانشاء كيان لليهود في فلسطين .
* الامر الذي عرض مستقبل فلسطين للخطر الداهم , بسبب تفرد نوع الغزوة الانجلو- صهيونية , وأهدافها الاحتلالية الاجلائية الاستيطانية العنصرية .
فبرغم كل صنوف الغزوات والغازين على فلسطين , عبر العصور الا انها لم تؤثر عليها بشكل جوهري سواء على ارضها او شعبها ,كما فعلت هذه الغزوة.
* تجدر الاشارة هنا الى بروز مشكلة الفائض البشري اليهودي في اوربا ,اثر تغير نمط الانتاج من زراعي, الى صناعي, مع بداية القرن التاسع عشر, بعد التحول من النظام الاقطاعي ,الى النظام الرأسمالي , ,و الذي ساهم في تهميش دور اليهود التاريخي, القائم على اعمال الوساطة, والتجارةو والربا , فتدهورت اوضاعهم بعنف .
* مادفع بموجات كبيرة من المهاجرين الى اوربا الغربية, التي كانت تشهد فترة رواج اقتصادي , دفع اليهود المقيمين فيها للاندماج في مجتمعاتهم (عن طريق التزاوج الذي بلغت نسبته نحو 50%). ومما ساعد على الاندماج ايضا, رواج الافكار التحررية, التي سادت بعد الثورة الفرنسية , والاستقلال الامريكي, فضلا عن بروز, تيار اصلاحي جديد ,لتطهير الدين اليهودي من محتواه العنصري والقومي.
* وعلى هذا النحو ,اضحت هجرة يهود شرق اوربا, وبالا على يهود اوربا الغربية, لما نجم عنها من ضغوط اقتصادية, كان لها انعكاسات سلبية على المجتمعات الغربية بكاملها, عادت معها فكرة معادات السامية من جديد.
وقد اصبحت هذه الفكرة منذ الان فصاعدا , احدى الدعامات الهامة في دفع اليهود نحو التوجه الصهيوني كفكر استعماري ,لحل مشكلة اقتصادية,اجتماعية , بالتوازي مع حركة التوسع الاستعماري الغربي .
* و قد كانت جهود مؤسس الفكر الصهيوني, اللورد" شافتسبري" - الذي كان يطالب بحل المسالة اليهودية, والتخلص من الفائض البشري اليهودي عن طريق ايجاد قاعدة للاستعمار, والحضارة الغربية, في قلب الدولة العثمانية ,- قد كللت بالنجاح, حين أسس صندوق اكتشاف فلسطين عام 1838. وافتتح القنصلية البريطانية بالقدس عام 1839 .
* وهكذا استغلت البرجوازية والراسمالية الغربية اليهودية و البريطانية , الفكر الديني ,ووظفته بما يخدم مصالحها ,فقام منظروها بتغليف الاهداف ,الامبريالية الاستيطانية الاحلالية الاجلائية لليهود, بأفكار دينية وعملوا على احياء فكرة "أرض الميعاد" , وروجوا, للخلاص اليهودي ,و للفوائد الجمة التي سيجنيها اليهود, وفرص العمل الكبيرة ,والاستثمارات الضخمة, فيما اذا اصبح لهم وطن خاص بهم .
* لعبت القنصلية , البريطانية دورا كبيرا في تثبيت اقدام اليهود في فلسطين , بواسطة تجميعهم, ومنحهم فرص عمل في مزارعها , ثم في منحهم, جوازات سفر بريطانية, لتسهيل تملكهم للاراضي . عبر الالتفاف حول القوانين العثمانية القاضية ,بحظر إقامتهم ،أوامتلاكهم للاراضي في فلسطين .
* ولكنهم ,كانوا يحصلون على أراضي الدولة, بواسطة, دفع رشاوى للولاة العثمانيين .
* وقد توجت مساعي ,شافتسبري, و بالمرستون ,ومنتفيوري, باصدار اعلان ,مسئولية بريطانيا,عن تحقيق مشروع اسكان لليهود فى فلسطين فى 17 فبراير 1841, بما يمكن اعتباره مسودة لصك بالفور عام 1917 اللاحق..
* وكان دافيد جوردن (1826 -1886 ) قد نادى بما اسماه "دين العمل" و"العمل اليدوي " مشددا على اهمية استعمار اليهود لفلسطين لتحويل اليهود الى أمة كغيرها من الامم.
* واستجابة لهذه الدعوة تأسست عام 1861 " المؤسسة العبرية اللندنية لاستعمار الاراضي المقدسة ".
* وفي عام 1861 تأسس " التحالف الاسرائيلي العالمي في فرنسا بقصد حماية اليهود وتحسين احوالهم في العالم بشكل عام وفي الاراضي الاسلامية بشكل خاص .!!
* وقد حصل هذا التحالف عام 1870 من الدولة العثمانية على 2600 دونم من الاراضي, وأنشا عليها مدرسة "ميكفا اسرائيل" (بمعنى امل اسرائيل ) بهدف تدريب اليهود على الاعمال الزراعية, وتوطينهم في فلسطين على نطاق واسع .
* كما تأسس عام 1865 صندوق استكشاف فلسطين , وبرغم واجهة" التنقيب الاثري" , التي توارى خلفها الا ان أ هدافه الاستعمارية كانت واضحة , فقد أعلن رئيسه "ان فلسطين ملك لنا وهي ارضنا التي نتوجه اليها كأساس لكل امالنا ".
* وتشي طبيعة من تولوا القيام بالمهمة في هذا الصندوق بأهدافه فمعظمهم , من ضباط وزارة الحربية, وسلاح الهندسة الملكية,ورجال المخابرات.
* والذين أصبح لهم شأن في الاستعمار البريطاني , لفلسطين ومصر لاحقا , ومنهم ,لورنس اوليفانت ,كوندرو, وكتشنر.
* ولورنس هذا هو الذي وضع عام 1880 , مشروعا للاستيطان , في منطقة واسعة, ذات استقلال ذاتي , ضمن محمية بريطانية في منطقة سوريا الجنوبية , وأطلق عليها اسم "أرض جلعاد".
* وطالب بانشاء خط سكة حديد يربطها مع حيفا ودمشق ومصر 0 وحظي مشروع اوليفنت على موافقة وزير خارجية بريطانيا, آنذاك, اللورد" سالزبوري" , وعلى موافقة رئيس الوزراء البريطاني , اليهودي" دزرائيلي " وكان يشار الى أوليفنت, بأنه "الماشيح" او "قورش الثاني".
* في حين ان كتشنر, كان يرى, ان فلسطين ارضا تخص اليهود
* اما كوندرو, فقد كان لمقالاته, وابحاثه, اثرا كبيرا في تزايد هجرة اليهود الى فلسطين .
* جدير بالملاحظة, ان عمليات الاستيطان في فلسطين كانت بالنسبة لاوليفنت, وروتشيلد, ومنتوفيوري, وغيرهم, عملا استعماريا, سيعود بفوائد اقتصادية, وسياسية, بعضها فوري, والاخر طويل المدى.
* وفي عام 1868 اسست جماعة استيطانية مسيحية صهيونية, تدعى " فرسان الهيكل" سبع مستوطنات, في فلسطين .
* كما أسست بريطانيا ,في نفس العام , صندوقا لمسح سيناء, والقيام بالأعمال الطبوغرافية الأخرى ، لتكون كبديل, لاسكان اليهود فيها, فى حالة عدم تمكنهم من فلسطين.
* وكإجراء عملي، أرسلت انجلترا عام 1871 لجنة فنية متخصصة إلى فلسطين لمسح أراضيها من تل القاضي, في أقصى الشمال, إلى بئر السبع, في أقصى الجنوب, واستغرق عملها ست سنوات كاملة . وكان ذلك بهدف تحديد تخوم مشروع الإسكان اليهودي ليحظى بأخصب الأراضي وأهمها استراتيجية وقرباً من مصادر المياه.
* وفي 30 ديسمبر من عام 1881 نوقش في مؤتمر" فوكساني" في رومانيا موضوع هجرة اليهود واستيطانهم في فلسطين , قام بالتحضير لهذا المؤتمر "لورنس اوليفنت" المشار اليه انفا .
* في عام 1882 تدفق يهود شرق اوربا, الى كل انحاء العالم, حتى بلغ عدد من هاجروا نحو 30 مليون يهودي استقر نحو 80% منهم في الولايات المتحدة الامريكية , واطلق على هذه الهجرة ,بالهجرة اليهودية الكبرى.
• في نفس هذا العام تأسست جماعة" احباء صهيون" في روسيا .وبدأت عمليات هجرة جماعية الى فلسطين,( الهجرة الاولى ) قامت بها جماعة البيلو.
• وكانت موجات العداء لليهود في وسط اوربا قد تصاعدت مابين 1879-1881 .
• ومع ازدياد النشاط الاستعماري البريطاني ,- منذ تولى دزرائيلي, البريطاني الصهيوني , رئاسة الوزارة للمرة الثانية عام 1874- ثم ما تبعه, من احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 وتوطد أقدامها في المشرق العربي. انتعشت امال الصهيونية , في دفع بريطانيا باتجاه توطينهم, في وادى عربة, فى جنوب فلسطين ما بين عام 1883-1884.
• وبالفعل قدمت الحكومة البريطانية في مصر كل التسهيلات , لانجاز تلك المهمة , ولكن لاسباب متعددة لم ينجح المشروع .
• وفي عام 1883 تبنى البارون" ادموند روتشل" الثري اليهودي , قضية الاستيطان الصهيوني في فلسطين.
• في عام 1884 اقيمت مستوطنة ريشون ليزيون . وتم انشاء 19 مستوطنة اخرى , حتى عام 1900 .
• ومع تزايد هجرة اليهود من روسيا وبولونيا الى الاحياء الشرقية من لندن , وازدياد المعارضة والتخوف من ازدياد موجة العداء للسامية.
• في عام 1902 شكلت بريطانيا لجنة تحقيق, بسبب المشكلة اليهودية , شهد هرتزل امامها, بأن اليهود, يحملون معهم اللاسامية ,اينما حلوا, واقترح على الساسة الانجليز ,اقامة مستعمرة يهودية, خاضعة للتاج البريطاني, في شبه جزيرة سيناء, او قبرص, كقاعدة انطلاق لاحتلال فلسطين ,متى سنحت الفرصة.
• اثر ذلك اصدرت بريطانيا عام 1902 قرارا باغلاق حدودها في وجه المهاجرين اليهود .
• كما حاول هرتزل مع السلطان العثماني عبد الحميد,عدة محاولات لدفعه لقبول استيطان يهودي في فلسطين, ولانشاء جامعة عبرية ,ملوحا بالفوائد الجمة التي ستعود على الدولة العثمانية , في حالة الموافقة . ولكن جهوده, باءت جميعها بالفشل .
• مما قد يفسر اسباب الاطاحة بالسلطان عبد الحميد لاحقا , اثر قيام الانقلاب العثماني عام 1908, ,على يد جمعية "الاتحاد والترقي" , التي كان معظم اعضائها من يهود" الدونمة ",( الذين تظاهروا بانهم مسلمون خشية التعرض للاذى, في الدولة العثمانية ) والماسونيين, فضلا عن تأثر العديد من اعضاءها بالصهيونية .
• وبهدف دفع بريطانيا بقوة نحو إنجاز مشروع الاستعمارالاستيطاني الصهيوني, في فلسطين، أعلن هرتزل عام 1902 عن مدى أهمية مثل هذا المشروع لبريطانيا, لما ستؤمنه الدولة اليهودية في خدمة مصالحها .
• حين ستشكل رأس حربة لأوربا, وجزءاً من استحكاماتها كموقع أمامي للحضارة, في مواجهة البرابرة، يكون ذلك , مقابل ضمان تأمين وحماية أوربا لهذه الدولة .( كان هرتزل قد عرض مشروعه هذا على القيصر الالماني ويلهيلم الثاني في القدس ايضا )!!.
• الا ان التفاف المصالح الإمبريالية البريطانية مع مصالح حركة الاستعمار الصهيوني , اتت اكلها, و بلورها مؤتمر بال عام 1897 الذي ارسيت خلاله, اسس " الدولة اليهودية " وفق تعبير " هرتزل " .
الذي كان شديد الحرص على الحصول على " براءة " لاستيطان فلسطين,وماحولها,بهدف السيطرة عليها سيطرة تامة .
• من خلال تأسيس, جيش ,واسطول بحري, وفرض الجندية الاجبارية على اليهود حصرا , بدعوى ضمان حماية حدود فلسطين وسورية ,والدفاع عن الولايات العثمانية, في اسيا ضد اي هجوم, وتهجير عرب فلسطين اصحاب البلاد الاصليين .
• ويعتبر نهج هرتزل هذا , استمرارا للنهج الاستعماري الغربي الذي ظل يمارس, منذ قرون وكانت اهم ادواته "البراءات" التي كانت تمنح للشركات الاستيطانية والاستثمارية , فى اسيا وافريقيا من قبل الدول الاستعمارية الكبرىوخاصة , بريطانيا.
• كتلك البراءة التي حصل عليها "سيسل رودس" عام 1889 لاستعمار, ما وراء نهر الزامبيزي في افريقيا .اذ كان رودس, يرى, ان الاستعمار الاستيطاني, هو الحل الامثل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في اوربا .
• .وقد كان لهرتزل, مااراد فقامت "الشركة اليهودية" التي جسدتها مجموعة مؤسسات رسمية خطيرة, منها ":
• الصندوق اليهودى القومى"( عام 1901 ). الذي توضح اول مادة من اهدافه , المخطط الصهيوني الاجلائي الاحتلالي, الاستيطاني, العنصري :" ان الشركة ستعمل على استملاك الاراضي( وردت كلمة استملاك في نصوص القوانين البريطانية بمعنى مصادرة او الاستيلاء )في تركيا الاسيوية ,وشبه جزيرة سيناء ,او اي جزء منها بهدف توطين اليهود, في تلك الاراضي . وتعتبر هذه الاراضي, التي بحوزة الصندوق ,ملكا ابديا لليهود, واية حقوق فيها, في المنطقة التي تضم, فلسطين, وسوريا وأية اجزاء اخرى منها, لايجوز بيعها او التصرف فيها, الا عن طريق تأجيرها لليهود".
• في عام 1906 تأسست المدرسة اليهودية العليا في يافا .
• كما أنشات شركة تطوير فلسطين ( عام 1908 ) .
• و كذا مكتب فلسطين , في يافا , في نفس العام ,وهو وكالة مركزية للاستيطان اليهودي تحت ادارة ارثر روبين.( سجلت كلها فى لندن كشركات مساهمة محدودة ) وقد أخذت على عاتقها, مهمة تنفيذ اقامة الكيان الصهيونى فى فلسطين .
• في 1909 قررالصهيونيين العمليين في هامبورج انشاء المستوطنات التعاونية الكيبوتز والموشاف .التي اشرف عليها روبين, انف الذكر والتي اصبحت, رأس حربة الاستيطان في فلسطين .
• انشات ايضا في نفس العام مدينة تل ابيب.
• كما تشكلت في عام 1908 اول مجموعة يهودية عمالية مسلحة باسم" هاشومير" بمعنى, الحارس ,لحراسة المستوطنات وفرض عمليات الاستيطان.
• وتميزت هذه المرحلة بظهور تنظيم عمالي حزبي بين صفوف مهاجري الموجة الثانية .
• في عام 1912 تأسس حزب اجودات اسرئيل (وحدة اسرائيل )في بولندا ويدعو هذا الحزب لحل المشكلة اليهودية وفقا للتعاليم التوراتية .
• وعلى هذا النحو , اصبحت الصهيونية, منذ الآن فاصاعدا حركة سياسية ,استعمارية, عنصرية متطرفة," لا تشغلها الأفكار الدينية ,والتراث, إلا بمقدار ما تخدم الاستيطان الإمبريالي, الذي ترمي اليه", طبقا لتعريفات "هرتزل ".
• شهد عام 1904 تدفق موجات الهجرة الثانية الى فلسطين والتي استمرت حتى عام 1914 .
• وفي عام 1906 اعادت بريطانيا محاولة ثانية لتوطين اليهود في سيناء ذات القداسة ,بالنسبة لهم , حيث ارسلت لجنة فنية علمية ,متخصصة ,لمسح, اراضي سيناء, ولكن لم تكلل جهودها بالنجاح.
• فسعت بريطانيا عام 1906 لترسيم حدود فلسطين مع مصر جنوباً , تمهيدا لتحديد التخوم المزمع انتزاعها لتصبح "الوطن القومي " لليهود في فلسطين.
• خاصة وان هذا العام شهد اتصالات مكثفة بين ارثر بالفور, وحاييم وايزمان .
• ولذا عملت بريطانيا بهمة ونشاط , على تحقيق , انشاء كيان لليهود في فلسطين ,خاصة وان اللجنة الفنية لعام 1871,حددت افضل المواقع في فلسطين, ليتم انشاء هذا الكيان عليها .
• كما ان بريطانيا مارست ضغوطا قوية منذ عام 1858 لتغيير العديد من قوانين الاراضي, والشركات العثمانية, لتصب في خانة تمكين اليهود, من السيطرة على اراضي فلسطين , وعلى مواردها الاقتصادية .
• وهكذا, تكتل الصهيونيين , مع الاستعمار الامبريالي الغربي لحل المشاكل المشتركة بينهم , لتحقيق اهدافهم التوسعية ,الاجلائية ,الاحلالية ,العنصرية , على حساب العرب .
• وعلى هذا النحو نلاحظ بأن نتائج اعمال كل المؤسسات سابقة الذكر, سواء, الاستكشافية , أوبعثات التنقيب عن الاثار التوراتية , والمؤسسات الدينية التبشيرية , و المراكز الثقافية , والصحية , والمؤسسات السياسية, و الاقتصادية, و المالية والعسكرية, والبعثات الفنية , والمدارس الزراعية , على اختلاف مشاربها, صبت , في خانة خدمة الصهيونية والاستيطان اليهودي في فلسطين وعلى حساب انتزاع أراضيها واقتلاع شعبها لمصلحة اليهود, والصهيونية .
• فلسطين واحتلال البريطاني
• تميزت السياسة البريطانية بالخداع والمراوغة مع العرب, طوال ثلاثة عقود, منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى, حين تعهدت لشريف مكة بإنشاء دولة عربية, مستقلة وذات سيادة , بما فيها فلسطين، ، مقابل مساعدة الدول العربية للحلفاء.
• تزامنت هذه الوعود الجوفاء, مع الاتفاقية السرية عام 1916 بين كل من بريطانيا, وفرنسا, وروسيا, لاقتسام العالم العربي فيما عرف باتفاقية "سايكس-بيكو-سازنوف". وهو ما يعتبر انتهاكا أخر للقوانين الدولية ايضا ,كما تزامنت مع المحادثات بين بريطانيا والولايات المتحدة والمنظمة الصهيونية (1915-1917 )!
• بدأت بريطانيا على اثرها تحتل فلسطين لتستولي على نصيبها من تركة الرجل المريض ( تركيا ) منذ 30 اكتوبر 1917 حيث احتلت بئر السبع. واتمته باحتلال القدس فى 31 ديسمبر1917 , لتنهى الحكم العثمانى لفلسطين, الذى دام اربعمائة عام, لتبدأ مرحلة بالغة الخطورة فى تاريخ المنطقة العربية .
• جدير بالذكر تكوين فرقة عسكرية صهيونية بقيادة "جابوتنسكي" عام 1915 لخدمة القوات البريطانية في غزوها لفلسطين .
• كما تأسست منظمة صهيونية سرية تدعى "نيللي" للتجسس على القوات العثمانية وامداد القوات البريطانية بالمعلومات.
• بعد يومين فقط , من احتلال بئر السبع , صدر وعد بالفور فى 2 نوفمبر من نفس العام- ( وهو مايعادل البراءة التى سعى اليها هرتزل) اثر المحادثات المشار اليها سابقا.
• وقدكان لكل من الدكتور حاييم وايزمان (1874 –1952 )الناشط الصهيونى,في بريطانيا , والزعيم الامريكي ,الصهيوني, لويس برانديس,- المقرب من الرئيس الامريكي وودورد ولسون.- بالغ الاثر فىصدور الوعد, من خلال التأثير على صانعي القرار, في لندن وواشنطن .
• وتعهد بالفور في تصريحه ,باعلان عطف بريطانيا على إقامة " وطن قومي " لليهود في فلسطين. وهكذا تبرعت بريطانيا بما لاتملك لتعطيه لمن لايستحق!( للمزيد حول التصريح ,انظر:محمود حسن صالح منسي , تصريح بالفور, مع قسم خاص عن فلسطين في تقارير ييل الامريكية ,دار الفكر العربي ,القاهرة 1970)
• اعتبرت بريطانيا أن تنفيذ الوعد هو أحد أهم نتائج الحرب العالمية الأولى في المشرق العربي .
• وبالرغم من صيغة التضليل والتمويه والخداع في صياغة هذه الوثيقة, التي ندر مثالها في التاريخ , فقد فضح وعد بالفور, اطماع الاستعمار الصهيوني العنصري الاجلائي الاحلالي الذي يقوم على الغاء الاخر (حين يرد ذكر عدم الحاق الاذى بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في فلسطين)!!! .
• في الوقت الذي كان عرب فلسطين يشكلون 92% من اجمالي السكان في فلسطين. في حين لم يكن قد ارتفع عدد المهاجرين اليهود, الغرباء لاكثر من 8 % من العدد الاجمالي للسكان عام 1917 !!!
* اما مابين 1877- 1878 بلغ عدد اليهود اثر الهجرة الاولى في فلسطين 13,942 يهودي شكلوا نسبة قدرها 1ر3 % من اجمالي عدد السكان, في سناجق (ولايات) فلسطين, الثلاث: القدس ,عكا ونابلس , موزعين على 762 مدينة وقرية اما هؤلاء اليهود فقد كان بعضهم من السامريين العرب , وجل الباقي كان من الحجيج , الذين بقيوا في فلسطين , بعد ان تقطعت بهم سبل العودة الى بلادهم , بسبب حرب القرم .
* وبرغم الهجرات اليهودية المتتاليةالى فلسطين, منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر. فلم تزد نسبة اليهود حتى عام 1915 عن 3ر5 % لعدد سكان فلسطين البالغ 722.143 نسمة. ارتفعت الى 8% عام 1918 نهاية الحكم العثماني, وبداية الاحتلال البريطاني لفلسطين.
* في عام 1918 ومع بداية الاحتلال فتحت الادارة العسكرية ,أبواب فلسطين, على مصراعيها لمهاجري اليهود ,من شتى بقاع الأرض.
* لتبدأ موجة الهجرة اليهودية الثالثة عام 1919 التي استمرت حتى عام 1923 . واخذت نسبة اليهود ترتفع بشكل مضطرد اثر الهجرات المتتالية ,حتى بلغت نحو ثلث سكان فلسطين بحلول عام 1948, مع نهاية الحكم البريطاني لها.
* في عام 1918 وافقت فرنسا وايطاليا رسميا على فحوى وعد بالفور.
* كما اعلن الرئيس الامريكي ويلسون, موافقته على فحوى وعد بالفور, والمشروع الصهيوني, باعتبار انه سيحول فلسطين, الى بلد تابع للتشكيل الحضاري, والسياسي الغربي, وجزء من استراتيجيته العامة .
* ارسلت بريطانيا عام 1918 الى فلسطين مباشرة , بعد احتلالها , بعثة صهيونية مشكلة على غرار وزارة رفيعة المستوى , برئاسة وايزمان. الا ان هذه البعثة او اللجنة ,قررت تولي قيادة الانشطة الصهيونية في فلسطين, وادارتها بنفسها .
* فكان ان قدمت خطة كاملة جاهزة , لتنفيذ الوعد, واقامة دولة لليهود . تبناها بحذافيرها, فيما بعد ,صك الانتداب, .!! *
* وفي عام 1919 طالبت المنظمة الصهيونية, مؤتر السلام بفرض الانتداب البريطاني على فلسطين, والاعتراف بحق اليهود فيها.
جدير بالذكر اهتمام الزعماء الصهيونيين امثال فلاديمير جابوتنسكي ,وجوزيف ترومبلدور ,باستغلال فترة الحرب العالمية الاولى, لتجنيد يهود العالم, في وحدات تقاتل في صفوف, اعداء الدولة العثمانية, التي وقفت حائلا امام اطماعهم بفلسطين.
* ولتكون هذه القوات نواة جيش يهودي يرابط في فلسطين, بعد انتزاعها منهم.
* لصعوبة تنفيذ فكرة تكوين جيش كبير في روسيا, واختراق الحدود الى فلسطين, عبر تركيا ,رأى "ترومبلدور" العمل على تنظيم حركة( هحالوتس) الطلائع, وفتح باب التطوع امام اليهود , منذ عام 1918 ,وقد نال شباب الحركة , تدريباجماعيا مسبقا في المجالين, الزراعي, والعسكري, وانتشرت الحركة في روسيا, وأوربا الشرقية, والوسطى ,وايضا في الولايات المتحدة, اضحت معها مخزونا بشريا ,مدربا, على الاستيطان الزراعي, العمالي , في فلسطين.
* تم ترسيم حدود فلسطين عام 1922 في اتفاقية عقدت بين كل من فرنسا وبريطانيا .
* ثم اصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطانى ,( بعد ان كانت تحت حكم عسكرى , ثم حكم مدنى من 1917وحتى 1922 ) بحيث أصبحت مساحتها 27.027.023 دونم أو 27027 كم مربع. ( الدونم يساوي كيلو متر مربع واحد).


http://i57.tinypic.com/f9lfn4.jpg

انتدابات مناظرات في جميع الوزارات التونسية موقع وظائف للعرب تعيينات مسابقات توظيف عروض شغل وظائف في جميع الدول العربية في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img163.imageshack.us/img163/7893/r6sv.jpg (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

موضوع Mawdoo3
08-09-2016, 05:49 PM
فلسطين في سطور بحث جاهز